رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1708

الجدات تروي لـ"الشرق" ذكريات رمضان لوَّل

09 يونيو 2016 , 12:24م
alsharq
وفاء زايد

جدات: الفريج كان يجمع الصغار والتكنولوجيا فرقت الأبناء وحولتهم إلى آلة

ربات البيوت الأكبر سناً يتولينّ إعداد أصناف الطعام لأهل الحي

الحياة التقليدية كانت تخلو من عاملات المنازل والمطاعم

تستعيد الجدات ذكريات الروحانية في الزمن الجميل، وتصفنه بأنه زمن البساطة والتكاتف والإيثار والتجمع الاجتماعي، لا تفرقه وسائل تكنولوجية، ولا رسائل نصية، ولا فضائيات، ولا مدن حديثة، تحيطه العادات والتقاليد برباط الأصالة، وتعيش في أعماقه معاني المجتمع القطري من كرم وطيبة ونخوة.

تؤكد كبيرات السن في لقاء أجرته معهنّ الشرق أنّ الماضي كان جميلا بكل ما يحمله من بساطة ورونق، لم تمتد إليه يد المدنية ولا الضوضاء ولا العشوائية ولا الوسائل الحديثة التي حولت الإنسان إلى آلة.

في هذا اللقاء تحملنا الوالدة هيا بنت محمد سلطان الباكر "أم خليفة" إلى عبق الماضي، وتقول: كان يبدأ رمضان باستقبال هلاله، ونجلس في تجمعات أسرية من الأهالي وسكان الفريج الواحد في انتظار رؤية الهلال، وكذلك ليلة النصف، وليلة القدر، وليالي العشر الأواخر.. كل تلك الليالي كانت تحمل معها الروحانية، وكان التراث القطري يزينها من الفرحة والبهجة والطيبة التي تجمع أهل الحي الواحد.

يبدأ استعدادنا بشراء تموين الشهر من الحبوب والنشا والساقو والهيل والسكر وحب الهريس واللحم والدجاج، ثم يستعد البيت الكبير الذي يضم الجدة أو الوالدة وكبير الأسرة بتجهيز مؤونة الشهر، ويكلف في ذاك الوقت ما بين 200ـ 400 ريال وقد يصل إلى 500 ريال، بينما اليوم تنفق الأسر آلاف الريالات لشراء تموين المطبخ وبالكاد يكفي الأسرة الواحدة.

وكانت الجدة أو الوالدة هي التي تطبخ الطعام وتعده كل يوم، ولا يخزن منه شيء، وليس كما تفعل الكثير من الأسر تقوم بشراء المأكولات المخبوزة الجاهزة والمعدة مسبقاً مثل الرقاق والعقيلي والكباب والعيش واللقيمات لتكفيها طوال الشهر، وتقوم بقية سيدات البيت بمساعدتها من تنظيف المطبخ وأماكن الجلوس لتناول الطعام وتهيئة المكان لاستقبال أفراد الأسرة، لأننا نعيش في أسر ممتدة من الجد والجدة والوالدين والأبناء وزوجاتهم، وليس كما هو الحال اليوم تعيش كل أسرة بمفردها.

وتضيف أنّ البيوت زمان أول كانت تأكل لقمتها مع بعضها، وتوزع أصناف الطعام الذي تطبخه على المنازل المجاورة، وهي عادة قديمة لا زالت قائمة إلى اليوم بين البيوت.

وتقول: كان من عادة الأسر الطبخ يوم بيومه، ولا تشتري الأكلات من الشارع حيث لم تكن هناك مطاعم ولا وجبات سريعة، وما يتبقى من الطعام تخزنه الأمهات في رف علوي يتوسط الغرفة منعاً من الحشرات والحيوانات الصغيرة.

أما عادة توزيع الأطعمة على البيوت يقوم بها صغار البيت، ويلفون على الجيران لتوزيع أطايب ما أعدته الجدات من هريس ومكبوس ولقيمات وغيره.

واليوم، تقول: أقضي رمضان في العبادة واستذكار العبر، وأعيش في الماضي الجميل، وعندما يحين موعد إعداد الطعام أقوم بتعليم عاملة المنزل كيفية إعداد الأطباق القطرية على أصولها مثل الهريس والثريد والعصائر والمضروبة.

وتختم حديثها قائلةً: الزمن القديم لا يندثر، لأنه يعيش في نفوس محبيه وأهله وأبنائه، وهناك رغبة وشغف من الكثيرين بالعودة إلى زمن الأصالة والبساطة.

ومن جانبها تصف الوالدة هيا مبارك حياة الماضي في ليالي الشهر بأنها من أجمل اللحظات التي تمر على كل إنسان، وكان سكان الفرجان على قدر حالهم، يقسمون اللقمة سوياً مع غيرهم من الجيران والأقارب.

استعدادات الشهر

وعن الاستعدادات، تقول: كنا نستعد بشراء أغراض المطبخ من الدكاكين، وهذا في الأسبوع الأول من الشهر ثم نشتري كل يوم بيومه، ولم يكن أبناؤنا يأكلون الطعام من الشارع، ولا يجتمعون حول مائدة واحدة إلا من إعداد ربات البيوت والجدات.

