زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قبل ظهر اليوم، معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، والذي يقام تحت شعار مجتمع واع في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. وقد قام سموه بجولة في أجنحة المعرض اطلع خلالها على مشاركة الجهات الحكومية والقطاعات الثقافية، ودور النشر العربية والدولية، إضافة إلى اطلاعه على أحدث الإصدارات والكتب والمخطوطات في المعرض.

عملي الفائز يعزز من قيم التسامح وقبول المختلف أعمل على إعادة صياغة التراث الشعبي بأسلوب قصصي الجوائز دليل جودة لحظية في المنافسة والتتويج العالم العربي يعاني ندرة في الكتابة الجادة للطفل يحتضن معرض الدوحة للكتاب صباح اليوم الأحد، حفل تكريم الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها السابعة، والتي تم إعلانها أخيراً، وفاز بها قطريين مجتمعين لأول مرة، هما الدكتورة مريم النعيمي، عن عملها الموجة الفضية في مجال القصة، ومحمد علي أبل عن عمله القنفد والجربوع، وذلك في فرع رسوم كتب الأطفال. الشرق التقت الدكتورة مريم عبدالرحمن النعيمي للحديث عن طبيعة العمل الفائز، وأهمية ما تمثله الجوائز للمبدعين، وما إذا كانت دليلاً على جودة العمل الأدبي من عدمه، علاوة على جوانب أخرى، ذات الصلة، جاءت على النحو التالي: ما طبيعة عملك الفائز بجائزة الدولة لأدب الطفل؟ العمل مجموعة قصصية للأطفال بعنوان الموجة الفضية حاول أن ينسجم مع المعطى الوجداني والعاطفي الذي حددته الجائزة لهذه الدورة وهو تعزيز قيم التسامح وقبول المختلف ولكن من خلال ثيمات تراثية شعبية هي الألعاب، ألعاب أجدادنا التي توشك أن يلفها النسيان. ولذلك قررت أن أنسج الحكايات بحيث تكون اللعبة مفصلة فيها بطريقتها ومتعتها، وكل أبعادها، حتى نعيد إدخالها إلى عالم الطفل من خلال الحكاية الطريفة المشوقة. تنامي المشهد الثقافي ما دلالة فوز قطريين مجتمعين لأول مرة بالدورة السابعة من الجائزة؟ هذا شيء يضاف للرصيد الثقافي القطري الذي هو في تزايد مستمر، وإننا إذ نفخر بهذا التتويج، إلا أنه مسؤولية جسيمة تدفع بنا لتقديم الأفضل. وعن دلالته فبعد أن ظل القطري بعيداّ عن هذه الجائزة في دورات كثيرة، ها هو يقتحم مجال الطفل والكتابة له، وينافس ويفوز وما هذا إلا نتيجة تراكمات وحتميات، صنعت هذه اللحظة. قدمتِ ديواناً للأطفال من قبل ، وحالياً عملاً قصصياً، فهل يعكس ذلك تركيزك على الطفل في مشاريعك الأدبية؟ الطفل بذرة تستحق من الأوساط الأدبية والثقافية كل الاهتمام والبذل ، هو حامل الراية وصانع المستقبل فما نقدمه له اليوم سنجده غداً، لذلك أعد توجيه أعمال للطفل من أنبل الرسائل وأشرفها، ومع رصيدي الذي لا يعدو مجموعة شعرية وأخرى قصصية هي المتوجة، إلا أنه كان دائما هاجسي ومشروعي الذي حالت بيني وبين تنفيذه باستغراق كبير أعباء أكاديمية وأدبية أخرى، ولكن حان الوقت للتركيز أكثر على هذا المجال، وتقديم الأفضل. إحياء التراث الشعبي ما هو المشروع القادم الذي تعملين عليه حالياً لتحقيق هدفك بتوثيق التراث القطري، وإنتاجه للأطفال؟ مشروعي القادم هو إحياء التراث الشعبي وإعادة صياغته بأسلوب سردي قصصي بما في ذلك ما تبقى من الألعاب الشعبية والمهن والحرف القديمة والأمثال الشعبية، وأيضا أفكر في تقديمها للمسرح بما يلائم تلقي الطفل لها بشكل إيجابي وحيّ ونابض، لأننا في عصر يجب أن ينافس بالصورة والعروض الحية، إذا كنا نريد لتراثنا أن يستمر ولهويتنا أن تتأصل، وتنتقل عبر أجيالنا بشكل طبيعي. مواصفات أدب الطفل هل توافقين البعض الرأي بأن هناك ثمة صعوبة في الكتابة الموجهة للطفل؟ القضية ليست مطلقة، هي نسبية هناك من يستصعبها نظرا لأن عملية الكتابة بالنسبة إليه هي عملية واعية، وهناك من تسهل عليه، كونه لا يزال يتمتع بالبساطة في تعامله مع محيطه، وتواصله مع العالم، ثمة كتاب كبار عبر التاريخ نكّسوا أقلامهم عندما تعلق الأمر بالكتابة للطفل، وأقروا بصعوبتها، في المقابل هناك من الكتاب من خلده التاريخ فقط لكون كتب للطفل، إذن الأمر ليس محسوماً دائما. برأيك، ما أسباب ندرة الكتابة الموجهة للطفل في قطر والعالم العربي؟ الأسباب كثيرة منها ما هو شخصي وقد تحدثنا عن صعوبة هذا النوع من الكتابة، فليس كل الكتاب يميلون إليه، وثانيها مؤسساتي إذ إنه من الواجب أن يكون هناك تأطير مؤسساتي لمثل هذه الكتابات يتبنى إعادة إنتاجها بصرياً، ويشجع أصحابها وهذا الأمر يكاد يكون مفقوداً في عالمنا العربي. في هذا السياق، ما هى المفردات اللازمة في العمل الموجه للطفل؟ لا توجد مفردات لازمة وأخرى غير لازمة، الأدب لا تصنعه المفردة وإنما تصنعه العلاقة الجوارية بين هذه المفردات والتي هي من اجتراح الكاتب نفسه، نحن نمتلك المعجم ذاته ولكننا نختلف في كيفية استخدامه، كونك تطرح مثل هذه التفرقة هو بالضبط كما لو قلنا إن ثمة لوناً لا يجب أن يكون في الرسمة الموجهة للأطفال، وهذا غير صحيح، إنما مدار الأمر على كيفية صياغة هذه المفردات صياغة سلسة سهلة من المعجم اليومي للطفل. الإبداع مفتاح الأدب من خلال إبداعك الشعري والقصصي والروائي، ما هو المشترك بين كل هذه الألوان الأدبية؟ المشترك هو الإبداع في حد ذاته، تلك القدرة على أن تخلق من المألوف عملاً جديداً ناصعاً يسمى باسمك ويُنسب إليك، والمشترك هو تلك الرسالة الإنسانية، التي يريد المبدع أن يتركها دائماً لمن يأتون بعده، حتى إن لم يعايشوه، يتعرفون عليه من خلال كتابته، ويحيا بينهم كلمة صادقة. أهمية الإبداع هل تعتقدين أن الجوائز دليلاً على جودة العمل الإبداعي من عدمه؟ على الأقل هي دليل جودة وتفوق على ما تقدم لتلك الجائزة نفسها من أعمال، لكن لا أعتقد أنها ختم جودة مطلق إذ إن التفاوت هو صفة من صفات الطبيعة والحياة والكون، والمبدع نفسه يتجاوز نفسه في كثير من الأحيان، بل هو مطالب بتجاوز نفسه بين عمل وعمل، لذلك دعنا نقل إنها دليل جودة لحظية، هي لحظة المنافسة والتتويج.

عبدالرحمن الزايد: المعرض يحتضن إصدارات شبابية متميزة صالح المري: المعرض يشهد برامج ثقافية وفعاليات فكرية متنوعة أشاد عدد من زوار معرض الدوحة الدولي للكتاب، بتنوع الفعاليات الثقافية والندوات الفكرية التي يشهدها المعرض منذ انطلاقته، لافتين إلى أن المعرض هذا العام نجح في جذب الزوار والمهتمين بالثقافة والأدب وكافة العلوم. وأوضحوا لـالشرق أن معرض الدوحة للكتاب يعد بمثابة عرس ثقافي يجمع كافة الأدباء والمثقفين وأفراد المجتمع تحت سقف واحد، مشيرين إلى أن ما ميز المعرض هذا العام المشاركات القطرية سواء من دور النشر أو الكتّاب. تنوع الفعاليات كانت البداية مع المواطن عبد الرحمن الزايد، والذي أوضح بأن معرض الكتاب هذا العام نجح في جذب عدد كبير من الزوار والقراء المهتمين، وذلك بسبب تنوع الفعاليات الثقافية، والتنظيم الذي فاق التوقعات، مشيدًا بمشاركة الطاقات القطرية في المعرض، والإصدارات المميزة التي تثري الساحة الأدبية. وأوضح الزايد لـالشرق بأن الأسعار في متناول الجميع، وأن الكثير من دور النشر قامت بعرض خصومات على الكتب مما أصبح هناك تنوع في اقتناء الكتب، منوها بأن الإقبال أكثر على الروايات والقصص، وقال إنه حرص على الحضور مع أبنائه حيث خصص لهم ميزانية في حين وضع لهم