أصدرت الشيخة نورة بنت ناصر بن جاسم آل ثاني، سادس كتبها بعنوان "الزواج في قطر".. الصادر عن إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة باللغة الإنجليزية حيث أقيم حفل توقيع له بالمجلس الثقافي بمقر وزارة الثقافة والرياضة بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته يوم أمس بمركز الدوحة للمؤتمرات والمعارض.ويحمل الكتاب بين طياته واقع الحياة الزوجية واعتمدت الكاتبة على البحث الميداني في إصداره، حيث إنه تطلب بحثا استمر لمدة ثلاث سنوات. ولفتت إلى أن الكتاب يتحدث عن الزواج في الموروث القطري، موضحة أن الكتاب جاء فيه نبذة عن حياة المرأة القطرية في بداية تهيئتها للزواج وكذلك عن حياتها الزوجية، ويحتوي الكتاب على ستة فصول مختلفة تتكلم عن الزواج بشكل عام في الموروث القطري. وأضافت: يحتوي الكتاب أيضا على أغلب الأمثال والأشعار والحكايات الشعبية التي تدور حول طقوس زواج المرأة، وكذلك على بعض الصور النادرة وعن زينة المرأة من الحنة والحلي بالتفصيل، ويتحدث الكتاب أيضا عن تنشئة المرأة وزواجها مرورا بتفاصيل الحياة والأبناء. وأوضحت أنها تستعد لإصدار النسخة الفرنسية والعربية من الكتاب كما تستعد لإصدار كتاب جديد يتحدث عن حلي المرأة القطرية يعرض الحلي التي استخدمتها في الزواج قديما.

حظي كتاب "تجارب شبابية في العمل التطوعي"، الذي أصدرته إدارة الإعلام بقطر الخيرية بإشادة عدد من الشخصيات المهتمة بالشأن الثقافي والتطوعي والتي جاءت في حفل توقيعه بجناح وزارة الثقافة والرياضة في معرض الدوحة الدولي للكتاب مساء يوم الجمعة الماضي. وفي حفل التوقيع تحدّث كل من الأساتذة إبراهيم البوهاشم السيد، مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب ومدير إدارة المكتبات والتراث بوزارة الثقافة والرياضة، والكاتبة عائشة جاسم الكواري، رئيس مجلس إدارة مركز قطر التطوعي، وفالح حسين الهاجري، مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة، وحمد الزكيبا، القائم بمهام وأعمال مدير إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة والرياضة، وغيرهم حيث أثنوا على جهود قطر الخيرية في أخذ زمام المبادرة في توثيق التجارب التطوعية بدولة قطر وتقديمها للجمهور والمعنيين، والتعريف بجهود الناشطين الشباب في العمل التطوعي، ونشر ثقافة العمل التطوعي والتوعية بأهميتها ودورها في المساهمة في تنمية دولة قطر وخدمة المجتمع القطري، واعتبروا الكتاب أول مبادرة من نوعها في مجاله على المستوى القطري، وتمنّوا على قطر الخيرية أن تواصل جهودها في خدمة هذا الجانب وإصدار كتب أخرى توثق للتجارب التطوعية الأخرى في قطر ودول الخليج. مزيج إعلامي وأدبي وكان حفل التوقيع الذي أداره الإعلامي والكاتب صالح غريب قد بدأ بنبذة تعريفية قدّمها عن الكتاب باعتباره إضافة في مجاله، ثم أعطى المجال لمعد الكتاب، علي الرشيد ليتحدث عن الكتاب، فأشار إلى أن الكتاب يتحدّث عن تجارب خمسة ناشطين في العمل التطوعي من الشباب القطري، الذين لهم حضور مميز من خلال تأسيس وإدارة المبادرات والمشاريع التطوعية الشبابية والإنسانية، وخبرات ثريّة في هذا المجال، مضيفا أنه قد تم رصدها من خلال حوارات مطوّلة أجريت مع أصحابها، ثم تم تدوينها في قالب يجمع بين فن السِيَر الأدبي و"البورتريه" الصحفي، ويمزج في المضمون بين حديث الذكريات بما فيه من مشاعر وجدانية من جهة، والمعلومات والحقائق والآراء إزاء بعض المواقف المرتبطة بنشاطاتهم من جهة أخرى. وأوضح أن الكتاب يهدف بشكل مباشر إلى التوعية بالعمل التطوعي ودوره التنموي باعتباره عنوانا لرقي المجتمعات، وتقديم نماذج للأجيال الناشئة كحافز لهم على التطوع لخدمة مجتمعاتهم وقضايا أمتهم، ووضعه بين يد المستجدين في هذا المجال ليبدأوا من حيث انتهى غيرهم، ويستفيدوا من خلاصة تجارب وعصارة آراء من سبقهم في هذا الدرب المبارك، منوها بأنه يهدف بشكل غير مباشر لسد الفراغ الكبير في نشر ثقافة العمل التطوعي والخيري. كلمات أصحاب التجارب بعد ذلك أعطيت الفرصة لأصحاب التجارب الذين تم الحديث عنهم في الكتاب للحديث عن تجاربهم العملية ومبادراتهم، فتحدث كل من المهندس ناصر المغيصيب والسيد ناصر المالكي وفاطمة الطويل والمهندسة كلثم الكعبي، فيما لم تتمكن صاحبة التجربة تهاني المري من الحضور بسبب السفر. تكريم وفي ختام حفل التوقيع قام مدير إدارة العلاقات العامة بقطر الخيرية علي الغريب بتقديم درع قطر الخيرية للسيد إبراهيم البوهاشم السيد، مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب ومدير إدارة المكتبات والتراث بوزارة الثقافة والرياضة؛ تقديرا من الجمعية لجهود الوزارة والقائمين على معرض الكتاب في تقديم كافة التسهيلات لنشر ثقافة العمل التطوعي من خلال الكتب والندوات.

