رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2391

إعجاب "تاتشر" بـ "جورباتشوف" غيّر مسار الحرب الباردة

03 يناير 2014 , 03:34م
alsharq
لندن - وكالات

سلطت بريطانيا، اليوم الجمعة، الضوء على مساعي ميخائيل جورباتشوف الجسور لإنقاذ الاتحاد السوفيتي المتداعي، بنشر وثائق كانت تعد سرية من قبل تظهر محاولاته إقامة علاقات أوثق مع الغرب، وقت إن كانت الحرب الباردة على أشدها.

"افتتان مارجريت"

وكان جورباتشوف، الذي أطلقت إصلاحاته شرارة انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، المرشح الأقوى للفوز برئاسة الكرملين في عام 1984 وهزيمة منافسه قنسطنطين تشيرنينكو، لكنه لم يكن معروفا خارج الاتحاد السوفيتي عندما زار لندن في أول جولة مهمة يقوم بها في أوروبا.

وساعدت زيارة جورباتشوف، بناء على دعوة من رئيسة الوزراء، مارجريت ثاتشر، في عام 1984، على تغيير مسار الحرب الباردة بإقناع "المرأة الحديدية" وحليفها الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، إن الاتحاد السوفيتي ربما يقوده قريبا رجل يمكن للغرب التعامل معه.

وقالت ثاتشر لريجان، في مذكرة اعتبرت سرية بعد ساعات من محادثاتها مع جورباتشوف، عن سباق التسلح في الحرب الباردة "وجدته بالتأكيد رجلا يمكن التعامل معه، بل إنني أعجبت به بعض الشيء".

وأضافت ثاتشر لريجان، "لا شك في أن ولاءه كامل للنظام السوفيتي لكنه مستعد للإنصات ولإجراء حوار حقيقي واتخاذ قراره بنفسه".

"جورباتشوف مختلف"

وبعد أيام من هذا الاجتماع، توجهت ثاتشر إلى كامب ديفيد، لإقناع ريجان بأن جورباتشوف، سيكون مختلفا عن زعماء الكرملين السابقين مثل، ليونيد برجينيف، ويوري أندروبوف، وتشيرنينكو، الذي كان مريضا جدا حتى أنه كان في أغلب الأحيان لا يحضر اجتماعات المكتب السياسي.

وتظهر ملفات عام 1984، أن ثاتشر، كانت موزعة بين مفاوضات مع الصين بشأن إعادة تسليم هونج كونج، وإضراب عمال المناجم في الداخل والجهد السياسي الكبير لمحاولة فهم الزعيم المتوقع لأقوى عدو للغرب.

وبموجب لائحة تعرف في بريطانيا باسم "لائحة الثلاثين عاما"، اعتبرت الملفات وعددها نحو 500 ملف الخاصة بالحكومة ومكتب رئيسة الوزراء في عام 1984 حساسة، بما يكفي لجعلها سرية بموجب لائحة 30 عاما.

وعلى عكس الركود في عهد بريجينيف، تمكن جورباتشوف الذي كان يبلغ من العمر 53 عاما في ذلك الوقت وزوجته الأنيقة رئيسة، من إقناع ثاتشر، بأنه إذا أصبح زعيم الاتحاد السوفيتي، فسيتعامل مع الغرب بانفتاح بعد الجمود الذي استمر سنوات.

واتضح بعد ذلك، أن تحليل ثاتشر، كان مؤثرا ومستبصرا فقد اقتنع ريجان على مهل وسقط حائط برلين في عام 1989، وانهار الاتحاد السوفيتي ذاته بعد 7 سنوات من زيارة جورباتشوف للندن.

وقال ريجان للصحفيين في عام 1990، "أبلغتني أن جورباتشوف مختلف عن أي من زعماء الكرملين الآخرين، كانت مقتنعة أن هناك فرصة لانفراجة كبيرة، بالطبع ثبت أنها كانت على حق تماما".

شتاء نووي

وفي منتجع بريطاني، يرجع تاريخه للقرن 16 تنازعت ثاتشر، مع جورباتشوف على مدى ساعات بشأن القيود على هجرة اليهود ومصير المنشقين، مثل الفيزيائي أندري ساخاروف ومزايا الرأسمالية والشيوعية.

وقالت ثاتشر، إن زعماء اتحادات العمال مثل، أرثر سكارجيل، أساؤوا للشيوعية لأنهم لم يجروا انتخابات وروعوا عمال المناجم ليشاركوا في إضراب.

ولمحت كذلك إلى مساعدة مالية سوفيتية محتملة للاتحادات العمالية وفقا لما ورد في وقائع اجتماع لمستشاريها.

وقال جورباتشوف، إن ثاتشر يجب ألا تلوم أحدا سوى بريطانيا، على هذه المشكلات، وأن الاتحاد السوفيتي لم يحول أموالا للاتحاد الوطني لعمال المناجم. وأضاف لرده عبارة "على حد علمي" بعد ما وصفه مسؤولون بريطانيون بأنه نظر إلى مستشاره شزرا.

ولم يتضح ما إذا كانت ثاتشر، فهمت مزحة نقلها إليها أحد مستشاريها من خطاب أرسله كارل ماركس، لفريدريك أنجلز، متذكرا فيه ما قالته والدته ذات يوم "لو كان كارل صنع رأسمالا.. بدلا من أن يكتب عنه".

وبعد الغداء دخلت، ثاتشر وجورباتشوف، في معركة أكثر خصوصية وهما يحتسيان القهوة في غرفة جلوس، عن سباق التسلح بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

وعلى مدى 3 ساعات، استعرض جورباتشوف أهوال ما يعرف بالشتاء النووي، وهو الأثر البيئي المتخيل عن حالة الطقس، التي يمكن أن تعقب أي حرب نووية، مستشهدا برسم على صفحة كاملة نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يظهر القدرات النووية للقوتين العظميين.

حرب النجوم

وقال جورباتشوف لثاتشر، مستشهدا بقول روسي مأثور "مرة كل عام، حتى البندقية غير المحشوة بالذخيرة يمكن أن تطلق الرصاص".

وقالت ثاتشر، إنها تعتقد أن السلاح النووي سلاح ردع وان مبادرة الدفاع الإستراتيجية التي طرحها ريجان، أو ما عرف باسم "حرب النجوم" كانت تعبيرا عن "حلم" بالسلام.

ورغم عدم عقد أي قمة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، منذ اجتماع جيمي كارتر وليونيد برجينيف، عام 1979 أصر جورباتشوف، على أن يعطي الكرملين الأولوية "للنموذج الأمثل" للسلام في محادثات عقدت في عام 1985.

مساحة إعلانية