قائمة بالأسماء التي يحتاجونها. الفكر والثقافة السيد صالح المري، أكد أن تنظيم معرض الكتاب هذا العام، أسهم في اجتذاب الزوار بشكل كبير، لافتًا إلى أن المعرض يشهد برامج ثقافية وفعاليات فكرية متنوعة، في حين أنه تم تخصيص برنامج للشباب من خلال تنظيم فعاليات ثقافية تناسب هذه الفئة. وأشاد المري بالندوات الفكرية، وورش العمل التي تنوعت بين الثقافة والأدب والفكر، مؤكداً نجاح المعرض بكل مقاييسه، ومتمنيًا أن يتم استثمار الطاقات الشبابية المبدعة في الفعاليات الثقافية الأخرى. سواعد قطرية المواطن مبارك فيصل الدوسري، الذي جاء برفقة أطفاله أوضح لـالشرق أن معرض الدوحة للكتاب نجح بسواعد أبنائه القطريين، الذين حملوا على عاتقهم عملية التنظيم والتطوع لخدمة الثقافة والأدب، مشيراً إلى تنوع الفعاليات الثقافية والندوات الفكرية التي أسهمت في جذب الزوار، ما يؤكد ذلك على أن معرض الكتاب لم يعد مكانًا لاقتناء الكتب فقط بل مكانا لكسب المعرفة والثقافة. وأوضح بأن الروايات والقصص هي الأكثر رواجًا في المعرض، لافتًا إلى أنه قام بجولة واسعة مع أطفاله في الأجنة التي تم تخصيصها للأطفال، وقد أنبهر بحجم المشاركات والكتب التي تثري ثقافة الطفل. الثقافة والشباب أما المواطن عبد الله طالب، وهو من فئة الصم أشاد بالقائمين على معرض الدوحة للكتاب، وأكد أن هذا العام يتميز المعرض بتنوع الفعاليات الثقافية والشبابية على حد سواء، لافتًا إلى أنه يميل إلى قراءة الكتب الدينية، وكتب العلوم والمعارف المختلفة. وأوضح بأن المعرض استقطب هذا العام جمهورا غفيرا بسبب مشاركة دور نشر قطرية لأول مرة، ومشاركة الإبداعات القطرية التي تعتبر فخر لقطر، متمنيًا أن يتم تمديد فترة المعرض لإتاحة الفرصة للجميع بزيارته والتعرف على الفعاليات والأنشطة الثقافية المختلفة.

لفتت الموسوعة العمانية الأنظار في معرض الدوحة للكتاب، وهي مشروع ثقافي عماني ضخم تم تدشينه في عام 2014، وهي عمل مرجعي مهم يقدِّم معلومات أساسية حول كل ما له علاقة بسلطنة عُمان؛ ويضم 11 مجلداً تتوزع إلى محاور أساسية هي: الشمولية، حيث تغطي الموسوعة جميع المداخل المرتبطة بسلطنة عُمان كالتاريخ والثقافة والآداب والمجتمع والاقتصاد.. وكافة معالم الطبيعة العُمانية. والمحور الثاني هو الدقة العلمية، حيث يقوم هذا الإنجاز المعرفي على عمل منهجي دقيق في إعداد المداخل من قبل متخصصين في المجالات الإنسانية والطبيعية المختلفة، وذلك بالاعتماد على المصادر والمراجع العلمية، وتقصي الحقائق التي تقدّمها المداخل. إضافة إلى الحياد، أي الابتعاد عن أي مفاضلة فيما تقدّمه من معلومات وحقائق. مجالات الموسوعة تتوزع الموسوعة العمانية إلى عدد من المجالات هي: جغرافيا السكان والعمران، وجيولوجيا سلطنة عمان، والمناخ، والثروات الطبيعية، والظواهر الطبيعية، والعمليات الجيولوجية وتأثيرها. ومجال الإعلام ويشمل هذا المجال الإعلام العماني، والإعلام غير العماني المرتبطين بالشأن العُماني في الحكم والسياسة والدين واللغة والأدب والفن والطب والملاحة والرحلات.. ومجال التاريخ الاقتصادي العماني، وتاريخ عُمان القديم والذي يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد حتى قبيل ظهور الإسلام، وحضاراتها القائمة في تلك العصور مثل: ماجان وعُمانا، والفترات الأثرية مثل: فترة حفيت وفترة أم النار وفترة لزق وفترة وادي سوق وفترة سمد. ومجال التاريخ والكتابة فيشتمل على الموضوعات التاريخية الخاصة بسلطنة عمان منذ دخول الإسلام حتى عصر النهضة الحديثة، إضافة إلى الموضوعات الأدبية والفكرية والعلمية المتصلة بتاريخ عمان.

