رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
"وآمنهم من خوف": علماء يدعون إلى تعزيز قيم التسامح

وجه علماء ومفكرون دعوة للأمة للعودة إلى إرث التعايش التاريخي الذي شهده المجتمع الإسلامي في عصر النبوة والقرون التي تلته والانطلاق منه لتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك وتوطيد العلاقات المجتمعية ونبذ كل أشكال التطرف والعنف ورفض الآخر .جاءت الدعوة خلال الجلسة الحوارية السابعة من برنامج "وآمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والتي استضافت الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري والشيخ محمد المحمود مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .وتناولت الحلقة التي شهدت مداخلات واسعة لعلماء ومفكرين ودعاة واقع العلاقات المجتمعية والعيش المشترك في دول العالم الإسلامي مستعرضة نماذج من العيش المشترك في دول العالم الإسلامي والتنوع الديني والعرقي فيها وطبيعة العلاقة مع الدول الحديثة.كما تناولت موروثات الشعوب الإسلامية في العيش المشترك وسبل استثمارها في تجاوز المشاكل الحالية التي يعيشها العالم الإسلامي في ظل بروز أفكار العصبية الجاهلية والتطرف ورفض الأخر في بعض المجتمعات الإسلامية.المجتمع الإسلاميوقال الشيخ المحمود إن المجتمع الإسلامي سواء في عصر النبوة أو عصر الخلافة الإسلامية مثل نموذجاً يحتذى في التعايش والعيش والمشترك مستشهدا ببقاء غير المسلمين في المدينة خلال العهد النبوي وكذلك في ظل الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد إلى الأندلس وغيرها من حواضر العالم الإسلامي في ذلك الوقت .بدوره بين الشيخ أسامة الرفاعي أن الإسلام كفل لغير المسلمين من "أهل الذمة" حقوقهم ولم ينقص منها شيئا ..مشيرا إلى أن مصطلح "أهل الذمة " يعكس تكريم الدين الإسلامي لهم حث جعلهم بجوار الله وبجوار رسوله لحمايتهم من أي اعتداء أيا كان نوعه ودفع الأذى عنهم من أي جهة كانت.وفي تأكيده لمبدأ التعايش الذي ساد لقرون في ظل الدولة الإسلامية أشار الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية في مداخلة مسجلة للبرنامج إلى أن الإسلام في بقاع كثيرة من الأرض تتنوع في الأديان والأعراق والحضارات لكنه تعايش مع كل هذا التنوع ..وقال إن المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ حافلة بالتعدد والتنوع لأن المبدأ كان واضحا أنه لا إكراه في الدين بعكس الديانات الأخرى التي أقصت الأخرين .. لافتاً إلى في هذا الإطار إلى حواضر الإسلام بالمدينة المنورة وفي العراق والأندلس وغيرها .وتابع "عندما خرج المسلمون من الأندلس التي عاشوا فيها مع أتباع الديانات تعرض سكانها من اليهود والمسلمين للتهجير والقتل وهدم دور العبادة".الإعتداء على الأقلياتوفي السياق ذاته، أكد الشيخ أسامة الرفاعي أن تاريخ الإسلام لم يعرف اي نوع من الاعتداء على الأقليات لكن في عهد الدولة الحديثة برزت المؤامرات لافساد المسلمين مما أدى إلى ظهور فصائل تدعي أنها إسلامية وتمارس القتل والتفجير والتهجير دون وجه حق.وتابع " ناك فصائل إسلامية معتدلة تواجه الإرهاب والظلم وتحترم الآخر وتؤمن بقيم العيش المشترك وأخرى رأى أنها منحرفة ومخترقة لإفساد المسلمين ".وسرد الشيخ الرفاعي نماذج راقية من التعايش في سوريا بين المسلمين وغيرهم على مر التاريخ .. مؤكدا أن التاريخ أثبت أن أي خلل يعتري ذلك التعايش كان وراءه أياد أجنبية تبتغي تحقيق مأرب خاصة بها.