عربي ودولي

2538

ستيفن بايغل لـ الشرق: اتصالات بين الدوحة وطهران بشأن تداعيات حرب أوكرانيا

أكد ستيفن بايغل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، واستشاري السياسة الخارجية وشؤون الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الدولية بجامعة أوريغون، أن العلاقات التي تجمع ما بين قطر وإيران تتميز بأنها لها طبيعة اقتصادية إستراتيجية أكسبتها مستجدات الأحداث على الساحة الدولية تدفقاً حيوياً على أكثر من صعيد، كما تلعب المكالمات الهاتفية الثنائية المتواصلة بين سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ونظيره د.حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني، دوراً متجدداً بهدف تدعيم هذا التواصل واستثماره بصورة تراعي المصالح المشتركة لكلا البلدين، فيما كانت زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الدوحة للقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى قطر منذ 11 عاماً، ولعبت الزيارة أيضاً دورها المهم على هامش قمة الدول المصدرة للغاز التي استضافتها الدوحة وتفاعلت مع الأزمة الأوكرانية، في مؤشرات باتت تدعمها السياسات الدولية من أجل إعطاء دفعة جديدة للدبلوماسية الخاصة بالاتفاق النووي بجانب الفتور النسبي الذي اعترى مفاوضات جنيف وأيضاً وجود تقارب كبير بين إيران وقطر ليس فقط على صعيد الغاز ولكن في ملفات أخرى، وبات الدعم الدولي الإيجابي السمة المميزة لتحرك العلاقات وتطورها بين قطر وإيران في الفترة الأخيرة.

◄ تطور إيجابي

يقول ستيفن بايغل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، واستشاري السياسة الخارجية وشؤون الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الدولية بجامعة أوريغون: إن العلاقات ما بين طهران والدوحة عموما تطورت بصورة أوثق في عام 2017 بشراكة إيجابية مهمة بدأ من حينها في ضوء الاهتمام العالمي بالمنطقة خاصة في القضايا الإقليمية تفهم الوضع الجيوسياسي الذي يستوجب علاقات إستراتيجية متعددة.. وفي هذه النظرة الإستراتيجية دائماً ما امتلكت كل من الكويت وعُمان بجانب قطر رؤية متعلقة بالأهمية المشتركة الخاصة بضرورة وجود علاقات حيوية مع إيران، من جانب آخر كان لقطر خصائص فريدة فيما يتعلق بالشراكة في حقل شمال الأكبر في العالم مع إيران، ووجود الدولتين كقوتين بارزتين في الطاقة والنفط، فالمباحثات عموماً دائماً ما كانت حاضرة حتى ولو على الهامش التنسيقي الخاص بمعايير السلامة الخاصة باستكمال عمليات التوسعات، أو الجهود المشتركة لتدعيم سوق الغاز الطبيعي عالمياً، والملاحظ أيضاً بكل تأكيد في قراءة الأرقام الاقتصادية هو زيادة متصاعدة في حجم التبادل التجاري بين قطر وإيران في الأعوام الخمس الأخيرة، وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية والسياسية، تتبنى قطر اتجاها إيجابياً من أجل تدعيم سياسة حل الخلافات الدبلوماسية عبر مبادئ الحوار وضرورة الإيمان بالدبلوماسية الناجزة من أجل حل الصراعات لحماية وحفظ الاستقرار الإقليمي.

◄ اتجاه مهم

وأوضح ستيفن بايجل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، في تصريحات لـ الشرق: إن هذا الاتجاه شمل دعوات متجددة منذ بيان قمة العلا التي استضافتها المملكة العربية السعودية وتحقيق المصالحة الخليجية بوتيرة إيجابية أعادت العلاقات الإيجابية بصورة متميزة لاسيما بين قطر والسعودية ومصر، فكانت الدعوات الإيرانية أيضاً مرحبة بأجواء الحوار مع الدول الإسلامية المجاورة رغم الاختلاف الحاد والصدام في المشهد اليمني مع السعودية والإمارات، ولكن عموماً جاء الفراغ الأمريكي عن المنطقة والانسحاب من أفغانستان بهذه الصورة ليؤكد الأطروحة المتعلقة بتراجع الدور الأمريكي أو عدم التركيز المباشر على قضايا المنطقة في خضم الأزمات الداخلية وملفات الانسحاب ومستجدات الصدام مع روسيا في المشهد الأوكراني.. المنطقة التي شهدت أجواء توتر عنيفة وصدامية في إدارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب أدركت القوى فيها ضرورة تبني نهج مغاير يقلل من مساحات الصدام والعداء، إلى سياسات تعتمد على العلاقات النفعية بين الدول، وتشترك قطر مع إيران أيضاً في ضرورة وجود حوار إيراني يجمعها مع دول مجلس التعاون الخليجي بالكامل، هذه مائدة حوار ستعقد حتماً فالجهود الدولية لاستعادة الاتفاق النووي ستحتاج بالتأكيد موقفا خليجيا موحدا وإيجابيا تجاه حسم القضية.. ولا تنشغل بعض دول مجلس التعاون بالملف النووي الإيراني قدر انشغالها بالنفوذ الإقليمي ومنظومة الصواريخ ودعم التيارات السياسية ذات الطيف الإسلامي القريب من إيران، ولكن النظرة إلى أن الحوار في تلك القضايا ليس بهذا التعقيد على أهميته، وإن اختلاف الأجندات لا يعني بالضرورة الصدام الكامل في كل مناحي العلاقات التي لا ينبغي عموماً أن تكون غير متأثرة بالواقع العالمي الحديث، سواء من تبعات اقتصادية في أزمة جائحة كورونا والكارثة الاقتصادية المرتقبة من التصعيد الروسي في أوكرانيا والذي من شأنه أن يضع سوق الطاقة بالكامل في مأزق ويحدث ارتباك كبير في الأسواق العالمي، ويهدد الاقتصاد الصناعي الأوروبي والاقتصادات المرتبطة وهي تأثيرات من شأنها تغيير الخريطة الاقتصادية العالمية بصورة أكثر عنفاً عبر حرب اقتصادية شنعاء ستكون مدمرة بالقدر ذاته كحرب عالمية جديدة.