أول متجر قطري لبيع الكتب.. إبراهيم الخليفي لـ (الشرق): نوفر كتبا قيمة وبأسعار تناسب جميع أفراد المجتمع القارئ الشغوف يميز بين الكتب القيمة والرديئة يشارك متجر الدانة وهو أول متجر قطري لبيع الكتب في قطر، في معرض الدوحة الدولي للكتاب لأول مرة، وذلك من خلال جناح خاص يضم أكثر من (500) كتاب بمختلف العلوم والآداب.. في حوار خاص لـ (الشرق) أكد السيد إبراهيم الخليفي، صاحب المتجر، على أهمية دعم القراءة ونشر ثقافة الكتاب في المجتمع، لافتًا إلى أن متجر الدانة منذ تأسيسه وهو يحمل على عاتقه الارتقاء بثقافة الفكر من خلال توفير كتب ذات قيمة ومضمون.. وأوضح الخليفي أن الإقبال كبير على جناح الدانة في معرض الكتاب، وأنه قد تم توفير خصومات على بعض الكتب ليتسنى للجميع شراء الكتب واقتنائها. حدثنا عن مشاركتكم بجناح خاص في معرض الدوحة للكتاب لأول مرة؟ في الحقيقة، فكرة المشاركة في معرض الدوحة للكتاب جاءت من القراء الذين كانوا باستمرار يطلبون من المتجر المشاركة في معارض الكتب، وذلك بهدف التعرف عن كثب على الإصدارات التي يوفرها المتجر الإلكتروني على مدار العام، والحمد لله وفقنا هذا العام بالمشاركة في المعرض بجناح خاص تبلغ مساحته 8 × 3. كم كتابا سيكون متوفرًا بالجناح؟ وهل هناك إصدارات قطرية؟ لدينا أكثر من (500) عنوان، ما بين كتب الأطفال والكبار، حيث إننا نوفر إصدارات وكتبا متنوعة والتي من شأنها أن تثري الفكر والمعرفة، في حين لدينا مجموعة من الإصدارات لعدد من الكتّاب والمؤلفين القطريين. ما نوعية الكتب التي يوفرها متجر الدانة للقراء؟ كتب عربية وأدب مترجم وقصص للأطفال، وأدب الناشئة، بالإضافة إلى كتب التاريخ والسير الذاتية والعلوم الاجتماعية والمعارف العامة. هل مشاركتكم في المعرض بداية لفتح دار نشر؟ في المستقبل ستكون هناك إصدارات وكتب خاصة بمتجر الدانة.. برأيكم كيف يمكن المحافظة على ثقة القراء والاستمرارية؟ الاستمرارية ستتحقق باختيار الكتب ذات المضمون والفكر، ومتجر الدانة منذ تأسيسه يحمل على عاتقه نشر الثقافة والمعرفة، لذا فإننا حريصون جدًا على انتقاء الكتب، وتوفيرها بأسعار معقولة، والقارئ الشغوف يميز بين الكتب القيمة والرديئة. آفاق ما الجديد في جناح الدانة خلال فترة المعرض؟ نحنُ بدأنا عملنا في مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركتنا في المعرض سوف تفتح لنا آفاقا كثيرة، وتقربنا من المجتمع أكثر، وقد حرصنا على أن نشارك في معرض الكتاب بكتب وإصدارات جديدة من مختلف دور النشر العربية، كما قمنا بعمل خصومات على بعض الكتب لإتاحة الفرصة أمام الجميع لشراء أكبر عدد من الكتب المميزة.

