رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
برنامج "وآمنهم من خوف" يناقش سبل استثمار الذكاء الاصطناعي لنشر صورة الإسلام الصحيحة

ناقشت الجلسة الثالثة من البرنامج الرمضاني الحواري وآمنهم من خوف الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، سبل استثمار التقنيات الحديثة لنشر صورة الإسلام الصحيحة، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في الاستخدامات المثلى. وأشار المشاركون في الجلسة، التي حملت عنوان التعريف بالإسلام في زمن الذكاء الاصطناعي، إلى أنه يمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة في الأمور الإيجابية. واستعرضوا أهم التحديات التي تواجهها التقنيات الحديثة، ممثلة بالذكاء الاصطناعي، والتي من أبرزها عدم استناد المعلومات التي تقدم للجمهور على مصادر موثوق بها مرتبطة بجهات رسمية مختصة، معتبرين أن هذه التقنيات تحتاج لإعادة تحديث بشكل مستمر، مع الاستعانة بآراء أصحاب الخبرات والعملاء وتحديدا في الجانب الديني. وشدد الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، على أهمية العمل الجماعي المؤسسي لكون المرحلة التي نعيشها اليوم لا يصح فيها العمل الفردي، مبينا أن الله سبحانه وتعالى هيأ هذه التقنيات والوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ويمكن استخدامها لنشر الإسلام وتعميم الفائدة الإيجابية على الجميع. وأوضح الدكتور الهاشمي خلال مداخلته، أن الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحاسب الآلي ويهدف إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري مثل التعليم والتفكر واتخاذ القرارات وحل المشكلات، منوهاً إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً في جميع المجالات، ومهما تطور تبقى الحاجة للداعي والمفتي لتحقيق الهدف المرجو. ولفت إلى أن هناك أهمية كبيرة إلى أن تكون المعلومات الصادرة عن منصات الذكاء الاصطناعي مبنية على مصادرة موثوقة وجهات علمية معروفة مثال وزارة الأوقاف وإدارة البحوث، وألا نعتمد على الأفراد، مع الأخذ بعين الاعتبار، أن السرعة قد تؤدي لتداخل المعلومات وعدم دقتها. وتطرق الهاشمي إلى بعض التطبيقات الإلكترونية التي لا تعتبر مرجعاً دقيقاً بجميع المراحل، وخاصة المقاطع القرآنية الإلكترونية، والتي يتم تداولها عبر مواقع التواصل، والتي يشوبها الكثير من الملاحظات، مشدداً على أهمية القراءة من المصاحف الإلكترونية المعتمدة التابعة للجهات الرقابية المعروفة، والاستعانة بالمصادر المعروفة التي يحتاجها الفرد عند معرفة معلومة دينية معينة. وتحدث عن المواقع الإلكترونية المختصة بتعريف الإسلام والتي يزورها فئات عمرية معينة للبحث عن معلومة سريعة، الأمر الذي يستدعي من القائمين على هذه المواقع مراعاة جميع الفئات العمرية التي ترتاد هذه المنصات، مشيراً إلى أهمية الاستعانة بالشباب لأن لديهم الكثير من الطاقات والأفكار التي لا تكون بالضرورة متوفرة عند جميع الفئات. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح للفرد الاستفادة من التفاعل المباشر ضمن منصات حية على مبدأ السؤال والجواب، ولكن جميع تلك المعلومات تحتاج بشكل كبير لمصادر ومعلومات موثوقة، لكي تعم الفائدة، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الحاجة الأسمى دائماً تكون للذكاء البشري. وقال: إن هذه التقنيات الحديثة تحتاج بشكل مستمر للتحديث والتطوير، ومواكبة كل ما هو جديد، مشيراً إلى أن هذه التقنيات سريعة ومتوفرة على مدار الـ24 ساعة ولكن لا بد من ارتباط المعلومات التي تقدمها بمصادر موثوقة. ودعا الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، في ختام حديثه، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى إنشاء وحدة متخصصة للذكاء الاصطناعي لمواكبة هذه التطورات أولاً بأول، ومتابعة كل ما هو جديد، لتقديم المعلومات بأسلوب علمي دقيق، والاستعانة بتجارب الخبراء والعلماء وتوفيرها ضمن هذه التقنيات لتجنب الأخطاء والمعلومات غير الدقيقة التي يواجهها البعض بمنصات الذكاء الاصطناعي. ومن جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح محمد سعد، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، إن موضوع الذكاء الاصطناعي من أهم القضايا الحالية.. مشيرا إلى أن تقنيات وبرامج التواصل الحديثة هي بمثابة فرصة لنشر الإسلام، ولكن لا بد من حوكمة هذه البرامج والتقنيات والتحكم فيها. وتحدث عن الإشكالات الأخلاقية التي تترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي، قائلا: عندما تتناول برامج الذكاء الاصطناعي قضايا الإسلام ألا يحق لنا أن نسأل: من الشخص الذي زود الذكاء الاصطناعي بمعلومات عن الإسلام؟ وهنا تكمن الخطورة لأن الذكاء الاصطناعي عندما تزوده بمعلومات خاطئة عن الإسلام فإنه سينقل هذه المعلومة بخطئها، وهذا يؤدي إلى تحريف الإسلام فمن زود الجهاز بالمعلومات قد لا يكون ملماً بقواعد الدين الإسلامي وهو ما يدعو إلى حوكمة هذه الأجهزة. وبدوره، أكد الدكتور كريستيان تنكريدي الداعية بمركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، أن برنامج /الشات بوت/ يمكن أن يجيب عن أسئلة كل من لديه شبهات عن الإسلام، شريطة أن يكون المبرمج من المتخصصين المسلمين، وتم إعطاؤه المصادر الصحيحة وأرشد إلى الطريقة السليمة. ولفت إلى أن المحتوى الجاهز، كالكتب والمقالات، لا يتكيف مع المشارك، وأن البلاغة والوضوح والسلامة من الأخطاء في المحتوى الجاهز أمور لا غنى عنها، داعيا إلى أهمية تحديد الجمهور المستهدف، وجمع الموضوعات، لتحديد المحتوى والمضمون في الكتاب، للتعرف على الأمور المناسبة والاكثر تأثيراً، وما يجب أن يُترك لأنه قد تترتب عليه شبهات وأسئلة صعبة لا يُجاب عنها في نفس الكتاب. واستعرض أبرز التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، قائلا، إن الدعوة ترتبط بإدراك الحد لهذه التقنيات، وألا نمنح الذكاء الاصطناعي ما لا يستحقه، كونه وسيلة فحسب. ولفت إلى أن بعض الناس ينبهرون فيما يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي مثل تعديل البيانات وتصحيح الأخطاء اللغوية وغيرها، فيقيس على ذلك ويظن أن كل ما يقدمه الذكاء الاصطناعي سيكون جيدا، وهو ليس كذلك، مشدداً على أهمية عدم تغييب المشاعر، لما لها من قيمة، وألا يثق الناس بصورة كاملة في الذكاء الاصطناعي. ومن جهته، قال الدكتور نور الدين الخادمي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر، إن الذكاء الاصطناعي هو آخر الألسنة الافتراضية ظهورا، وهو لسان العصر وواقعة كونية تضاف إلى مجموع الوقائع السابقة منذ قرن من الزمان تقريبا، بدءا من اختراع الراديو، ثم التلفزيون، ثم البث الفضائي ثم الثورة البيولوجية الوراثية ، ثم الثورة المعلوماتية وآخرها الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر سلاحا ذا حدين. وتساءل عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تسويق الافتاء الشرعي، وكيف يمكن أن يقضي بين الناس فيما يعرف بوجدان القاضي وخاصة في الأحكام الجزائية التي يتعلق بها حفظ الأنفس؟ وكيف يمكن أن يعلم ويدرب على الملكة والمهارة في تحصيل العلم أو في تدريب نفساً أو في ترتيب أثراً؟ وأشاد بالمشروع الضخم الذي تقوم به دولة قطر فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي بجهد وصناعة وطنية مؤسسية فضلاً عن الجهد المدني والأهلي من جمعيات ومراكز بحوث ومختصين في هذا المجال، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود لمواكبة هذه التطورات بالصورة الإيجابية التي تعم الفائدة على الجميع.

454

| 11 مارس 2025

محليات alsharq
برنامج "وآمنهم من خوف" يستعرض في جلسته الثانية دور الأسرة في بناء مجتمع متماسك وسليم

استعرضت الجلسة الثانية من البرنامج الرمضاني الحواري وآمنهم من خوف الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، دور الأسرة في بناء مجتمع متماسك وسليم، مشيرة إلى أبرز العوامل التي تتميز بها الأسرة الناجحة، وأبرز الأخطاء التي يقع بها الزوجان والتي قد تنعكس سلبا على حياتهما. وناقشت الجلسة التي حملت عنوان الأسرة المسلمة عنوان المجتمع السليم، وأدارها الدكتور يحيى بطي النعيمي، في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أهم الإيجابيات التي تعمر الأسر السليمة وتجعلها بوتقة حاضنة للمودة والرحمة، والسلوكيات الأخرى التي اتبعتها بعض الأسر وتسببت في ارتفاع معدلات حالات الطلاق، وذلك بسبب اتباع عادات وسلوكيات دخيلة على المجتمعات. وفي هذا الإطار، أكد فضيلة الدكتور محمد المحمود، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أهمية الحديث في موضوعات الأسرة والاعتناء بها وتصحيح الأخطاء، وحث من يتمسكون بالأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة أن يحافظوا عليها، مشيرا إلى أن الأسرة هي أساس المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسرة يظهر ذلك على المجتمع، وينتشر الفساد بعد ذلك. وأوضح المحمود أن الأسرة في أساسها ينبغي أن تقوم على الدين، وعندما يتحقق هذا الأساس الأول، سيكون ما بعد ذلك الوضع سليم، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع، لمالها وجمالها وحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في صفات الزوجة التدين، فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وقال في الرجل: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فأضاف على الرجل قضية الخلق، وبعض الناس يغفل هذا الجانب. وأوضح أن العناية بحقيقة التدين بأن يكون الإنسان ذا خلق، فضلا عن المحافظة على الصلوات وأركان الإسلام الظاهرة، فيتخلق الشخص بالدين. وقال: إن العلاقة يجب أن تكون قائمة على أساس أن أؤدي ما علي وأنتظر ما لي، مشيرا إلى قول الله سبحانه وتعالى : ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة. ونوه بغياب التشاور بين الزوجين، وهو ما يعبر عنه الآن بمبدأ الحوار، مؤكدا أنه إذا وجد الحوار الأسري بشكل صحيح قائم على الاحترام والتقدير حصل الاستقرار المنشود، وإذا غاب الحوار فقدت الأسرة أساسا من أسس قيامها واستمرارها. وأكد المحمود في ختام حديثه، على قوامة الرجال على النساء، وأن خللا عظيما يحدث إن اختلت هذه القاعدة، وأنه لا بد من إعطاء كل صاحب سلطة اختصاصاته. وسلط الدكتور عبدالسلام المجيدي الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر، الضوء خلال مداخلته على نماذج الأسر الناجحة في القرآن الكريم، مبينا أن سورة البقرة ابتداء من الآية 221 وامتدادا إلى الآية 242 رسمت خريطة لهندسة الوفاق الزوجي، حيث نجدها قد وضعت القوانين المتعددة التي تطبق الوفاق والفراق. وتطرق المجيدي خلال مداخلته، إلى الحياة المعيشية الأسرية بين الزوج والزوجة، مستذكرا قصة سيدنا آدم عليه السلام وزوجته، وأن الرجل هو الذي تصدر لتحمل المغرم، كما هو متصدر فيما يجب أن يتوزع من المغنم، حيث قال المولى سبحانه وتعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم. وأشار إلى نموذج الأسرة الناجحة وهي أسرة سيدنا إبراهيم عليه السلام التي تتجسد فيها صور النجاح الأسري على أكمل وجه. بدوره، قال الدكتور عبدالرزاق قسوم، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن ثقافة الأسرة هي المحدد الأساسي لتكوينها، معتبرا أن هذه المحددات تصنع المقومات التي تطبع الأسرة بطابع الانتماء الاجتماعي والثقافي والحضاري. وأضاف أن العقيدة الدينية تأتي في ضوء هذه المقومات والمحددات كلها لإيجاد العلاقة المتينة بين الكائن الإنساني والمكون الإيماني، وهما خطان متوازيان يفضيان إلى التكامل من أجل بناء مجتمع إنساني أفضل. وبين أن الأسرة المسلمة تقوم على دعائم، وهي الزوج والزوجة والأبناء، مؤكدا أن هناك داعما وضامنا أساسيا للأسرة المسلمة، وهو عقد الزواج، مشيرا إلى أن الأسرة المسلمة في واقعنا الحالي تواجه إيديولوجيات ومفاهيم ومصطلحات مشوهة قد طغت على المجتمع الإنساني، وانعكست سلبا على بناء الإنسان. ولفت إلى أن هناك عدة مقاصد للأسرة المسلمة، أولها الإحصان والإعفاف، ثم حفظ النسل والمحافظة عليه صحيا ونفسيا واجتماعيا، إضافة إلى إشاعة السكينة والمودة، والإبقاء على النوع الإنساني، وهو هدف ومقصد أساسي. إلى جانب تلبية الحاجة للانتماء الإنساني، لأن الأسرة هي التي تنمي في الإنسان البعد الإنساني المفقود، لكونها تؤمن بالإسلام الذي هو دعوة للإنسانية في أسمى معانيها. ومن جهته، أكد الدكتور البشير عصام المراكشي المدير العلمي لمركز إرشاد الدراسات والتكوين في المغرب، أن الخطاب الديني الصحيح يحفظ الأسرة من التفكك، إذ إن للذكر دوره ومهامه وللمرأة دورها ومهامها. وأكد على ضرورة وقوف الرجل والمرأة في حدود خصائصهما، بحيث تكون الأسرة قائمة على الثنائية والاختلاف النوعي، لافتا إلى أن الأسرة لا تقوم فقط على الحب كما نراه مجسدا في المفاهيم التي يحملها الشباب، بل إن الأسرة قائمة على المودة والاحترام.