في أجواء لا تنقصها المصارحة، وكانت الشفافية شعارها، شهد معرض الدوحة الدولي للكتاب في ختام فعالياته اليوم ، الملتقى الأول للكتاب القطريين، وذلك بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، والذي استمع إلى المبدعين القطريين، وشاركهم همومهم، بغية التوصل إلى حلها، انطلاقاً من واجبه الوطني. وقال سعادته إن الكتاب القطريين دعامة للمجتمع، وأن أطروحاتهم المختلفة سوف تكون موضع دراسة وأن اللقاءات التي يعقدها مع مختلف الشرائح تكون منتجة لأن الجميع شركاء في تحمل مسؤولية الثقافية. شهد الملتقى، الذي أداره السيد حمد الزكيبا، مدير إدارة المطبوعات والنشر بالوزارة، موافقة سعادة الوزير على خمسة مشاريع لإقامة دور نشر جديدة لأول مرة في قطر، جرى تقديمها من كل من: خالد السيد، عبدالرحيم الصديقي، راضي الهاجري، عائشة الكواري، الهنوف البوعينين. استهل المداخلات أحمد السليطي، الذي حذر من خطورة غياب الرؤى الإستراتيجية، ودخول البرامج والمشاريع طي النسيان. ورأت د.موزة المالكي أن "الاعاقة في الجسد لا تعيق الإنسان، ودائما الجسم السليم في العقل السليم". وأبدت نعيمة المطاوعة مداخلة هاتفية لها من أمريكا، حيث ترافق زوجها فواز العجمي. أعربت خلالها عن سعادتها بهذا الملتقى، ودعم الوزارة للكتاب . مؤكدة أن "رؤية الوزارة تضمن تدعم الكتاب القطريين" وضمت صوتها إلى الأصوات المنادية بإنشاء جمعية للكتاب القطريين. ومن جانبه، أكد سعادة الوزير أنه تم الإتفاق وزارة التعليم والتعليم العالي على فتح ٤ مدارس لممارسة الفتيات للرياضة بدلا من إنشاء دور جديدة، انطلاقا من أهمية الرياضة المجتمعية، والتوعية بها. وقال إن الملتقى القادم للوزارة سيشهد إعلان الإحصائيات المتعلقة بالوزارة، والتي يعد لها بالتعاون مع جامعة قطر. مشدداً على أن المجتمع الواعي هو ما نسعى إليه، وأن رؤية الوزارة تنطلق من الحرص على بناء الجسم السليم". مبادرة لدعم اللغة العربية وطرح ناصر الهلابي، مبادرة لدعم اللغة العربية وغرس الثقافة العربية بالمجتمع. فيما دعاه سعادة الوزير إلى تقديم دراسة بهذا الخصوص. بينما تحدثت الكاتبة بشرى ناصر عن هموم المبدعين. واصفة إياها بالكثيرة، "ولايمكن حصرها في لقاء واحد". وتناولت قضية النشر ودعم الوزارة لها. مشددة على أهمية تفعيل دور حركة النشر. وقال سعادة الوزير إن "إنشاء الجمعيات من اختصاص وزارة العمل، ويمكننا إنشاء مركز للكتاب، لكون الجمعية أمر مهني تختص به وزارة أخرى". وأبدى حرصه على تقديم دعماً معنوياً لإنشاء الجمعية ، عبر مجلس الوزراء. وبدوره، دعا أحمد المهندي إلى تكرار إقامة مثل هذا الملتقى . واصفاً الكتاب بأنه ينطبق عليهم شعار اليوم الوطني "مطوعين الصعايب". داعياً إلى زيادة الدعم الرسمي من الوزارة للكتاب. ورد سعادة الوزير بأن واجبه توفير البيئة المناسبة للكتاب، وإقامة مثل هذا الملتقى بشكل دوري، "وليكن ذلك سنوياً على هامش معرض الكتاب". أما موزة آل إسحاق، فدعت إلى تسليط الضوء على الجانب الثقافي لحماية الوعي، وتفعيل شعار الوزارة . وقال سعادة الوزير إن دوره كوزير تقديم الرؤية واختيار الفريق المكلف بإعدادها ، ممن تتوفر فيهم العديد من الشروط، منها الأمانة والنزاهة والصراحة وهذه عملية صعبة للغاية. ووجهت زكية مال الله الشكر لسعادة الوزير . ودعت إلى دعم المثقف القطري ، وتكريم المبدعين على سبيل التقدير المعنوي. واقترحت إصدار بطاقة للكتاب. ورد سعادة الوزير بأنه "لم تكن تتوفر لدينا قاعدة بيانات للكتاب القطريين، وسأعمل جاهداً على خدمة المثقفين، فلم أتولى منصبي الا لخدمة المثقفين، وأن هدف الملتقى نفض الغبار ، ومحاولة النهوض مرة أخرى". داعيا إلى التكيف مع المنعطفات التاريخية التي تمر بها المنطقة. وقال سعادته إن الملتقى سيكون بداية للتغيير. مطالبا الكتاب بعدم الاستعجال. أما خلود، وهى كاتبة كفيفة ، فدعت إلى الوثوق في قدراتها وأمثالها ككتاب.وهو ما رد عليه سعادة الوزير بأن "هذه قضية لا ترتبط بالوزارة ولكنها ترتبط بجميع شرائح المجتمع، وهو ما نهتم به، وحرصاً على وضع تصوراتنا، فقد أنشأنا مركز الوحدان الحضاري". واقترح راشد العودة طباعة مقالات الكتاب بالصحف في شكل كتب ، وإقامة مسابقة لاختيار خمسة كتب نصف سنوية لدعم وتشجيع الكتاب. وثمنت سميرة عبيد جناح الوزارة خلال هذه الدورة من المعرض . وتساءلت عن أسباب إغلاق الصالون الثقافي وكيف يمكن للمرأة الذهاب إلى المجالس حال طرح موضوعات ثقافية تخصها أو ترتبط بها. وأجاب سعادة الوزير بأن الصالونات الثقافية شهدت نقاشا كبيرا، "غير أننا ارتأينا الإتجاه إلى المجالس، كونها تناسب أهل قطر ، ووضعنا برنامجا لتنفيذه خلال العام المقبل، لتشهد المجالس تدشين الكتب".لافتا إلى أن الصالونات أنشئت في دول لم يكن بها مجالس، "ولدينا في قطر المجالس والتي تقوم بدور ثقافي كبير". ودعا علي ميرزا محمود إلى تسويق خارجي للمبدعين القطريين، وعدم التمييز بين أدب نسائي وآخر رجالي، "ولذلك يجب إعادة النظر في فكرة إلغاء الصالونات الثقافية". وبدوره، قال سعادة الوزير إنه يراهن دائماً على نوعية ما ينتجه المثقفين القطريين، وتحقيقهم للحضور بالفعاليات الخارجية المختلفة". لافتاً إلى أن مناقشات الكتاب تعكس حبهم للوطن، وحرصهم عليه. وتابع: إنه لا مجال للمجاملات، وأن مهمته الاستماع الى جميع وجهات النظر. ووصفت أسماء الكواري المعرض بأنه حقق بصمة كبيرة. ودعت الى الاهتمام بأدب الطفل. وهو ما شدد عليه سعادة الوزير بحرصه على الطفل، ودعم الأدب الموجه إليه. رؤية "الثقافة والرياضة" أكد العلي أن العمل على رؤية الوزارة استغرق ستة أشهر، وتم مناقشتها والتحاور بخصوصها و الإجماع عليها من قبل المهتمين بالثقافة وموظفي الوزارة . مشددا على أن رؤية الوزارة هي قضيتنا التى نسعى إليها لذلك حاولنا أن تكون بسيطة في صياغتها وفعالة وعميقة في أهدافها . وبين سعادته أن "الهدف الأساسي من الملتقى الإستماع إلى جميع الكتاب ، خاصة ونحن فى سياق المنعطف التاريخي الذي يعيشه العالم ودولة قطر ويتطلب الإخلاص للوطن سواء عبر العمل كل في مجاله واختصاصه أو من خلال مختلف الإبداعات في الكتابة والشعر لمواجهة كافة التحديات الموجودة". الحرية للجميع قال سعادة الوزير إن الدستور كفل الحرية للجميع ، وكل ما صدر من قوانين لم تخالف الدستور . وقال:"إننا بصدد إعداد مشروع قانون جديد للنشر، وصحافتنا حرة ولا نتدخل فيها". التعريف بالكتاب القطريين وشدد خالد البوعينين، على أهمية إنشاء جمعية للكتاب، وتوفير دور نشر احترافية لتقديم الكتاب القطريين حتى لا يلجأ الكتاب إلى دور نشر خارجية. ودعا إلى تكثيف حضور الكتب القطرية بمعارض الكتاب الخارجية للتعريف بالكاتب القطري. وأجاب سعادة الوزير بحرصه على تواجد دور نشر قوية حتى لا يصبح دور الوزارة قاصراً على النشر. ووعد بأن يكون معرض الكتاب في نسخته المقبلة على حالة أفضل. وقال :إن لدينا خيار بديل عن الجمعية وهو مركز الكتاب، مع السعي أيضاً إلى إنشاء الجمعية. مراعاة المجتمع ورفضت د.هيا الدرهم، فكرة الإختلاط داخل الصالونات الثقافية. داعية إلى ضرورة مراعاة تقاليد المجتمع القطري.ورد سعادة الوزير بأن فكرة مراعاة النظر في الصالونات واستبدالها بالمجالس حظيت بمناقشات عديدة، وسيكون هناك الإختيار الأمثل لما فيه صالح المجتمع. وبدوره، شدد د. محمد عبدالرحيم كافود على ضرورة تبني استراتيجية للغة العربية، والإسراع بإنشاء جمعية للكتاب.