أقام المنبر الفكري بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، المقام حاليا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ندوته مساء اليوم تحت عنوان الأرشيف المنسي حول علاقة الأرشيف والوثائق العثمانية عند كتابة تاريخ الدول العربية قدمها المؤرخ التونسي الدكتور عبدالجليل التميمي. وأكد الدكتور عبدالجليل التميمي، خلال الندوة، على أهمية زخم الأرشيف العثماني، حيث يمتلك الأتراك وثائق ضخمة تبلغ حوالي 150 مليون وثيقة تتناول العديد من تاريخ البلدان العربية والأجنبية، وأن نسبة 75 بالمئة من هذا الأرشيف يخص المنطقة العربية، منوها بأهمية هذا الأرشيف كوثائق ومراجع للمؤرخين العرب لا يقل أهمية عن الأرشيف البريطاني أو الفرنسي. وأضاف أنه رغم وجود جهود عربية لكشف أسرار هذه الوثائق والاستفادة منها، ولكنها مازالت ضئيلة، كما لا يوجد تنسيق عربي في هذا الشأن.. داعيا الباحثين والمؤرخين إلى الاستفادة من هذه الوثائق التي تغطي فترة تزيد على أربعة قرون من عمر المنطقة.. مشددا على أن التاريخ العربي هو الخاسر عندما نلتفت عن هذه الوثائق. واستعرض التميمي تجربته الخاصة مع الأرشيف العثماني وجهوده في كشف المزيد من الوثائق عندما بدأ دراسته في الستينيات من القرن الماضي، كما أصدر المجلة التاريخية المغاربية عام 1974، ليقود عددا من المؤتمرات الدولية في مطلع الثمانينات حول التاريخ العثماني من مختلف الجوانب لينشئ مؤسسة بحثية خاصة للبحث التاريخي وخاصة العثماني، فضلا عن إصدار مجلات أخرى هي: المجلة التاريخية للدراسات العثمانية منذ عام 1990 والمجلة العربية للأرشيف والتوثيق والمعلومات منذ عام 1997 . ودعا إلى إنشاء أقسام أكاديمية متخصصة في اللغة التركية ودراسة التاريخ العثماني في الجامعات العربية. يذكر أن معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام يتضمن برنامجا ثقافيا متنوعا، ويشارك فيه 355 دار نشر تمثل 29 دولة عربية وأجنبية وتستمر فعالياته حتى الخامس من ديسمبر الجاري.

يشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب أول كتاب من نوعه حول الأمثال القطرية والعربية، بعنوان بارميس.. حكاية حكمة لمؤلفه الدكتور خالد هارون العلي، والذي يوقعه بالمعرض. وعن سر اختياره لهذا الاسم. أرجع العلي ذلك إلى أن بارميس تعني الأمثال عند الإغريق، ولذلك أردت تسميته بهذا الاسم، حرصًا على التشويق، وجذب القارئ. وقال لـالشرق: إنه حرص خلال الكتاب على توثيق الأمثال القطرية والعربية، والتي قد يجهلها البعض، أو يتم ترويجها دون وعي أو إطلاع. كما أرجع حرصه على إصدار الكتاب إلى رغبة منه في توثيق الأمثال، والتي جمعتها من كبار السن وجنسيات مختلفة من دول الخليج العربية ومصر وبلاد الشام، كما حرصت على إبراز الأمثال التي كانت شائعة في العصر الجاهلي، ما يجعل الكتاب متفردًا في قطر والعالم العربي، وموسوعة في الوقت نفسه لتناول وتوثيق الأمثال الشعبية. ولفت إلى أن الكتاب بمثابة نقطة إشعاع للتوعية بذلك الموروث الشعبي، المتمثل في الأمثال، التي تعود إلى القدماء، واعتمدت في اختيارها على الأكثر تداولًا، وقدمتها بصورة سهلة ومبسطة، لتكون مشوقة للجميع، فيقبلون على قراءتها والاستفادة منها، بعيدًا عن استخدام لغة التقعر. وقال: إنه اختار مجموعة من القصص القصيرة، ليعرضها خلال مؤلفه الجديد توثيقًا لما أورده من أمثال، علاوة على القصائد الشعرية المختلفة، بغية إحياء هذا الموروث الشعبي من ناحية، والحفاظ على التراث اللغوي من ناحية أخرى. واصفًا القصص التي أوردها في الكتاب بأنها حقيقية، وذات أحداث حقيقية أيضًا، وإن اختلفت حولها اللهجات، إلا أنها تتسم بالأصالة والواقعية.

