رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

766

 في منتدى "وآمنهم من خوف" .. آراء معاصرة حول دور الشباب في نهضة الأمة

08 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
محمد دفع الله

ناقشت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الجلسة الثانية من منتدى "وآمنهم من خوف" في نسخته الثامنة التي شارك فيها عدد من العلماء والمفكرين من قطر ودول أخرى - ناقشت دور الشباب المسلم في تحقيق نهضة المجتمع، حيث قدم العلماء آراء مختلفة حول دور الشباب. وقال العلماء إن نهضة الأمة الإسلامية والدين قامت على أكتاف الشباب مسترشدين بالأدوار التي قام بها شباب الأمة الإسلامية الأوائل الذي شاركوا في الفتوحات الإسلامية كما استرشد العلماء بأدوار الشباب اللاحقة التي تلت عصر الإسلام الأول. وقال إن أي نهضة لا تقوم إلا اذا تمسكت الأمة برسالتها المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وتابعت الشرق الندوة التي تمت في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وفيما يلي التفاصيل:

الشباب بحاجة إلى توجيه

قال فضيلة الشيخ عثمان الخميس الداعية الاسلامية المعروف والموجه اول بوزارة الاوقاف بدولة الكويت: "انا في الحقيقة مع الشباب ولا ألوم الشباب والذي أراه ان الشباب عندهم العنفوان والقوة والنشاط والهمة ورحابة الصدر ولكن يحتاجون فقط الى من يقودهم ولا يحتاجون الى غير ذلك".

واكد ان خير مثال واقعي عشناه جميعا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والذي كان رجلا بأمة حيث كان يهتم بالشباب ويدرسهم العلم الشرعي ويحضر دروسه عدد قليل من الشباب ثم صاروا يتزايدون يوما بعد يوم حتى كان الدرس يزيد عدد طلابه عن الألف طالب ممن يأتون الى الشيخ من شتى اصقاع الدنيا، لافتا الى انهم كانوا يحضرون عند الشيخ وكان بدوره يربيهم ويعلمهم، ما ساهم في انه اخرج ثلة مباركة من الدعاة الذين نشر الله بهم الخير في كل مكان.

وأبان ان العلماء وطلبة العلم عليهم ان يجتهدوا في احتضان هؤلاء الشباب وان يفسحوا المجال امامهم وألا يجلسوا في برج عاجي ينظرون الى الشباب نظرة استصغار وانما يأخذون بأيديهم ويتحببون لهم كما كان يفعل النبي صلى الله عليهم وسلم مع الشباب في عصره، ناصحا العلماء ان يقوموا بدورهم في احتضان الشباب مؤكدا ان الشباب سيكونون معه.

لا نهضة بلا رسالة

قال الدكتور شافي الهاجري الاستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر: اذا أردنا أن نختصر النهضة في مؤسساتنا الدينية نقول أن يكون المسؤول عن هذه المؤسسات صاحب رسالة، وأن يتجسد الإسلام في حياته.

وأضاف: المادة الثقافية الضالة السيئة الموجهة لأبنائنا أقوى بكثير من الحصانة والوقاية من هذه الثقافات، وإذا ما تكلمنا عن المؤسسات، وأولها البيوت، ففي عهد الصحابة كانت البيوت تحمل هم الإسلام، وعندها رسالة، ويعيش الإسلام في وجدانهم، وكذلك البيئة والقدوات.

وأكد د. الهاجري أن الشباب إن لم يجدوا القدوات التي يحتذى بها بينهم، فإنهم سيبحثون عن قدرات ثقافة التفاهة المنتشرة اليوم في حياتنا، وأن المؤسسات وفي مقدمتها الأسرة يجب أن تحمل هم الإسلام.

وتابع: إذا أردنا النهضة لأمتنا نرجع إلى البيوت والقدوات، فإن أوجدت صاحب رسالة ستجد الإسلام وتجد النهضة والتعلق بهذا الدين، وإن طمست الرسالة سيتحول الامر إلى أداء وظيفة وحسب.

