رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

6211

أكدن على ضرورة وجود مراكز لتأهيل الداعيات

الداعيات القطريات تخطين التحديات

11 يناير 2019 , 01:00ص
alsharq
الشيخ موافي عزب والداعية عبدالله السادة
تحقيق – أماني سامي:

** نورة بوهندي: الساحة المحلية ما زالت تفتقر للداعيات القطريات

** بدرية الجفيري: الخجل الاجتماعي يمنع بعضهن من الظهور

** الشيخ موافي عزب: الدعوة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الداعية

** الداعية عبدالله السادة: ضرورة أن تخضع الداعيات للتدريب قبل خوض الدعوة

شهد النشاط الدعوي النسوي حراكا ملحوظا في الوقت الذي برزت فيه ظاهرة الدعاة الجدد كما أطلق عليهن والتي يتصدر قائمتها عدد من الدعاة على مستوى الوطن العربي

وعقب أن اقتصر نشاط الداعيات على إلقاء المحاضرات الدينية التذكيرية في المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حضورا مكثفا ومشاركة فاعلة لعدد من الداعيات القطريات لمناقشة أهم القضايا النسوية إضافة إلى حرص الداعيات والمختصات في الشأن الإسلامي والعلوم الشرعية على المشاركة في كافة الملتقيات الثقافية والفكرية والتناوب عليها، وكما للدعاة الرجال حظوة جماهيرية، فقد حظيت أسماء عدد من الداعيات قلوب النساء والفتيات في المجتمع المحلي.

وعلى الرغم من دور الداعيات الهام في المجتمع إلا أن ظهور الداعيات القطريات لا يزال يكتنفه عدة تحديات هذا إلى جانب قلة الداعيات القطريات اللاتي يتوجهن لفئة الفتيات.

وقالت الداعيات خلال حديثهن لـ الشرق إن دور الداعية بصفة عامة كبير في نشر المبادئ السمحة والنصح والإرشاد والتوعية في أهم القضايا المجتمعية التي تحتاج للتوعية، وخاصة لدى فئة الشباب والمراهقات اللاتي يواجهن التحديات المجتمعية التي تقف أمام الفتاة والأم والأسرة القطرية من خلال العديد من العوامل التي قد تؤثر على الجانب الاجتماعي والأخلاقي نتيجة الانفتاح الكبير في وقتنا الحالي على الثقافات المختلفة.

في البداية تقول الداعية نورة بوهندي:

إن الساحة المحلية لا تزال تعاني النقص في عدد الداعيات القطريات وأنها بحاجة ماسة لمزيد من هؤلاء الداعيات واستقطابهن لهذا المجال وتأهيلهن على خوضه بنجاح

واعتبرت أن قلة المراكز المتخصصة والمعنية باستيعاب الداعيات وتدريبهن وإعطائهن الأسس من اكبر المعوقات التي تواجههن.

وطالبت كلية الشريعة بأن تفعل دورها بشكل اكبر وأن تركز على الجانب الدعوي وألا يقتصر دورها فقط على الجانب التعليمي.

 وأضافت: يمكن القول مع ذلك إن الداعيات القطريات الموجودات استطعن وبجدارة إثبات وفرض أنفسهن على الساحة المحلية من خلال عملهن في كافة الأماكن سواء الدعوية ومن خلال الملتقيات التي تنظم في المنازل، كما أنهن استطعن وبنجاح ايضا التعامل مع كافة الفئات والأعمار والثقافات المختلفة.

وأشارت إلى دور المرأة القطرية المؤثر والفاعل جدا في المجال الدعوي والتطوعي فهي من اكبر المساهمين فيه. واستطردت قائلة: إن مما يتعين علينا نحن الداعيات أولاً الارتقاء بالوعي في أوساط النساء ارتقاء يتجاوز مجرد الشعور بأن هناك مؤامرة على المرأة، فمستوى الوعي في داخل مجتمع الصحوة لا يزال عاجزا نوعا ما عن استيعاب متغيرات العصر، ولا يزال متدنيا ودون التحديات.