شهد جناح الملتقى القطري للمؤلفين مساء أمس الأول حفل توقيع كتاب 46 عامًا على إنشاء وزارة الخارجية القطرية للسفير أحمد بن جاسم محمد الملا، والصادر حديثًا عن وزارة الخارجية القطرية. في لقاء خاص مع الشرق أكد السفير أحمد الملا أن تأليف الكتاب يأتي لسببين رئيسيين: أولهما أنه عاصر وزارة الخارجية منذ إنشائها عام 1971، والسبب الثاني غياب الكتب التي توثق لسيرة ومسيرة الدبلوماسية القطرية عن مكتبة الوزارة. مضيفًا: وجدت في نفسي أنني قادر على تأليف هذا الكتاب بحكم أنني عاصرت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وكل دول العالم. وتابع: عندما حصلت قطر على استقلالها في 3 سبتمبر 1971، قدم سفير المملكة المتحدة أوراق اعتماده إلى صاحب سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله، وكان ذلك في 6 سبتمبر من العام نفسه. بعد ذلك، واعتبارا من عام 1972 انتشر سفراء دولة قطر في عواصم الدول الكبرى، بدءا من أول مندوب دائم في الأمم المتحدة وهو السفير جاسم يوسف الجمال، ثم أول سفير قطري في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من دول العالم، وفي الوقت ذاته بدأ سفراء الدول العربية والأجنبية يتوافدون على دولة قطر. وتابع: يتضمن الكتاب عددا من الفصول، من بينها فصل يتعلق بنشأة وزارة الخارجية القطرية، وأقسامها. كما يتضمن أسماء وسير كل وزراء الخارجية في قطر، بدءًا من الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني رحمه الله والذي تولى الوزارة من عام 1972 إلى عام 1985، وخلفه سعادة السيد عبد الله بن خليفة العطية، ثم سعادة السيد مبارك بن علي الخاطر، ثم معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، ثم سعادة الدكتور خالد محمد العطية، ثم سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وهو الوزير الحالي. كما يتضمن الكتاب أول وزير دولة سعادة الشيخ أحمد بن سيف آل ثاني، ثم سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود والذي يشغل اليوم منصب رئيس مجلس الشورى، ثم سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي الذي يشغل اليوم منصب وزير الدولة. وأول وكيل وزارة الخارجية سعادة الشيخ حمد بن سحيم بن حمد آل ثاني، ثم سعادة السيد عبد الرحمن بن حمد العطية الذي أصبح بعد ذلك أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ثم سعادة الدكتور أحمد حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية. أكثر من 100 سفير لفت أحمد الملا إلى أن 46 عاما مضت على إنشاء وزارة الخارجية القطرية، كما مضت على إنشاء الدبلوماسية القطرية حتى تجاوز عدد السفراء في الخارج اليوم أكثر من 100 سفير، وما يعادله من عدد السفراء الأجانب في قطر. سير ومسيرة يتضمن كتاب 46 عامًا على إنشاء وزارة الخارجية القطرية قنصليات دولة قطر في الخارج، وأسماء أوائل السفراء والدبلوماسيين القطريين وسيرهم الذاتية، ومكاتب المنظمات الدولية التي بدأت منذ عام 1975 في قطر.

أطلق عدد من المراكز النسائية عدة أنشطة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، حيث ساهمت الأجنحة المشاركة في عرض العديد من الفعاليات الخاصة بالمراكز وقد لاقت الفعاليات إقبالاً كبيراً من قبل الزوار خاصة فئة الأطفال. هذا وقد أكد عدد من مسؤولات المراكز الشبابية النسائية عن تدشين فعاليات جديدة من نوعها هذا العام تحت شعار تميم المجد، بالإضافة للمشاركات الخاصة بترسيخ الهوية الوطنية واستقبال اليوم الوطني للدولة. وقالت نادية الكواري إدارية في مركز نوماس فرع الفتيات: ان مشاركة المركز هذا العام في المعرض تختص بتقديم الورش للطالبات وزوار المعرض وتتنوع ما بين الورشات الخاصة بترسيخ الهوية الوطنية والأنشطة التي تختص بالفوالة وآداب