◄ جوانب مهمة

واختتم ستيفن بايغل، المسؤول السابق بمكتب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن القومي، واستشاري السياسة الخارجية وشؤون الشرق الأوسط بمعهد العلاقات الدولية بجامعة أوريغون تصريحاته مؤكدا: أن هناك جانباً آخر عموماً يجعل النظرة إلى قطر مختلفة من الإدارات الإيرانية، أولها إدراك الطبيعة المستقلة وحساسية السيادة العميقة والهوية الوطنية لدى قطر في تبنيها سياسات تخدم مصالحها وتلعب أدوارا أكبر أثراً على الساحة الدولية يعزلها عموما عن المخاوف الإيرانية في ملفات إقليمية من جانب، بالاضافة إلى جانب مرتبط بالموقف القطري في التعامل مع قضية التطبيع مع إسرائيل ووجودها على الجانب الآخر بل النقيض تماماً من السياسات الإسرائيلية خاصة في المشهد الفلسطيني، إذ تتبنى قطر القضية الفلسطينية بصورة حيوية عبر المساعدات والدعم والوساطة وإعادة الإعمار، وأيضاً تجعل من القضية الفلسطينية من ثوابت سياساتها الحاضرة في توجهاتها الدولية سواء في اللقاء الذي جمع سمو الأمير مع الرئيس بايدن أو في خطابات سموه في الأمم المتحدة، وتتمتع قطر بعلاقات قوية مع السلطة الفلسطينية وترفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة المحاصر، كما أعلنت أن موقفها من التطبيع يرتبط بالقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى لهذا لم تنخرط في التحركات الأمريكية في الإدارة السابقة فيما عرف بصفقة القرن، أو في الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مؤخراً مع دول إقليمية عديدة، ولم تنضم بأي صورة استخباراتية من قريب أو بعيد بالمخططات الأمريكية- الإسرائيلية التي بحثت عن التأثير في الداخل السياسي الإيراني، كل هذا جعل مساحة التواصل وتوافقها حاضرة بأكثر من صورة بين الدولتين على أكثر من مستوى، وكان من اللافت في الفترة الأخيرة أن العلاقات مع إيران صارت ضرورة إستراتيجية لقطر لا تحتاج لتبريرها بل جاء الدعم الأمريكي والدولي لتعزيزها من أجل تحقيق مكتسبات إيجابية وانفراجات دبلوماسية من شأنها تدعيم استعادة الاتفاق النووي الإيراني، كأولوية أمن قومي وضعها الرئيس الأمريكي دائماً على رأس تعهداته الانتخابية، كما وجدت أمريكا في قنوات الحوار الإيجابية المفتوحة التي تمتلكها الدوحة مع طهران، سبيلاً إضافياً من أجل وضع إستراتيجياتها للطاقة في ضوء تصاعد الصدام الروسي في أوكرانيا، والتأثير المتوقع والخطير على الإمدادات الروسية الرئيسية للأسواق الأوروبية.

اقرأ أيضاً

منظمة حقوقية ترفع قضية ضد 10 بريطانيين لارتكابهم جرائم حرب في غزة

الشتاء في غزة.. فصول من المعاناة

«القطري للصحافة» يناقش تحديات إفلات قتلة الصحفيين من العقاب

أخبار ذات صلة

استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال بالضفة الغربية

الأمين العام لمجلس التعاون: ورشة العمل الخليجية حول تقييم وتصنيف المخاطر تهدف إلى تطوير المهارات العملية