رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1046

رفح مدينة الشهداء وضحاياها عجزت عن احتوائهم المستشفيات

02 أغسطس 2014 , 01:05م
alsharq
غزة - وكالات

تعثرت كاميرات المصورين، في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بجثث الشهداء والدم النازف في كل زقاق وحي وشارع، وبركام ما دمرته قنابل وقذائف قصف الاحتلال الإسرائيلي.

وما من طريق آمن لسيارات الإسعاف، أو حتى طواقم الصليب الأحمر للمرور، وانتشال جثامين القتلى، الذين تم الإلقاء بالعشرات منهم في ثلاجات الخضار، وفق تأكيدات مسعفين قالوا إنّ القتلى ينقلون إلى ثلاجات الخضار لحفظها من التحلل والعفن، فيما ينزف الجرحى على أرصفة الطرقات.

شهداء رفح بالمئات

ووفق الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي على رفح، منذ صباح أمس الجمعة وحتى صباح اليوم السبت، وصلت إلى 101 شهيد وما يزيد على 400 جريح، في عدة مجازر، جراء سقوط عشرات القذائف وتنفيذ الغارات على السكان المدنيين.

وتعجز المستشفيات الصغيرة جدا في رفح عن التعامل مع بشاعة العدوان الإسرائيلي، وشدته، كما تقول سُهاد خضر، التي يختفي صوتها أمام اشتداد القصف.

وتعرض مستشفى أبو يوسف النجار "أكبر وأهم مستشفيات مدينة رفح"، لقصف من المدفعية الإسرائيلية، ما اضطر إدارة المستشفى إلى إخلائه تماما، والامتناع عن نقل جرحى الغارات الإسرائيلية إليه خشية من استهدافه مجددا".

وتقول خضر إنها تشاهد من شرفة بيتها جرحى ينزفون حتى الموت، وأنه في كل دقيقة تمر يزداد القصف بشاعة وعنفا.

ولا تستطيع سيارات الإسعاف الخروج من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بسبب كثافة الغارات الإسرائيلية التي تستهدفها، منذ صباح أمس.

جريمة حرب

ولا يمكن للصورة في رفح أن يتم اختصارها هذه المرة بكلمتين: "إنّها مجزرة"، فالأمر كما يقول أمجد أبو عيطة، أحد المحاصرين في مدينة رفح، أكبر من المجازر، والمحارق، وحتى جرائم الإبادة.

ويأتي صوت عيطة مخنوقا وهو يُضيف: "لا يوجد مستشفيات، وضعنا الموتى في ثلاجات الخضار، الجثث تنتشر في كل مكان، والأرقام التي تخرج لا شيء أمام هول المصيبة تحت ركام البيوت، والأنقاض، محاصر أنا وعائلتي، لا ندري كيف نخرج، وماذا نفعل".

ونال القصف الإسرائيلي في رفح، وفق أبو عيطة، كل شيء ساكن ومتحرك، فما من شجرة، ولا مستشفى ولا دراجة ولا شارع ولا بيت إلا وناله القصف والتدمير.

ووصف أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، ما يجري في رفح بـ"جريمة الحرب". قائلا، إنّ الطواقم الطبية عاجزة عن دخول مدينة رفح لإنقاذ المصابين.

وأضاف القدرة: "نطالب الجهات الدولية، بالتدخل لأجل توفير طرق آمنة للإسعافات، كي نرسل المصابين إلى المستشفيات الأخرى في مدينة خان يونس".

مستشفيات مدمرة

دمر الجيش الإسرائيلي، مستشفى أبو يوسف النجار، كبرى مشافي مدينة رفح، وما تبقى من مستشفيات "الإماراتي، الكويتي"، لا يصلحان لاستقبال الجرحى، وإجراء عمليات جراحية للمصابين، فهما مخصصان للولادة.

وانهار وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة، أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بعد عدة ساعات من بدء سريانه، أمس الجمعة، بعد أن شنت إسرائيل عدة غارات على رفح، أوقعت عشرات القتلى، مبررة ذلك بما قالت إنه "هجوم تعرضت له وحدة عسكرية في المنطقة"، قبل أن تعلن "فقد جندي وقتل اثنين من زملائه".

وهو ما اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محاولة من إسرائيل "للتضليل وتبرير تراجعها عن التهدئة الإنسانية، والمجازر الوحشية التي ارتكبتها في مدينة رفح"، دون أن تؤكد أو تنفي أسر الجندي.

مساحة إعلانية