رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: استثمارات قطر الإستراتيجية وطدت مكانتها الدولية

أكد خبراء ومراقبون أمريكيون على أهمية الاستثمارات القطرية التي تعددت مجالاتها وتنوعت أوجه تدفقها لاسيما في السوق الأمريكية، بجانب استثماراتها الأوروبية والدولية العديدة، ومهامها الإنسانية والتنموية في آسيا وإفريقيا في توطيد مكانتها في العالم. واشاروا الى أن قطر وجهت أنشطتها الاستثمارية وعلاقاتها الدولية من أجل تحقيق رؤى التنمية والتطوير الكبرى للدولة، ما ساعدها على أن تحقق شراكات مهمة على الساحة العالمية، حيث شكلت الأدوار البارزة التي لعبتها قطر وعلاقات الشراكة الإستراتيجية والوساطة المؤثرة التي كونتها مع مختلف دول العالم، في تعزيز مكانتها وتصاعد نفوذها الدولي في أكثر من ملف مهم لعبت فيها الدوحة أدواراً حيوية مؤثرة في القضايا الدولية. يقول جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن شركات مثل قطر للطاقة وصندوق الثروة السيادي القطري لديها العديد من الاستثمارات المهمة في الولايات المتحدة في مجالات متنوعة تشمل بالإضافة إلى الطاقة، مجالات التطوير العقاري ومشروعات البنية التحتية وغيرها من المجالات والروافد الأخرى التي تعكس الاستثمارات القطرية المتنوعة، وهي فرص اعتمد عليها الاقتصاد الأمريكية بقوة لخلقها عشرات الآلاف من فرص العمل الربحية الوفيرة في السوق الأمريكية، وهو ما وضعها بكل تأكيد في مصاف خطط التنمية والتطوير الرئيسية، وكان ذلك واضحاً في توقيع الدوحة لأكبر صفقة في تاريخ شركة بوينج الأمريكية للطائرات بعشرين مليار دولار وأكد البيت الأبيض على كونها من أبرز الصفقات الكبرى التي عقدتها إدارته في ملف تقييمها لمعدلات النمو الاقتصادي لنجاحات إدارة بايدن الرئاسية، وعموماً فإن تلك الاستثمارات القطرية المهمة في أمريكا جعلتها تحتل مكانة متميزة كلاعب رئيسي في قمة The SelectUSA Investment Summit والتي تستهدفها الحكومة الأمريكية لاستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، كما أن ذلك جعل أكبر المؤسسات والقطاعات الأمريكية بما فيها لجان تشجيع الاستثمارات بالكونغرس وفي ولايات أمريكية عديدة تبحث بصورة مهمة سبل المناقشة والتواصل مع صندوق قطر السيادي بشأن الفرص الاستثمارية، وانعكس ذلك في وفود من لجان التمويل والموازنة بالكونغرس وزيارات لوزراء الخزانة والمسؤولين الأمريكيين بصورة جعلت التمثيل الدبلوماسي الذي تحظى به قطر، قياساً على عدد الزيارات وتنوعها واختلاف أدوارها الإستراتيجية والدبلوماسية والأمنية والاستثمارية، من أكبر ما يمكن أن تحظى به دولة أجنبية من حكومة الولايات المتحدة وإداراتها، فلا يوجد بالفعل خلال السنوات الماضية حجم حضور دبلوماسي مثل الذي يجمع قطر بأمريكا في مستويات عدة يمكن قياسه حتى بحلفاء أمريكا الآخرين بالمنطقة خاصة في عهد إدارة الرئيس جو بايدن. ◄ مساهمات فاعلة ويتابع جون ريفنبلاد، في تصريحاته لـ الشرق: إن الوفود القطرية البارزة والتي شكلت في مساهماتها الفاعلة في قمة الاستثمار الأمريكية، تجمعها علاقات تواصل مهمة مع وزراء والتجارة والخزانة والعمل وكبار المسؤولين الحكوميين ومديري الأعمال التنفيذيين في C-Suite وقادة الفكر الاستثماري وقادة مجتمعات الأعمال، ذلك ما انعكس بكل تأكيد على المكانة الحريصة التي توليها مختلف الجبهات الأمريكية لتطوير علاقات الشراكة المتنوعة التي تجمعها مع أمريكا، ذلك من خلال استثمارات متنوعة