وقعت الزميلة الصحفية هديل صابر ثانية، كتابها الجديد "أتوكأُ عَليَّ"، وذلك على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب. الكتاب صادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع الكويتية، ويتناول (74) نصا من النصوص النثرية، صاغتها المؤلفة بأسلوب شعري كشف عن مضامين إنسانية تتراوح بين الحنين للوطن، وذلك ضمن باب خاص تحت مسمى "يـافـا" نسبة لموطن الكاتبة. واستهلت الكاتبة مؤلفها بالقول "إن الكتاب ما كان إلا وقفة صدق مع الذات، تحرض كل ما فينا للثورة على ضعفنا، وانهزامنا أمام واقع يموج قسوة تارة بسبب غربتنا عن الوطن، وتارة أخرى بسبب غربتنا مع من نحب، حتى نقترب من ذاك الحلم القرمزي الذي أوشك على التلاشي في سماء غصت بالأمنيات، تنتظر ميلاد حلم أجهده مخاض عسير".

وقع د.شفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، كتابه الجديد "حياة غير آمنة.. جيل الأحلام والإخفاقات"، والصادر عن دار الساقي.جاء التوقيع على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب، وذلك بحضور عدد من المهتمين والمبدعين ورواد المعرض، الذين اكتظت بهم جنبات المعرض المختلفة. الكتاب يفتح فيه الغبرا أدراج ذاكرته ليكتب "حكاية عربية"، كان جيله بطلها بعد حرب 1976.وخلال هذا المؤلف يستعيد الغبرا أبرز محطاته منذ ولادته لأسرة حيفاوية في الكويت ، بعد "النكبة" بخمس سنوات ، متوقفا عند مفاصل مسيرته النضالية ، لاسيما مع رفاق التنظيم الطلابي لحركة "فتح" في أوائل السبعينات، ثم مع "السرية الطلابية"، و"كتيبة الجرمق"، وغيرها من محطات نضالية. ولذلك، يؤكد الغبرا لـ"الشرق" أن الكتاب يرصد محطات نضالية، خلال حقب الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، سواء لشخصيات فلسطيني الشخصيات العربية، مثل محجوب عمر في مصر، وكذلك منير شفيق ، وغيرها من علامات التتاريخ النضالي، ما يجعله كتاباً يعكس قصة جيل عربي من خلفيات مختلفة، ملتزمة بالأساس بالقضية الفلسطينية". دخل الكاتب غمار تجارب الكفاح المسلح خلال الحقب المشار إليها، وهى التجارب التي قوبلت بتحديات عديدة، دون إغفال تجاربه الشخصية والتي كان شاهداً عليها، وحاول نقلها إلى جمهوره. ويصف د.الغبرا الكتاب بأنه أشبه بالسيرة الذاتية حقاً، والتي ترصد حقب النضال الفلسطيني، وينتصر لها من خلال رصدها في سياق إنساني، على نحو ما عبر عنها برصد سياسي في لون أدبي.