المقعد، وقد لاقت إقبالاً لافتاً من قبل الفتيات هذا العام . وأضافت الكواري نقوم بتقديم أنشطة آخرى تختص بتعليم المدود والخياطة والحزاوي وورشات عمل القهوة، وقد تم تصميم أكثر من صورة ومنتج يدوي من قبل زوار المعرض، بالإضافة إلى أننا نقوم بتعزيز الابتكار والعمل الجماعي من خلال الأنشطة المقدمة. وتعتبر مشاركات مركز نوماس للفتيات بمعرض الكتاب ضمن جناح الليوان النسائية الذي سيتواجد بمقر درب الساعي باليوم الوطني لتقديم ذات الفعاليات وبشكل موسع. وتحدثت الدكتورة هيا المعضادي قائلة يشارك مركز نوماس للفتيات هذا العام بفعاليات مختلفة عن المراكز النسائية الاخرى، فبعد أن وصل عدد منتسبات المركز ل ٢٠٠٠ فتاة، قرر المركز أن يقوم بالتوسع في الفعاليات بجميع أنحاء الدولة، حيث يساهم جناح المركز بمعرض الكتاب بتقديم أنشطة تراثية للفتيات تختص بتعليم طريقة صنع العرائس والخياطة بالإضافة إلى التعرف على آداب المجلس وطريقة التعامل مع الأشخاص، وكان الهدف الرئيسي من المشاركة في المعرض المساهمة في تقديم نماذج حية للفتيات عن التراث القديم والعادات والتقاليد القطرية خاصة تلك التي تتعلق بالموروثات الشعبية، وقد حضرت أعداد لافتة من الفتيات لمقر المركز وكانت هناك مشاركات جماعية من قبل في كافة الأنشطة . أكدت بنة الهاجري بجناح مركز إبداع الفتاة أن المركز يقدم أنشطة عديدة للفتيات، تتلخص في ثلاث ورشات تقدم للزائرات ورشة تميم المجد بتلوين اللوحات بطريقة الأحبار، وورشة الزخرفة، وورشة انتِ قدها وذلك بسؤال الفتاة عن الصفات والهوايات الخاصة بها مع التعرف على طموحها المستقبلي ومن خلالها تتم كتابة اسم المهنة التي تختارها مع تصوير صاحبة اللقب وطباعتها وتقدم هذه الفعالية للأعمار من بداية سن ٧ أعوام . كما قام جناح مركز إبداع الفتاة بتقديم أنشطة تخص الأشغال اليدوية التي تمكن الزائرات من الاستمتاع بوقتهن أثناء جولتهن بالمعرض مع اتاحة الفرصة للحصول على أعمالهن اليدوية والاحتفاظ بها. العنود بدر: كرسي القراءة يستقطب أكبر عدد من الفتيات قالت العنود بدر بجناح مركز الدانة للفتيات: لقد كانت هناك مبادرات مميزة من قبل الفتيات في خلال الأيام الأولى من معرض الكتاب هذا العام، حيث إن الفتيات شاركن برسم جداريات صغيرة عن تميم المجد وتلوينها مع تزيين جناح المركز بعدة مشغولات يدوية مثل الرسم على السيراميك والأكواب والزجاج، وقد كان للمركز حضور لافت من خلال الديكور الذي صممته الزائرات في اليوم الأول للمعرض من انطلاقته. وأكدت بدر أن هناك ما يدعى كرسي القراءة الذي يدشن لأول مرة في مشاركات المركز بالمعرض، حيث يسنح لزائرات المعرض بالجلوس واختيار القصص المفضلة وقراءتها وقد تم تخصيص مكان هادئ ليمكن الفتيات من الاستمتاع بالقراءة، وقد صمم الكرسي بتقنية عالية وتم وضع عدد من القصص والروايات المختلفة بداخله وذلك ليسهل على الفتيات اختيار القصص بسهولة. هاجر العتيق: توفير كتب مجانية للزوار قالت هاجر العتيق منتسبة لنادي خير جليس: نشارك هذا العام بمعرض الدوحة الدولي للكتاب بفكرة إثراء القراءة وتشجيع الزوار على القراءة بشكل مختلف وهناك مشاركات عديدة من قبل السيدات مؤخراً، حيث ترتكز فكرة النادي على تعريف القراء بالكتب المتواجدة بالسوق المحلي والانضمام لمجموعات القراء وتحديد موعد للاجتماع اسبوعيا في أماكن مفتوحة ومناقشة محتويات الكتب. وتابعت: شارك النادي هذا العام بفكرة تقديم فرصة لزوار المعرض بكتاب الكتاب غير المتواجد في المعرض مع كتابة رقم الهاتف ليتيح النادي للقارئ شراء الكتاب مجانياً مع إيصاله له، بالإضافة إلى ان هناك فكرة تختص باختيار الزائر لكتاب معين بشرط توزيعه وترويجه بين أقاربه أو وضعه في الأماكن العامة، وقد كانت للسيدات مشاركات واسعة بهذا الشأن هذا العام.