466

| 10 مارس 2025

محليات alsharq
علماء في أولى جلسات "وآمنهم من خوف": الالتزام بمبادئ العقيدة يحقق النصر والتمكين للأمة

د. مطلق الجاسر: توحيد الله الحق يؤمن الإنسان من كل خوف د. أحمد الغريب: السير على مناهج الصحابة يمكن الإنسان في الأرض د. محمد يسري: إفراد العبادة لله تعالى وحده وفق ما حددته الشريعة د. تركي المري: لو أن الأمة عملت بالقرآن لتبدل حالها للأحسن انطلقت أمس الأول أولى جلسات البرنامج الرمضاني السنوي الذي تطلقه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان وآمنهم من خوف ويشارك فيه عدد من أصحاب الفضيلة العلماء من داخل قطر ومن الأقطار العربية والإسلامية.. واستهل البرنامج جلساته بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بمناقشة موضوع التوحيد حق الله على العباد. الشرك ظلم عظيم وقال الدكتور مطلق الجاسر – الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت: إن المفسرين اختلفوا حول قول الله سبحانه وتعالى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ، إن كان من تتمة قول إبراهيم عليه السلام أو من كلام الله سبحانه وتعالى، وأن المرجح أنه من كلام الله سبحانه وتعالى، وأن الله وعد الذين آمنوا ووحدوا الله ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهو الشرك، بالأمن. وقال د. الجاسر: لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءوا إلى النبي خائفين، وقالوا: يا رسول الله، أينا لم يظلم نفسه، وظنوا أن الظلم بمعنى المعصية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس الأمر كذلك، ألم تسمعوا لقول لقمان: إن الشرك لظلم عظيم، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الظلم بمعنى الشرك، فالمعنى أنهم آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم وتوحيدهم بشرك، فأولئك لهم الأمن، وأن هذا الوعد من الله يضفي على الإنسان الأمن والراحة والطمأنينة والاستقرار. وأضاف: إذا تأملنا أكثر في هذه الآية، نجد أن الأمن ليس خاصاً فقط بالأمن الأخروي، فلا شك أن الموحدين لهم الأمن في الآخرة، بدخول الجنات والأمن من دخول النار، بل حتى في الدنيا، فالموحد له الأمن حتى في الدنيا، وذلك أن مصادر الخوف والقلق تأتي إما من الخوف على الحياة بالموت أو المرض أو نقص في حياته، أو خوف على الرزق، بأن يُؤخذ رزقه أو يُقطع من ماله، والرزق والحياة بيد الله عز وجل. وتابع د. الجاسر: من وحد الله عز وجل حق توحيده، وعلم أن حياته بيد الله وأن رزقه بيد الله أمن من أي خوف، إذا علم وتيقن، أنه لا يستطيع أحد أن يمس حياته أو رزقه أو يخيفه أدنى خوف إلا بإذن الله، فلن يخاف من أحد. وجب السير على هدي الصحابة وقال الدكتور أحمد الغريب، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن الحديث عن ثنائية التوحيد والتمكين قد خُوطب بها أولاً أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في زمن التنزيل، وهم أول جيل تحقق فيهم التمكين، وقد أيد الله عز وجل بهم الدين. وأشار الدكتور الغريب إلى بعض الأمثلة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باعتبارهم أول جيل تمكَّن في الأرض، مؤكداً أن على منوالهم يجب أن تسير الأمور. وذكر أنه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، اضطرب الصحابة حتى أن بعضهم أراد أن ينكر موته، مستشهداً بموقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان موقفاً توحيدياً بامتياز، عندما خرج إلى الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال قولته الشهيرة: مَن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وانتقل الدكتور الغريب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مستعرضاً بعض مواقفه في تقرير التوحيد، ومنها قصته مع الحجر الأسود أثناء الحج. فقد جاء إلى الحجر الأسود وقبَّله، ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُقبِّلك ما قبَّلتك. وأوضح الدكتور الغريب أن عمر أراد بذلك توصيل رسالة للناس مفادها أن الذي ينفع ويضر هو رب العالمين لا شريك له. وأكد الدكتور الغريب أن النصر والتمكين تحققا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب التزامهم بهذه المبادئ، وأن اهتمام الصحابة الكبير بتحقيق التوحيد هو الذي ساعدهم على التمكين في الأرض. وبيَّن أن هناك عوامل كثيرة تقف وراء التمكين الكامل لأهل التوحيد، والذي لا يحدث إلا بطاعة الله، مشيراً إلى أن التمكين يأتي نتيجة لتحقيق التوحيد. وتحدث الدكتور أحمد الغريب عن طبيعة المناهج التدريسية للتوحيد، مؤكداً ضرورة وضع مناهج تتناسب مع الفئات العمرية المختلفة بأسلوب يتناسب مع عموم المسلمين. وأشار إلى أن قضية التوحيد هي قضية إجماعية ومركزية في الدين الحنيف، مطالباً بضرورة تفعيل المنهج القرآني في تقرير التوحيد. معاني التوحيد الحق أكد فضيلة الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن المعنى اللغوي لكلمة التوحيد يدور حول مادة الإفراد والاختصاص. مستطردا: التوحيد هو إفراد الله تبارك وتعالى بالربوبية والألوهية وبأسمائه وصفاته أي أن الله تبارك وتعالى واحد أحد، لا نظير ولا ند له.. لا في أسمائه..، ولا في صفاته..، ولا في أفعاله، وهو سبحانه وتعالى مختص بالعبادة فلا يعبد غيره جل في علاه. وأوضح أن الآيات والأحاديث، تحدثنا تارة عن أسماء الله تبارك وتعالى وأنه عز وجل منفرد بهذه الأسماء الحسنى وبتلك الصفات العلى، وتحدثنا تارة عن أفعاله وأن سبحانه المنفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، فهو سبحانه وتعالى الرب المختص بأفعال الربوبية، فأفعال الرب خاصة ومختصة به تعالى لا يشركه في أحد ولا يمكن أن يشاركه في شيء من هذه الصفات والخصائص أحد. وتابع: لا يزعم أحد أنه خلق ولا أنه رزق ولا أنه يملك الحياة والموت والنشور، وهناك آيات وأحاديث حدثتنا عن مفهوم العبادة وأنها لا تصرف إلا لله جل في علاه وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ ۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ، مضيفا: أول نداء في كتاب الله تعالى للناس يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.. فجاء إذًا الأمر بتوحيد الله تبارك وتعالى في أسمائه وصفاته وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وهو سبحانه له المثل الأعلى.. وجاء الأمر بإفراد الله تبارك وتعالى بأفعاله.. فهو الخالق الذي لم يخلق أحد سواه اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ.. وهو سبحانه جل في علاه الذي أمر أن يعبد فكما أنه له الخلق فإن له الأمر ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. وقال فضيلته: هذه الأقسام الثلاثة ليست مفصلة وإنما هي متصلة، وليست متباعدة وإنما هي مجتمعة، اقتضى حسن التقسيم وحسن التعليم أن نقول للناس عليكم أن توحدوا الله تبارك وتعالى في أسمائه وصفاته، عليكم أن توحدوا الله تعالى في أفعال الربوبية، عليكم أن توحدوا الله تعالى وتفردوه بالعبادة، وهذا الاصطلاح لا يمنعنا أن نقول إن التوحيد واحد وأن التوحيد لا تعديد فيه وأن هذا التوحيد يجمع كل هذه الاقسام. بالتوحيد يحفظ للأمة كيانها أكد الدكتور تركي بن عبيد المري، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، أن الوعي بالتوحيد يحفظ لهذه الأمة كيانها وهويتها، ويحميها من حالة الضعف والوهن التي يعيشها بعض الناس اليوم. وأشار المري إلى أهمية تربية الشباب والأجيال الناشئة على التوحيد، الذي ينبغي أن يُغرس في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم، حتى لا يتأثروا بما يسمى بـ”سلطان الثقافة الغالبة”، وهي ثقافة قوية بالفعل، وغالبة إن لم نكن معتصمين بالوعي. وبيَّن أن التوحيد ليس مجرد كلمة تُقال، ولا مجرد معرفة نظرية يُمتحن عليها الناس، كما هو حال كثير من الأشخاص الذين انساقوا خلف لواءات وشعارات، فأصبحوا يمتحنون الناس عليها باسم التوحيد، مما تسبب في فرقة الأمة وتشرذمها، وهم يزعمون أنهم بذلك يقررون التوحيد. وتساءل: أين هو التوحيد، إن كانت الولاية لله، والبراءة من الكافرين؟ فالولاية للمؤمنين من مقتضيات التوحيد أصلاً. وأضاف في هذا الصدد أن التوحيد ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو اعتقاد يعقبه سلوك وعمل، مبينًا أن الله عز وجل جعل الإيمان أو التوحيد شرطًا للتمكين، موضحًا أن الإخلال بهذا الشرط سيؤدي إلى حالة الوهن والضعف التي تعيشها الأمة. واعتبر أن حالة الوهن التي تعيشها الأمة اليوم شديدة للغاية، ولولا أنها أمة القرآن، ويعيش الوحي فيها، لتبدل حالها، لكنها ستبقى حية بسبب القرآن الكريم. وتابع: إن الأمة لا تزال على كلمة واحدة، رغم حالة المكر الشديد التي تعرضت لها في ظل الظروف المؤسفة التي ألمَّت بها، وأبرزها الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، إلا أن هذه الأمة لا تزال حية، ولا تزال هناك فئة صابرة ومجاهدة، ثابتة على كلمة واحدة ومبدأ واحد. وعن مظاهر الضعف التي تعيشها الأمة، لفت المري إلى أن هناك مستويات كثيرة من هذا الضعف: ثقافيًا، واجتماعيًا، وفكريًا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد تنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “لتتبعنَّ سَنَنَ من كان قبلكم، حذو القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جحر ضَبٍّ لدخلتموه”.

364

| 10 مارس 2025

محليات alsharq
الأوقاف: موسم جديد من برنامج "وآمنهم من خوف" السبت

تستعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإطلاق النسخة الحادية عشرة من منتدى وآمنهم من خوف خلال شهر رمضان المبارك، وذلك في رحاب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، حيث ستُعقد فعاليات المنتدى من السبت 8 رمضان حتى الثلاثاء 11 رمضان، بمعدل أربع جلسات، تبدأ كل واحدة منها بعد صلاة التراويح وتستمر لمدة ساعة وعشرين دقيقة. ووجهت الوزارة دعوتها للأفراد لمتابعة هذا الحدث الحواري الذي يشارك فيه نخبة من علماء ومفكري العالم الإسلامي، لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بحاضر الأمة ومستقبلها، مع التركيز على تصحيح المفاهيم الخاطئة. ويأتي منتدى وآمنهم من خوف ضمن جهود وزارة الأوقاف في تجديد عهد الأمة بأصواتها الحية والمعتدلة، حيث تستضيف لتقديمه ثلة من علماء الأمة ومفكريها المشهود لهم بالاعتدال والرسوخ، وتناقش من خلاله مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وطرح رؤى تأصيلية ومراجعات فكرية وأطروحات تجديدية لمشروع ثقافي حضاري يليق بأمة القرآن. وعلى مدى النسخ العشر السابقة، تفاعل البرنامج مع مختلف المستجدات والتحديات الثقافية والفكرية الداخلية والخارجية، خاصة تلك التي تمثل خطرا على نسيج الأمة ووحدتها، وحاضرها ومستقبلها، وهويتها الدينية والحضارية، وتشكل تهديدا لأمنها الثقافي الروحي والفكري والاجتماعي، ورصيدها القيمي، وتقدمها وإسهامها الحضاري. وتشتمل الخطة الدعوية لشهر رمضان المبارك للعام 1446هـ تنفيذ 950 فعالية ميدانية منوعة تغطي كافة الجوانب الحياتية والإيمانية خلال الشهر الفضيل، منها دروس المساجد؛ وندوات؛ ومسابقات للأطفال وأخرى للكبار، وزيارات ميدانية للمرضى في المستشفيات، إضافة إلى تدشين موسوعة إسلامية بلغة الإشارة تحتوي على أضخم محتوى إسلامي تعليمي مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم يضم محاور متنوعة.

