رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1494

أكدوا أنها تجربة لم تنضج في قطاع الرعاية الصحية..

أطباء لـ الشرق: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الطبيب

09 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

أكد أطباء أن الذكاء الاصطناعي تجربة لم تنضج بعد في قطاع الرعاية الصحية، مشيرين إلى أن هذه الثورة التكنولوجية قد تُستخدم في أطر ضيقة، وضمن حدود يستفاد منها كأداة مساعدة في التشخيص.

ورأى الأطباء الذين استطلعت «الشرق» آراءهم، أن الذكاء الاصطناعي تم التسويق له على أنه قد يقوم مقام الطبيب، بالرغم من أن هذا الأمر لن يكون الآن على أقل تقدير وضمن المعطيات الحالية، سيما وأن علاقة الطبيب بمريضه لا تقتصر على معلومات وبيانات مجردة بل على حدس من قبل الطبيب لمريضه، من خلال التواصل البصري وفك شفرة لغة جسده، معتقدين أن هذه الزوايا لن يستطيع الذكاء الاصطناعي قراءتها وفك شفرتها.

هذا وكانت منظمة الصحة العالمية في الـ16 مايو 2023 قد حذرت من استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار والتشخيص والعلاج في مجال الرعاية الصحية، وطالبت حينها في بيان لها، بتوخي الحذر من استخدام أدوات النماذج اللغوية الكبيرة LLMs للذكاء الاصطناعي حفاظا على الصحة العامة وسلامة الإنسان، مشيرة إلى أنه يمكن للغة LLMs «لغة البرمجة» أن تولد معلومات خاطئة للعديد من المنصات الأكثر توسعا، مثل ChatGPT وBard وBert وغيرها، مشيرة إلى أن المدخلات التي يتم تدريب الذكاء الاصطناعي عليها قد تكون مغلوطة، وقد يؤدي انتشارها إلى استخدامها في دعم الاحتياجات الصحية للأشخاص.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى التأكيد على أهمية غرس المبادئ الأخلاقية الواردة في تقريرها بشأن أخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصحة، في تصميم وتطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل الصحة وتشمل المبادئ الأساسية الستة التي حددتها المنظمة وهي: حماية الاستقلالية؛ تعزيز رفاه الإنسان وسلامته وتقديم المصلحة العامة؛ ضمان الشفافية وقابلية التفسير والوضوح؛ تعزيز المسؤولية والمساءلة؛ ضمان الشمول والإنصاف وأخيرا تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتجاوبة والمستدامة.

د. خالد يوسف: التقنية لا تملك  حدس الطبيب

قال الدكتور خالد يوسف-استشاري أمراض قلب-، «إن الذكاء الاصطناعي لا يزال من الموضوعات الحديثة، فكوني طبيبا من الصعوبة بمكان الحديث عما سيحدث بعد 10 سنوات سيما وأن الثورة المعلوماتية والتكنولوجية باتت خارج التوقعات وتسير بخطوات واسعة وسريعة، إلا أنه ضمن المعطيات الموجودة أتوقع أن حدود استخدام الذكاء الاصطناعي ستقتصر على التشخيص، فعلى سبيل المثال لا الحصر بالإمكان الاستعانة بالروبوت الجراحي لإجراء جراحة دقيقة، أو كاستخدام الصورة الطبقي المحوري الـ(MRI) لتشخيص بعض الأمراض، لكن أن يتم منح الذكاء الاصطناعي زمام الأمور وأن يصبح بديلا للطبيب فهذا أظنه وضمن المعطيات الحالية من الصعوبة بمكان أن ينافس الذكاء الاصطناعي الطبيب الآن، وأن يقوم بكافة الإجراءات، فالطبيب الحالي لا يعتمد على قراءات خالصة بل يدخل بتشخيص المريض ما يعرف بحدس الطبيب، فمثلا قد يأتي مريض ومن النظرة الأولية يتضح أنه لا يعاني من أي شيء لكن بالتحليل مصاب بفقر دم، فهنا نشك بالتحليل، كما أن الذكاء الاصطناعي قد لا يستطيع أن يكتشف المتمارضين كما الطبيب، لذا ضمن المعطيات الحالية أتوقع الذكاء الحالي لا يستطيع أن يحل محل الطبيب، ولكن بعد فترة قد تكون 10 سنوات أو 50 سنة قد يكون هذا الأمر».