نظمت إدارة معرض الدوحة الدولي الثامن والعشرين للكتاب المقام حاليا في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات ندوة بعنوان /السرد الخليجي الآن/ ، مساء اليوم ضمن البرنامج الثقافي للمعرض شارك فيها الروائي والاعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك والناقد الأردني الدكتور رامي أبو شهاب . واستعرض الدكتور أحمد عبدالملك في مداخلته بالندوة أهم المحطات التاريخية للرواية والتي بدأت في عدد من البلدان العربية ،ثم في دول الخليج العربي . وأشار إلى تطور الرواية الخليجية عبر الزمن في مضامينها وقيمها المدافعة عنها مطالبا بأهمية أن تتخلص الرواية اليوم من اللغة السردية التقليدية والتخلص من هيمنة الزمان والمكان في ايقاعات جديدة تتماشى مع روح العصر ، لافتا إلى أنه يخلو بعضها من خصائص السردية الفنية ، كما أن هناك بعض دور النشر لا تهتم بجودة العمل فتخرجه بدون مراجعات نحوية او إملائية أو اسلوبية، عارضا لكثير من النماذج التي نشرت وتفتقر إلى أدوات الإبداع ، . وقال الاعلامي القطري ارى أن مستقبل الرواية في الخليج العربي رهين بإعادة التفكير في الواقع و سرد يدهش القارئ بعيدا عن الأدوات التقليدية ، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود أعمال رائعة على المستوى الفني والإبداعي . ومن جانبه تناول الناقد الدكتور رامي أبو شهاب في مداخلته ثلاثة محاور رئيسية هي الانتاج والضوابط السردية ، اتجاهات الرؤية السردية ، القصة القطرية الواقع والأفق . واوضح الناقد أن الانتاج السردي في منطقة الخليج العربي حاليا كثير جدا مما أثر في جودة الإبداع في الرواية مشيرا إلى أن الجوائز الخاصة بالرواية كان لها أثر إيجابي في نشر بعض الابداعات المهمة مثل رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي والنجدي لطالب الرفاعي وغيرها . وتناول بالتفصيل القصة القطرية منذ بدايتها حتى وقوفها حاليا على أركان صلبة مع تطور فني وتقني ساعدها على ترسيخ وجودها على الساحة الأدبية العربية وإن كانت قد بدأت متأخرة في قطر .

داخل جناح مجموعة دار الشرق بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، يبدو توجه الدار لنشر المعرفة في مختلف مجالاتها، لما تقدمه من إصدارات متنوعة لمؤلفين قطريين ومقيمين. وقال السيد أحمد إبراهيم ، مسؤول الجناح ، لـالشرق إن جناح المجموعة يضم أربع شركات هى: توصيل، الشرق للإدارة الإعلامية، مطابع الوراق، الشرق للإدارة الإلكترونية.لافتاً إلى أن الجناح يشهد من وقت لآخر توقيع الكُتَّاب القطريين، كما يشهد في الوقت نفسه إقبالاً لافتاً من جانب زائري المعرض. وأضاف أن الجناح يعرض من خلال شركة توصيل إبداعات القطريين من مؤلفات في مختلف المجالات، تزيد عن 25 عملاً قطرياً، خلاف الكتب الجديدة التي يتم طرحها بالأسواق لأول مرة، ما يعكس ثقة المؤلفين القطريين في مجموعة دار الشرق.مؤكداً أن هذه المطبوعات تتنوع في مختلف المجالات الثقافية والفنية والتراثية والعلمية والتعليمية، علاوة على الإصدارات الموجهة للأطفال. وأبدى إبراهيم ترحيب جناح مجموعة دار الشرق بجميع المؤلفين القطريين لتوقيع إصداراتهم بالجناح، وذلك تشجيعاً من الدار للكتاب القطريين، وحثهم على الإنتاج الثقافي والمعرفي المتنوع في مختلف المجالات، بما يؤدي إلى إثراء المشهد القطري. ويحظى جناح مجموعة دار الشرق بإقبال لافت من جانب المؤلفين القطريين وضيوف المعرض، الذين حرصوا على الاطلاع على ما تقدمه المجموعة، وإسهاماتها بالمشهد الثقافي والإعلامي في قطر، بما يؤدي إلى إثرائه.

قال السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، مدير عام مساعد للفنون بوزارة التراث والثقافة العُمانية في تصريح خاص لـ (الشرق): افتتاح موفق للمعرض، وتنظيم رائع، وحضور متميز، والمشاركون يحاولون أن يقدموا أفضل ما لديهم من كتب وإصدارات. وأشار البوسعيدي إلى أن الثقافة لا تعترف بالحدود وليس لها جواز، وتسافر عبر الأمكنة والأزمنة، وهي الوسيلة للتقارب والتفاهم وللوصول دائما إلى أفضل الحلول. وتابع: سلطنة عمان حاضرة في جميع المعارض العربية، وفي معرض الدوحة بشكل خاص، ونحن هنا اليوم لنؤكد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأنتهز الفرصة كي أعبر عن شكري وتقديري للجهود المبذولة في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي أدهشتنا نسخته الجديدة بالتنظيم الجيد، ودور النشر الجديدة، والعناوين الجديدة، التي نتمنى أن تلقى صدى لدى الزوار، كما نتمنى أن يحقق المعرض النجاحات التي يصبو إليها.