مميزة لقطر ميزت العلاقات القطرية - الأمريكية؛ ما جعلها تمتلك علاقات اقتصادية وتجارية مهمة تم ترجمتها بوضوح في حجم التبادل التجاري بين البلدين، ووجود أمريكا في المرتبة الأولى كشريك تجاري لقطر كما يبلغ عدد الشركات الأمريكية العاملة في قطر نحو 650 شركة منها 117 شركة مملوكة بالكامل لمواطنين أمريكيين، و20 شركة نفط وغاز من إجمالي 30 شركة مرخصة حسب تقارير مركز قطر للمال، وتعد الدوحة أيضاً بكل تأكيد واحدة من أكبر المستثمرين في السوق الأمريكية في صفقات ومجالات متنوعة شملت قطاعات عديدة. ◄ حضور بارز ويقول بروفيسور مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن: إن هذا الحضور القطري الاستثماري البارز في أمريكا بكل تأكيد انعكس على المكانة الدولية لقطر على أكثر من مستوى، ولتوضيح ذلك فإن استثمارات قطر في واشنطن كان لديها أكثر من جانب وتنوعت في طبيعتها ومجالاتها، فهناك صفقات إستراتيجية كبرى دخلت فيها قطر في مشاريع البنية التحتية الأمريكية ومترو واشنطن وصفقات كبرى مع الشركات العسكرية، ذلك بجانب استثمارات الشركات القطرية الرائدة مثل الخطوط الجوية القطرية مع كبرى الشركات الأمريكية مثل بوينج في صفقات كبرى ومؤثرة وخلقت آلاف فرص العمل الوفيرة، وأيضاً هناك استثمارات صندوق الثروة السيادي القطري والذي استهدف مشاريع كبرى في التطوير العقاري والفنادق بل فتح مكتباً خاصاً لدعم الاستثمارات في سان فرانسيسكو من أجل تأكيد حضوره في طفرة السوق الرقمية والتقنية في سيلكون فالي، وانضم الصندوق السيادي عبر شراكاته مع المؤسسات الدولية وصفقات التمويل في صفقات كبرى في تطبيقات الخدمات التعليمية وصناعة السيارات الكهربائية بل حتى وسائل التواصل الاجتماعي في صندوق التمويل الخاص بصفقة تويتر على سبيل المثال، كل تلك المستويات انعكست أيضاً على مدى الروابط القوية والمؤسسية بين الدوحة وواشنطن وكان من أبرز معالم ذلك هو الحضور الأمريكي الحريص على المشاركة في منتدى قطر الاقتصادي والفعاليات الاقتصادية القطرية التي تحظى بمشاركات فاعلة من كبار المسؤولين والخبراء وأبرز الأسماء في مجتمع المال والأعمال والثروة عالمياً، ما جعل المؤتمرات التي تقوم قطر خاصة تلك التي تستهدف الاقتصاد والاستثمار جزءاً رئيسياً من تنامي مكانة الدوحة الدولية وامتداداً لعلاقاتها الدولية الكبرى وشراكاتها التي حققتها، جانب آخر ارتبط بوجود مجالس دبلوماسية رفيعة في مجلس الأعمال القطري- الأمريكي، وتمثيل دبلوماسي بين وزيري الخارجية بكلا البلدين في عقد قمم مباحثات سنوية عبر الحوار الإستراتيجي الذي غالباً ما توجه غاياته لأهداف استثمارية بجانب الشراكة في المجالات الأمنية والدفاعية ومكافحة الإرهاب وغيرها من المباحثات الأخرى، كل هذا انعكاساً بكل تأكيد لاقتران الأنشطة الاستثمارية القطرية بمراحل مهمة من تفعيل أدوات الدبلوماسية النشطة وفق ملفات أجندة الأمن القومي الأمريكي في أفغانستان والعراق وسوريا وفي الملف الإيراني، جعل الدوحة تحظى بمكانة دبلوماسية متميزة حظيت فيها بالثقة الأمريكية في ملفات كبرى لعبت فيها أدوار الوكالة الدبلوماسية والوساطة الفاعلة. ◄ روابط دبلوماسية ويتابع بروفيسور مايكل ديفنسون في تصريحاته لـ الشرق: إن مرور أكثر من خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وواشنطن حيث احتفلت الدولتان بالذكرى الخمسين في العام الماضي، جاء مقترناً معه بكل تأكيد بما طورته الدوحة من علاقات مهمة وازنت فيها الاقتصاد