في آخر أنشطته بمعرض الكتاب، نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ندوة بعنوان "النهوض العربي الإسلامي وإشكالياته"، قدمها د.يوسف الصديقي عضو مجلس إدارة المركز وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وشهدت الندوة حضورًا مكثفًا من الأكاديميين، والمهتمين بقضايا حوار الأديان، وموضوعات النهضة، وجمع من الطلبة والمثقفين. وأشار الصديقي إلى أن العالم الإسلامي يشهد تأزما، وأنه قد يكون مقبلا على الانفجار، أو على أقل تقدير نحو التمادي في التأزم، وذكر لهذا أسبابا عديدة، بعضها بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، وذكر بأن الذيول المريرة لحرب يونيو 67 لها دور مؤثر في أزمة العالم الإسلامي، حيث تسببت في كسر الوجدان العربي، وجسدت انكسارا لكثير من المشاريع الوطنية والقومية والسياسية. وأيضا من الأسباب لهذا التأزم بروز لهاث استهلاكي، في مجتمعاتنا، بعيد عن حاجات العالم الإسلامي والعربي الحقيقية، وصار الاهتمام بالمظاهر، والأشكال في كثير من الأحيان على حساب الجوهر، والذات، والحاجات الموضوعية. وقال إن الصراعات المذهبية، من أخطر أسباب التأزم في الوقت الحالي، وأن هذا الصراع يمثل المصيبة الكبرى، وذكر بأن القوى الغربية قد وظفت هذه الخلافات المذهبية، في الصراع الواقع حاليا بين السنة والشيعة، والذي تمادى حتى شمل الكثير من الدول الإسلامية والعربية. وذكر الباحث بأن من أسباب عدم النهوض، كثرة الأحزاب السياسية، والأحزاب الدينية، التي فرقت الأمم شيعا وأحزاب، رغم أن الدين الإسلامي واضح فيما ينبغي أن يكون عليه المسلمون، وهو الانضواء تحت لواء الأمة الإسلامية. عوامل النهوض ومن عوامل النهوض التخلص من الكماليات، ومظاهر الحضارة، مثل الأكبر، والأضخم، ومن إرهاصات النهوض ضرورة إصلاح العطب الاجتماعي، والذي من مظاهره الإلهاء الشهواني، والجري وراء المظاهر والماركات، ولم يغفل د. الصديقي أهمية العمل على إرساء قواعد العدل والديمقراطية والحرية في المجتمعات الإسلامية كأحد عوامل النهوض الرئيسية.

شهد اليوم قبل الأخير لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، توقيع مجموعة من الكتاب القطريين لأعمالهم، بالإضافة لتوقيع مبدعين مقيمين، وذلك داخل المجلس الثقافي بجناح وزارة الثقافة والرياضة، وهي التوقيعات التي أدارها الإعلامي صالح غريب، وشهدت حضورًا لافتًا من قبل المبدعين، ورواد المعرض. ووقع الشاعر محمد إبراهيم السادة ديوانه "منهل الصادي"، وقبل التوقيع قرأ السادة على الحضور جانباً من القصائد التي حملها الديوان، أعقبها حوار نقاشي. استهله السيد فالح بن حسين الهاجري، مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة، بالإعراب عن سعادته لصدور هذا الديوان، "لشاعر كبير مثل محمد إبراهيم السادة، فهو رمز من رموز الشعر في قطر، وتفتخر إدارة البحوث والدراسات الثقافية، بطباعة ونشر دواوينه، التي يتسابق إليها الجمهور بشكل عام، وخاصة أصحاب الذائقة الشعرية". وقال الهاجري إن حرص الإدارة على طباعة أعمال المبدعين القطريين، يأتي انطلاقاً من رؤية وزارة الثقافة والرياضة، ودعمها للكتاب القطريين، وهو واجب علينا أن ندعم جميع الكتاب القطريين". وبدوره، قال السادة إن جميع دواوينه مختلفة الموضوعات، وأنا من الشعراء الذين تستهويهم الصورة لالتقاطها واستيضاحها في قصيدة شعرية". كما وقعت الكاتبة نورة محمد، مجموعتها القصصية "ورق السنديان"، وتحتوي على 10 قصص، "وهي مختلفة عن الحياة والأمل والحزن والحرية والسعادة وكل ما يرتبط بمشاعر الإنسان". لافتة إلى أن أهم ما يميزها أنها واقعية بعيداً عن الخيال وقامت بكتابتها على مدار عامين". وبدوره، وقع الكاتب علي الرشيد لكتابه "تجارب شبابية في العمل التطوعي"، والذي جاء سعياً منه للبحث عن التجارب الناجحة في هذا العمل التطوعي. وأثناء مداخلات الحضور حول الكتاب. وصف السيد حمد الزكيبا، مدير إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة والرياضة، العمل التطوعي بأنه واجب على الجميع. فيما دعا السيد فالح بن حسين الهاجري الجميع إلى تذليل كافة ما يمكن أن يعوق هذا العمل التطوعي. كما شهد المجلس الثقافي بجناح الوزارة توقيع كل من: محمد آل شريم، وعبدالله فخرو، وحنان بديع