فالأمر يتطلب ضرورة أن يكون عملها وفكرها وتطلعاتها على مستوى نساء الأمة جميعا وهذا ما كان عليه الأسوة والقدوة نبينا محمد صلى الله علَيه وسلم والصحابة، وكذلك نساؤهم فقد كن دعاة خير ويعرفن زمانهن مع قلة الأخبار والاتصال وقلة وسائل المعرفة والاطلاع ومع ذلك فقد كن يحطن بما تستدعي الحاجة أن يحطن به بحسب ما تقتضيه الدعوة في مرحلتها وفي طبيعتها

والمرأة المسلمة اليوم أحوج ما تكون إلى تلك النماذج التي تتكامل فيها جوانب الشخصية المسلمة فتستطيع أن تعبد ربها سبحانه وتعالى، وتقوم بالواجب على النفس ثم تقوم بالواجب العام من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ثم تعرف كيف توازن بين هذه الواجبات، وكيف توفق بين العلم وبين الدعوة وكيف توائم بين العصر الذي يصعب استيعابه بأحداثه وبأفكاره وبآرائه وبين تاريخها وماضيها وتراثها، وبين العلم الشرعي وغيره من العلوم العصرية.

في سياق متصل يقول الشيخ موافي عزب إن ظهور الداعيات في البرامج المرئية فيه خلاف كبير لكن ظهورهن في البرامج المسموعة ليس به أي إشكالية شرعية لاسيما أن أمهات المؤمنين، رضوان الله عليهن كن يخاطبن الصحابة في الأمور الشرعية من وراء حجاب.

واستطرد قائلا، أما فيما يخص الداعيات القطريات فإن الأمر يرجع إلى طبيعة الداعيات أنفسهن وطبيعة أسرهن وعاداتهن وتقاليدهن فالبعض منهن قدمن برامج تلفزيونية ناجحة والبعض الآخر أعرضن للأسباب المذكورة، وكل منهن له الحرية في أن يقدم برامج تلفزيونية أو مسموعة وإن كنت أفضل المداخلات التلفونية للداعيات على البرامج لأن ذلك فيه إفادة أكبر، لاسيما أن المجال الإعلامي مليء بالدعاة الذين يؤدون نفس الغرض.

وأضاف: في الحقيقة الدعوة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الداعية وعلى قدر عظم المسؤولية والهدف يكون البذل والتضحية، وعليها التحلي بمجموعة من الصفات حتى تستطيع الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم، وهذه الصفات سنذكر بعضها، حتى تحاول أن تتزين بها، لتكون عونا لك في التقرب إلى الله، ولتكون مثالا يحتذى به ونبه إلى عدة شروط تؤدي إلى نجاح الداعيات وانتشارهن منها

أولا: الإخلاص: فيجب أن يكون عملك خالصا لله تعالى، لا يشوبه رياء أو فخر أو أي شيء يمكن أن يضيع ثواب ذلك العمل واعلمي أن الإخلاص يتوج دائما بالبركة، فتحصلي على توفيق الله سبحانه ورضاه.

ثانيا: معية الله: فكثرة العبادة والتقرب إلى الله، يجعلانك تستشعرين معية الله وهذا الشعور وحده كاف بأن يعطي القوة التي تعينك على النجاح في الدعوة، وفي الثبات على الدين إن شاء الله.

ثالثا: التفقه في الدين: فمن يرد الله بِه خيرا يفقهه فِي الدينِ حتى تستطيعي توصيل الدين بشكل صحيح، فبعض الداعيات او حتى الدعاة قد تقول في الدين بغير علم وهذا مأزق خطير، فاحذري أختي الداعية أن تقعي فيه وإذا سألك أحد عن شيء ليس لك به علم فقولي: الله أعلم، وليس عيبا أن تقولي لا أعلم فمن قال لا أعلم فقد أفتى بل العيب الخطير أن تفتي بغير علم.

رابعا: الصبر: فالدور الذي تقومين به خطير، نعم وهو محاولة نشر القيم الإسلامية مثل البر والرحمة والمودة والإيثار والحب والعطاء حتى نكون مجتمعا مسلما متماسكا يستطيع النهوض بمجتمعنا الإسلامي ولن نستطيع ذلك إلا من خلال العلم والدين والعلم الصحيح الذي يبني مجتمعنا ويرتقي به.