د. محمد عشا: إساءة استخدامه سيضرب المنظومة الصحية

أكد الدكتور محمد عشا - استشاري أمراض باطنة - أن الذكاء الاصطناعي تقنية لم تنضج تجربته في القطاع الصحي، وتسويقه على أنه بديل للطبيب فهذا ضرب من الخيال في هذه المرحلة على أقل تقدير، لافتا إلى أنه من خلال تجارب مثيلة للذكاء الاصطناعي فتم الترويج لبعض التطبيقات أنها بديل للطبيب وتعتمد على أن يغذي الشخص التطبيق ببياناته وبالأعراض التي يشعر بها، والتطبيق يقوم بالتشخيص، قائلا «إن هذه التقنيات إن أسيء استخدامها فإنها ستضرب المنظومة الصحية» وتابع، قائلا: «إن الذكاء الاصطناعي قد يستفاد منه في بعض أنواع الأشعة أو التصوير كالماموجرام - على سبيل المثال لا الحصر-، وقد يوجه الطبيب على بعض المناطق الواجب التركيز عليها، أو استخدامه في تصنيف المرضى إذ إن بعض المستشفيات في إحدى دول المنطقة تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي في تصنيف مرضى الطوارئ عند الوصول من الحالة العاجلة إلى الطارئة وهكذا، وقد يفيد فعلا، لأن الأمر يعتمد على بعض البيانات وبناء عليها يتم تصنيف الحالة». ورأى د. عشا أن التسويق للذكاء الاصطناعي إلى هذا الحد لا يعد أمرا صحيا، سيما وأن الطبيب بشر والمريض بشر، فبعض التشخيص لا يستند فقط على الفحص السريري أو على الأشعة بل على نظرة الطبيب العامة على المريض، وعلى طريقة الحديث، ووصفه للألم فهذا الأمر ليس متوفراً عند الذكاء الاصطناعي، أو في تبليغ الأخبار السيئة للمريض، إذ إن كل مريض له حد معين لإخباره بالخبر السيئ عن صحته فهناك من يستطيع أن يتحمل وآخر لا يستطيع، فهل الذكاء الاصطناعي سيقدر هذا الأمر؟، مختتما حديثه أن الذكاء الاصطناعي بالإمكان تطويعه لمساعدة القطاع الصحي لكن ليس لأخذ قرار عن الطبيب أو ليس لاقتراح دواء، فالذكاء الاصطناعي وبناء على تجربة تقنية تعطي المريض آخر توقع من تشخيص الحالة، أي آلام الصدر عند الذكاء الاصطناعي هي مؤشر للإصابة بجلطة أو ذبحة، وإنما الطبيب يتدرج بالتشخيص.

د. جميل بابلي: يفتقد القدرة على التواصل مع المريض

دعا الدكتور جميل بابلي - خبير في علوم الدماغ التطبيقية -، إلى أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي بالكثير من الحياد، أي أن تطويعها لخدمة المجال الطبي، والتطويع لا يعني إلغاء دور الطبيب أو المعالج، وإنما استخدام التقنية بما يخدم كل تخصص من التخصصات، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي مستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج مرضى الاعتلالات النفسية وخاصة المصنفين بالاكتئاب بدون أدوية وبدون جلسات متكررة مع المريض، هنا يكون الذكاء الاصطناعي قد أبلى بلاء حسنا في هذا الجانب، أي أن على الطبيب الفطن أو المعالج الحذق تطويع هذه التقنية لما فيه مصلحة المرضى، وعدم النظر إليها أنها بديل. وأضاف د. جميل بابلي قائلا «إن ما قد يفتقد له الذكاء الاصطناعي هو مدى قراءته للمريض من خلال التواصل البصري، لغة الجسد والتواصل الاجتماعي، فكلها أمور من وجهة نظري تؤثر على المريض إيجابا، وقد تكون بعد عدد من السنوات.. لكننا لا نعلم متى».

د. كيرلس نوار: يُجهز الوصفات بعد تدقيق الصيدلاني

أيد الدكتور كيرلس نوار -صيدلاني- استخدام الذكاء الاصطناعي تحت إشراف طبي لاسيما في صرف الأدوية خاصة وأنها لا تزال تقنية حديثة لذا من الصعب أن تتقبلها الأفراد وخاصة في أمر يتعلق بصحتهم. وتابع د. كيرلس قائلا: «إن الذكاء الاصطناعي قد يقلل الأخطاء البشرية فيما يتعلق بصرف الأدوية، وقد يساعد في تجهيز الوصفات بعد تدقيق الطبيب الصيدلاني كما هو الحال في بعض الصيدليات التي تعتمد على الذراع الروبوتي في تجهيز الدواء ووضعه على مضمار متحرك إلى حين وصوله لمنضدة صرف الدواء، إلا أن الطبيب الصيدلاني دوره هو التدقيق على الوصفة وعلى الجرعات ومن ثم صرفها، فهناك نكون قد استفدنا من التقنية ولكن لم نمنحها زمام الأمور، وقد يحدث هذا لكن في يوم ما».

د. محمد محفوظ:  تقنية مساعدة  ومساندة لعمل الأطباء

رأى الدكتور محمد محفوظ -أخصائي مشارك طب أطفال-، أن الذكاء الاصطناعي يعد ثورة تكنولوجية كالعديد من التقنيات التي ظهرت، إلا أن التعاطي مع التقنيات في المجال الطبي بفرعيه التشخيصي والعلاجي لابد أن يدرس جيدا، وألا يستخدم على عواهنه، بل بصورة مقننة، سيما وأن هذا القطاع يتعامل مع أرواح. وأضاف د. محفوظ قائلا «إن الذكاء الاصطناعي ومن وجهة نظري لن يحل محل الطبيب، إذ عند ظهور الروبوت الجراحي أحدث ضجة كبيرة، وتساءل الكثيرون هل الروبوت الجراحي سيحل محل الطبيب؟!، وإنما كان الروبوت الجراحي تقنية مساعدة ومساندة لعمل الجراحين ولم يكن يوما بديلا عنهم، وقد لا يعلم العامة أن الطبيب لا يتبع في تشخيصه بداية التقارير وإنما الحدس والنظرة العامة على هيئة المريض، وعلى موضع الألم بنظرة شاملة، ومن خلال التواصل البصري، وهذا الأمر من الصعوبة بمكان على الذكاء الاصطناعي، لذا علينا أن نتفق أن الذكاء الاصطناعي تقنية مساعدة في إجراءات التشخيص لاسيما المرتبطة بالقياسات والأرقام وليس العلاج».

مساحة إعلانية