تميز معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام، بمشاركة أكبر عدد من دور نشر محلية وعربية، ما أسهم بشكل كبير في جذب القراء والكتّاب والأدباء على حد سواء، لاسيَّما الأسر والأمهات تحديدًا لشراء كتب ووسائل تعليمية لأطفالهن، والتي من شأنها تعزز قيمة القراءة في نفوسهم منذ الصغر. إلا أن بعض الأسر تفاجأت بارتفاع أسعار كتب الأطفال، والوسائل التعليمية التي وصل البعض منها إلى ٥٠٠ ريال فما فوق، وذلك مقارنة بالعام الماضي، ما أثار حفيظتهم فطالبوا دور النشر بعدم المبالغة في الأسعار ومراعاة الأسر خاصة التي لديها عدد كبير من الأطفال. "الشرق" التقت بعدد من أصحاب دور النشر المتخصصة في بيع كتب الأطفال والوسائل التعليمية، وذلك للوقوف على آرائهم حول ارتفاع الأسعار. قال عباس الدبو، من مؤسسة الايمان – لبنان: " لو تحدثنا بشكل عام، فإن الكتب مهما بلغت قيمتها تظل ذات قيمة وفائدة، ويستفيد منها الطفل مدى الحياة، وبالنسبة لغلاء كتب الأطفال أنا أرى أن الأسعار في متناول الجميع، رغم أن تكلفة طباعة كتب الأطفال غالية نوعا ما نظرًا لنوعية الورق المستخدمة، وطريقة الكتابة والتي تكون مختلفة، فنحنُ نخاطب الطفل لا الكبار، لذا لا بد من اتباع طرق تجذبهم في القراءة"، لافتًا إلى أن الوسائل التعليمية هي بمثابة الأجهزة الإلكترونية الحديثة، إلا أن فائدتها تعود أكثر على الطفل. الناشر عبد الرحمن قبيطري، من دار الحافظ بمصر، أوضح أن كتب الأطفال تختلف عن كتاب كبار السن، وهي أغلى لأنها مصورة وملونة من الداخل، حتى نوعية الورق مختلفة وذلك لكي تناسب ذائقة الطفل، لافتًا إلى أن تكاليف الطباعة غالية وهناك حقوق للناشر وللكاتب أيضًا. وقال: "لو طبعنا للطفل بنفس أسلوب الطباعة الكبار فلن يقرأ أبدًا وقد يهجر الكتب الورقية تمامًا، خاصة في ظل وجود أجهزة التكنولوجيا الحديثة، فنحن نحاول تحبيب الأطفال بالقراءة والكتاب"، منوهًا عن أن كتب الأطفال أهم من كتب الكبار، وهناك كتب للصغار يقتنيها الكبار أيضًا كقصص الأنبياء، كما أشار إلى أن الكتب التعليمية طباعتها ليس بالسهلة، فهناك كتب مترجمة وهي ثنائية اللغة وهذه الكتب تحتاج جهدا كبيرا. أما الناشر رضا عرفة من المستقبل الرقمي-لبنان- فقال "الأسعار في متناول في الزبون العادي، والأسعار العالمية كلها في زيادة، وكل سوق تختلف عن الأخرى"، موضحًا أن طباعة كتب الأطفال مكلفة، لافتًا إلى أن هناك أدوات تعليمية أخرى، فالطفل أصبح لا يحب الكتاب التقليدي وهذا تحد صعب بالنسبة للناشرين في مجال أدب الطفل. أهمية القراءة وقال الناشر خالد نبيل من دار النهار للنشر-مصر: "نحن لا نبيع بأسعار مرتفعة، ونراعي كل الأطراف، وكتب الأطفال طباعتها تكلف كثيرًا، لأننا نخاطب طفل فهو يحتاج جهد أكثر في توصيل المعلومة له ولا بد من مراعاة ذلك"، لافتًا إلى أن هناك أسر تحرص على شراء كتب لأطفالها حتى لو كانت غالية الثمن.

شهد المجلس الثقافي بالمعرض حفلات توقيع للعديد من الكتاب الأدباء والنقاد، حيث تصدرت الإصدارات القطرية كالعادة، إذ وقع الكاتب حمد الزكيبا مجموعته القصصية "الوجه الآخر للجدار"، واحتوت على نصوص إبداعية تعلي من شأن القيم، مستوحية بناءها الفني من ملامح المجتمع القطري الذي يعكس بيئة خصبة لمثل هذه الأعمال. ويقدم الزكيبا قصصه في بناءٍ مشهديٍّ وصفيٍّ لافت يشي بقدرة مميَّزة في استعمال الأدوات التعبيريّة والفنيّة في كتابة القصة القصيرة، ما يعكس ثقافته الواسعة وقراءاته العميقة في التراث الإنساني بلغة تتسم بالقوّة والرصانة بعيدًا عن التكلُّف والحذلقة. كما وقعت الكاتبة مريم السبيعي مجموعتها للأطفال وهي "السلامة في المنزل"، و"البحث عن الكمال"، و"يا حيتي يا بيته" إضافة إلى "مدرستي". بينما وقع الكاتب خالد زيادة كتابه "صد ورد 2 ". أما الشاعر عبد الرحيم الصديقي فقد وقع روايته الأولى" 40000 ألف قدم " والتي لاقت إشادة كبيرة من قبل النقاد والروائيين حول الفكرة واللغة السردية للشاعر، في حين وقعت الكاتبة شمة شاهين الكواري مجموعتها القصصية "وردة وخمس بتلات" وهي عبارة عن صور حالمة ومتنوعة لقصص الهيام والحب. ووقع الكاتب الشاب ناصر يوسف شكري روايته "من عيون امرأة"، وهي مكتوبة باللغة الفصحى بعد تجربته الأولى بـاللهجة العامية. الكاتبة القطرية نور النصر وقعت على كتابها الأول "أنا من جيل"، بينما وقع عبد العزيز الحمادي كتابه "تحول البنوك التقليدية إلى البنوك الإسلامية". ومن الكتّاب العرب الذين وقعوا على إصداراتهم مساء أمس الأول بالمجلس الثقافي الكاتب جمال العرضاوي وإصداره "جيش الماء"، والكاتب حجي جابر "لعبة المغزل"، والكاتب مسلم سقا أميني "ترجمة كتاب الصين المقدس".

يشارك مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في المعرض بجناح يتضمن عرضا لأهم إصدارات المركز، وأيضا ندوات وورش عمل حول دور المركز محليا، وعالميا. وتتضمن الإصدارات كتابا عن الأبحاث المشاركة في مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان، والذي جاء تحت شعار "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية" باللغة العربية، ونسخة أخرى باللغة الإنجليزية. ومن ضمن الإصدارات الجديدة، رسالتان علميتان، الأولى باللغة العربية، بعنوان "الأمن الروحي والفكري في ظل مقاصد الشريعة الإسلامية"، لمؤلفه الدكتور علي محيي الدين القرة داغي، والرسالة الثانية باللغة الإنجليزية، وتتناول مفهوم الجهاد وتأثيره على الحوار بين الأديان، من تأليف الباحث د.عارف عبد الله.