الشباب أولى بالعناية والرعاية

أكد الشيخ الدكتور عادل رفوش المشرف العام لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث أن الشباب هم الثروة الكبرى التي يمتلكها المسلمون، والتي يعتمدون، بعد الله تبارك وتعالى، عليها في نهضة هذه الامة، وتحقيق قوتها وخيريتها الموصوفة بها.

وقال د. رفوش: الحديث عن الشباب ينبغي أن يكون حديث كل زمان ومكان، وبالأخص في هذه الامة التي تفخر بكونها أمة شابة وليست ككثير من الامم، التي تشهد الدراسات والاحصاءات بأنها شاخت أو إلى الشيخوخة اقرب، ولذلك فقبل أن نتحدث عن الثروات المحسوسة والمادية، والتي يتكلم فيها اهل الاقتصاد، ينبغي علينا أن نتحدث عن الثروة التي تستثمر تلك الثروات، والتي تكون في عنصر الشباب.

وأضاف: نريد أن يفتخر الشباب دائما بشبابيته، وألا يكون هرِم العزيمة، فالكثير من كبار السن كان لهم همة الشباب، فالشاب يجب أن يعلم أن شبابه بأن تكون روحه عالية، وأن تسعى روحه لنصرة الدين، وأن تتمثل قيمه.

وأردف: نحن لدينا مرجعية كبرى هو الوحي العظيم الكتاب المقدس، الذي انزله الله سبحانه وتعالى، وعلى الشاب قبل أن نوجهه للقيم والمحافظة عليها، علينا أن نتعاون في تحديد هذه القيم، فنحن في زمان اختلطت فيه الأولويات، واختلط فيه ترتيبها وتزاحمها.

النهضة بالقرآن والسنة

قال الدكتور محمد يسري إبراهيم الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بجمهورية مصر العربية إن الحديث حول قضية نهضة الأمة الإسلامية حديث قديم إلا أنه يتجدد مع مرور الزمان حيث تناوله المفكرون المعاصرون كما تناوله الأوائل والعلماء ومن بينهم ابن خدون. وقال إن العلماء في العصر الحديث طرحوا العديد من الأسئلة حول مقومات تقدم الأمة الأسلامية وعلى رأسهم رفاعة رافع الطهطاوي ثم جاء من بعده العلماء في الدولة العثمانية وطرحوا ذات السؤال لعلهم يصلون الى إجابات وثوابت وكان جلهم يسأل السؤال المعروف لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟.

وقال الدكتور يسري إن محصلة النهضة تتمثل في تحصيل الهداية والقوة مع الخيرية في الأمة والفرد، مبينا في هذه الأثناء أن الخطاب الإسلامي انشغل بكيفية استعادة الخلافة الإسلامية الجامعة.

وشرح الدكتور أضلاع النهضة الثلاثة والتي تشمل الهداية والقوة والخيرية، وأوضح أن الهداية تتحق بالقرآن الكريم لكونه يهدي للتي هي أقوم. وفي هذا المنحى تحدث عن الفكرة المركزية التي يدور حولها الإسلام وهذه الفكرة تتمثل في التوحيد الذي هو قضية الإسلام الأولى مجتمعة - أي الفكرة - في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهذين المصدرين قامت عليهما الحضارة الإسلامية. ولفت في هذه الأثناء إلى أن مميزات الحضارة الإسلامية قيامها على هذين المصدرين.

وعقد مقارنة بين الفكرة التي قامت عليها الحضارة الغربية وهي فكرة الحرية وما يرتبط بها مبينا أن فكرة الحرية انتهت إلى فوضى بينما انتهت فكرة التوحيد عند المسلمين إلى طهر وصلاح وسيادة.

