رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

2113

العيدية في قطر تراثي شعبي يضفي البهجة على الأطفال في العيد

16 يوليو 2015 , 03:09م
alsharq
صالح غريب

العيديه في قطر ودول الخليج تراث شعبي وإسلامي موغل في القدم ومن أجمل مظاهر العيد التي يعيشها و يفرح بها الأطفال عندما يرددون تلك الكلمات بعد ان يصلوا للبيت المقصود من بيوت الجيران وأهل الفريج "عيدكم مبارك يأهل البيت" فتجدهم يمدون اياديهم لاستلام العيديه وهي نوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول العيد وتجسيد مادي للحب الذي يربط الجميع في العيد وكانت العيديه في الماضي لا تتجاوز الريال لكنها اليوم وصلت الى مبالغ كبيره تبدأ من الريال لغير اهل المعرفه من الاهل وتمر الى خمسه ريالات وعشره وتتصاعد حسب العلاقة الاسرية.

وبعد أداء صلاة العيد لابد من حضور جميع أفراد العائلة لبيت كبير العائلة أبًا أو جدًّا، خالًا أو عمًّا لاجتماع العائلة على مأدبة افاله العيد التي تزدان وتتزين بأكلات شعبية لا تُعَد وتُطهى إلاَّ في هذه الأيام، وبعد فطور العيد، واجتماع كل أفراد العائلة الكبيرة على مائدة كبيرة واحدة، ينصرف الجميع لمعايدة الجيران والأهل والأقارب والأرحام من الصباح حتى المساء مع ضرورة تناول القهوة، والحلويات والتي كانت في الماضي التمر مع تقديم ما تيسر من ريالات (عيدية) هدية معايدةً للأطفال الصغار كلٌ يقدمها على حسب مقدرته المادية ليجمعها الصغار، ثم ينفقونها أجرة لألعاب الملاهي الشعبية التي تجهز لهذه المناسبه، ومنها ألعاب المراجيح التي كانت تشهد إقبالًا كبيرًا من الصغار والكبار على حد سواء.

ويستمر التزاور الاجتماعي اللطيف، واحتفالات العيد البريئة لأربعة أيام، أو أكثر في جو بهيج من الألفة والمحبة والدفء النادر الوجود هذه الأيام.

والعيدية كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومَن يعملون معه؛ وكان اسمها "الجامكية" وتم تحريفها إلى كلمة العيدية.

وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للراتب، فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة، إلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة.

وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا للأطفال، واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث.

ولا يختلف شكل العيديه في الخليج او الوطن العربي فإنها تعتمد على تقديم المال للأطفال الذين يحضرون للمنازل لاستلام العيديه

ويرى الباحثون للتراث الشعبي أن للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جدًّا، وخاصةً بالنسبة للأطفال فهي كما تقول السيده ام خلف الراويه الشعبية المعروفه إلى أن أهمية العيدية تكمن في أنها إحدى المهارات الخاصة بالموروث الشعبي لدى دولة قطر، وأنها تجعل الأطفال يحبون مناسبات العيد وبعبرون عن فرحتهم، ويترقبونها لزيارة الأهل والأقارب للحصول على العيدية التي تدخل السرور إلى قلوبهم وتعودهم بشكل غير مباشر على تواصل الأرحام وزيارات الأهالي في الأعياد، لذا حرص الاسر القطريه على الاستعداد لها بالحصول على الريالات الجديدة من البنوك قبل ايام العيد والتي تطرحها البنوك لهذه المناسبة على تعزيز هذه الفعالية وتوزيع العيدية من الأطفال خلال ايام العيد.

يقول الباحث الشعبي الدكتور علي ابراهيم الدرورة إن العيدية تنمي قدرة الطفل على التصرف وأخذ القرارات فيما يمتلك من نقود وتدربه في المستقبل على كيفية التصرف في أمواله والتخطيط السليم لصرف نقوده.