أجمع ناشرون يشاركون حاليا بمعرض الدوحة الدولي للكتاب على أن الإقبال في ازدياد على الروايات الشبابية في الوطن العربي وذلك في ظل وجود التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت بشكل كبير في جذب القراء على الإصدارات الشبابية وبالأخص "الروايات"، موضحين أن الروايات دائمًا تأخذ نصيب الأسد في الانتشار، واتجاهات القراءة مختلفة من شريحة لأخرى.. وأشاروا لـ (الشرق) إلى أن كتب التنمية البشرية تأتي في المرتبة الثانية بعد الروايات، لافتين إلى أن هناك عزوف على القراءة في الوطن العربي بشكل عام، ومتمنين أن يكون هناك قارئ عام. أوضح سامر الحبال من "دار العربية للعلوم ناشرون"، أن الوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص يميل إلى قراءة الروايات، خاصة الروايات الشبابية التي ظهرت مؤخرًا وأسهمت وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي في انتشارها، لافتًا إلى أن ذلك يعد ظاهرة جيدة في ارتفاع سقف القراءة لدى الشباب.. وأشار الحبال إلى أن "دار العربية للعلوم ناشرون" لديها العديد من الإصدارات الأدبية الشبابية لكثير من كتّاب الوطن العربي والخليج وأن الإقبال هذا العام كبير جدًا على المعرض وشراء الكتب، موضحًا أهمية دعم الكتّاب الشباب والترويج لإصداراتهم المختلفة. من جانبه قال علي بحسون من دار الفارابي "الروايات دائمًا تأخذ نصيب الأسد في الانتشار، واتجاهات القراءة مختلفة من شريحة لشريحة ومن منطقة لأخرى، فعلى سبيل المثال في الخليج الإقبال كبير على الروايات وكتب تنمية الذات والفلسفة، بينما المشرق العربي خليط بين السياسي والفكري، أما المغرب العربي فيميل إلى كتب الفلسفة بالدرجة الأولى"، موضحًا أن هناك روايات متزنة تسهم بشكل كبير في الارتقاء بثقافة القارئ..كما لفت إلى أن دار الفارابي تعتبر من دور النشر التي تركز بشكل كبير على الروايات سواء روايات عربية أو مترجمة، وهي حريصة جدًا على تنوع إصداراتها إرضاء لكافة شرائح المجتمع. أحمد علي من "دار الحرف العربي"، أكد أن الروايات الشبابية أصبحت اليوم تلقى رواجًا كبيرًا، وذلك بسبب وجود التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن اجتهاد الكاتب نفسه في التسويق لروايته مما جعل الروايات الشبابية الأقرب للذائقة، مشيراً إلى أن الروايات التاريخية بدأت تقل في الآونة الأخيرة بينما هناك تراجع ملحوظ في الأدب المترجم.. وقال" عن نفسي أقرأ كافة أنواع الأدب، إلا أنني أميل أكثر إلى قراءة الروايات القديمة لأدباء العرب والغرب، فهي ما يثري عقلي وهي التي تقدم لي الأدب الحقيقي والثراء اللغوي، وهذا لا يعني إلغاء الروايات الشبابية فالكثير منها ممتعة ومشوقة"، لافتًا إلى أن الإقبال هذا العام في ازدياد كبير من كافة شرائح المجتمع.

عكس معرض الدوحة الدولي للكتاب حضوراً لافتاً للإصدارات القطرية، وذلك لدى بعض دور النشر ، والتي أصدرت عددا من الكتب لمؤلفين قطريين، أُعتبرت لدى بعض الدور الكتب الأكثر مبيعا. وخلال جولة "الشرق" بالمعرض. التقينا بالمسؤولين عن دار سما ، حيث أكدوا أن لديهم 6 إصدارات لكتاب قطريين وتعتبر كتبهم الأكثر مبيعا لديهم. ومن جهة أخرى يرى بعض أصحاب الدور أنه توجد كتب لا تستحق النشر أو حتى توزيعها من قبل دور النشر ومع ذلك يتم عرض هذه الكتب للتوزيع في أغلب الدور، إذ لا تكاد تخلو منها أي دار نشر. وقال يوسف العيسى مدير دار سما: للدار شرف كبير في انضمام الشاعر القطري محمد بن فطيس "شاعر المليون" إليها والإصدار له، بالإضافة إلى وجود شعراء وكتاب قطريين آخرين انضموا إلى الدار أيضا مثل الشاعر القطري عبدالرحمن الحمادي وأيضا كاتبة متميزة واستطاعت في أقل من شهر الوصول إلى الطبعة الثالثة وهي الكاتبة عايشة عمران التي أصدرت لها الدار كتاب "كن بخير" وهو في مجال الإيجابيات والتحفيز والتطوير ولاقى الكتاب رواجا كبيرا خلال ثلاثة معارض وهي الشارقة والكويت وحاليا في معرض الدوحة، ولدينا أيضا من الكاتبات القطريات فاطمة العتبي التي أصدرت لها الدار أيضا رواية مميزة وكتاب آخرون مثل عمر عبدالله. ووصف حمود الإبراهيم الإصدارات القطرية بأنها رائعة والكتاب مبدعون وتوجد مواهب كتابية مختلفة، مما يؤكد على أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تطورا قطريا في المجال الأدبي والثقافي، لافتا إلى أن بعض الإصدارات لا تستحق القراءة وأن ذلك ليس تقليلا من شأن كتابها ولكن مضمونها ليس له أي قيمة أو هدف، ورغم ذلك نجد أن أغلب الدور تقوم بتوزيع وعرض هذه الإصدارات، وربما تكون الأكثر مبيعا لدى بعض الدور الأخرى لأن مؤلفيها أناس اكتسبوا شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