سوريا وقال إن ما يجري في سوريا اليوم سببه النظام السوري الذي أثبت أنه عدو لكل السوريين بمختلف طوائفهم وأديانهم .. كما اتهم أياد أجنبية بتأجيج الصراعات بين المسلمين وغيرهم من الأقليات.وحول قضية المواطنة، أكد الشيخ محمد المحمود أهمية أن يكون هناك عقد ينظم أمور المجتمع كالقوانين والدساتير تبين حقوق وواجبات كل فرد في المجتمع .ولفت إلى أن وثيقة المدينة التي كتبت فور هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اقرت ما لليهود وما عليهم وتعامل المسلمون مع كل الديانات وفقا لتلك المبادئ التي اقرتها الوثيقة وكل النصوص القرآنية والنبوية .وأضاف " أن التعايش والعيش المشترك لا يلغي الضوابط التي تنظم وتحترم قيم وعقيدة المجتمع المسلم وبحيث لا يطغي الشرك في مجتمع التوحيد ".ونبه الشيخ المحمود إلى أن اعتقاد المسلم بتحريف كتب الديانات الأخرى لا يعني طمسها أو إلغائها والاعتداء على أتباعها " بل تجب حمايتهم وضمان حقوقهم .مناخ الحواروأكد اهمية توفير المناخ المناسب والبيئة التي تسمح بالحوار ليعبر كل فرد عن نفسه وإطلاق نوع من الحراك والمدافعة التي تؤدي في النهاية إلى فهم الأخر وبالتالي تحقيق السلم والأمن الاجتماعي .الدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية رأى أن الدولة الإسلامية في المدينة المنورة نموذج ومثال لاحترام الأخر وحماية حقوقه غير أنه نبه إلى غياب هذا النموذج في الواقع الراهن ..وقال " هذا النموذج النبوي يغيب في أوقات الأزمات وما يحدث اليوم من حركات تدعي أنها إسلامية تقتل وتنتهك الحرمات خير مثال على غياب هذا المثال والنموذج".تطبيق النصوصوهذا التوصيف لواقع يغيب فيه النموذج أكده الدكتور محمد أحمد حقار مدير مركز الدراسات الإفريقية والعربية بالعاصمة التشادية "إنجامينا" الذي أكد أن المشكلة اليوم ليست في النصوص ولا الإرث الإسلامي الناصع وإنما في تطبيق النصوص وتنزيلها على الواقع وتمثل ما كان عليه العهد النبوي والخلافة من بعده .ودعا إلى بلورة ما تضمنته النصوص القرآنية والنبوية مع الاستفادة من الإرث التاريخي الإسلامي للتعايش ونقلها من إطارها النظري إلى الواقع العملي.بدوره دعا الشيخ المحمود إلى دعا إلى التمسك بمبدأ التعايش ونشره والتوعية به في وسائل الإعلام وفي المناهج الدراسية والتأكيد على أنه مراد الإسلام وأن أمة المسلمين أمة هداية لا أمة قتل وسفك للدماء .كما أكد أهمية قيام مؤسسات معتبرة تقود وتعزز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان الذي سيؤدي إلى فهم الأخر وإزالة مخاوف البعض من أن أي حوار قد يقود إلى صراع .العدالة وإشاعة الحرية وشدد على أن تحقيق العدالة وإشاعة الحرية والأمن الاجتماعي والنفسي للمجتمع وضمان تكافؤ الفرص في إطار يحدد الحقوق والواجبات هي أسس وقواعد للعيش المشترك.وقال إن الفقه الإسلامي يستوعب كل هذه القواعد والأسس إذا ما أحسن المسلمون قراءته وفهم وتطبيقه ..مستدلا بنجاح المسلمين اليوم بتأسيس اقتصاد إسلامي عصري استنادا للموروث الفقهي وتمنى أن يتم ذلك في مجالات حياتية أخرى .يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" يتضمن تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم.وحرصت الوزارة على استضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها لمناقشة هذه القضايا المهمة للأمة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل ورؤية تأصيلية هادفة، كما تفسح مجال الحوار البناء وفتح باب الحور سواء للحاضرين تلك الجلسات من الدعاة والمفكرين أو من خلال حسابات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر.