730

| 07 مارس 2025

محليات alsharq
علماء ومفكرون في جلسة "وآمنهم من خوف" بالأوقاف: مؤسسات المجتمع المدني تعزز التماسك الاجتماعي

ناقش العلماء المشاركون في الجلسة الثانية من البرنامج الرمضاني الحواري وآمنهم من خوف في نسخته التاسعة، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة بإدارة الدعوة والإرشاد الديني، دور مؤسسات المجتمع المدني في صناعة التحصين القيمي، بمشاركة مجموعة من علماء ومفكري العالم الإسلامي. وأكد العلماء والمفكرون خلال الجلسة، أهمية مؤسسات المجتمع المدني ودورها الكبير في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية في المجتمع، فضلا عن أثرها في غرس روح التماسك الاجتماعي، وتحقيق النمو والتطور بشتى المجالات. المحافظة على الأعراف وفي هذا الإطار، بين سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد آل ثاني، أن المسمى القرآني لمنظومة القيم المجتمعية هو العرف، وهو ما توافق عليه مجموعة من الناس في بقعة من بقاع الأرض على مدى زمن معين، بحيث أصبح أمرا متوارثا بين الأجيال، ولا يخالف الشرع، مشيرا إلى أن الله -عز وجل- جعل العرف من المراجع التي يحتكم إليها، استنادا لقوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين). وقال إن الإسلام لم يقم بترسيخ وتعزيز هذه الأعراف فحسب، وإنما جعلها من الدين وأمر بها، مشيرا إلى أنه يمكن للمؤسسات الحكومية والأهلية تعزيز هذه الأعراف من خلال تعزيز القيم الرئيسية التي تنبثق عنها، وتعزيز العرف بشكل مباشر عبر تسليط الضوء عليه وتبيان أهميته على الفرد والمجتمع، داعيا إلى المحافظة على هذه الأعراف ونقلها من جيل لآخر، نظرا لأهميتها في تعزيز القيم الدينية. مؤسسات المجتمع المدني ناجحة من جهته، ذكر الدكتور كمال عكود أن مؤسسات المجتمع المدني، هي مؤسسات ينشئها أفراد أو مجموعات بأهداف غير ربحية، مثل منظمات العمال أو الهيئات الخيرية أو الدينية، والتي تخدم كل منها قضية أو عدة قضايا بأسلوب منظم، بحيث يستفيد منها منتسبوها، وبما ينعكس على المجتمع، مبينا أن مؤسسات الوقف تعد من أبدع ما أنتجته الحضارة الإسلامية، حيث قام الوقف على العلم والتعليم والصحة، حتى إنه أوقف على الطيور المهاجرة، وعلى الأواني لكي يستفيد منها الخدم إذا كسروا بعضها. وأكد أهمية مؤسسات المجتمع المدني وأثرها الكبير على الفرد والمجتمع، لافتا إلى قدرة هذه المؤسسات على تحقيق منافع قد لا تستطيع المؤسسات الحكومية تحقيقها أحيانا، فضلا عن دور هذه المؤسسات في تنمية المجتمع بمختلف المجالات. وأوضح أن العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية ينبغي أن تبنى على التوافق والتشارك، حتى يؤدي العمل المدني دوره ويحقق الاستفادة المطلوبة للفرد والمجتمع. مطلوب تحديث الوقف وفي سياق ذي صلة، تحدث الدكتور كمال قدة، عن أهمية الأوقاف وأثرها الكبير في حياة المجتمع الإسلامي، مبينا أن جميع وزارات الشؤون الإسلامية في العالم العربي يرتبط اسمها بالأوقاف، نظرا لما يحققه الوقف كمؤسسة من منافع متعددة، قائلا إن الأوقاف من أكثر مؤسسات المجتمع المدني التي ظلمت عبر التاريخ، حيث يجري التعامل معها بأسلوب تقليدي وقديم، مشيرا إلى فشل العديد من المشاريع الوقفية في العالم الإسلامي لسوء التعامل معها. وشدد قدة على ضرورة إبراز الأوقاف إعلاميا لتعريف شباب اليوم بأهميتها على الفرد والمجتمع، داعيا الأئمة والخطباء للتركيز على هذا الجانب وشرح فضائله. التطوع مقياس لثقافة المجتمعات من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالكريم، إن العمل المدني التطوعي أصبح مقياسا لثقافة المجتمعات ورقي سلوكها، لكونه يغرس روح التماسك الاجتماعي ويدعم المبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية، مشيرا إلى أن العمل المدني يعتبر من روافد التنمية في المجتمعات، خاصة إذا كانت مساحته رحبة في حياة المسلم، ومعتبرا أن العمل المدني هو علامة بارزة على صفاء معدن الإنسان المسلم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمنا أنه لا يمكن لمسلم أن تطلع عليه شمس يوم دون أن يتصدق بصدقة أو أن يقدم شيئا مفيدا لمجتمعه. وأكد عبد الكريم أن المسلمين أبدعوا في العديد من مجالات العمل المدني، وسجلوا فيها حضورا مهما، كمجالات تيسير العبادة، وتعليم الناس وتثقيفهم بأمور الدين، والعناية ببيوت الله تعالى، من خلال تشييدها وتهيئتها كما في قوله تعالى (وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)، لافتا إلى الجهود التطوعية التي رافقت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، للتعريف بالإسلام وبعدة لغات. كما استعرض العديد من الأعمال التطوعية التي تستهدفها مؤسسات المجتمع المدني، مثل إنشاء المكتبات والمدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية، إلى جانب المؤسسات الإغاثية والخيرية التي تبذل جهودا كبيرة، خاصة عند الأزمات والكوارث. قيمنا من ديننا بدوره، قال الدكتور عصام البشير إن الرؤية الإسلامية تتميز عن الرؤية الغربية بهذا الإطار في ثلاثة أبعاد، أولها في المنطلقات والدوافع، وثانيها في الثمار والنتائج، وثالثها في الوسائل والأدوات، مبينا أن الرؤية الإسلامية هي رؤية ربانية الغاية، وانسانية الامتداد، وأخلاقية المضمون، وتكاملية العطاء بين الجهود الرسمية والمجتمعية، وتحقق النفع لبني الإنسان. وأضاف أن المسلمين يؤمنون بوحدة الأصل الإنساني، وأن الرعاية للكرامة الإنسانية بصرف النظر عن دينها ومعتقدها، كما أن إعمال الأخوة الإنسانية أولى من إهمالها، لافتا إلى واقعية الاختلاف بين البشر، وثمرة هذا الاختلاف تكمن في التعارف وبذل المعروف، فضلا عن أن المنظور الغربي قد اختزل الإنسان في البعد المادي فقط، حيث بنيت الفلسفة الغربية على الأبعاد المادية والنفعية والبراغماتية، التي استبعدت بمجملها القيمة الروحية للإنسان وأثرها عليه وعلى المجتمع. وختم البشير قوله نحن أمة تلتمس الحكمة النافعة من أي وعاء خرجت، لافتا إلى أهمية التفريق بين الفاعلية الحضارية والغزو الحضاري، فالقيم نستمدها من ديننا الحنيف، أما الأدوات نفيد فيها ونستفيد منها وفق منظومتنا الحضارية والشرعية.

604

| 30 مارس 2023

محليات alsharq
اختتام النسخة الثامنة من برنامج "وآمنهم من خوف"

اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فعاليات النسخة الثامنة من برنامج /وآمنهم من خوف/ الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام، واستضافت له ثلة من علماء الأمة ومفكريها. وقد ناقش البرنامج في يومه الثالث والأخير، المحتوى الرقمي الإسلامي وإشكاليات الترجمة، مسلطا الضوء على واقع المحتوى الرقمي الإسلامي الحالي في ظل صراع المرجعيات الدينية، وسبل تطوير هذا المحتوى ليستوعب قضايا العصر، ودور الترجمة في عملية التطوير، إضافة إلى دور الترجمة في إتاحة المعلومة الإسلامية للجمهور الواسع من المنظومات الدينية والثقافية المختلفة، وتقييم واقع ترجمة المحتوى الرقمي الإسلامي. كما ناقش البرنامج قضايا تتصل بترجمة مواقع التعريف بالإسلام، ومتطلبات المراجعة والترقية، فضلا عن ترجمة ومراجعة المحتوى الرقمي الإسلامي، ومسؤولية مؤسسات العلماء في ذلك. وتوقفت الجلسة عند ما يشهده العالم الرقمي من تدافع شديد بين مختلف المنظومات اللغوية والدينية والثقافية في العالم، مؤكدة أن الانتشار في العالم الرقمي في الوقت الراهن يقاس بمداه حجم تأثير الشعوب والدول وضعفها وقوتها، وأن للمحتوى صناعا يتولون هندسته وتأكيد تأثيره، ودوائر تفكير تقيس جودته وتدرس أثره وفعله في المحتوى الرقمي العالمي. ونبهت إلى أن المحتوى الرقمي الإسلامي لا يعكس بأمانة مسار خمسة عشر قرنا من حضارة أمة المليار وخمسمئة مليون مسلم، تتألف من شعوب متنوعة وألسنة مختلفة، رغم ثراء الموروث الديني والثقافي الإسلامي، وإسهام المسلمين في الحضارة الإنسانية، وموقع العالم الإسلامي وتنوع ثرواته الطبيعية ومقدراته الاقتصادية وقوته البشرية، مشددة على أن جانبا ليس بيسير من هذا المحتوى الرقمي الإسلامي صنع من طرف غير المسلمين لغايات وأهداف منها المعروف والمضمر، وهو ما جعل كثيرا من الشبهات حول الإسلام دينا وحضارة تنتشر في العالم الرقمي وتنتج مفاهيم الإسلام منها براء. ولفتت الجلسة إلى أنه لما كانت الترجمة من أهم العوامل المؤثرة في موضوع الانتشار في الفضاء الرقمي، فإن الانتشار المعتدل للمحتوى الرقمي الإسلامي مشروط بجودته، وبالخصوص في عالم معولم متعدد اللغات. يشار إلى أن جلسة المحتوى الرقمي الإسلامي وإشكالية الترجمة، شارك فيها كل من فضيلة الشيخ الدكتور نجاد غرابوس رئيس المشيخة الإسلامية ومفتي سلوفينيا، وفضيلة الشيخ عزيز حسانوفيتش رئيس المشيخة الإسلامية مفتي كرواتيا، وفضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز شهبر خبير إدارة الشؤون الإسلامية، أستاذ الأديان والحضارات الشرقية في جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان بالمملكة المغربية. كما شارك فيها فضيلة الشيخ الدكتور نصرالله جاسام أستاذ الدراسات الإسلامية والخبير بوزارة الشؤون الدينية بإندونيسيا، وفضيلة الشيخ الدكتور كوناتي آرنا عضو مجلس أئمة كوت ديفوار ونائب عميد جامعة إفريقيا العالمية في بلاده، وفضيلة الدكتور كوني بامان أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إفريقيا في كوت ديفوار، وفضيلة الشيخ عمر فاروق الرحماني رئيس قسم الشبكة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر. وكانت جلسة اليوم الأول من البرنامج اشتملت على ندوة حوارية تحت عنوان /تعليم الدين الإسلامي، واقعه وسبل تطويره/، وناقش فيها كوكبة من علماء الأمة واقع التعليم الديني الإسلامي والعوائق والتحديات التي تواجه مدارس التعليم الديني في العالم الإسلامي، وخاصة بعد محاولات مراجعة مناهجه، وتدخل أطراف عديدة في المراجعة بعضها من خارج العالم الإسلامي، إلى جانب سبل تطوير هذه المدارس، ودور الأوقاف الإسلامية في ذلك، والآفاق الممكنة في الزمن الرقمي. وتناولت جلسة اليوم الثاني المنعقدة تحت عنوان /دور الشباب المسلم في تحقيق نهضة المجتمع/، عوامل نهضة الأمة الإسلامية، مستعرضة الأضلاع الثلاثة للنهضة التي تشمل: الهداية، والقوة، والخيرية. وشددت على أهمية توفير القيادة والإرشاد للشباب المسلم المتسم بالعنفوان والقوة والنشاط والهمة ورحابة الصدر، وضرورة الاهتمام بهم وتدريسهم العلم الشرعي دون إغفال العلوم الدنيوية. كما حذر المتحدثون في الجلسة من آفات اليأس، والكسل، والخيال، واتباع خطوات الشيطان التي تصيب بعض الشباب، مبينين أنه يمكن محاربة هذه الآفات حتى تساهم هذه الشريحة في النهضة، وتقدم التنمية وتعمر الأوطان. جدير بالذكر أن برنامج /وآمنهم من خوف/ هو برنامج حواري تعده الوزارة، لتجديد عهد الأمة بأصواتها الحية المسموعة، عبر مناقشة مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وطرح رؤى تأصيلية ومراجعات فكرية وأطروحات تجديدية لمشروع ثقافي حضاري يليق بأمة القرآن.