يلتقي صباح السبت سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، بالمثقفين والكتاب القطريين، على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب، وذلك بعدما حققت توقيعات المبدعين القطريين حضورًا لافتًا بالمعرض، وهي التوقيعات التي أدارها على مدى الأيام الماضية الإعلامي صالح غريب. وحظيت هذه التوقيعات بإقبال كبير من قبل رواد المعرض، عبر المجلس الثقافي، الذي جرى تدشينه بجناح وزارة الثقافة والرياضة في اليوم الأول لافتتاح المعرض، ولم يقتصر رواده فقط على المبدعين، بل تجاوز إلى العديد من العائلات. ويترقب المبدعون القطريون هذا اللقاء لطرح كل تساؤلاتهم على سعادة الوزير، الذي سبق وأكد في مداخلاته بالمجلس الثقافي أن من واجبه خدمة المثقفين القطريين، وإثراء المشهد الثقافي بمختلف مجالاته، وذلك عبر تقديم مختلف أشكال الدعم للمثقفين القطريين. وفي هذا السياق، فقد سبق أن شهد المجلس الثقافي الإعلان عن دراسة أربعة مشاريع لدور نشر قطرية جديدة، ليتم الدفع بها لأول مرة في الساحة القطرية، لتشكل فيما بعد نقلة نوعية في عالم الإصدارات القطرية، ولتصبح جاذبة للمبدعين القطريين، بالنشر من خلالها، بدلًا من اللجوء المبدعين إلى خارج الدولة، لنشر إبداعاتهم. على نحو آخر، شهدت أجنحة المعرض أمس حضورا جماهيريا لافتا وذلك مع العطلة الأسبوعية. وتكدست أروقة المعرض بالزائرين الذين أخذوا يتفقدون أجنحة المعرض المختلفة. ومن جانبها وفرت اللجنة المنظمة للزائرين كل الأجواء الملائمة، بهدف تيسير زيارة المعرض لرواده، ومنها سهولة التحرك داخل الأجنحة وتوفير العربات الناقلة لحمل مشتريات زائري المعرض من الكتب التي قاموا باقتنائها. وتنوعت هذه المشتريات بين كتب الأطفال والأعمال الأدبية وعلى رأسها الروايات التي لا تزال تستحوذ على النصيب الأكبر من الاقتناء. وقد دفع الإقبال المتزايد من الجمهور إلى اتخاذ قرار بفتح المعرض لأبوابه غدا بدءًا من الساعة الثالثة عصرًا، بدلا من الرابعة كما كان متبعًا في الجمعة الماضية، ليغلق أبوابه عند العاشرة مساء، وذلك قبل يوم من إسدال الستار على الدورة السابعة والعشرين للمعرض.

شهد معرض الكتاب ندوة بعنوان "آفاق التحديث وممكناته في مجتمعاتنا"، تحدث خلالها الباحث السوداني الدكتور التيجاني عبد القادر أستاذ الفكر السياسي والدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة قطر، وأدارها المفكر القطري الدكتور جاسم سلطان. تناول د.عبد القادر مفهوم التحديث، مشيرًا إلى أن مضمون النموذج الغربي في التحديث تمت صياغته في نظرية أصبح لها مناصروها من المفكرين والفلاسفة الذين سعوا إلى صياغة نظرية اجتماعية كبرى وتسويقها في دول العالم، خاصة ما سمي بالعالم الثالث. وقد اعتمدت النظرية على مجموعة من العناصر وهي التعليم، التمدين، التصنيع، النزعة الفردية، العلمانية، التنمية الاقتصادية، الديمقراطية الليبرالية وهذه العناصر تشكل منظومة عضوية متماسكة تصل الأولى بما بعدها. وعرج على الانتقادات الموجهة لهذه النظرية سواء من قبل الغرب أو من الشرق، وأبرزها من قبل الماركسية التقليدية وكذلك الماركسيين الجدد الذين يرون أنها لو طبقت فلن تحدث تنمية في العالم الثالث، وأن كل منتجات العالم الثالث سوف يتم استنزافها لصالح دول المركز، كما عارضتها نظرية التبعية الرافضة لأن تتحول لدول تابعة للدول الغربية، كما جاءت انتقادات فيما بعد نتيجة الممارسة الفعلية حيث لم تحدث تنمية فعلية سواء اقتصادية أو ثقافية أو في اتجاه الديمقراطية في الدول التي حاولت أن تكون تابعة للغرب.

في بادرة لرفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي والمعرفي، قامت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) بتوفير نسخ مجانية من الروايات الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية في نسختها الأولى 2015، لزوار معرض الدوحة الدولي للكتاب. وعلمت "الشرق " أن كتارا طبعت (1500) نسخة عن كل رواية، ففي فئة الروايات غير المنشورة تم طباعة 5 روايات، وهي رواية "أفاعي النار- حكاية العاشق علي بن محمود القصاد" للروائي جلال برجس من الأردن، ورواية "إمرأة في الظل" للروائي عبدالجليل التهامي من المغرب، بالإضافة إلى رواية "العرش والجدول" للروائية ميسلون هادي من العراق ورواية "مزامير الرحيل والعودة" للروائي زكريا أبو مارية من المغرب، و" حبل قديم وعقدة مشدودة" رواية الروائي سامح الجباس من مصر. في حين وفرت نسخ مترجمة باللغتين الانجليزية والفنرسية للروايات الفائزة إلى الإنجليزية عن فئة الروايات المنشورة وعددها 5 روايات لكل من الروائي أمير تاج السر من السودان "366"، و رواية "جارية" للروائية منيرة سوار من البحرين ، إلى جانب رواية "دوامة الرحيل" للروائية ناصرة السعدون من العراق ، ورواية "أداجو" للروائي إبراهيم عبد المجيد، ورواية "مملكة الفراشة" لللروائي واسيني الأعرج .

يضم جناح مركز الراية للنشر والإعلام بمصر كتاب "سفن الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، تأليف د.علي عفيفي علي غازي، مدير تحرير مجلة رواق التاريخ والتراث، حيث يُعرف بأنواع سفن الغوص (المحامل) التقليدية، التي كانت تستخدم قديمًا في عملية صيد اللؤلؤ، فيبدأ بمقدمة تاريخية عن الغوص وتاريخه، وأهميته الاقتصادية والتجارية، وأشكاله وأنواعه، وموسم الغوص على اللؤلؤ ومواعيده، كالبشيرية، والخانجية، والغوص العود، وغوص الرديدة. يقول المؤلف: "يعرف الخليج العربي أنواعا متعددة من سفن الغوص على اللؤلؤ نتجت عن تطورات شملت مؤثرات التاريخ المحلي من جهة، والمبادلات بين الخليج العربي والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتختلف هذه السفن من حيث الحجم والشكل. والأسماء العربية التي تطلق على هذه السفن تميزها على أساس تصميم أجسامها، لا على أساس آخر". ويسلط الكتاب الضوء على العديد من أنواع السفن المختلفة.