 وتناولت الداعية بدرية الجفيري أبرز الصعوبات التي تواجه الداعيات عند القيام بمهام الدعوة إلى الله، فبينت أن الصعوبات التي تواجه المرأة الداعية تنقسم إلى نوعين مثل: الشعور بالتقصير وأنها ليست على قدر المسؤولية التي ألقيت عليها والتخوف والتهيب من الدعوة والكلام أمام الآخرين، الحياء والخجل وضعف الثقة بالنفس وقلة العلم الشرعي لديها، ويضاف إلى ذلك عوائق ذاتية كالفتور أو العجلة وعدم الصبر أو العجب وغير ذلك من أمراض النفوس، أما النوع الثاني من العوائق فيتمثل في صعوبات خارجية من البيئة أو المجتمع، مثل

فساد البيئة فقد تكون البيئة غير مشجعة للعمل فيها، وعدم التجاوب من الأخريات قلة العلم الشرعي لدى الكثير من الداعيات وعدم الحرص على التحصيل العلمي وقلة وجود الداعيات اللواتي يمكن أن يكن قدوة ومعلمات مربيات للداعيات، صعوبة التوفيق بين العمل الدعوي والعمل المنزلي عند بعض النساء عدم وجود محاضن كافية للمرأة تتدرب فيها الداعية وتطور فيها نفسها، وجود بعض الأزواج أو الأولياء الذين لا يتفهمون قدرات نسائهن الدعوية وقد لا يفهمون الولاية والقوامة فهما صحيحا ومن ثم لا يأذنون لمولياتهم القيام بهذه المهمة.

ورأت أن الداعية تستطيع أن تتجاوز تلك العقبات بتربية نفسها وتنميتها فالشعور بالتقصير تعالجه بالبحث وتكميل نفسها وتربيتها والاستفادة مما عند الآخرين وهذا الشعور شعور صادق فكلما زاد علم الإنسان وفضله زاد شعوره بالنقص وكلما زاد جهله زاد شعوره بالكمال، والتخوف والإحجام يزولان بالتجربة والممارسة والتدرب والتدرج والحياء والخجل يزول مع الوقت إذا عرفت ان هذا النوع من الحياء المذموم، ايضا قلة العلم الشرعي تعالجه بالعلم ودخول الدورات العلمية والبرامج الجادة ودراسة العلم الشرعي من أمهات الكتب والمصادر الشرعية. أما الجوانب الأخرى التي تتعلق بالمجتمع فعلاجها يتم بتضافر الجهود بين كافة المؤسسات الدعوية لمساعدة المرأة.

وتضيف: نحاول من خلال برامجنا أن نركز على البيئة المجتمعية القطرية، وأن نربط القيم الطيبة في العادات والتقاليد بأوامر الشرعية، من خلال استهداف فئات المراهقات، لأن الداعية تتحمل مسؤولية في أن تكون المربية والواعظة والمرشدة، لذلك هدفنا مدارس البنات، ونحرص على حضور الأمهات في المحاضرات، وبلدنا بلد الخير وما زالت الفطرة السليمة مسيطرة في تعاملاتنا وأخلاقنا.

من جهته يقول الداعية عبدالله السادة:

إن الدعوة إلى الله من أشرف المهام التي يشرف الله عز وجل بها عبده المسلم في حياته، وهي المهمة العليا والوظيفة الجليلة التي يتطلع إليها ويتمناها أولو الهمم العالية ويكفي شرفا أنها مهمة خيرة خلق الله تعالى، الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذين أرسلهم الله تعالى لتبليغ دعوته ودينه وشريعته للناس وبيان الصراط المستقيم ومن المعضدات أن يكون الدعاة من القوم أنفسهم، وأعني من بني العمومة وأهل البلد الذين يتكلمون بلسانهم ويعرفون المداخل والمخارج ويضعون الدواء على الداء، وهم أقدر من غيرهم على معالجة المشاكل وأعرف بمواطن الداء وتابع السادة: اضحت الكثير من الفتن التي تنهال على شبابنا من كل حدب وصوب ولذلك فإن وجود الداعية القطرية الموجهة لفتياتنا ضرورة ملحة ولله اثبتت الداعية القطرية نفسها في عدة محافل بل واستطاعت ان تصل للكثير من الفتيات وتؤثر فيهن بالايجاب.

مساحة إعلانية