رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1239

غانم السليطي لـ"الشرق": تفعيل دور الدراما القطرية بحاجة إلى دعم الدولة

12 يناير 2016 , 05:36م
alsharq
أجرى الحوار - محمود سليمان

* استعد بـ"الكومبارس" لافتتاح مهرجان الدوحة المسرحى

* تراجع دور اليد الراعية للدراما سبب تغيبي عن الساحة

* أرفض قبول أعمال لا تحقق لى التوازن الفنى

* انسحابى من رئاسة لجان التحكيم احتراما لذاتى

* الاعلام العربى يعاني غيابا عن هموم المواطنين

واحد من أقطاب المسرح والدراما القطرية والخليجية ، وأشهرهم على الإطلاق ، إنطلق عبر العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية التى عرفت بملامستها لقضايا الناس وهمومهم ، وهو ما وعجل بشهرته وإنتشاره ، مكنته دراسته للمسرح أن يتبنى خطا معينا فى أعماله تتوافر فيها مقومات العمل الفنى المكتمل فى كل تفاصيله.

كتب عددا من الأعمال التلفزيونية وقام بدور البطولة فى الكثير منها ، لكنه إختفى منذ عدة سنوات وظهرت بعض الأصوات والأقلام التى تتسائل عنه ، وتدعوه للعودة للساحة الفنية حتى وصل بالبعض منهم أن طالب باستدعائه للمشهد الفنى بالقوه الجبرية، ثمه تفاصيل بقيت غامضه ومتشابكة تحتاج لمزيد من الايضاح منه بعد أن ظل صامتا حيالها.

انه الفنان الكبير "غانم السليطى" الذى التقته الشرق فى حوار صريح لتتعرف منه عن تلك التفاصيل وسبب الغياب وأوان العودة ورؤيته للعديد من القضايا المحلية والعربية ذات العلاقة بفنون الدراما والمسرح ، وذلك فى حوارنا التالى .

*ماذا عن الجديد لديك ؟

أقوم حاليا بكتابة نص مسرحى أنوى المشاركة به فى حفل إفتتاح مهرجان الدوحة المسرحى ، وهو عمل كوميدى ، وإنتهيت من جزء منه وأعكف حاليا على الإنتهاء منه، وهو عمل إجتماعى كوميدى يناقش قضية من القضايا العصرية الهامة ، بعنوان " الكومبارس " والقضية وإن كانت خليجية إلا أنها لا تنفصل عن المتغيرات الموجودة على الساحة الإجتماعية ، التى هى بدورها جزء من الواقع العربى ، ولم أفصح عنه سابقا لأننى لا أفضل أن أعرض مضمون العمل قبل أن يراه الجمهور حتى لا أفرض عليهم وجهة نظرى.

* هناك من يطالب الفنانين بالانتحار البطىء

اليد الراعية

*وما سبب إبتعادك لفترة طويلة عن المسرح والدراما ؟

ربما علينا ان نعيد السؤال بشكل عكسى وهو سبب ظهورى سابقا ، ومرجعه إلى أن الأبواب كانت مفتوحة أمامنا وكان هناك اهتمام من المسئولين ، والسؤال عن الفنانين والإنتاج وكان هناك نوع من الطلب والمتابعة ، وهذا الأمر لم يعد موجودا الأن حيث تراجعت اليد الراعية من قبل القائمين على شئون الدراما التى لم يعد لها وجود ، كما أننى لم يعرض على أعمال من قبل أحد ، وليس لدى القدرة على خوض تجربة الانتاج الخاص فلست مؤهلا لها لكلفتها العالية فضلا عن أعمالى ليست تجارية.

والدراما تحتاج لجهة تدعمها ويكون هدفها إظهار حقيقة مشاكل الناس وليس اخفائها، ولابد من بحث هذه الأسباب ، وحتى لا أبدو شاكيا فقد تحدثت كثيرا عن أهمية عودة الدراما فى قطر ولم يقم أى مسئول بالرد على بهذا الخصوص ، وإن بدا من كلامى أنى أشكو فأنا اعتذر للجمهور ولنفسى لأننى أعلم انه ليس هناك اذان صاغية ،

*يقال انك وقفت موقفا سلبيا من مسرحية " المرزام " اثناء عرضها فى الشارقة فما حقيقة ذلك؟

لم يحدث شيء من هذا القبيل وأعتذر عن الرد على أوهام العجزة الباحثين عن شماعات يعلقون عليها اخفاقهم الفنى.