تشارك هيئة الشارقة للكتاب في معرض الدوحة الكتاب بإصدارات عديدة تحاكي الثقافة الإماراتية، كما يقدم القائمين على الجناح معلومات ذات قيمة جيدة للزوار. جاءت المشاركة لتشكل ترويجا للثقافة الإماراتية والالتقاء بالناشرين القطريين والعرب وتسهيل المهام أمامهم للمشاركة في معرض الشارقة للكتاب العام القادم. وقال المسؤول عن جناح الشارقة السيد فاضل حسين أبو صيم لـ"الشرق": تأتي مشاركتنا في معرض الكتاب لتكون الهيئة المروج للثقافة الإماراتية وخاصة الثقافة الإماراتية في الشارقة، كما يعتبر تواجدنا في المعرض أمر بالغ الأهمية للتسويق لمعرض الشارقة للكتاب من خلال هذه المنصة بالإضافة إلى الإلتقاء بالناشرين القطريين العرب لنسهل أمور مشاركتهم وحضورهم بمعرض الشارقة للكتاب العام المقبل . وبما يخص معرض الدوحة للكتاب قال : ان المكان المقام في المعرض راق ومناسب وتتوفر فيه كافة الخدمات، إضافة إلى أن المعرض منظم من حيث توزيع الدور وكذلك الكتب، وكذلك معظم دور النشر المهمة والشهيرة في الوطن العربي موجودة . وأضاف : نشارك من المكسيك إلى اليابان مرورا بالدول الأخرى العربية والأوروبية بأكثر من 27 مشاركة في السنة بمعارض الكتب وغيرها ، للتعريف بالثقافة الإماراتية ، والثقافة بإمارة الشارقة بشكل خاص، ولدينا مشاريع كثيرة كدعم للناشرين. ولفت إلى أن المشاركة في معرض الدوحة مهمة وانصح الشباب التوافد إلى مثل هذه المعارض وقراءة الكتب، كذلك العائلات لابد أن يجلبوا أبناءهم إلى مثل هذه المعارض لزارعة حب القراءة لديهم خاصة أن هناك أجنحة للأطفال تقدم لهم قصص متنوعة وكذلك فقرات تعزز روح القراءة والموهبة لديهم .

توفر مؤسسة الإيمان المتخصصة في بيع كتب الأطفال، والمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، كتب للأطفال من شأنها تنمية المواهب والقدرات، وقد قامت بتوفير كتاب للتلوين بالماء، بهدف تعويد الأطفال على القراءة والاستمتاع بها إينما وجدوا وفي أي مكان. حيث أن الكتاب - الصادر عن دار الجديد بدمشق - يحتوي على مجموعة صور تحت كل صورة مكتوبة قصة قصيرة، ما إن يلمس الماء الصور الغير ملونة حتى تتلون مباشرة وتعود بعد أن تجف بيضاء مرة أخرى ليستمتع الطفل بتلوينها مرات ومرات.. الكتاب صالح للاستخدام آلاف المرات وهو يناسب الفئة العمرية من عمر سنة واحدة حتى ١٠ سنوات.

تحول المجلس الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى ساحة شعرية صدح فيها كوكبة من الشعراء بأجمل قصائدهم، وذلك بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي ودير الثقافة والرياضة. وقع الشعراء على دوواوينهم الشعرية، وسط تصفيق حار من الحضور من الكتّاب والأدباء وزوار المعرض، ووسط أجواء شعرية متميزة عاشها الجمهور، خلال التوقيعات التي أدارها الإعلامي صالح غريب. ووقع الشاعر السعودي علي بن رفده الحبابي ديوانه "بشائر الوسم" والذي يحتوي على العديد من القصائد والشلات المميزة منها ( عقد الخليج - غرابيل الزمن - البر - النجوم ) وغيرهم من القصائد الجميلة التي يحاول من خلالها الشاعر بأن يصل لذائقة الجماهير، ووقع محمد ال عمره ديوانه الصوتي الأول "الزمت عمري"، بينما وقع الشاعر عبدالرحمن بن عبدالله الدليمي هلال ديوانه الأول "في منتصف الشعر" والذي صدر عن وزارة الثقافة والرياضه، في حين وقع الشاعر محمد ابراهيم الساده ديوان شعر "منهل الصادي". وشهد المجلس توقيعات لعدد من الكتاب المحليين والعربيين، حيث وقع الكاتب السعودي محمد الزهراني روايته "حب في قندهار"، وهي رواية تاريخية، ووقع الدكتور وليد الحديثي كتابه "فن الاتصال واعداد البرامج في الاذاعة والتلفزيون"، في حين وقع الكاتب خالد حسن الحمادي كتابه "الغوص الحر قديما وحديثا" وهو يتحدث عن رحلة الغوص في الماضي والحاضر. ولم يخلو المجلس الثقافي من التوقيعات النسائية حيث وقعت الكاتبة مي النصف كتابها" اوصيك بها خيرا"، وعقبته توقيع الكاتبة بشاير بنت محمد ال خليفه " لكتابها "فوق السحاب" وهو كتاب تنمية بشرية ياطرق لمواضيع تلامس الحياة، كما ووقعت الكاتبة ايمان الشمري وهي إحدى المنتسبات لمنظمة علم لأجل قطر اصدارها "طريق صامويل سمايلز"، في حين وقعت الكاتبة زهرة اليوسف روايتها "رسائل غير مكتملة" وهي رواية باللهجة العامية تروي قصة حب.

حظي توقيعات الكتّاب والأدباء في المجلس الثقافي، بحضور كبير من قبل المهتمين بالحركة الثقافية بالدولة، وذلك ضمن فعاليات معرض الدوحة للكتاب. وقع الكاتب والأكاديمي الدكتور أحمد عبدالملك روايتيه "شو"، و"الموتى يرفضون القبور"، عن دار بلاتينيوم الكويتية، وتعتبر الأولى رقم 30 للدكتور عبدالملك. كما وقعت الإعلامية أمل عبدالملك كتابها الأول بعنوان (أخوات ذاتي)، وهي مجموعة قصصية اجتماعية عاطفية. وشهد المجلس أيضاً حفل توقيع للكاتبة أسماء الكواري على كتابها الثاني للأطفال "نون نخلة" وهو أول كتاب قطري- بحجم كبير- فكرته جديدة، تركز على الحروف الأبجدية وجميعها مرتبطة بـ"النخلة" والتي تعتبر رمزًا للبيئة والتراث المحلي، بينما وقعت الكاتبة منى الخليفي، كتابها "السياسة العامة للمسؤولية الاجتماعية في دولة قطر.. كما وقع عبدالله يوسف الفخر ومجموعته القصصية "غرفه 5"، ووقع إبراهيم بن هاشم السادة إصداره "يا نديمي"، في حين وقع السعودي مطلق الجبعا ديوانه "جيران الحياة"، أما د.حسين أحمد أحمد فوقع "موسوعة النهوض بالتربية في المدارس"، وذلك بحضور المثقفين.