رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

340

د.البشاري: إقبال كبير على الإسلام رغم الحملات العدائية الشرسة

04 يوليو 2015 , 05:02م
alsharq
باريس : خالد سعد زغلول

لقاؤنا اليوم مع المفكر الإسلامي في أوروبا البروفيسور محمد البشاري وهو أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي ورئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا ورئيس معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي.

يقول: شهر رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية؛ يتميز هذا الشهر الكريم، فضلا عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب التوبة والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب وبكل دولة إسلامية بل والأكثر من هذا تختلف العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم بين كل مدينة وأخرى في نفس الدولة ونحن في فرنسا محظوظون بأننا نعيش وسط أكبر جالية إسلامية في أوروبا وفيها أكبر المساجد وبالتالي لكل طائفة متصلة برجالها ونسائها؛ فلا غربة في فرنسا؛ وحيث أن جذوري تمتد إلى مملكة المغرب؛ فيتميز هذا الشهر بتقاليد وعادات بلدي ونحن نسمي هذا الشهر من شدة جلاله ؛ بسيدنا رمضان؛ كناية على تفضيله على باقي أشهر السنة؛ يتميز هذا الشهر الكريم بعبق خاص؛ فتزدان الحوانيت والمحلات التجارية بالزينات، والبيوتات؛ وبينما نحن في المساجد لاستطلاع غرة هلال رمضان؛ تجتمع نساؤنا في سطوح منازلها في انتظار رؤية هلال الأول من رمضان لتطلق الزغاريد فرحا بقدوم ضيف عزيز على أهلنا رغم وجود التلسكوبات لكن الزغرودة المغربية مميزة ويستمتع بها الأزواج والأبناء ؛ وتتمتع الفتيات دون سن البلوغ بفستان جديد او "تكشيطة" لباس نسائي تقليدي مغربي، كما تكسو أيديهن نقوش الحناء وتمتلئ شنطهن الصغيرة بالتمر والجوز والمكسرات.

ويقول البروفيسور محمد البشاري: ان ما يثلج صدورنا في فرنسا الإقبال العظيم للمصلين على المساجد وخاصة في صلوات التراويح والتي اصبح لافتا للنظر ازدياد العنصر النسائي فيها كل عام بين الشابات والتلميذات رغم أننا نهيناهن عن المجيء للمساجد في الليل؛ وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالمرأة صلاتها في البيت خصوصا في أوروبا حيث الفتن والحريات المفرطة بدون روابط وقيم أخلاقية ؛ لكنهن آثرن المجيء للمساجد وللاستماع الى الدروس وهذا أمر مبشر بالخير فكلما هجم أعداء الإسلام على المسلمين وعلى الدين الحنيف كلما ازداد إقبال الناس على الدين بل دخل ملايين من الأمريكان والأوروبيين بعد الهجمات الشرسة على الإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر؛ وكذلك لاحظنا ايضا بعد الهجوم الشرس على الإسلام من قبل حزب الجبهة الوطنية المتطرفة بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا في مستهل هذا العام؛ لاحظ الفرنسيون بان الإقبال على الاسلام من قبل الفرنسيين والفرنسيات قد زاد. كما يتذكر البشاري نفحات الشهر حيق يقول؛ تزدهر فيه مشاريع الخير والإنفاق على الفئات المحتاجة والإسراع الى صلة الرحم والإطعام من خلال موائد الرحمن، التي باتت تشرف عليها المساجد وجمعيات اسلامية.

‏شهر القرآن والذكر

إنَّ منزلةَ شهرِ رَمَضان مع بقيَّة الشهور أفضل من منزلة يوسف عليه السلام من إخوته الأحدَ عشر.

أكثر ما يميز هذا الشهر هو التواصل مع الله بالذكر والقرآن الكريم فللجسد الإنساني وقوده الطعام والشراب الذي يحيا بهما ويتحرك، ؛ لكن الروح وقودها الذكر والقرآن الكريم؛ فلابد من الاكثار في ذكر الله ليكون لسانك رطبا من ذكر الله ولتستقي لروحك من القرآن الكريم في شهر القرآن لتستقيم به في بقية السنة.

ان جبريل كان يدارس نبينا عليه الصلاة والسلام القرآن في كل ليلة هناك خلق لهم ساعات يقضونها بالليل وهم بيد الله لكن يظهر أنَّ بعض المسلمين لا يستفيدون من صيامهم لكن كما قال الله تعالى في سورة فصلت 35 .{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }

في يوم صعدَ نبي الله - صلى الله عليه و سلم - المنبرَ ذات مرةٍ فقال: ( آمين آمين آمين)، فلما سألوه قال: ( إنَّ جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفَر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين)

شهرُ رمضان شهر الرحمة والبركة والغفران، شهرُ الروحانيّة والتدبّر والإنابة، شهرُ ضياء المساجدِ والتسبيح والذكر والمحامد، شهرُ عِظَمٍ وجمالٍ وبهاء وروعة، شهرٌ من ضيَّعهُ فهو لما سواه أَضيَعُ، شهرٌ تبرزُ فيه مظاهر الطاعةِ والتديّن ومحاسبةِ النفس والبحث عن التغيير من السيِّئ إلى الحسن ومن الفاضل إلى الأفضل، شهرٌ تسمو فيه الروح التي تكبَح جماحَ النفس عن نزواتها، وتَحُدُّ من هفواتها وشطحاتها القلبيّة والبطنيّة والفرجيّة والعقلية، وتكون أكثرَ استعدادًا لقَبول نفحاتِ خالقِها جلَّ وعلا.

مساحة إعلانية