*يتردد أنه يعرض عليك بعض الاعمال وأنت من ترفض ؟

نعم عرض على بعض الأعمال واعتذرت عنها ومبعث الاعتذار أن العمل لا يحقق لى التوازن الفنى الذى أعتز به، والتفاصيل ستكون متروكة للفنانين لأنها تتعلق بأمور كثيرة ذات طبيعة فنية وأعى جيدا أن من حق الفنان القبول والرفض .

قناعات خاصة

*متى يمكن أن نرى غانم السليطى بمهرجان الدوحة المسرحى ؟

المشاركة فى المهرجانات ، أمر يتعلق بمجموعة من القناعات الخاصة لدى ،فمنذ انطلاقتى عام 1986 وبفضل الدراسة والموهبة حددت منهج مسرحى لعملى فى المسرح من خلال تبنى خط واضح بالتواصل مع الجمهور والناس ، وقد اتخذت قرارا اعتبره من اهم القرارات فى حياتى الفنية ، وهو ان أشارك فى مهرجان واحد فقط هو المهرجان الحقيقى الذى ينقلنى لأحضان الجمهور ويجعلنى أكثر التصاقا بالناس ، وهو خط مختلف عن المهرجانات التى تقام بالمنطقة والوطن العربى.

ومن الصعب على بعد هذه التجربة أن أشارك فى لون أحترمه وأقدره لكنه لا يناسبنى، وبالإمكان أن أشارك فى التحكيم أو النقد او التعقيب ، أما المشاركة فى العروض فلى موقف خاص فيها يتعلق بمبادئى الفنية .

*وماذا عن انسحابك من لجان التحكيم فى الدورة الماضية لمهرجان الدوحة المسرحى ؟

انسحبت لان هناك من اعترضوا على وجودى وجاء إنسحابى احتراما لذاتى وقد عرضت الوزارة تكريمى كنوع من تطيب الخاطر ولكنى اعتذرت .

* حالة الفن "المخدراتى" اصبحت الغالبة على المحطات العربية

انتحار بطيء

*لدينا نجوم يغردون دائما خارج السرب فكيف يمكن استعادة هؤلاء النجوم لتكون ابداعاتهم ذات صبغة قطرية ؟

استغرب ممن يطرح هذا التساؤل ، لأنه بكل بساطة يوحى الى أنه يجب على الفنانين القطريين أن يجلسوا فى منازلهم ، والمطلوب تحريك الحالة الدرامية والمسرحية التى تحتاج لقرار سياسى ، وإذا كان هناك فى قطر دوران لعجلة الإنتاج الفنى والدرامى والمسرحى وترك فنانو قطر هذه الأعمال ، هنا يمكن أن نسألهم لماذا تعملون فى الخارج على حساب الاعمال المحلية ،أما من يطالب الفنانين بغير ذلك فكأنة يطالبهم بالانتحار البطيء أو الذهاب لمقهى الصيادين لتدخين الشيشة .

*وما هى رؤيتك لتفعيل دور الدراما القطرية ؟

كما ذكرت ارادة سياسية تدعم الدراما وتنشرها للخارج فلدينا الكثير من المتغيرات فى المنطقة فى هذا المجال من بينها تلفزيون دبى الذى أصبح أكثر المحطات مشاهده بسبب الإنتاج الدرامى والحديث عن أى اسباب أخرى يعد خروجا عن السياق ومجرد ثرثرة لا طائل منها .

"فوق البيعة"

*هل فكرة تقديم برامج اذاعية او تلفزيونية ورادة لديك أسوة بما قدمه عدد من الفنانين ؟

أغلب الفنانين الذين قدموا برامج تواجدوا فى الاصل كممثلين فى الساحة الدرامية التى تعد الأصل فى الفن ويجدون أنفسهم ومتعتهم ودورهم الحقيقي فى الحياة وخدمه المجتمع ، اما العمل فى البرامج فكما يقول اخواننا المصريين " فوق البيعة " وبالنسبة لى لا استطيع ان اقدم شيء " فوق البيعة " وأنا لا املك شيئا أبيعه .