912

| 08 أبريل 2022

محليات alsharq
 في منتدى "وآمنهم من خوف" .. آراء معاصرة حول دور الشباب في نهضة الأمة

ناقشت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الجلسة الثانية من منتدى وآمنهم من خوف في نسخته الثامنة التي شارك فيها عدد من العلماء والمفكرين من قطر ودول أخرى - ناقشت دور الشباب المسلم في تحقيق نهضة المجتمع، حيث قدم العلماء آراء مختلفة حول دور الشباب. وقال العلماء إن نهضة الأمة الإسلامية والدين قامت على أكتاف الشباب مسترشدين بالأدوار التي قام بها شباب الأمة الإسلامية الأوائل الذي شاركوا في الفتوحات الإسلامية كما استرشد العلماء بأدوار الشباب اللاحقة التي تلت عصر الإسلام الأول. وقال إن أي نهضة لا تقوم إلا اذا تمسكت الأمة برسالتها المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وتابعت الشرق الندوة التي تمت في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وفيما يلي التفاصيل: الشباب بحاجة إلى توجيه قال فضيلة الشيخ عثمان الخميس الداعية الاسلامية المعروف والموجه اول بوزارة الاوقاف بدولة الكويت: انا في الحقيقة مع الشباب ولا ألوم الشباب والذي أراه ان الشباب عندهم العنفوان والقوة والنشاط والهمة ورحابة الصدر ولكن يحتاجون فقط الى من يقودهم ولا يحتاجون الى غير ذلك. واكد ان خير مثال واقعي عشناه جميعا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والذي كان رجلا بأمة حيث كان يهتم بالشباب ويدرسهم العلم الشرعي ويحضر دروسه عدد قليل من الشباب ثم صاروا يتزايدون يوما بعد يوم حتى كان الدرس يزيد عدد طلابه عن الألف طالب ممن يأتون الى الشيخ من شتى اصقاع الدنيا، لافتا الى انهم كانوا يحضرون عند الشيخ وكان بدوره يربيهم ويعلمهم، ما ساهم في انه اخرج ثلة مباركة من الدعاة الذين نشر الله بهم الخير في كل مكان. وأبان ان العلماء وطلبة العلم عليهم ان يجتهدوا في احتضان هؤلاء الشباب وان يفسحوا المجال امامهم وألا يجلسوا في برج عاجي ينظرون الى الشباب نظرة استصغار وانما يأخذون بأيديهم ويتحببون لهم كما كان يفعل النبي صلى الله عليهم وسلم مع الشباب في عصره، ناصحا العلماء ان يقوموا بدورهم في احتضان الشباب مؤكدا ان الشباب سيكونون معه. لا نهضة بلا رسالة قال الدكتور شافي الهاجري الاستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر: اذا أردنا أن نختصر النهضة في مؤسساتنا الدينية نقول أن يكون المسؤول عن هذه المؤسسات صاحب رسالة، وأن يتجسد الإسلام في حياته. وأضاف: المادة الثقافية الضالة السيئة الموجهة لأبنائنا أقوى بكثير من الحصانة والوقاية من هذه الثقافات، وإذا ما تكلمنا عن المؤسسات، وأولها البيوت، ففي عهد الصحابة كانت البيوت تحمل هم الإسلام، وعندها رسالة، ويعيش الإسلام في وجدانهم، وكذلك البيئة والقدوات. وأكد د. الهاجري أن الشباب إن لم يجدوا القدوات التي يحتذى بها بينهم، فإنهم سيبحثون عن قدرات ثقافة التفاهة المنتشرة اليوم في حياتنا، وأن المؤسسات وفي مقدمتها الأسرة يجب أن تحمل هم الإسلام. وتابع: إذا أردنا النهضة لأمتنا نرجع إلى البيوت والقدوات، فإن أوجدت صاحب رسالة ستجد الإسلام وتجد النهضة والتعلق بهذا الدين، وإن طمست الرسالة سيتحول الامر إلى أداء وظيفة وحسب. الشباب أولى بالعناية والرعاية أكد الشيخ الدكتور عادل رفوش المشرف العام لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث أن الشباب هم الثروة الكبرى التي يمتلكها المسلمون، والتي يعتمدون، بعد الله تبارك وتعالى، عليها في نهضة هذه الامة، وتحقيق قوتها وخيريتها الموصوفة بها. وقال د. رفوش: الحديث عن الشباب ينبغي أن يكون حديث كل زمان ومكان، وبالأخص في هذه الامة التي تفخر بكونها أمة شابة وليست ككثير من الامم، التي تشهد الدراسات والاحصاءات بأنها شاخت أو إلى الشيخوخة اقرب، ولذلك فقبل أن نتحدث عن الثروات المحسوسة والمادية، والتي يتكلم فيها اهل الاقتصاد، ينبغي علينا أن نتحدث عن الثروة التي تستثمر تلك الثروات، والتي تكون في عنصر الشباب. وأضاف: نريد أن يفتخر الشباب دائما بشبابيته، وألا يكون هرِم العزيمة، فالكثير من كبار السن كان لهم همة الشباب، فالشاب يجب أن يعلم أن شبابه بأن تكون روحه عالية، وأن تسعى روحه لنصرة الدين، وأن تتمثل قيمه. وأردف: نحن لدينا مرجعية كبرى هو الوحي العظيم الكتاب المقدس، الذي انزله الله سبحانه وتعالى، وعلى الشاب قبل أن نوجهه للقيم والمحافظة عليها، علينا أن نتعاون في تحديد هذه القيم، فنحن في زمان اختلطت فيه الأولويات، واختلط فيه ترتيبها وتزاحمها. النهضة بالقرآن والسنة قال الدكتور محمد يسري إبراهيم الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بجمهورية مصر العربية إن الحديث حول قضية نهضة الأمة الإسلامية حديث قديم إلا أنه يتجدد مع مرور الزمان حيث تناوله المفكرون المعاصرون كما تناوله الأوائل والعلماء ومن بينهم ابن خدون. وقال إن العلماء في العصر الحديث طرحوا العديد من الأسئلة حول مقومات تقدم الأمة الأسلامية وعلى رأسهم رفاعة رافع الطهطاوي ثم جاء من بعده العلماء في الدولة العثمانية وطرحوا ذات السؤال لعلهم يصلون الى إجابات وثوابت وكان جلهم يسأل السؤال المعروف لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟. وقال الدكتور يسري إن محصلة النهضة تتمثل في تحصيل الهداية والقوة مع الخيرية في الأمة والفرد، مبينا في هذه الأثناء أن الخطاب الإسلامي انشغل بكيفية استعادة الخلافة الإسلامية الجامعة. وشرح الدكتور أضلاع النهضة الثلاثة والتي تشمل الهداية والقوة والخيرية، وأوضح أن الهداية تتحق بالقرآن الكريم لكونه يهدي للتي هي أقوم. وفي هذا المنحى تحدث عن الفكرة المركزية التي يدور حولها الإسلام وهذه الفكرة تتمثل في التوحيد الذي هو قضية الإسلام الأولى مجتمعة - أي الفكرة - في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهذين المصدرين قامت عليهما الحضارة الإسلامية. ولفت في هذه الأثناء إلى أن مميزات الحضارة الإسلامية قيامها على هذين المصدرين. وعقد مقارنة بين الفكرة التي قامت عليها الحضارة الغربية وهي فكرة الحرية وما يرتبط بها مبينا أن فكرة الحرية انتهت إلى فوضى بينما انتهت فكرة التوحيد عند المسلمين إلى طهر وصلاح وسيادة. وبشأن حديثه عن الضلع الثاني الذي قامت عليه النهضة وهو القوة قال الدكتور يسري إن القوة مطلوب في سائر الحياة من أجل الحماية والرقي والتقدم مبينا أن القوة التي أمر بها القرآن الكريم وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة لم تكن القوة الغاشمة أو المفرطة إنما القوة التي يستقيم معها الحال. وقال إن الخيرية التي تمثل الضلع الثالث تتحقق عند اجتماع القوة مع الهداية وعندها يحصل البر والإحسان وهو ما ميز الأمة الإسلامية كنتم خير أمة أخرجت للناس وأكد أن الخيرية موجودة في الأمة حتى أصيبت بالضعف والهزال. الشباب بإمكانهم إسعاد الأمة قال فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام المجيدي، الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر، إن الشباب هم الذين يحولون وجه العالم البائس إلى الوجه السعيد، ولذلك ذكر الله تعالى الشباب في بداية التغيير من الضلالة إلى الهدى في قوله: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًى)، متسائلاً هل يكون للشباب الدور الأكبر في حماية الأسرة؟ أجاب: نعم هم أساس ذلك، موضحاً أن سورة النساء تؤسس إلى شباب قائم على الهداية القرآنية، عندما نتدبرها من الآية الأولى إلى السادسة، نجد فيها (16) حقا منح لهؤلاء اليتامى من أجل تنشئة حقيقة متينة، ليأخذوا دورهم بعد ذلك في قيادة الأمة الإسلامية. ونوه فضيلته بأن الله تعالى يبين في السورة ذاتها من الآية (15) إلى (25) كيف تجتمع الأسرة على الزواج، كما تحدث المحور الثالث من سورة النساء عن حصون السعادة الأسرية، حيث نجد ربنا سبحانه وتعالى يقول: (يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ)، مؤكداً أن الشباب هم الذين ننتظر منهم أن يغيروا هذا العالم الإسلامي، ولا يكون ذلك إلا بصحبة القرآن العظيم كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)، فالنصح بالقرآن عسى أن نكون من أولئك الذين هداهم الله تعالى إلى دينه الحق، وإلى الصراط المستقيم، وأولئك هم أصحاب العقول السليمة، والمدارك القويمة، والقلوب الطاهرة النقية. تحصيب الشباب من الاستلاب أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء الجزائريين، عضو أمانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الشباب كما يتفق الجميع هو عنوان القوة، وأنبل وأعظم محطة في حياة الإنسان، متسائلاً من هو الشباب الذي ينبغي أن نعده لتحمل هذه المسؤولية، وما هي المواصفات والمتطلبات التي نطالب بها شبابنا اليوم؟ أجاب... أولاً: يجب تحصين الذات الشبابية حتى لا تقع في الغزو الثقافي أو الاستلاب الفكري، ثانياً: تحصين العقل وتوسعته والقيام بالمتطلبات الموجودة التي يجب أن نسمح للشاب بأن يكون مواجها للتحديات وتكون استجابته أقوى منها، ثالثا: العمل على التسامح مع المخالف وعدم التعصب مع المؤالف، وهذه كلها أيضا تتطلب من الشاب أن يكون مجهزا لكل ذلك. واستدل فضيلته بما قاله الإمام محمد البشير الإبراهيمي في كتابه، منوها بأن هنالك (5) قواعد للشباب، القاعدة الأولى: السباب آفة الشباب، والقاعدة الثانية: اليأس مفسد للبأس، القاعدة الثالثة الآمال لا تدرك إلا بالأعمال، والقاعدة الرابعة: الخيال أوله لذة وآخره خبال، والقاعدة الخامسة: الأوطان لا تخدم باتباع خطوات الشيطان، مؤكدا أن هذه القواعد الخمس هي التي تصلح لأن تكون أمام الشباب لكي يبنوا النهضة ويقوموا بالتنمية ويعمروا الأوطان، وكما قال الشيخ الإبراهيمي: هكذا تكونون أو لا تكونون.

792

| 08 أبريل 2022

محليات alsharq
"وآمنهم من خوف" يناقش دور الشباب المسلم في نهضة المجتمع

تواصلت فعاليات النسخة الثامنة من برنامج /وآمنهم من خوف/ الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعقد جلسة حوارية تحت عنوان /دور الشباب المسلم في تحقيق نهضة المجتمع/، بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين والأكاديميين من قطر ودول عربية. وأكد المتحدثون، خلال الجلسة، أن نهضة الأمة الإسلامية قضية قديمة، إلا أنها تتجدد مع مرور الزمان، حيث تناولها المفكرون المعاصرون كما العلماء الأوائل على حد سواء، مستعرضين الأضلاع الثلاثة للنهضة التي تشمل: الهداية، والقوة، والخيرية، موضحين أن الهداية تتحقق بالقرآن الكريم كونه يهدي للتي هي أقوم. وتطرق المتحدثون إلى الفكرة المركزية التي يدور حولها الإسلام، المتمثلة في التوحيد الذي هو قضية الإسلام الأولى في القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة، لافتين إلى أن هذين المصدرين قامت عليهما الحضارة الإسلامية. كما أوضحوا أن الشباب عندهم العنفوان والقوة والنشاط والهمة ورحابة الصدر، ولكنهم يحتاجون فقط إلى مَن يقودهم ويرشدهم، مشددين على ضرورة الاهتمام بالشباب وتدريسهم العلم الشرعي مع عدم إغفال العلوم الدنيوية. ونبه المشاركون، في الجلسة، إلى الآفات التي تصيب الشباب، وهي: اليأس، والكسل، والخيال، واتباع خطوات الشيطان، مبينين أنه يمكن إصلاح هذه الآفات حتى تساهم هذه الشريحة في النهضة، وتقدم التنمية وتعمر الأوطان. وأضافوا أن الشباب إن لم يجد القدوة التي يقتدي بها، فإنه سيبحث عن ثقافة التفاهة المنتشرة اليوم في الحياة لذا لا بد من اتخاذ القدوة، فإن وُجِدت سيعلو الإسلام وتعود النهضة، وإن طُمِست سيتحول الأمر إلى أداء وظيفة وحسب دون التطلع إلى المعالي والتميّز.

685

| 07 أبريل 2022

محليات alsharq
الأوقاف تنظم البرنامج الرمضاني "وآمنهم من خوف" عبر مواقع التواصل

تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برنامج وآمنهم من خوف الرمضاني في موسمه السادس، عبر حسابات الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي، والبرنامج عبارة عن جلسات تناقش مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل وأهم التحديات التي تعوق نهوض العالم الإسلامي. وحرصت الوزارة أن يكون البرنامج منبرا يقَدَّمَ خلاله علماء الأمة رؤى تأصيلية ومراجعات فكرية وأطروحات تجديدية لمشروع حضاري يليق بأمة القرآن في شهر القرآن. ونظرا للظرف الطارئ المتعلق بجائحة (كوفيد -19)، والتي حالت دون عقد جلسات وآمنهم من خوف بالصورة التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية، فقد تم التواصل مع بعض العلماء لتسجيل مقاطع جديدة، وتم إخراج مواد أخرى كان أنتجها البرنامج. وبرنامج هذا العام يتناول أربع محاور، حيث يتحدث المحور الأول عن محاذير الإفتاء في زمن الوباء، فيما يأتي المحور الثاني بعنوان : المسلمون والعيش المشترك، أما المحور الثالث فيكون بعنوان: القدس وفلسطين أمانة، وفي الختام يتحدث المحور الرابع عن الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء ، ومحاضرات في موضوعات شرعية وفكرية متنوعة. وسوف يتم بث المحورين الأول والثاني في جلستين يومي الأحد والإثنين 24 و 25 رمضان، وسيتم نشر باقي المحاور إضافة إلى مادة علمية وافية عبارة عن ملفات حول مسألة ترجمة معاني القرآن الكريم، والسيرة النبوية، والخطاب الإسلامي المعاصر، وبحوث حول ظاهرة التطرف والعنف على منصة وآمنهم من خوف في حلة جديدة.