ويرى أن تشجيع الطفل على التصرف السليم في عيديته يعطيه ثقة بنفسه, إلا أنه عاد وقال: إن على الآباء عدم انتقاد أطفالهم صراحةً في طريقة صرفهم للعيدية واتهامهم بالإسراف والتبذير؛ لأن هذا يفسد سعادتهم بها, ونصح الدكتور الدروره الآباء بضرورة نصح الأطفال بلطفٍ في هذا الأمر بالذات حتى تتكون لدى الطفل شخصية قوية مستقلة تتعلم كيف تصرف أمورها بنفسها مع الوقت, ولم يمانع الدكتور عبد الرحمن من أن يكون للأهل دور في مشاركة أطفالهم في التخطيط لإنفاق العيدية بشرط أن يكون القرار الأخير للطفل حتى يحقق رغباته.

وحول أثر العيدية على نفسية الطفل يقول الدكتور الدروره : العيدية تشعر الصغير باهتمام الكبار ورعايتهم فيزيد إحساسه بالأمان وهو شيء ضروري لصحته النفسية، أما بالنسبة لفائدة العيدية للكبار فيقول: إن العيدية لها فائدة أيضًا للكبار فهي تخرجهم من انشغالهم بذاتهم إلى الانشغال بسعادة الصغار, وبذلك يكتشف الشخص أن السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين وبهذا تكتمل صحته النفسية.

غياب القيمة

ويرى الباحث علبدالعزيز رفعت أن للعيدية أثرين مهمين؛ الأول أثر مادي والآخر معنوي، مشيرةً إلى أن الأثر المادي للعيدية اندثر، وذلك بسبب غلاء المعيشة، وتدني قيمة الجنيه المصري، أما عن الأثر المعنوي فترى أنه قد قلَّ كثيرًا عما كان عليه في الماضي، وهو أثر طبيعي متواكب مع اندثار العديد من مظاهر العيد وفرحته.

ويصل رفعت في تحليلها إلى درجة أن العيدية قد اختفت نوعًا ما عن الماضي وأصبح الأب فقط وعدد محدود جدًّا من الأقارب هم مَن يقدمون العيدية للطفل، على عكس الماضي عندما كان الطفل يأخذ العيدية من عشرة أشخاص على الأقل سواء أقارب له أو من أصدقاء والده.

ويربط عبدالعزيز رفعت بين هذه الظاهرة وظاهرة اختفاء العديد من مظاهر العيد على الرغم من الاهتمام بالعيد إلا ان البعض اما يسافر او ينام طوال يوم العيد

ويشير رفعت إلى أنه لو ظلَّ الوضع الاقتصادي والاجتماعي على ما هو عليه فلن يكون العيد بضعة أعوام سوى يوم لا يختلف كثيرًا عن أية عطلة رسمية أخرى كالاحتفال بانتصارات أكتوبر، وعندها سيكون ما يميز العيد أنه مناسبة دينية، أما انتصارات أكتوبر فهي مناسبة وطنية.

اقرأ المزيد

alsharq الهلال القطري يدعم القطاع الصحي الفلسطيني بنصف مليون دولار

لم توقف الهلال الأحمر القطري عن رسالته الإنسانية بدعم القطاع الصحي في فلسطين من خلال تنفيذ مشروع كبير... اقرأ المزيد

266

| 16 يوليو 2015

alsharq "الهلال القطري" يشيِّد 32 بئراً إرتوازية وسطحية في سريلانكا

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع حفر آبار سطحية وارتوازية، بالتعاون مع الإدارة العامة للأوقاف بقطر، ولجنة الإغاثة الإسلامية... اقرأ المزيد

949

| 16 يوليو 2015

alsharq الوجبات الدسمة المسبب الرئيسي للإصابة بالتلبك المعوي في العيد

خلال شهر كامل اتبع الصائمون نظاما غذائيا يتسم بعدم تناول الطعام طيلة النهار، وقد يؤدي الانتقال المفاجئ الى... اقرأ المزيد

2112

| 16 يوليو 2015

مساحة إعلانية