483

| 08 يوليو 2014

رمضان 1435 alsharq
"التعليم الديني" موضوع الحلقة السادسة من برنامج وآمنهم من خوف

ناقشت الجلسة السادسة من الجلسات الحوارية للبرنامج الرمضاني "وأمنهم من خوف" قضية " إصلاح التعليم الديني" في العالم الإسلامي ليضطلع بدوره في تحقق النهوض الحضاري للأمة . وركزت الجلسة الحوارية التي استضافت الدكتور أحمد الريسوني نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور محمد عثمان نائب رئيس رابطة العلماء في كينيا على عدة قضايا أساسية منها خصوصيات التعليم الديني في العالم الإسلامي والفرق بين التعليم الديني وتعليم الدين ومسؤولية تجديد وإصلاح هذا التعليم ودور الوقف الإسلامي في ذلك والتحديات والأفاق للمسار الإصلاحي. وأوضح الدكتور الريسوني أن التعليم الديني يأخذ أشكالا متعددة تتمثل في المؤسسات الدينية العريقة المعروفة كالأزهر الشريف والقرويين والزيتونة ونحوها إلى جانب الأقسام والكليات الإسلامية والشرعية في الجامعات وما شابهها . وغير بعيد عن التوصيف لمؤسسات التعليم الديني أشار الدكتور محمد عثمان إلى أن مؤسسات إسلامية عريقة في دول عربية وغير عربية تمثل التعليم الديني في الوقت الراهن . واتفق المتحدثان على أن إصلاح التعليم الديني بشكل عام بات أمرا ملحا وضروريا لتحقيق النهضة الحضارية للأمة وتكوين جيل جديد يستوعب روح العصر وعلومه ويلم بشروط تحقيق هذا النهوض . وقال الدكتور الريسوني " إن إصلاح التعليم الديني يعني أن هناك إشكالات ونقائص وعيوب في هذا التعليم تحتاج إلى إصلاح وتقوية وتعزيز للفاعلية ومعالجة لكل أوجه القصور ليؤدي وظيفته المنوطة به في الأمة ". لكن نائب رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين حذر من الدعوات " غير البريئة " لإصلاح التعليم الديني ..مبينا أن " هناك دعوات بريئة وأخرى غير بريئة لإصلاح التعليم الديني ". وقال " الدعوات غير البريئة هدفها تهميش التعليم الديني وافراغه من محتواه وإضعاف فاعليته بدعوى أنه سبب للتطرف والإرهاب على الرغم من أن من يوصفون اليوم بأنهم قادة التطرف ليسوا من خريجي مؤسسات التعليم الديني ". وأوضح أن الدعوات البريئة لإصلاح منظومة التعليم الديني نابعة من أهل هذا التعليم وبدأت قبل عقود من الزمن وهي مستمرة حتى الآن ومنطلقها إيمان جازم بأن فساد التعليم يعني فساد للأمة وصلاحها يبدأ من إصلاح التعليم". ونبه الدكتور الريسوني إلى أن هناك ترددا وخوفا من الإقدام على عمليات إصلاح التعليم الديني سواء لدى السياسات والجهات الحاكمة التي تضيق أحيانا من عملية الإصلاح أو لدى العلماء والمشايخ والمؤسسات التعليمية العريقة . وفيما يتعلق بمخاوف العلماء من عملية الإصلاح أوضح أن لدى هؤلاء خشية من المساس بالنصوص الدينية واهدار قداستها لكنه بين أن هذه المخاوف إلى زوال الآن في ضوء وجود توجه داخلي(من داخل المؤسسات) نحو الإصلاح وتعزيز فاعلية التعليم الديني. وفي تشريحهما لواقع التعليم الديني في العالم الإسلامي أشار المتحدثان إلى أن هناك تضييقا وتشويها متعمدا للتعليم الديني ومحاولة لتطويعه وإخضاعه للسلطة وخصوصا المؤسسات التعليمية الدينية العريقة . وفي هذا السياق قال نائب رئيس رابطة علماء كينيا " إن الإشكالات السياسية في العالم الإسلامي وإخضاع مؤسسات التعليم الديني للسلطات الحاكمة سببت ضعف هذا التعليم ". وبدوره لفت الدكتور أحمد الريسوني إلى ما يعانيه التعليم الديني من حصار خانق من قبل السلطات وتطويعه لسياساتها وتضييق متعمد على المؤسسات الدينية العريقة . وطالب الدكتور الريسوني والدكتور عثمان باستقلالية المؤسسات التعليمية الدينية مع القيام بإصلاح شامل سياسي واجتماعي واقتصادي لتنهض الأمة في مختلف المجالات ويكون للتعليم الديني أثره وفاعليته في المجتمع والأمة . وأكدا أن الوقف الإسلامي قادر تماما على تمويل المؤسسات التعليمية الدينية وإعفاء الميزانيات الحكومية من التمويل ..مشيرين إلى نماذج مشهورة في التاريخ الإسلامي وحتى في الوقت الحاضر لدور الوقف في دعم المؤسسات التعليمية. وقال الدكتور الريسوني " الأوقاف اليوم جاهزة للقيام بدورها في دعم التعليم الديني ولو منحت هذا الدور لأعفت الحكومات من التمويل لكن التحكم السياسي يعرقل مثل هذا التوجه". ونبه الدكتور محمد عثمان إلى أن النهوض بالتعليم الديني في ظل المناخ الملائم مسؤولية مشتركة على الحكومات والعلماء والمفكرين والمؤسسات التعليمية والوقفية . ونادى المتحدثان بضرورة منح خريجي المؤسسات التعليمية الدينية الوظائف المناسبة وتوفير الحياة اللائقة بهم أسوة بغيرهم من خريجي التخصصات الأخرى . ولفتا إلى أن مستقبل التعليم الديني واعد ويبعث على التفاؤل والأمل رغم التحديات والصعوبات المختلفة التي قد تعترض مسيرته . وفي مداخلته خلال الجلسة نبه الدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إلى الفجوة بين قيم الأمة وواقعها ..داعيا إلى إعادة النظر إلى الذات وتصحيح المسار والقيام بخطوات جريئة وجادة لإصلاح واقع الأمة . وقال " أغلقنا باب الإجتهاد وفتحنا الكليات الدينية لذوي المعدلات المتدنية فعززنا النظرة الدونية لهؤلاء " وتساءل " كيف لهؤلاء قيادة المجتمع ". يشار إلى أن جلسات برنامج "وآمنهم من خوف" تعقد بالخيمة الرمضانية بجوار جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بحضور نخبة من العلماء والدعاة من قطر وخارجها. ويتضمن البرنامج تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم. وتستضيف الحلقة السابعة التي تعقد غدا الشيخ محمد بن أحمد زحل رئيس رابطة علماء افريقيا والشيخ أسامة الرفاعي من سوريا وتناقش موضوع " العلاقات المجتمعية والعيش المشترك".

1003

| 07 يوليو 2014