736

| 16 مايو 2020

محليات alsharq
وزارة الأوقاف تختم برنامج رمضان "وآمنهم من خوف"

اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برنامج رمضان وآمنهم من خوف في نسخته الخامسة، بعقد الجلسة السابعة والأخيرة بعنوان المحتوى الرقمي الإسلامي وضرورة المراجعة. وقال الشيخ الدكتور نصر الله جاسام الأستاذ بجامعة /نهضة العلماء/ بجاكرتا ورئيس قسم بوزارة الشؤون الدينية بالجمهورية الإندونيسية إن إندونيسيا بها الكثير من مستخدمي الانترنت وأغلبهم من الشباب والطلاب، وبعضهم يستخدم الانترنت بحثاً عن المعلومات، بما فيها المعلومات الدينية، وذلك دون العودة للكتب المطبوعة، أو المختصين للتأكد من صحة هذه المعلومة، مضيفاً أن بعض هذه المعلومات غير موثوقة وغير مأمونة. وأشار إلى أن للمحتوى الرقمي الإسلامي جانب إيجابي، فيمكننا أن نحصل على أنواع المصادر والمراجع بسهولة وبسرعة في ثواني فقط، ويمكن تحميل وتنزيل الكتب ذات المحتوى الإسلامي أيضا. من جانبه، قال الشيخ الدكتور عباس ارحيلة أستاذ التعليم العالي بجامعة /القاضي عياض/، بمراكش في المغرب إن الثورة التي حصلت في مجال الإعلام هي أولاً وأخيراً في صالح الإسلام، وكأن هذا الشيء خلق من أجل الإسلام، فليس هناك ديانة في الأرض أو فلسفة أو فكر معين يحتاج إلى هذه الثورة، والإسلام هو المستفيد الأكبر. ولفت إلى أن ما يشهده العالم من تقدم تقني يمثل ذروة ما يشهده العالم طوال تاريخه من نهضة، فهذه الظاهرة الانترنت اخترقت الحجب، وأثرت على الجمارك والسياسات، الأمر الذي جعل الإسلام للناس كافة، ولأول مرة يتحقق الابداع في البحوث العلمية، وهذا يعني أن الباحث سيخرج بحقائق مبسطة وقصيرة. بدوره، قال فضيلة الشيخ جاسم العلي رئيس قسم الشبكة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر إن موقع الشبكة الإسلامية إسلام ويب التابع لإدارة الدعوة والشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يحمل رؤية منذ تأسيسه وانطلاقته، وهي أن يكون الموقع الأول في جانب العلم الشرعي، وتربوياً، وثقافياً. ولفت في هذا الإطار إلى أن الموقع ترده استفسارات وأسئلة كثيرة من غير المسلمين ونقوم بالرد عليها بتوضيح الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين. وأشار إلى أن الموقع يحتوي على 8 ملايين صفحة إلكترونية، و250 ألف فتوى، و200 ألف استشارة، وأكثر من 100 ألف مقاله، مضيفاً أن بوابة الصوتيات تحتوي على الكثير من التلاوات الخاشعة والدروس وخطب الجمعة، ويستفيد منه أكثر من 3.8 مليار شخص. أما فضيلة الشيخ الدكتور كمال إبراهيم عكود الباحث والداعية الإسلامي بقسم الشبكة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر فقال إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أوائل الوزارات التي تنبهت للمحتوى الرقمي، لذلك أسست الموقع منذ أكثر من 20 سنة، والذي يعد قمرا في سماء المواقع. واشار إلى أن طلب الفتاوى تأتي من جميع الدول المسلمة ومن كل المذاهب الإسلامية، ولذلك نحن في الفتوى نحرص على ذكر كل مذاهب أهل العلم المعتبرة من المذاهب الأربعة، وقد نرجح ما يراه الباحثون في الموقع أنه راجح، موضحاً أن الفتاوى تمر بمراحل هذه المراحل إذا مرت عليها الفتوى يكون من شبه المستحيل أن تخرج الفتوى وفيها أي إشكالية. من جانبه، قال الشيخ الدكتور صالح حبيب، الأستاذ بكلية الدراسات الشرقية بجامعة / سيان/ للدراسات الدولية الحكومية بالصين، إنه تزامناً مع العصر المعلوماتي ومواجهة للثورة المعلوماتية والمعرفية يعد المحتوى الرقمي توجهاً عالمياً ملموساً الوقت الراهن، ومن المهم الانخراط بهذا التوجه على المستوى العالمي. وأشار إلى أن الصين لم تكن في الطليعة بهذا المجال، فهي تقف في الصفوف المتقدمة في مجال المحتوى الرقمي عموماً، أما المحتوى الرقمي الإسلامي في اللغة الصينية فإن السؤال عنه محرج جداً، لأن المحتوى الرقمي الإسلامي في اللغة الصينية ضعيف للغاية، وإذا قلنا أنه شبه معدوم لا نبالغ في ذلك. وقال الدكتور عبدالمجيد النجار الباحث والمفكر الإسلامي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إننا اليوم أمام كم هائل من المعلومات والمعارف يمثل تراث الإنسانية السالف منها والخالف، لا يسعه كم الورق الذي يكتب فيه، ولو حاولنا جمع هذه المعلومات عبر الورق لنفد العمر كله ولم نقم بالمهمة وهو المحتوى الرقمي الذي يتضمن المعارف والمعلومات التي نتعامل معها.

1590

| 17 مايو 2019

محليات alsharq
وزارة الاوقاف تواصل برنامجها الرمضاني "وآمنهم من خوف"

تواصل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية البرنامج الرمضاني وآمنهم من خوف بالنسخة الخامسة في جلستها الثانية بعنوان الهجمة على السنة النبوية ماذا بعد الهجوم على صحيح البخاري. وقال فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس جامعة عبدالله بن ياسين في جمهورية موريتانيا، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الهجمة على السنة، ليس المقصود بها التوجيه أو الإصلاح لبعض الأخطاء التي وقع فيها الرواة أو الناقلون، بل المقصود بها هدم السنة. ولفت إلى أن المقصود هنا الطعن في السنة النبوية، وليس هذا جديداً بل قد عشنا من بدايات شبابنا، على أقوال المستشرقين ثم على تلامذتهم من بعدهم الطاعنين في السنة النبوية، وما ضر ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فالسنة بيان للقرآن وتتمة له ولا يمكن الفصل بينهما. ومن جانبه قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد يسري إبراهيم، أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بجمهورية مصر العربية، ونائب رئيس رابطة علماء المسلمين، إن القضية التي ينبغي أن نناقشها في هذا السياق، هو لماذا في هذا الوقت بالذات تأتي هذه الحملة المنظمة، والتي لا تخص قطراً بعينه بل هي حملة متعددة في أقطار، وهي متزامنة في وقت واحد. مبيناً أن الجهات التي تنظم هذه الحملات على السنة النبوية هي جهة واحدة موحدة، يضيرها أن يرتفع شأن هذا الدين، هذه قضية يجب أن ننتبه إليها، أن ارتفاع شأن هذا الدين لا سيما في هذه العقود الأخيرة أذى أقواماً كثيرين، وهذه العداوة لا تخفى على أحد، ومذكورة في القرآن الكريم معروف أصاحبها الذين يقفون اليوم وراء هذه الحملات تمويلاً وتوجيهاً، وقد رأينا كثيرين يطعنون في البخاري وهم لا يبلغون عشر معشار علم من علوم البخاري التي عدت وزادت عن العد. وقال الشيخ الدكتور عادل رفوش المشرف العام لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع ومدير رؤى للفكر والإعلام، إن من يعادون السنة فلأنها جاءت على خلاف ما يريدون، وهي سنة ورثوها من أعداء الدين، ومنهم من لا يريد أن يحدثه أحد عن ثرواته وحقوق الناس فيها، فيريدون أن يجعلوا الدين كنسياً في المعابد والأديرة فقط. وأكد الشيخ الدكتور الحسن العلمي أستاذ التعليم العالي وعضو اتحاد علماء المغرب العربي، أن المنتقدين للإمام البخاري يحاولون أن يشتهروا ولو بالشر، مشيراً إلى أنهم يطرحون قضايا لا سند لها ولا دليلاً، ولكنها أهواء يلتقطونها من هنا وهناك. ولفت إلى أن الإسلام لم يقلل من شأن المرأة، كما يدعي البعض، منوهاً إلى أن من يدعون ذلك شغلهم الأمزجة والأهواء، وحينما تبحث عن الأدلة لا تجد منهم أي دليل حقيقي، ومنهم من يصطنعون مصطلحات ويرمون بها الإمام البخاري بلا تأثير إيجابي لذلك. وقال الشيخ الدكتور محمد زريوح أستاذ علوم الحديث بالمملكة المغربية إنه من الآفات التي منيت بها سنة نبينا في زمانه وفي كل زمان أن يُقبل هؤلاء المتعجلون على حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فيفرض عليه معنى وقع في نفسه، لأنه يعارض عنده حسب فهمه مقررا قطعيا عنده. وأضاف فضيلته أن هذا مرده إلى أمرين كالدافع الإيديولوجي بأن يكون له موقف سلبي من السنة نفسها، بما يخالف عنده حضارته الغربية المدنية، أو الدافع عنده خوفه من الإسلام نفسه، ولو أعطا للبحث حقه لعلم أن المعنى الذي وقع في نفسه هو المعنى المغلوط، وليس المعنى المقصود. وقال الدكتور الشيخ توحيد عالم إمام الجامع الكبير بمدينة لكهنو الجديدة وأستاذ الفقه والحديث بندوة العلماء بالهند، إن الفتنة البغيضة عندما اندلعت في الهند قبل الاستعمار، تصدى لها علماء الهند بالدلائل العقلية والشرعية التي تخاطب العقول والنفوس في وقت واحد، وقدموا جهوداً جبارة لإزالة هذه الفتنة. وقال الشيخ الدكتور سيردار ديميرل أستاذ التفسير والحديث بكلية الدراسات الإسلامية جامعة ابن خلدون بتركيا، إن تركيا مرت بمراحل صعبة بعد انهيار الدولة العثمانية، واتخذوا المنهج الغربي العلماني المطبق، والذي ينتج عقلية معينة، وعندما يدرس الطالب في المراحل المختلفة يكون قلبه مسلما لكن عقله يعمل على المنهج الغربي. وبين سيردار ديميرل كيف يقرأ طالب العلم النصوص المقدسة بالمنهج الغربي وما ينتج عن ذلك، وكيف يقرؤون الكتب المترجمة من المستشرقين ويتأثرون بها لأن عقليتهم مبنية على القواعد العلمانية العقلانية. وأكد أن قضية الإمام البخاري قضية ساخنة في تركيا هناك من يرد على الإمام البخاري وهناك من يدافع عنه، مؤكداً أن تبديل المنهج العلماني ضرورة وبحث بديل له.

