رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

372

مفكرون: إسترجاع الدور المؤثر للعلماء والمؤسسات العلمية يحقق الأمن الثقافي الشامل

23 يونيو 2015 , 08:41م
alsharq
الدوحة - قنا

أكد علماء ومفكرون على حاجة الأمة اليوم إلى إسترجاع الدور المؤثر لعلمائها وقيام المؤسسات العلمية الدينية العتيدة بدورها في مواجهة التحديات وتحقيق الأمن الثقافي الشامل.

ونبهوا إلى أن تراجع دور العلماء الراسخين في العلم والمؤسسات العلمية الرصينة مهد الطريق لأنصاف المتعلمين لتصدر مجالس العلم واقتحام وسائل الإعلام فيفتون الناس بغير علم ويشوهون الصورة الناصعة للإسلام .

كما رأوا أن من عوامل الضعف في الأمة قصور دور العلماء وانحسار أثرهم في المجتمعات المسلمة وتراجع المؤسسات العلمية العتيدة عن دورها المعهود .

جاء ذلك في الجلسة الثانية لبرنامج "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في رحاب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ويستضيف نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمناقشة مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل.

وناقشت الجلسة محاور عدة تتعلق بدور العلماء "ورثة الأنبياء" والوَضْعُ الراهن لمُؤَسَّسَاتِ العلماء وموقف العلماءِ من صراع المرجعيات الدينية الدائر في اَلْعَالَمِ الإسلامي واختلاط المفاهيم ( من العالم ومن الفقيه؟) ودعاوى تجديد الخطاب الديني والموروث الفقهي ودور العلماء في تصحيح الصورة التي باتت مرسومة عن الاسلام في اذهان الغربيين .

ولفت الدكتور عبدالوهاب الطريري المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم إلى أن العلماء استحقوا أن يكونوا ورثة للأنبياء كونهم يحملون الرسالة ولواء الدعوة في الأمة ويقومون بواجبهم تجاه أمتهم.

وأشار إلى المجامع والمؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي اليوم والتي تأسست وتكونت لإحياء الاجتهاد الجماعي بما يخدم قضايا الأمة لكنه ذكر أن هذه المؤسسات لم تواكب المستجدات بالشكل المطلوب ولم ترتق إلى مستوى الحاجة

ودعا الدكتور الطريري في هذا السياق إلى صيانة استقلالية هذه المؤسسات والمجامع العلمية الدينية وتحريرها من الإرتباط السياسي وتأمين موارد مستقلة تضمن استمراريتها وبقائها، وتأسيس مراكز بحثية تابعة لها تستشرف المستقبل وتواكب العصر.

وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذه المؤسسات والمرجعيات العلمية والدينية، ورأى أن تنوعها واختلافها في بعض الاجتهادات عامل ثراء ولا يعني صراعا بل تعاون وتكامل يبشر بمستقبل مشرق .

وقال الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري إن هناك نماذج رائعة تدعو للتفاؤل وتبشر بمستقبل رائد للمؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي..مشيرا في هذا السياق إلى بعض تلك المؤسسات منها رابطة العلماء المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي السوري وغيرها.

وقدم الدكتور محمد يسري نائب رئيس رابطة علماء المسلمين توصيفا دقيقا للفرق بين العالم والفقيه والمجتهد والدور المرتبط بكل منهم،، ورأى أن المشكلة اليوم تكمن أحيانا في غياب العالم القدوة مما وسع الهوة وجعل الناس ينظرون بريبة أحيانا لدور بعض هؤلاء العلماء.

غير أن الدكتور محمد عبدالكريم من ( الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان) رأى أن غياب المعايير في منح الإجازة للعلماء والفقهاء فتح الطريق لكل من هب ودب لتصدر مجالس الفقه والافتاء.

ودعا إلى وضع معايير محددة بدقة يتفق عليها بين المؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي لاعتماد العلماء والفقهاء وقطع الطريق أمام كل المتطفلين والمتسلقين في هذا المجال .

وأكد أن الأمة لن تجد طريقها للنهوض طالما استمر تراجع مؤسسات العلماء وارتبطت المرجعيات الدينية بتوجهات السلطة السياسية..مشددا على أهمية استقلالية هذه المؤسسات والعمل بالشكل الذي يمليه الشرع ومصلحة الأمة.

وعن دعاوى مراجعة الموروث وتجديد الدين ،،أوضح الدكتور محمد يسري أن التجديد مطلب شرعي طالما لم يمس العقيدة وأصول الدين وثوابته ..وقال " إعادة النظر في بعض الاجتهادات الفقهية في تراثنا الإسلامي المرتبطة بظروف عصرها، وفتح باب الاجتهاد للجواب على الإشكالات والنوازل المعاصرة أمر مطلوب وهو جزء من التجديد".

ورفض الدكتور يسري الدعوات المشبوهة التي تحاول النيل من عقيدة الأمة وثوابتها وتشويه تاريخها والطعن في موروثها الثقافي تحت مسمى " التجديد".

وحول طرق تصحيح صورة الإسلام بين الدكتور عبدالوهاب المطيري أن تقديم سيرة الرسول بصورتها الناصعة كفيل بتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب بينما دعا الشيخ أسامة الرفاعي وسائل الإعلام في العالم الإسلامي إلى القيام بدورها في مواجهة الإعلام الغربي الذي يتعمد تشويه الإسلام والمسلمين.

واختتموا الجلسة الحوارية بتوجيه دعوة لعلماء الأمة ومؤسساتها الدينية إلى العمل من أجل تحقيق وحدة جامعة تتكامل فيها الأدوار على جميع الأصعدة من أجل تحقيق الأمن الثقافي وتخفيف حدة الاحتقان في الأمة.

يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" برنامج حواري يستضيف نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمناقشة مشكلات وقضايا تهم حاضر الأمة الإسلامية ومستقبل أمنها الثقافي الشامل .

ويركز البرنامج هذا العام على قضايا تتعلق بوعي المسلم بمفهوم "الزمن"، وموقفه من تحولات المفاهيم والأفكار في عصره وما يرتبط بها من إشكاليات تطال الهوية عند المسلمين وما يتعلق بها التخويف من الإسلام، إضافة إلى تقصي دور العلماء في تجديد الخطاب الديني ومراجعة الموروثات الفقهية، ودور مؤسساتهم في تعزيز السلم المجتمعي.

ومن المقرر أن تركز الجلسة الثالثة والأخيرة غدا على " شباب المسلمين وسؤال الهوية" وتستضيف نخبة من المفكرين والدعاة في العالم الإسلامي .

وتركز الجلسة على رصد مظاهر عدم التشبث بالهوية لدى الشباب المسلم، والتحديات التي يواجهونها، وسبل الحفاظ على الهوية وصيانتها.

مساحة إعلانية