بالسياسة في أكثر من ملف، وربما استفادت قطر من شراكاتها الممتدة مع شركات الطاقة الأمريكية مثل إكسون موبيل وغيرها في تطوير علاقات متميزة مع رؤساء ومجالس الإدارات في هذه الشركات العملاقة وبعضهم تولى مناصب قيادية في الإدارات الرئاسية وفي الخارجية الأمريكية في فترات محورية وفارقة للغاية، ساهمت استثمارات قطر وشراكاتها التجارية في أن تمنح رؤية إستراتيجية أكثر قرباً لدى المسؤولين الأمريكية لمدى الأهمية الرئيسية للعلاقات بين الدوحة وواشنطن، كما أن قطر لم تقتصر في استثماراتها، خاصة في السنوات الأخيرة، على مشروعات تطوير واستثمارات في أكثر من ولاية أمريكية باختلاف طيفها السياسي أو الانتخابي، ما منح الدوحة علاقات طيبة ومستدامة مع كثير من النواب بالكونغرس الأمريكي من كلا الحزبين، ما جعلها عموماً على مقربة دائماً من دوائر صناعة القرار المؤسسية اعتماداً على اقتصادها القوي في بناء مفاوضات مهمة من أجل فرص استثمارية عديدة أضافت الكثير والكثير من الرصيد الإيجابي في علاقات البلدين؛ لاسيما أن مساهمة قطر عبر مشروعاتها الاستثمارية والتطوير الكبرى خلقت آلاف فرص العمل المستهدفة في أكثر من برنامج رئاسي، وحسبما أعلن البيت الأبيض عن وجود قطر وصفقتها التاريخية مع بوينج على رأس ما قدمته الإدارة في ملف تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة كجزء من برنامجها الاقتصادي المختلف في أجنداته الإصلاحية وكثير الأعباء لاسيما فيما يتعلق بالسياسات الداخلية وحزمة مكافحة كورونا وغيرها من الملفات العديدة يواجه فيها الاقتصاد الأمريكي عدداً من التحديات كان من بينها بكل تأكيد نسبة البطالة، جانب آخر أن قطر بتلك الاستثمارات المهمة والكبرى تستفيد منها في مشاريع البنية التحتية ورؤية التنمية الواسعة التي تنخرط فيها قطر، وأيضاً تحظى بدعم أمريكي لهذه المشاريع وكان هذا بارزاً في الدعم والتشجيع والحرص على التهنئة الأمريكية لقطر في استضافتها التاريخية لمونديال كأس العالم فيفا للرجال قطر 2022. ◄ استثمارات الطاقة وفي السياق ذاته يقول بول رايدن، المسؤول السابق بمكتب المناخ الدولي والطاقة النظيفة بوزارة الطاقة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما، ومدير وحدة أبحاث الطاقة النظيفة بمبادرة التغير المناخي ومصادر الطاقة المتجددة وغير التقليدية، والخبير الأمريكي في شؤون الطاقة: إن استثمارات الطاقة التي انخرطت فيها قطر في مشروعات طويلة المدى وعقود من الشراكة، ساهمت بكل تأكيد في زيادة نفوذها الدولي والعالمي خاصة في ظل ما تشهده أزمة الطاقة العالمية، فهي رؤية قطرية مهمة كانت قطر بدأتها منذ أكثر من فترة لتنويع استثماراتها في الطاقة وخططها لزيادة الإنتاج بل والاستفادة من مشروعات الطاقة المهمة في أمريكا، ولتوضيح ذلك فإن الدوحة امتلكت عقود من الشراكة مع شركات نفط وغاز أمريكية كبرى وعملاقة مثل إكسون موبيل وشيفرون فيليبس وكنوكو فيليبس وغيرها من الشركات الكبرى والرائدة في الطاقة، بل استفادت من الطفرة الهائلة في قطاع الغاز الصخري الأمريكي في ولاية شديدة الحيوية الإستراتيجية في معادلة الغاز الطبيعي حتى على المستوى العالمي وهي ولاية تكساس والتي شهدت بعض التغيرات في مشاريع التطوير واستئناف الخطط الإنتاجية كان من الممكن مساهمتها في احتلال أمريكا الريادة بجانب قطر في قمة الدول المصدرة للغاز، مع أفضلية قطرية مهمة في غضون الثلاثة أعوام المقبلة مع بدء الإنتاج لعمليات التوسع في حقل