996

| 12 مايو 2019

محليات alsharq
وزارة الأوقاف تطلق منتدى "وآمنهم من خوف"

أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، النسخة الخامسة من منتدى وآمنهم من خوف من خلال جلسات حوارية تستمر حتى يوم الخميس المقبل . واشتملت جلسات اليوم الأول ندوة حوارية تحت عنوان تجديد الخطاب الديني، شروطه ، متطلباته ومجالاته وشارك فيها كوكبة من علماء الأمة الإسلامية. وأكد فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن سائر الشمري، نائب رئيس محكمة التميز بدولة قطر، ورئيس اللجنة الشرعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن تجديد الخطاب الديني هو إعادة هذه الأمة إلى نبعها وإلى مجدها وإلى كتاب الله وإلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة وإحياء هذه الروح الدينية في هذه الأمة هذا هو التجديد الحقيقي المطلوب. وأوضح أن التجديد له أصل من حيث معناه ومن حيث المطلب الشرعي وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، هذا التجديد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو بمفهومه الشرعي العام فهمه سلف هذه الأمة فهماً في إطار الأصول الشرعية. وأشار إلى أن التجديد هو إعادة هذه الأمة إذا ابتعدت عن المنبع الأصيل كتاب الله وسنة رسوله، وممكن أن يكون المجدد عالم وممكن أن يكون حاكم وممكن أن يكون علماء وممكن أن يكون المجددون كثيرون، إذن فالتجديد في هذه الأمة موجود يختلف باختلاف الأزمة واختلاف المجدد. ومن ناحيته قال الدكتور عبد العزيز ميقا مستشار الامانة العامة لديوان رئاسة جمهورية مالي إن العالم الإسلامي عاني من قضية التطرف وبالأخص جمهورية مالي ..ولفت إلى أن العلماء تمكنوا من الصمود والوقوف أمام موجات الفكر المتطرف . وأكد على أن التجديد الديني لابد أن يقوم وفق الضوابط الشرعية التي تعين على مواجهة التحديات والحفاظ على الدين بنقائه وصفائه ونقله ونشره بين الأمم..مشيراً الى أن تجديد الخطاب الديني مسؤولية كبرى تقع على عاتق أهل الاجتهاد من علماء الأمة من أجل تقديم الخطاب الأنسب الذي يناسب العصر ويحقق مقاصد الشريعة. من جانبه قال سماحة الشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن فكرة الدعوة إلى التجديد ليست شيئا دخيلاً والعلماء يتحدثون عنها في جميع العصور فهي ليست فكرة واردة أو وافدة هي فكرة صحيحة تماماً ونعرف في تاريخنا المذاهب التي كانت تتنافس في إبراز مجدديها، ، وكان من أول المجددين الخليفة عمر بن العزيز، وتجديده كان من موقع الحكم والخلافة والسياسة، إذن المجددون ليس هم العلماء فقط أو الفقهاء فقط، وإنما المجددون هم جميع المصلحون ، ومهما تكون الأفكار دخيلة ومحاولات توجيه عديدة فالتجديد شيء أصيل وعميق وراسخ في ديننا، والاجتهاد والتجديد في الحقيقة يعدلان ويعوضان بعث الأنبياء. وقال الدكتور نور الدين الخدمي وزير الشؤون الدينية السابق في الجمهورية التونسية ،إن هناك سياقات وطنية دعت للتجديد منها التناغم مع الثورات والإصلاحات في بعض البلدان أملت التجديد في مفردات التنمية والهوية والسياسة والديمقراطية والمشاركة بناء على المرجعية الإسلامية المرتبطة بالمرجعية الدستورية والمرجعية الدولية . وأشار الي أن القرآن الكريم يتجدد في فهمه كما أن السنة تتجدد هي الأخرى مبينا أن التجديدات المخالفة هدفها ضرب الأمة الإسلامية، وأن التجديد لابد أن ينطلق من النصوص والثوابت وبشروط المواءمة بين الثابت الذي لا يتغير وبين المتغير الذي يتغير، لافتاً إلى أن التجديد بحاجة الى جهد كبير في مجال البحث العلمي . ومن ناحيته تناول الدكتور إحسان قهوجي استاذ التفسير بجامعة/ ابن خلدون/ بتركيا أن التجديد هو واجب العلماء ، وقال إن الدعاة والوعاظ هم من ينقلون الدين الصحيح للشعب ومن هنا يكون دورهم في التجديد لذلك عليهم أن يكونوا على قدر من الثقافة ومتطلبات العصر. أما الشيخ يوسف الحسيني الندوي فقال، إن تحديد المجدد في الدين أمر صعب، ولكن بالنظر إلى كتاب الله والسنة النبوية وعمل الصحابة رضوان الله عليهم، نجد أنه لا بد من جمع النصوص، وفيما رواه البيهقي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين . من جانبه أكد الشيخ عبد الرزاق قسوم، أن التجديد في الخطاب الديني ينبغي أن يتميز بثلاث خصائص، وهي التجديد في الأداء، والتجديد في المنهج، والتجديد في المقاصد، مشيراً إلى أن علماء الأمة يواجهون قضايا لم تكن موجودة عند الأجداد. ونوه إلى أن هناك أصالة تعمق معنى التجديد في هذه القضايا التي تحدث في هذه الأيام، وتمثل التحديات التي يواجهها تجديد الخطاب الديني، ومن هذه التحديات التطفل والتطاول من البعض الذين لا يملكون الثقافة الإسلامية الأصيلة، وليسوا متضلعين في الفقه الإسلامي، وليس لهم باع في عملية التجديد، ولذلك هم يفتون بلا علم، ويقدمون قوالب لم تخلق للعالم الإسلامي ولم تأت للمجتمعات الإسلامية، ولكن يحاولن بطريقة تعسفية أن يطبعوا المجتمع الإسلامي بطابعها.

1674

| 11 مايو 2019

محليات alsharq
علماء ومفكرون يؤكدون ضرورة سن قانون دولي يمنع ازدراء الأديان

أكد علماء ومفكرون ضرورة سن قانون دولي يمنع ازدراء الأديان، والتحريض ضدها أو المساس بالمقدسات الدينية، وتجريم كافة صور التعدي على الأديان والاستهزاء بالأنبياء، مشددين في الوقت ذاته على أهمية إصلاح البيت الداخلي للمسلمين. ولفتوا خلال الحلقة الحوارية الثانية والأخيرة من برنامج "وآمنهم من خوف" التي جاءت بعنوان "منع ازدراء الأديان بين قيم الأخلاق والقانون"، إلى أن استحداث قانون يمنع ازدراء الأديان والرموز الدينية لا يتعارض مع حرية الرأي والتعبير، التي كفلتها وصانتها القوانين والمواثيق المحلية والدولية، بل يعزز حقوق الإنسان ويصون مشاعر المنتمين للأديان والمؤمنين بها. وأشاروا إلى أن الإسلام منع ازدراء الأديان واحتقارها، وأمر باللين والحكمة والموعظة الحسنة في دعوة الآخرين، وطالب بإقامة الحجة والدليل والبرهان على فساد ما لدى الآخر، ونهى عن السب والشتم والفحش في القول.. منددين في الوقت ذاته بمحاولة وسائل إعلام غربية الإساءة للإسلام ورموزه ومقدساته. وقال فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل الشمري الداعية والمفكر الإسلامي، نائب رئيس محكمة التمييز إن الإسلام رفض ازدراء الآخر وما يعتقده ..مستشهدا بقول الحق "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم". وأضاف "رسالة المسلم هي نشر الحق بالدليل والبرهان وبيان سماحة الدين وما فيه من خير ورشد وهداية وقوة وحجة، وليس اللجوء إلى السباب والشتم والاحتقار". وندد فضيلته بإساءة بعض وسائل الإعلام الغربية للإسلام ورموزه ومقدساته.. واعتبرها إساءة للمسلمين أنفسهم .. مضيفا "أن الادعاء بأن الإساءة للأديان والرموز الدينية جزء من حرية التعبير هو تبرير غير مقبول، ومرفوض أيضا حتى في الغرب نفسه". وأوضح أن القوانين في الغرب لا تسمح بالنيل من أي إنسان ظلما وعدوانا أو الإساءة لبعض الأديان (غير الإسلام)، لكنهم يرضونها في حق المسلمين، دون مراعاة لأي قانون أو قيم أخلاقية.وأشار إلى أن المواثيق الدولية أقرت احترام الأديان، وجرمت الإساءة والسخرية من أعراق الناس وثقافاتهم لكن البعض في الغرب يتجاهل ذلك عندما يتعلق الأمر بازدراء عقائد الإسلام ورموزه ومقدساته. بدوره لفت فضيلة الشيخ الدكتور عبدالفتاح مورو النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب بتونس إلى أن التعامل مع الآخر المخالف ودعوته إلى الحق تقوم على أسس ثلاثة حددتها الآية القرآنية "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".. وقال إن الآية تشير إلى الأسس الثلاثة المتمثلة في الدعوة بالحكمة أي تحكيم العقل، أو الخطاب الوعظي، أو بإقامة الدليل والبرهان على صحة رأيك وفساد ما لدى الآخر. وقال "إن الإسلام يشيع الحوار بين الأديان ويحترم التنوع، ويقرر عند حصول الخلاف قواعد للحوار مع المخالف، بهدف معرفة الحق والرجوع إليه، ونهى عن السب والشتم والازدراء، لأنها بضاعة الجهلة والعاجزين".. مشيرا إلى الكثير من الوقائع في عصر النبوة والتابعين التي تؤكد التعامل الراقي للإسلام مع المخالفين. وأشار الدكتور مورو إلى أنه في مقابل التعامل الراقي للحضارة الإسلامية مع أهل الأديان الأخرى، جاء من يطعن في رسول الله وبناته وخلفائه بصورة مقززة ومستفزة بعيدة عن المنطق والحجة والبرهان.وأوضح "أن الذين يحاولون النيل من عقائدنا ومقدساتنا ورموزنا الدينية إنما يستهدفون إهانة المؤمنين بهذا الدين"، لافتا إلى أن الضعف الذي أدرك الأمة والوهن الذي أصابها سمح للآخرين بإهانتها وازدراء دينها ومقدساتها. وحذر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالفتاح مورو من أن الإساءة للأديان هي مواجهة مفتوحة مع مليارات المتدينين حول العالم في آسيا التي تصل نسبة المتدينين فيها إلى 85 بالمائة وافريقيا 87 بالمئة وأمريكا الجنوبية 90 بالمائة وشمال أمريكا 65 بالمائة وأوروبا 35 بالمائة .. وقال التدين أصبح واقعا عالميا ومن السخف ازدراء الأديان في عالم يعج بالمتدينين". كما لفت إلى أن ازدراء الأديان يناقض تماما المبادئ العلمانية نفسها وتساءل قائلا " إذا لم يجد المتدين حقه في البلاد العلمانية فأين يجده، وإذا كانت دول تكرس حقوق الإنسان فكيف تسمح لنفسها بأن تحول الحرية إلى اعتداء على الآخر". وقال إن العالم الإسلامي لن يخرج من الأزمة الإنسانية والثقافية والاجتماعية مع الغرب مالم تتم حماية الأديان ومنع ازدرائها والإساءة إليها وحماية المقدسات..ودعا إلى الانصاف والعدل وحفظ كرامة الإنسان ..معتبرا أن من الكرامة احترام دينه ومقدساته. وحول الخلل في استيعاب مفهوم الاختلاف قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام المجيدي الداعية والباحث بمعهد الدعوة والعلوم الإسلامية (قطر)، إن الإسلام أقر الاختلاف والتنوع، وأشار إلى أن هناك " سبلا للسلام" سواء السلام الداخلي أو العالمي ..مشيرا إلى أن الثقافة الإسلامية سبقت العالم في إيجاد وتأطير فقه الاختلاف. ولفت إلى أن من الدلائل الواضحة والبينة على أن الإسلام يدعو إلى السلام ونبذ التفرق والاختلاف، دعوته للإيمان برسل وأنبياء الله جميعا وكتبه المنزلة على رسله، كما حدد طرق التعامل مع المخالفين من اليهود والنصارى، وسبل التواصل معهم، ودعاهم إلى كلمة سواء. وتحدث الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عن أهمية الأديان ودورها في العالم .. مشيرا إلى دور المركز في تعزيز الحوار وبناء جسور التواصل بين أتباع الأديان. وأوضح أن مبادرة إسطنبول لمكافحة التعصب والتمييز على أساس ديني، و" إعلان مراكش"، هما من الركائز لتوفير الآليات لحماية الأديان وتعزيز دورها في توفير الأمن الروحي والفكري للمجتمعات.وأشار إلى أن مبادرة اسطنبول التي تتميز بصبغة دولية، صدر بشأنها قرار بالإجماع من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في 2011 .. داعيا إلى دعمها والبناء عليها وإطلاق مبادرات أخرى لبناء العلاقات مع القيادات الدينية حول العالم لوضع حد للإساءة للأديان ورموزها. إلى ذلك قال الدكتور حسن العلمي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالمغرب، إن التاريخ يشهد أن الحضارة الإسلامية لم تسئ إلى أي دين أو ملة بل العكس فقد نال المسلمون الكثير من الأذى من المخالفين .. مشيرا إلى بعض المستشرقين الذين طعنوا في رسول الله واتهموه وأهله وخلفاءه بالباطل دون مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين. كما تحدث فضيلة الشيخ مفتي راشد أستاذ علوم الحديث بدار العلوم (ديوبند الهند)، عن بعض الصور الناصعة لتعامل الإسلام والمسلمين مع المخالفين من الأديان والملل الأخرى.. مشيرا إلى نصوص قرآنية وأحاديث ونبوية تدعوا الى احترام الآخر، إلى جانب اجتهادات الفقهاء وسير الخلفاء والتابعين. وشدد متحدثون خلال الندوة على ضرورة سن قانون دولي يمنع ازدراء الأديان ويجرم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية.. مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية التواصل مع عقلاء الغرب والقادة الدينية وفتح أبواب الحوار في هذا المجال. وطالب الدكتور النيعمي ببذل المزيد من الجهود للتواصل مع الغرب وفتح قنوات الحوار حتى يصبح منع ازدراء الأديان قيمة تحترم وقناعة لدى الآخرين قبل أن يصبح قانونا .. وقال " ينبغي على المؤسسات المعنية بالحوار والعلماء والمفكرين قيادة هذا الحوار والاضطلاع بدورهم من خلال استراتيجيات واضحة تقود إلى تحقيق هذا الهدف". غير أن الدكتور ثقيل الشمري شدد على أن الحوار والنقاش مع الآخر هو الأساس لمنع ازدراء الأديان مستبعدا التوصل إلى قانون ملزم يمنع الإساءة إلى الدين والمقدسات الدينية. وطالب بتكامل جهود العلماء والسياسيين والإعلاميين للدفاع عن الإسلام والمسلمين ومقدساتهم ورموزهم الدينية.. وقال "على المسلمين بناء أدواتهم الحضارية وشحذ هممهم للذود عن دينهم بالحوار والنقاش والتواصل الحضاري". واعتبر الدكتور عبدالسلام المجيدي سن قانون يمنع ازدراء الأديان خطوة هامة من خطوات كثيرة ينبغي أن تتبع لتحقيق دعوة القرآن "تعالوا إلى كلمة سواء".. كما دعا إلى إصلاح البيت الداخلي للمسلمين ليكونوا أكثر قوة في حوارهم مع الآخرين. وفي السياق ذاته رأى الدكتور حسن العلمي أن إصلاح البيت الداخلي للمسلمين والخروج من مرحلة الضعف والوهن هو حائط الصد الأول لحماية ديننا ومقدساتنا. ودعا الدكتور عبدالفتاح مورو إلى اللجوء للدوائر العلمية والبحثية لعقد لقاءات وندوات فكرية مع المخالفين ..وقال "ينبغي على الشباب المسلم وعلماء الأمة ومفكريها أن يحسنوا الرد على الإساءة، بعيدا عن التهور والطيش والردود الانفعالية العاطفية البعيدة عن العقل والشرع". يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عقد هذا العام بالتعاون مع مركز عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، ويعالج جملة من القضايا المطروحة بإلحاح على الأمة الإسلامية. وتضمن البرنامج ندوتين حواريتين الأولى ناقشت موضوع :"المسلمون وتجارب العيش المشترك"، فيما تناولت الثانية موضوع "منع ازدراء الأديان بين قيم الأخلاق والقانون".