*نحن نقترب من مهرجان الدوحة المسرحى ما الذى تأمله منه أو تتمناه له ؟

ذكرت من قبل أن لدى قناعاتى الخاصة والحديث عن مهرجان يفترض ان يكون حالة مسرحية لتتويج اعمال رائدة معروضة على الساحة للجمهور تكريما لمن قاموا بهذه الأعمال ، أما ما يتم من مهرجانات فهو تبديد لطاقات الفنانين ومحاولة لصرفهم عن دورهم الحقيقى فى ملامسة قضايا الناس ، وقد أصبحت المهرجانات عجلة تطحن عطاءات أغلب فنانى المنطقة ، وقد باتت المهرجانات العربية توازى عدد الدول الأمر الذى يعد إفراغ للفن من أداء وظيفته الحقيقة ،

غياب الأهداف الكبرى

تغييب المواطن

*وما رأيك فيما يطرح من نصوص درامية ومسرحية على الساحة المحلية والعربية ؟

مجمل ما ويظهر على السطح هو ما يشجعه المسئولين ويدعمونه وما نراه على صعيد الإعلام العربى الرسمى هو حالة من الإصرار على تغييب المواطن عن همومه وإغراقه بحكايات لا تتصل بقضاياه الحقيقية والعمل على توظيف الفن كاداه إعلامية وإعلانية.

ويصل فى بعض الأحيان إلى أن يؤدى الفن دور المخدرات المسموحة، وذلك من خلال مبررات واهية منها ان المواطن العربى مهموم ويجب أن نقدم له أعمال ترفيهية تخرجه من همومه، وهذا الأمر يعد تدميرا لدور الفن وليس تطويرا له، وللأسف حالة الفن المخدراتى اصبحت هى الغالبة فى أغلب المحطات العربية.

* لم أسىء للمرزام وأعتذر عن عدم الرد على من أخفقوا

مبادرة مسرح الريان

*أعلن مسرح الريان عن دعم الفرق وشركات الانتاج بعروض مجانية كيف ترى هذه المبادرة ؟

بالطبع تسهم مبادرة مسرح الريان فى تخفيف الاعباء الإنتاجية على المنتج ، لان الحالة المسرحية مكبلة بالتكلفة العالية ، والقرار لا شك يصب فى تسهيل الانتاج الذى ينعكس بدوره على ظهور مزيد من العروض ، ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار نوعية الأعمال التى يتم تقديمها للجمهور ، ولا يكون الأمر مقتصرا فقط على عدد العروض ، بل يجب تقديم أعمال تتميز بمضمونها أيضا ،

*هناك مقولة تقول ان الفنان كالمصلح الاجتماعى ولكن لكل منهم ادواته هل ترى ان الفن العربى حاليا يمتلك هذه الادوات ؟

للأسف هناك الكثير من الفنانين عملوا على افراغ التمثيل الحقيقى من مضمونه حتى اصبح الفن مهنة من لا مهنة له ، وأصبحنا نرى حالة التسويق للأزياء والماكياج والديكورات ومواقع التصوير ، اصبحت على حساب الحكاية والقصة الحقيقة التى يعيشها المشاهد ، وبعض المسئولين يتحدثون عن دراما هادفة لكن الممارسات تقول عكس ذلك بمطالبتهم بدراما جديدة ووظيفة الدراما منذ وجدت هى علاج أخطاء البشر وليست إعلان سياحى ، وهو ما ساهم فى اختلاط الحابل بالنابل كما يقال.

جيل الشباب

*هل هناك من الأجيال الشابة من ترى أنه يسير على خطى غانم السليطى ؟

ادعو دائما لمن يسير على نفس الاتجاه الذى سرت فيه بالتوفيق فمن يؤمن بهذا الاتجاه الذى التزمت به مع الناس وهو تقديم همومهم وقضاياهم ومن يؤمن بدراما المجتمع ادعو له بالعون من الله لان عليه من الان ان يستعد لفتح مطعم او يبيع ذره مثلى .

*كان لديك مشروع درامى يناقش القضايا المحلية لكنه لم يرى النور للان فأين ذهب هذا المشروع ؟

تقدمت لتلفزيون قطر بمشروع فى التسعينيات وكانت الفكرة ان اقدم كل جمعه نصف ساعة دراما تناقش القضايا الاجتماعية على غرار برنامج الاتجاه المعاكس ولكن بشكل درامى وتقدمت بمذكرة شرحت فيها التفاصيل ، فى وقت كنت فيه أكثر نشاطا وحضورا فنيا لكنى لم أتلقى رد حتى يومنا هذا عن هذا المشروع ، واليوم أنا فى سن لا أعتقد أنها تسمح لى بالالتزام بهذه الفكرة لأنها فكرة طموحة تحتاج لتعب ومشقة.

مساحة إعلانية