شمال، وفي العام الجاري ذلك في مشروع جولدن باس الذي تمتلك قطر حقوق 70% من أصوله في تكساس، وهذا التنويع القطري الذكي لاستثماراتها في الطاقة مكنها عموماً من أن تكون في منطقة آمنة تجاه تحولات عديدة بل تستفيد من الأزمات العالمية في الطاقة بخططها الاستباقية في التوسع ومشاركاتها الفاعلة في هذا الصدد، وتساهم الاستثمارات القطرية الخارجية في قطاع الغاز الأمريكي في اعتبار نافذة الإنتاج القريبة لخط الإنتاج من مشروع جولدن باس في 2024 والتي توجه إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى حسب خطط تعاقدية نجحت قطر في تأمينها، في أن خلقت قطر لنفسها موطئ قدم مهما في السوق الأوربية للطاقة والتي كانت بعيدة عن صادراتها بدرجة شكلت نحو 5% من حجم صادراتها من الطاقة، فالمشهد العالمي حسب دراسات السوق كان يتجاوز خطأً السوق الأوروبية جراء سياسات تحول الطاقة وهو ما جعل الأسواق تتفاجأ بمسار الحرب الروسية والتي أثرت على الوضع الاقتصادي العالمي ليس على الطاقة وحسب، بجانب أن الدوحة تستفيد من موقعها الإستراتيجي المتزايد عبر ريادتها في مجال الغاز الطبيعي المسال على أكثر من صعيد، فهي تمتلك مكانة وعلاقات متميزة في مجموعة الدول المصدرة للغاز، وعلاقات إستراتيجية مع واشنطن كواحد من أبرز شركاء الطاقة الإقليميين لجأت إليها أمريكا في خططها الاستعدادية الأولى لتبعات الحرب الأوكرانية ثم مهدت لعلاقات أكثر قوة مع أوروبا في صفقات طويلة المدى من جهة، واستفادة قطر من شراكاتها مع الشركات الإيطالية والفرنسية والأمريكية في وضع بصمة لإنتاجها أمام ما تمتلكه تلك الشركات الكبرى من قوى توريدية رئيسية لموارد الطاقة والنفط أمام جبهات عديدة من المستخدمين، فساهمت الاستثمارات الذكية للطاقة في قطر في تأكيد ريادتها وزيادة مكانتها ونفوذها العالمي لاسيما عقب الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة. ◄ رؤية قطرية فيا أكدت إيما براين، مسؤولة تحرير النشرات الإخبارية بشبكة ريل نيوز الأمريكية، والباحثة بالعلوم السياسية بمعهد JBI للحقوق المدنية على أنه: من روافد قطر الاستثمارية المهمة أيضاً هو ما قامت به الدوحة من مسار خاص فيما يتعلق بما يمكن تسميته بالدبلوماسية الإنسانية، وهو دور ساهمت فيه قطر بحضور مهم في مشاهد دولية عديدة شديدة التعقيد بل والاحتدام والخطورة بل انخرطت بصورة كبيرة في تخفيف توترات نزاعات استمرت لعقود وقضايا كانت وما زالت من الأكثر تعقيداً على الساحة العالمية، ومفهوم الدبلوماسية الإنسانية هو في انخراط الدولة وتبنيها لأسس تمويلية داعمة لمعاناة الشعوب تنعكس في توجيه أنشطتها الدبلوماسية بما يكفل تخفيف حدة النزاعات والتوترات، والمباشرة في مهام الإغاثة العاجلة والتبرعات المهمة، وتوجيه أذرعها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية لغايات مهمة في الوساطة والدعم الإنساني، وهو دور كشفته العلاقات القطرية الأممية بحيث كونها واحدة من أكبر المانحين لبرامج الدعم الإنساني في مناطق عديدة من العالم، والدور القطري المؤثر للغاية في هذه المشاهد لم يكن لينفصل عما قدمته قطر من حزمة مساعدات كبرى خاصة في المشهد الفلسطيني والأفغاني ومبادرات مهمة وبرنامج مساعدات إنسانية ومنح شهرية ومساعدات إغاثة بل توجيه الخبرات الفنية القطرية للمشاركة في لوجستيات إدارة المطارات الأفغانية وتوجيه الأنشطة الدبلوماسية والقوى الجوية الأميرية في مهام الإجلاء بأفغانستان، كلها أدوار كبرى وحيوية شكلت