1889

| 13 يونيو 2016

محليات alsharq
مفكرون: إسترجاع الدور المؤثر للعلماء والمؤسسات العلمية يحقق الأمن الثقافي الشامل

أكد علماء ومفكرون على حاجة الأمة اليوم إلى إسترجاع الدور المؤثر لعلمائها وقيام المؤسسات العلمية الدينية العتيدة بدورها في مواجهة التحديات وتحقيق الأمن الثقافي الشامل.ونبهوا إلى أن تراجع دور العلماء الراسخين في العلم والمؤسسات العلمية الرصينة مهد الطريق لأنصاف المتعلمين لتصدر مجالس العلم واقتحام وسائل الإعلام فيفتون الناس بغير علم ويشوهون الصورة الناصعة للإسلام .كما رأوا أن من عوامل الضعف في الأمة قصور دور العلماء وانحسار أثرهم في المجتمعات المسلمة وتراجع المؤسسات العلمية العتيدة عن دورها المعهود .جاء ذلك في الجلسة الثانية لبرنامج "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في رحاب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ويستضيف نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمناقشة مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل.وناقشت الجلسة محاور عدة تتعلق بدور العلماء "ورثة الأنبياء" والوَضْعُ الراهن لمُؤَسَّسَاتِ العلماء وموقف العلماءِ من صراع المرجعيات الدينية الدائر في اَلْعَالَمِ الإسلامي واختلاط المفاهيم ( من العالم ومن الفقيه؟) ودعاوى تجديد الخطاب الديني والموروث الفقهي ودور العلماء في تصحيح الصورة التي باتت مرسومة عن الاسلام في اذهان الغربيين .ولفت الدكتور عبدالوهاب الطريري المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم إلى أن العلماء استحقوا أن يكونوا ورثة للأنبياء كونهم يحملون الرسالة ولواء الدعوة في الأمة ويقومون بواجبهم تجاه أمتهم.وأشار إلى المجامع والمؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي اليوم والتي تأسست وتكونت لإحياء الاجتهاد الجماعي بما يخدم قضايا الأمة لكنه ذكر أن هذه المؤسسات لم تواكب المستجدات بالشكل المطلوب ولم ترتق إلى مستوى الحاجة ودعا الدكتور الطريري في هذا السياق إلى صيانة استقلالية هذه المؤسسات والمجامع العلمية الدينية وتحريرها من الإرتباط السياسي وتأمين موارد مستقلة تضمن استمراريتها وبقائها، وتأسيس مراكز بحثية تابعة لها تستشرف المستقبل وتواكب العصر.وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذه المؤسسات والمرجعيات العلمية والدينية، ورأى أن تنوعها واختلافها في بعض الاجتهادات عامل ثراء ولا يعني صراعا بل تعاون وتكامل يبشر بمستقبل مشرق .وقال الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري إن هناك نماذج رائعة تدعو للتفاؤل وتبشر بمستقبل رائد للمؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي..مشيرا في هذا السياق إلى بعض تلك المؤسسات منها رابطة العلماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي السوري وغيرها.وقدم الدكتور محمد يسري نائب رئيس رابطة علماء المسلمين توصيفا دقيقا للفرق بين العالم والفقيه والمجتهد والدور المرتبط بكل منهم،، ورأى أن المشكلة اليوم تكمن أحيانا في غياب العالم القدوة مما وسع الهوة وجعل الناس ينظرون بريبة أحيانا لدور بعض هؤلاء العلماء.غير أن الدكتور محمد عبدالكريم من ( الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان) رأى أن غياب المعايير في منح الإجازة للعلماء والفقهاء فتح الطريق لكل من هب ودب لتصدر مجالس الفقه والافتاء.ودعا إلى وضع معايير محددة بدقة يتفق عليها بين المؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي لاعتماد العلماء والفقهاء وقطع الطريق أمام كل المتطفلين والمتسلقين في هذا المجال .وأكد أن الأمة لن تجد طريقها للنهوض طالما استمر تراجع مؤسسات العلماء وارتبطت المرجعيات الدينية بتوجهات السلطة السياسية..مشددا على أهمية استقلالية هذه المؤسسات والعمل بالشكل الذي يمليه الشرع ومصلحة الأمة.وعن دعاوى مراجعة الموروث وتجديد الدين ،،أوضح الدكتور محمد يسري أن التجديد مطلب شرعي طالما لم يمس العقيدة وأصول الدين وثوابته ..وقال " إعادة النظر في بعض الاجتهادات الفقهية في تراثنا الإسلامي المرتبطة بظروف عصرها، وفتح باب الاجتهاد للجواب على الإشكالات والنوازل المعاصرة أمر مطلوب وهو جزء من التجديد".ورفض الدكتور يسري الدعوات المشبوهة التي تحاول النيل من عقيدة الأمة وثوابتها وتشويه تاريخها والطعن في موروثها الثقافي تحت مسمى " التجديد".وحول طرق تصحيح صورة الإسلام بين الدكتور عبدالوهاب المطيري أن تقديم سيرة الرسول بصورتها الناصعة كفيل بتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب بينما دعا الشيخ أسامة الرفاعي وسائل الإعلام في العالم الإسلامي إلى القيام بدورها في مواجهة الإعلام الغربي الذي يتعمد تشويه الإسلام والمسلمين.واختتموا الجلسة الحوارية بتوجيه دعوة لعلماء الأمة ومؤسساتها الدينية إلى العمل من أجل تحقيق وحدة جامعة تتكامل فيها الأدوار على جميع الأصعدة من أجل تحقيق الأمن الثقافي وتخفيف حدة الاحتقان في الأمة.يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" برنامج حواري يستضيف نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمناقشة مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل .ويركز البرنامج هذا العام على قضايا تتعلق بوعي المسلم بمفهوم "الزمن"، وموقفه من تحولات المفاهيم والأفكار في عصره وما يرتبط بها من إشكاليات تطال الهوية عند المسلمين وما يتعلق بها التخويف من الإسلام، إضافة إلى تقصي دور العلماء في تجديد الخطاب الديني ومراجعة الموروثات الفقهية، ودور مؤسساتهم في تعزيز السلم المجتمعي.ومن المقرر أن تركز الجلسة الثالثة والأخيرة غدا على " شباب المسلمين وسؤال الهوية" وتستضيف نخبة من المفكرين والدعاة في العالم الإسلامي .وتركز الجلسة على رصد مظاهر عدم التشبث بالهوية لدى الشباب المسلم، والتحديات التي يواجهونها، وسبل الحفاظ على الهوية وصيانتها.

372

| 23 يونيو 2015

محليات alsharq
"الأوقاف" تختتم جلسة "التحولات والتحديات في العالم الإسلامي"

إختتمت عصر اليوم الجلسات العلمية الرمضانية التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان "وآمنهم من خوف" والتي ركزت على مواضيع وقضايا ذات صلة بالأمن الثقافي الإسلامي.وكان موضوع "التحولات والتحديات في العالم الإسلامي" هو موضوع الجلسة الأخيرة من البرنامج ، وتحدث فيها الشيخ الدكتور محمد يسري أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر والدكتور جواد الجوهري أستاذ القانون الدولي بجامعة أكسفورد بروكس.ودارت النقاشات ، التي شارك فيها أيضا علماء ومفكرون ، حول واقع العالم الإسلامي اليوم بين أمة النهضة والصحوة والثورة ، ودور مؤسسات العلماء في توجيه حراك الشعوب إلى بر الأمان ، والدولة المدنية ومدى قدرتها على تحقيق التوافق وموقع الدين منها ، وطبيعة التحديات الحالية وفرص تجاوزها لتحقيق النهوض المنشود.وأخذت التحولات الأخيرة في العالم العربي جانبا مهما من النقاشات سواء ما يتعلق بأسبابها ومسبباتها ، والنتائج التي ترتبت على تلك التحولات من نجاحات وإخفاقات والمحاولات المستمرة لإجهاض مسار التغيير في الدول التي طالها "الربيع العربي".ونبه الشيخ الدكتور محمد يسري إلى أن أكبر تحد يواجه الأمة الإسلامية اليوم هو الكيان الإسرائيلي الذي يمارس كل أشكال العدوان على قطاع غزة.. داعياً إلى وحدة الموقف العربي الإسلامي تجاه هذا العدوان.. كما لفت إلى جملة من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم أيضا ذكر منها ضياع الهوية ، وغياب المرجعيات الدينية في البلاد الإسلامية التي لازالت تحافظ على دينها ، مبينا أن ذلك كان نتيجة لضعف الأمة وتفككها وظهور أنظمة موالية للشرق والغرب ، خاصة بعد النصف الثاني من القرن العشرين.وقال "تاريخياً كان العلماء هم أساس الوحدة ، ونواة أهل الحل والعقد ، ومرجعية الأمة لكن خلو الساحة الآن من تلك المرجعيات ضاعف من مشكلات الأمة".. داعيا إلى تأسيس مرجعيات ومؤسسات جامعة وبناء مؤسسة "أهل الحل والعقد" تضم علماء ومفكرين ورجال المال والأعمال والإعلام والوجهاء ذوي القبول المجتمعي لتبصير الأمة بالطريق السوي.وأضاف "إن المؤسسات والمنظمات التي تجمع اليوم دولا عربية وإسلامية غير فاعلة وتبدو مؤسسات شكلية" .. داعيا إلى تفعيل دورها وتحويلها إلى مؤسسات تحقق تطلعات الأمة .. مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة حماية الأمة من الاقتتال والحروب الداخلية .بدوره ، استبعد الدكتور جواد الجوهري ، أستاذ القانون الدولي بجامعة أكسفورد بروكس ، "وحدة الأمة جغرافيا".. مطالبا بالتركيز على الوحدة الثقافية والاقتصادية ..وقال :"ما تطمح له الأمة هو الوحدة الثقافية والاقتصادية بشكل أساسي ، وهو ما سيضمن لها وحدتها وتفوقها".ورأى الجواهري أن التثقيف والتعليم بأهدافهما العامة ومراميهما الكلية هما المنطلق لوضع أسس الوحدة الثقافية والاقتصادية للأمة الإسلامية التي تملك الكثير من القواسم المشتركة.. مؤكدا أن الأمة بحاجة إلى ثورة تعليمية تستجيب لحاجيات الأمة في المجالات العلمية وعلوم الإدارة والتخطيط والإعلام والقانون والاقتصاد والعلوم المصرفية ، مع الاستفادة من تجارب الأخرين .بدوره ، أكد الشيخ الدكتور أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري أهمية تكوين مجلس وروابط علمية تضم العلماء وقادة الرأي .. مشيرا في هذا السياق إلى تجربة المجلس الذي يرأسه ويضم 40 رابطة سورية .وأوضح ، في مداخلة له خلال الجلسة ، أن هذا المجلس يسعى إلى توسيع عضويته ليضم علماء من لبنان وفلسطين والعراق والأردن في مرحلة تالية مع إمكانية التوسع عربيا في المستقبل.إلى ذلك ، طرح الدكتور محمد عبدالكريم ، داعية وأكاديمي سوداني ، في مداخلته ، رؤيته لمواجهة التحديات التي تعمق تفكك الأمة من خلال دعوته إلى البحث في القواسم المشتركة التي تجمع أهل القبلة من مختلف الطوائف الإسلامية ، واستقصاء المشكلات التي تسبب تفككهم ووضع المعالجات لها والخروج برؤية جامعة للإمة .فيما رأى الدكتور نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية، أن الفشل داخل المنظومة الدينية الإسلامية والمتمثل في التردد وغياب الجرأة الاجتهادية لدى علماء الأمة وسوء التخطيط والإدارة هو من أبرز التحديات التي تواجه المسلمين.وعن دور الغرب ومواقفه من قضايا الأمة والتي تبدو سلبية في غالبيتها ، أوضح الدكتور الجوهري أن مواقف الغرب معروفة لدى الجميع ، لكنه نبه إلى جهل المسلمين بطبيعة تلك المواقف وأسبابها ، وكيفية تبلورها وأليات اتخاذها.. وقال :"نحن بحاجة إلى الاستغراب مقابل الاستشراق لفهم طبيعة المواقف الغربية من قضايا الامة الإسلامية والعالم اجمع وبناء فكر استغرابي يقابل الفكر الاستشراقي".وبشأن السلطات الانتقالية التي برزت في بعض دول "الربيع العربي" ، رأى الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر الشيخ الدكتور محمد يسري ، أن "الربيع العربي" برمته يحتاج إلى إنعاش في ظل المؤامرات الكبيرة لإجهاضه وإعادة الاستبداد.. قائلا "إن مشكلة الانظمة الانتقالية هو ضعف الإرادة السياسية لصناعة التحول وبسط الحريات وإتاحة المشاركة الشعبية" .ومع تحذيره من المخططات التي تسعى لإعادة الأنظمة الاستبدادية ، أكد أن الحراك السياسي في العالم العربي والإسلامي عامة والإرادة الشعبية يبعثان على الأمل في خلق مجتمعات حرة تمارس حقوقها ، وتملك إرادتها لبناء التوافق والتراضي المطلوب .يذكر أن الجلسات الحوارية لبرنامج "وآمنهم من خوف" عقدت على مدى تسعة أيام وحظيت باهتمام إعلامي واسع داخل قطر وخارجها نظرا لأهمية الموضوعات المطروحة للنقاش ، وارتباطها بواقع العالم الإسلام ، وطرحها التجديدي الذي يقوم على تأصيل شرعي معمق بمصطلحات الأمن الثقافي والتطرف ، وخطاب الكراهية والعيش المشترك ، ومفهومي الوقت والعبادة في حياة الإنسان المسلم في رمضان.ومن أبرز ما تميزت به هذه الجلسات، مشاركة علماء ومفكرين من دولة قطر قدموا أفكارا عبرت عن النضج المعرفي والعمق العلمي والثقافي في هذا البلد.. إلى جانب المشاركة الفاعلة من علماء وأكاديميين ودعاة من تونس والمغرب وسلوفينيا والبوسنة والسعودية والكويت وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة ، كما شهدت مواقع جلسات "وآمنهم من خوف" على تويتر وفيسبوك باللغتين العربية والإنجليزية إقبالا واسعا.وقد راعت هذه الجلسات الرمضانية بعث فكر تجديدي هادئ مبني على رؤية تأصيلية للأمن الثقافي من منظور إسلامي وضع في اعتباره التحديات الراهنة في العالم الإسلامي ، وما يجرى من مستجدات على كثير من الأصعدة ؛ حفاظا على هوية الأمة باعتبارها أمة وسطا.وكان من بين ما تمت مقاربته موضوع الخطاب الديني الإسلامي ، وسبٌل تجديد وسائله ، ومعالجة بعض مناحي القصور فيه نشدانا لفاعلية وتأثير كبيرين في المجتمع الواسع وفق أسس الدين ومقاصد الشريعة الغراء .