وتضيف: كانت سيدات البيت يتزين بارتداء الجلابيات الخفيفة، بعد عناء يوم لتحضير الإفطار، ويجتمعنّ في بيت أكبرهنّ سناً لتبادل الخبرات والقصص، وكنّ يتعبدنّ طيلة الشهر ويستذكرنّ دروسه في بيوتهنّ أو بحلقات الذكر.

أما الوالدة موزة الحميدي، فتتحدث عن وقت بدء إعداد الطعام، وتقول: كنا نبدأ يومنا بالاستعداد مبكراً بتجهيز أغراض المطبخ ولوازم الطعام، وعند الثانية من بعد الظهر تفترش السيدات حوش البيت، ويدخلنّ المطبخ، وكل واحدة منهنّ تقوم بعمل شيء، وفي ذاك الزمن لم تكن لدينا عاملات أو مدبرات منزل، إنما كانت كل سيدة تعد مطبخها بنفسها بمساعدة زوجات أبنائها أو بناتها، وكان الطهي مدرسة تعلمه الأم لبناتها وقريباتها.

وفي ذاك الوقت، عندما تبلغ البنت من العمر 14 سنة تبدأ الأم في تعليمها فنون الطهي، وقبل هذه السن كنّ يساعدنّ أمهاتهن ّ في تنظيف الغرف وترتيب أماكن إقامة الأسرة، إلى جانب دراستهنّ ومواظبتهنّ على حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه.

خبرات الجدود

وتضيف الوالدة موزة الحميدي: إنّ أجواء البيوت في الزمن القديم كانت تحفز الأبناء على التعلم من خبرات الجدود والجيران، وكانوا يتعلمون ما يدور حولهم من مواقف وليس مثل زمن اليوم، نجد الأبناء لا يفارقون أجهزة الكمبيوتر ولا الهواتف التي لا تضيف لهم أيّ معرفة جديدة.

وتصف الوالدة عكشة بنت علي الحياة البسيطة بأنّ كل واحد على قدر حاله، حيث تذهب الأسرة في جولة للسوق الذي يبعد بمسافات طويلة، ولم تكن هناك وسائل نقل إلا المشي أو الدراجات بعض السيارات.

وتبدأ الأسرة بشراء مؤونتها من الدقيق والأرز والهريس والسكر والدهن، حيث كانت ربات البيوت يطبخنّ في وقت واحد، والجميع يجتمع في حوش البيت أو المطبخ لإعداد مائدة الشهر.

وتصف الحياة العملية بأنّ كل أم تمارس دورها، فإحداهنّ تطحن الحبوب على الرحى، والثانية تخبز الرقاق على التاوه وهي قطعة قديمة للطهي، والثالثة تعد حب الهريس، وأخرى تقوم بجلب الماء حيث لم تكن لدينا ثلاجات، وكنا نبرد الماء في مكان نظيف.

وتنصح الأبناء بالعودة إلى رحاب الأسرة الممتدة، لأنها بنت جيلاً من المميزين، وهذا يضفي على شخصياتهم خبرات ومعارف لا يمكن تعلمها إلا من الحياة.

وفي إطلالة تاريخية سريعة، نستمدها من كتاب المطبخ القطري الصادر عن متحف قطر الوطني، يفيد أنه روعيّ في البيت القديم أن تكون سقوف المباني أفقية مستوية، بسبب مناخ الحرارة في فصل الصيف، وقلة الأمطار في فصل الشتاء، حيث أملت طبيعة البلاد ومناخها الحار الرطب طريقة بنيان خاصة.

ويستخدم الطين لصف الحجارة فوق بعضها، ولتغطية أسطح المنازل تستخدم اللياسة، وهي قطعة من الطين لسد فراغات السقف الصغيرة، وبمرور الوقت أدخل أصحاب البيوت الأخشاب في تزيين الأسقف لأنها تجلب الهواء.

يتكون المطبخ القديم من أركان عديدة، ويتوسطه حوش لتجميع نسوة البيت، وهن يقمن بإعداد الطعام، مثل ركن القهوة، والبئر، ومخزن المواد الغذائية، وأرفف لحفظ الأواني ولوازم البيت.

اقرأ المزيد

alsharq   أبرز محطات قطر في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة

سلط مكتب الإعلام الدولي على مشاركة دولة قطر في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بوفد رسمي... اقرأ المزيد

48

| 02 أكتوبر 2025

alsharq تجنّبًا لأي تأخير.. مطار حمد الدولي ينوه بإغلاق مروري مؤقت في شارع الكورنيش

نوه مطار حمد الدولي إلى أنه سيتم تنفيذ إغلاق مروري كلي ومؤقت في شارع الكورنيش، وذلك ابتداءً من... اقرأ المزيد

74

| 02 أكتوبر 2025

alsharq قطر تدين بشدة اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي أسطول الصمود العالمي

أدانت دولة قطر بشدة اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسطول الصمود العالمي الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة،... اقرأ المزيد

86

| 02 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية