رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

833

كارلوين: الأسر القطرية نموذج مميز للبيئة المشجعة على إعتناق الإسلام

04 يوليو 2015 , 01:35م
alsharq
أعدها للنشر: د. نعيم محمد عبد الغني

بعقلية الباحث وبتفكير موضوعي وببحث في بواطن الأمور اتسمت قصتها، فمن المظهر تنفذ برفق إلى الجوهر، تمسك خيوط البحث برفق، وتغزل منها ثوب الحقيقة قويا لا عوج فيه ولا أمتا. تقول كارولين اسمي كارولين ولدت في فرنسا لأبوين من غير دين، ولي إخوة من الأب والأم اللذين انفصلا وتزوجا بعد ذلك، وأسلمت قبل عامين.

ورغم شهرة الإسلام في فرنسا وانتشاره بين الناس هناك، إلا أن كارولين لم تبد اهتماما به إلا قبيل إسلامها بوقت قصير.

تقول كارولين عرفت الإسلام من فرنسا، وبدأت التفكير في الإسلام قبل إعلان إسلامها بقليل، ثم ذهبت إلى المغرب، حيث زوجي من تونس وهو مسلم، فوجدت معاملة جيدة للمسنين، حيث رعاية المجتمع لهم في البيوت وليس في دار المسنين، كما رأيت امرأة تصلي، فتمنيت أن أفعل مثلها، كي أشكر الله الذي خلقني، فذهبت إلى مكتبة بالمغرب واشترت تفسيرا للقرآن والحديث، وبدأت رحلة القراءة والتفكير، وكل شيء قرأته عن الإسلام وجدته صحيحا، فلم يعد من خيار سوى الإسلام.

ولا تذكر كارولين يوم نطقها بالشهادة، فهي تعد نفسها مسلمة في قلبها قبل ذلك، إنما تذكر إعلان إسلامها في بيت أصدقائها بالمغرب.

تقول كارولين: وقت الشهادة نفسها غير مهم، لكني قلت الشهادة في بيوت أصدقاء بالمغرب، ولم يكن عندي علم بالإسلام، وأحسست بتغيير في القلب، وأحسست أني مسلمة قبل نطق الشهادة، وبدأت تتعلم عن الإسلام. وللأسف كانت عندي فكرة سيئة عن المسلمين الذين ينطقون بالشهادة ولا يعملون بأحكام الإسلام.

نعم يقصر المسلمون في عبادتهم، وأخلاقهم ويقصرون في دعوة غيرهم، وهذا ما أحزن كارولين.

تقول كارولين وعندما قلت الشهادة لم أكن أصلي أو ألبس الحجاب، ثم بدأت بعد أسبوعين بعد الإسلام في الصلاة دون تعليم ثم انقطعت عن الصلاة فترة شهر ثم عدت حتى انقضت أربعة شهور، ثم صارت صديقة مع أخت مسلمة نبهتها لتعلم الصلاة، وأنا مسرورة أن صارت قصة إسلامي بهذه الطريقة، والنية كانت موجودة، وأعرف مسلمين يصلون أوقات الصلاة ولا نية عندهم ولا قلب، وأحس أن الله تقبل منها إسلامها.

أما أسرتها فكان لها شأن صعب معها، حيث كان وقع إسلامها عليهم صادما ورد فعلهم أشد على نفسها من وقع الحسام المهند.

تقول كارولين: كنت متزوجة قبل الإسلام، وزوجي أمه فرنسية وأبوه مسلم، وقال لها ساعة الزواج أنا مسلم بالاسم فقط، والإيمان في القلب، ولا علاقة لي بالإسلام، ولما أسلمت قال لها حجابك ما يمشي مع الموضة، وكان يستحي من حجابها، وما الدليل على لبس الحجاب، وظللت أبحث له عن دليل حتى يسمح زوجي بلبس الحجاب، وكان زوجي لا يصلي، واشترت (DVD) به أصوات الناس في جهنم ولا تدري صحة هذا الذي شاهدوه وسمعوه، لكن المهم أنه خاف وبدأ يصلي ويسمح لي بالحجاب، أما أبي فآخر مكالمة تليفونية قال لها: ما أريد أن أراك، فهو غاضب بسبب إسلامها وبسبب زواجها من تونسي، فهناك بعض العنصرية في الزواج بغير فرنسي، وأمها وأشقاؤها لا يكلمونها ويقاطعونها، وهي حزينة وما رأيتهم من فترة طويلة ولكن هذا لم يجعلني أفكر في الرجوع عن الإسلام. إن كارولين في نهاية حديثها تحث المسلمين على إسلام القلب وتطبيق الأخلاق.

تقول كارولين: كثيرون من المسلمين لا يتمتعون بأخلاق وقلب نظيف، فالعلم بالإسلام موجود ولكن قليل من يطبق، وفي رأيها أن الصلاة وإقامة العبادات لا تكفي دون تطبيق الأخلاق، والمسلمون مقصرون في الدعوة، فهي مكثت أربعة أشهر دون صلاة ولم يعلمها أحد وهذا شيء أحزنها.

هي الأخلاق التي تغزو القلوب بلطفها، فتترقرق إلى المشاعر وتتغلغل في النفس، لتتشرب منها عبق الإيمان، وما أجمل قول الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما: «كان محمد معجزة الشرق لما في دينه من معالم، وفي أخلاقه من سمو، وفي صفاته من محامد".

نعم ..دعا الرسول الناس بأخلاقه

فأخلاقه غزت القلوب بلطفها

قبل استلال سيوفه ونباله

التعريف بالإسلام

ويقوم الفرع النسائي لضيوف قطر بجهود مشكورة للتعريف بالإسلام حيث يقيم مركز قدرات للتنمية بالخور ملتقيات نسائية للتعريف بالإسلام لخادمات المنازل والعاملات وموظفات الشركات من غير المسلمات تحت شعار "مثلك أنا"، وهذا الجهد يقوم به مركز ضيوف قطر للتعريف بالإسلام بالخور التابع لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية بالتعاون مع مركز قدرات بالخور. ويقدم فقرات بالبرنامج تشمل عروض فيديو عن الإسلام وقصصا لمسلمين جدد والعديد من المسابقات الترفيهية بين الحاضرات وتقوم الداعيات بالتحاور مع السيدات حول الإسلام وقيمته وأهدافه ووجدت منهن قبولا ورغبة في إشهار إسلامهن وكان للإسلام أثره على هؤلاء السيدات .

والفرع النسائي منذ تأسيسه في 1998 يحرص على تكثيف دروس التحفيظ والتجويد واللغة العربية والأسس الإسلامية في العبادات والشعائر للمهتديات من كل الجنسيات، سواء لحديثات العهد بالإسلام أو للقديمات، وكثيراً ما يحرص على استضافة غير المسلمات في دروس التعريف بالإسلام، ليكون بداية ذهنية ونفسية لهنّ للدخول في الإسلام.

كما أنّ الفرع يستقبل سنويا نحو 400 مهتدية من جميع الجنسيات .

وتعتبر الأسر القطرية والكفلاء والكفيلات نموذجاً مميزاً للبيئة الاجتماعية السوية المشجعة على اعتناق النساء اللائي يعملن في قطر في مختلف المهن للإسلام، وهي صورة مشرفة للحياة الإسلامية التي تقوم على التآلف والوئام والتكافل الاجتماعي والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة، وهم نموذج طيب وملموس تعيشه المهتديات ممن يعملن في المنازل ويتعايشن مع الأساليب القويمة للحياة.

كما أنّ الأسرة القطرية تعتبر نموذجاً واقعياً في كيفية التعامل داخل بيت الأسرة الواحد، وفي كيفية تعامل الأفراد في إطار إسلامي قويم.

مساحة إعلانية