463

| 10 يوليو 2014

محليات alsharq
علماء ومفكرون يناقشون خطاب الكراهية في برنامج "وآمنهم من خوف"

وقفت الجلسة الحوارية الثامنة من برنامج "وأمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على قضية " خطاب الكراهية " وموقف الإسلام منه والدور المطلوب لمواجهة مثل هذا الخطاب . واستضافت الجلسة الحوارية الشيخ الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" كما شارك فيها وحضرها عدد من العلماء والدعاة . وركزت الجلسة على بحث مفهوم خطاب الكراهية والمفاهيم ذات الصلة من " اسلام فوبيا" " إزدراء الأديان" ودور الإعلام والتعليم والقانون الدولي في تطويق مثل هذا الخطاب وسبل تغليب التسامح والتعايش على الكراهية في المجتمعات المسلمة . وقال الشيخ علي القرة داغي إن مفهوم خطاب الكراهية ما يتبلور من أقوال أو إشارات أو سلوكيات عبر أو سيلة تهدف إلى ازدراء الأخر والانتقاص منه وتؤدي إلى أضرر مادية أو معنوية .مؤكدا أن الإسلام دين السلام الرحمة والهداية يرفض رفضا قاطعا مثل هذا الخطاب الذي يولد الحقد والكراهية ويذكي الصراعات بين البشر . وأوضح أن القرآن الكريم فرق بين خطابين : الكلمة الطيبة " أصلها ثابت وفرعها في السماء" والكلمة الخبيثة " كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".وقال إن الإسلام عالج خطاب الكراهية عندما أكد كرامة الإنسان وأن البشر سواسية وأن كل إنسان فيه نفخ من روح الله ..مستعرضا الآيات والأحاديت التي دلت على ذلك. مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بدوره ركز الدكتور نهاد عوض على إبراز تجربة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في التعامل مع خطاب الكراهية في الولايات المتحدة وظاهرة الإسلام فوبيا والدور المطلوب من المسلمين لمواجهة هذه الظاهرة . وأشار إلى أن هناك مؤسسات في الولايات المتحدة رغم محدوديتها مهمتها تشويه الإسلام وتعزيز ظاهرة إسلام فوبيا ..وقال إن هذه المؤسسات انفقت 119 مليون دولار بين عامي 2008 و2011 لإنتاج مواد وحملات لتشويه الإسلام. ولفت إلى أن مجلس " كير" يتعامل مع الحملات والمنتجات التي تشوه الإسلام في الولايات المتحدة بأسلوب علمي مدروس ينطلق من تعاليم الإسلام وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم والدستور الأمريكي الذي كفل الحريات . وذكر الدكتور نهاد عوض ان لدى المجلس وحدة متخصصة لرصد كافة الحملات والإصدارات والمقالات التي تسيء إلى الإسلام وتدرس الردود المناسبة لكل حالة دون تسرع أو انفعال قد يؤدي إلى نتائج سلبية تحقق مبتغى من يستهدف هذا الدين العظيم . وتابع " ندرس في كير كل حالة على حدة من حالات الإساءة للإسلام ونقيم المصلحة المتوقعة من الرد أو عدم الرد لأن بعض ما ينتج وينشر عن الإسلام ورسول الإسلام هدفه السخرية والشهرة وليش شيء أخر". وفي هذا السياق دعا الشيخ القرة داغي إلى دور فاعل للعلماء والمؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام في دراسة كيفية الرد على خطاب الكراهية ..مؤكدا أن الردود الانفعالية غير المدروسة تأتي بنتائج سلبية على الإسلام والمسلمين. الحساسية الدينية وأرجع الشيخ الدكتور القرة داغي الخوف من الإسلام إلى عدة أسباب ذكر منها الحساسية الدينية من قبل الأديان الأخرى والصراع الاقتصادي والمادي والاستشراق والترويج لصراع الحضارات والجهل المطبق بالإسلام في المجتمع الغربي . وحول الجهل بالإسلام كأحد أسباب الإسلام فوبيا أشار الدكتور نهاد عوض إلى أن ثلثي المجتمع الأمريكي لايعرفون شيئا عن الإسلام وانطباعاتهم عن الديني الإسلامي مستقاة من وسائل الإعلام التي غالبا ما تشوه هذا الدين . ولفت إلى بعض الجهود التي قام بها المجلس للتعريف بالإسلام من خلال الكتب والإصدارات المختلفة التي تم توزيعها على ألاف المكتبات في الولايات المتحدة استجابة لعشرات الألاف من الأمريكيين الذين أبدوا رغبتهم في التعرف على هذا الدين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر. وقدم الدكتور جواد الجوهري أستاذ القانون الدولي بجامعة اكسفورد بروكس في مداخلته خلال الجلسة رؤيته حول خطاب الكراهية في الولايات المتحدة مفرقا بين تيارين هناك هما المحافظون والمتحررون (اليسار واليمين) ..وقال " في إطار هذين التيارين يمكن قراءة ودراسة خطاب الكراهية ضد الإسلام ودوافعه في الولايات المتحدة ". وعن الأسباب الداخلية ودور بعض المسلمين في الإساءة للإسلام أقر الدكتور القرة داغي أن تصرفات بعض المسلمين أساءت للإسلام وأهله وعززت كراهية الغرب لهذا الدين العظيم ..مشيرا في هذا السياق إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات اخرى طالت دولا غربيا أخرى. الإعلام الإسلامي كما أكد أن غياب الدعوة إلى الله وخلو الساحة من الإعلام الإسلامي الحضاري الذي يخاطب الغرب بلغتهم ساهم في جهل الغربيين بالإسلام ..وقال " إن المسلمين بحاجة إلى تفعيل الجانب الإعلامي من خلال قنوات فضائية ومواقع الكترونية تخاطب الغرب بلغته لإيصال رسالة الإسلام الناصعة وشرح حقيقة هذا الدين الذي يدعو إلى السلام والتعايش بين البشر أجمعين . وفي السياق ذاته كشف المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية عن مساعي المجلس لإطلاق قناة فضائية" إسلامية" لإيصال رسالة الإسلام الصحيحة النقية للمجتمع الامريكي ..وعزا تأخر إطلاقها إلى قلة الإمكانات المادية "رغم توفر الكادر البشري المدرب والمؤهل" . وحول تجريم الخطاب الديني في القوانين الدولية لفت الدكتور القرة داغي إلى أن هناك قوانين تحرم الإساءة للأديان لكن الإشكالية تكمن في تفسير الدول لنصوص القانون وغياب التعريف الدولي الواضح لبعض المصطلحات في هذا المجال. وقال إن الواجب على المسلمين الإضطلاع بدورها في هذا المجال القانوني ..منوها بدور وزارة العدل القطرية التي تقدمت بمشروع "القانون العربي الاسترشادي لمنع إزدراء الأديان" . من جانبه قال الدكتور حسن العلمي عضو رابطة علماء المغرب إن الغرب يكيل بمكيالين فمن ناحية يسمح بالإساءة للإسلام تحت مبرر حرية الرأي بينما يطالب المسلمين بمنع خطاب الكراهية . وأكد أن الإسلام يجرم خطاب الكراهية " لكن غير العقلاء والسفهاء من المسلمين أساءوا لهذا الدين في أقوالهم وسلوكياتهم". وعن الحوار بين أتباع الأديان ودور ذلك في الحد من خطاب الكراهية نوه الدكتور القرة داغي إلى أهمية ذلك لكنه نبه إلى أن مثل هذه الحوارات حبيسة الفنادق ومقتصرة على النخب وبعض المؤسسات . وطالب الدكتور القرة داغي والدكتور نهاد عوض بتوسيع دائرة الحوار وإشراك كافة المكونات المؤثرة في المجتمعات من مفكرين وشخصيات دينية ومؤسسات وتحويله إلى ثقافة وممارسة حتى يؤتي ثماره . خطاب الكراهية وفي سياق متصل حذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من خطاب الكراهية بين المسلمين أنفسهم وقال إن هذا أشد خطرا من خطاب الكراهية لدى الأخر ..منبها إلى ان خطاب الكراهية بين المسلمين أدى إلى القتل والإقصاء والدمار ..داعيا إلى الرشد والعقل والرجوع الى المسار الصحيح . بدوره دعا الدكتور نهاد عوض المسلمين إلى أن يعيشوا الإسلام بصفائه ونقائه وأن يتمثلوا قيم السلام والحرية والرحمة فيه وحسن الظن بالأخرين واعتبر ذلك أول خطوة في سبيل دحض الافتراءات ضد الدين الإسلامي. يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" يتضمن تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم. وحرصت الوزارة على استضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها لمناقشة هذه القضايا المهمة للأمة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل ورؤية تأصيلية هادفة، كما تفسح مجال الحوار البناء وفتح باب الحور سواء للحاضرين تلك الجلسات من الدعاة والمفكرين أو من خلال حسابات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر".

1767

| 09 يوليو 2014

محليات alsharq
"الأوقاف" تختتم جلسات " وآمنهم من خوف" غداً الخميس

تختتم غداً الخميس الجلسات العلمية الرمضانية التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعنوان: " وآمنهم من خوف" والتي تناولت مواضيع حول الأمن الثقافي الإسلامي. وشهدت هذه الجلسات التي بدأت في الرابع من شهر رمضان المبارك اهتماما إعلاميا واسعا داخل قطر وخارجها نظرا لأهمية الموضوعات المطروحة للنقاش وارتباطها بواقع العالم الإسلامي وطرحها التجديدي الذي يقوم على تأصيل شرعي معمق بمصطلحات الأمن الثقافي والتطرف، وخطاب الكراهية والعيش المشترك، ومفهومي الوقت و العبادة في حياة الإنسان المسلم في رمضان. ومن أبرز ما تميزت به هذه الجلسات، مشاركة علماء ومفكرين من دولة قطر قدموا أفكارا عبرت عن النضج المعرفي والعمق العلمي والثقافي في هذا البلد. إلى جانب المشاركة الفاعلة من علماء وأكاديميين ودعاة من تونس والمغرب وسلوفينيا والبوسنة والسعودية والكويت وسوريا وبريطانيا والولايات المتحدة،.. كما شهدت مواقع جلسات "وآمنهم من خوف" على التويتر والفايسبوك باللغتين العربية والإنجليزية إقبالا واسعا. وقد راعت هذه الجلسات الرمضانية بعث فكر تجديدي هادئ مبني على رؤية تأصيلية للأمن الثقافي من منظور إسلامي وضع في اعتباره التحديات الراهنة في العالم الإسلامي، وما يجري من مستجدات على كثير من الأصعدة، حفاظا على هوية الأمة باعتبارها أمة وسطا. وكان من بين ما تمت مقاربته موضوع الخطاب الديني الإسلامي وسبٌل تجديد وسائله ومعالجة بعض مناحي القصور فيه من اجل جعله فاعلا ومؤثرا في المجتمع الواسع وفق أسس الدين ومقاصد الشريعة الغراء.

317

| 09 يوليو 2014