وبشأن حديثه عن الضلع الثاني الذي قامت عليه النهضة وهو القوة قال الدكتور يسري إن القوة مطلوب في سائر الحياة من أجل الحماية والرقي والتقدم مبينا أن القوة التي أمر بها القرآن الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" لم تكن القوة الغاشمة أو المفرطة إنما القوة التي يستقيم معها الحال.

وقال إن الخيرية التي تمثل الضلع الثالث تتحقق عند اجتماع القوة مع الهداية وعندها يحصل البر والإحسان وهو ما ميز الأمة الإسلامية "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وأكد أن الخيرية موجودة في الأمة حتى أصيبت بالضعف والهزال.

الشباب بإمكانهم إسعاد الأمة

قال فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام المجيدي، الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر، إن الشباب هم الذين يحولون وجه العالم البائس إلى الوجه السعيد، ولذلك ذكر الله تعالى الشباب في بداية التغيير من الضلالة إلى الهدى في قوله: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًى)، متسائلاً هل يكون للشباب الدور الأكبر في حماية الأسرة؟ أجاب: نعم هم أساس ذلك، موضحاً أن سورة النساء تؤسس إلى شباب قائم على الهداية القرآنية، عندما نتدبرها من الآية الأولى إلى السادسة، نجد فيها (16) حقا منح لهؤلاء اليتامى من أجل تنشئة حقيقة متينة، ليأخذوا دورهم بعد ذلك في قيادة الأمة الإسلامية.

ونوه فضيلته بأن الله تعالى يبين في السورة ذاتها من الآية (15) إلى (25) كيف تجتمع الأسرة على الزواج، كما تحدث المحور الثالث من سورة النساء عن حصون السعادة الأسرية، حيث نجد ربنا سبحانه وتعالى يقول: (يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ)، مؤكداً أن الشباب هم الذين ننتظر منهم أن يغيروا هذا العالم الإسلامي، ولا يكون ذلك إلا بصحبة القرآن العظيم كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا)، فالنصح بالقرآن عسى أن نكون من أولئك الذين هداهم الله تعالى إلى دينه الحق، وإلى الصراط المستقيم، وأولئك هم أصحاب العقول السليمة، والمدارك القويمة، والقلوب الطاهرة النقية.

تحصيب الشباب من الاستلاب

أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء الجزائريين، عضو أمانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الشباب كما يتفق الجميع هو عنوان القوة، وأنبل وأعظم محطة في حياة الإنسان، متسائلاً من هو الشباب الذي ينبغي أن نعده لتحمل هذه المسؤولية، وما هي المواصفات والمتطلبات التي نطالب بها شبابنا اليوم؟ أجاب... أولاً: يجب تحصين الذات الشبابية حتى لا تقع في الغزو الثقافي أو الاستلاب الفكري، ثانياً: تحصين العقل وتوسعته والقيام بالمتطلبات الموجودة التي يجب أن نسمح للشاب بأن يكون مواجها للتحديات وتكون استجابته أقوى منها، ثالثا: العمل على التسامح مع المخالف وعدم التعصب مع المؤالف، وهذه كلها أيضا تتطلب من الشاب أن يكون مجهزا لكل ذلك.

واستدل فضيلته بما قاله الإمام محمد البشير الإبراهيمي في كتابه، منوها بأن هنالك (5) قواعد للشباب، القاعدة الأولى: السباب آفة الشباب، والقاعدة الثانية: اليأس مفسد للبأس، القاعدة الثالثة الآمال لا تدرك إلا بالأعمال، والقاعدة الرابعة: الخيال أوله لذة وآخره خبال، والقاعدة الخامسة: الأوطان لا تخدم باتباع خطوات الشيطان، مؤكدا أن هذه القواعد الخمس هي التي تصلح لأن تكون أمام الشباب لكي يبنوا النهضة ويقوموا بالتنمية ويعمروا الأوطان، وكما قال الشيخ الإبراهيمي: هكذا تكونون أو لا تكونون.

مساحة إعلانية