المساهمة القطرية فيها دبلوماسياً وإنسانياً في أن تخفف من حدة الأزمات وتنخرط في دبلوماسية ناجحة ومؤثرة دولياً على صعيد الوساطة، منحها تقدير كبير أممياً وعالمياً لما ساهمت به قطر من أدوار مؤثرة في تدعيم السلم العالمي وحفظ الاستقرار الإقليمي، فضلاً عن الاستثمارات التنموية العديدة التي قامت بها قطر في عدد من البلدان الإفريقية ما جعلها تحتضن مبادرات رئيسية للسلام في تشاد كما احتضنت سابقاً مفاوضات دارفور والعديد من المبادرات التنموية والإنسانية التي انخرطت بها قطر في إفريقيا وفي أكثر من ملف معقد في المشهد الدولي. ◄ مسارات إضافية واختتمت إيما براين الخبيرة الأكاديمية الأمريكية قائلة: إنه من المسارات الإضافية للتنمية القطرية هو رؤية مهمة في الرياضة والفن والثقافة والإعلام، فلعل مونديال قطر 2022 يكشف حجم الإنفاق الضخم والاستثمار القوي في المجالات الرياضية الذي تبنته قطر في إستراتيجيتها طويلة المدى التي جعلت من المونديال محورا من محاورها الرائدة للتنمية، وعموماً فإن قطر في علاقاتها الأوروبية لم تكن تستهدف مجرد نشاط استثماري بل كانت في قلب العواصم الأوروبية بباريس ولندن وبرلين باستثمارات كبرى في سلاسل المتاجر والأصول والأرصدة البنكية والأندية والفرق الرياضية الكبرى، والكثير جداً من الاستثمارات المتميزة التي ميزت العلاقات القطرية - الأوروبية وساعدتها على بناء كثير من الصداقات الدولية، بجانب ما تبنته قطر من استثمارات في القوى الناعمة جعلها مركزاً رائداً متميزاً في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم والبطولات الإقليمية والقارية ومسابقات السيارات العالمية، وأيضاً تنظيم فعاليات فنية وثقافية وتراثية وإبداعية كبرى جعلتها تبني علاقات متميزة مع مجتمعات الفن والثقافة والرياضة على الصعيد العالمي، فتمكنت الدوحة من أن تكون وجهة متميزة للرياضة العالمية واستضافة فعاليات ثقافية وفنية وتراثية متنوعة ضمتها لاستثماراتها المهمة التي تحظى بتوجهات رفيعة بشأن سياسات القوى الناعمة المهمة التي انخرطت فيها قطر على أكثر من مستوى إعلامي ورياضي وثقافي وفني.

2642

| 18 يناير 2023

محليات alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: سياسات قطر تتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة

أكد ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية، على أهمية ما طرحه صاحب السمو في خطابه المهم في الدورة الـ 77 من الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستضيفها مدينة نيويورك الأمريكية، وذلك من خلال تعرض الخطاب لقضايا مهمة استعرض فيها رؤية قطر تجاه القضايا الإقليمية والملفات الدولية والتحديات التي يواجهها العالم، كما سلط الضوء على أهمية الطرح الخاص بالقضية الفلسطينية فيما يتعلق بالرؤية القطرية للمشهد الحالي وطبيعة تعاملها مع الفصول المتجددة للصراع ومواصلة الدعم الإنساني المتواصل والذي يلقى تقديرا كبيرا من الأمم المتحدة على أكثر من صعيد، كما أكدوا أيضاً على أهمية ما قامت به قطر من تبرع بـ12 مليون دولار كمساعدات عاجلة لدول القرن الأفريقي في مواصلة الدور الرفيع الذي تقوم به قطر على الأصعدة الإنسانية والإنمائية في أفريقيا. ◄ القضية الفلسطينية قال ديفيد ديروس، أستاذ السياسة الدولية والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز التأثير والقرار بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية: إن تأكيد صاحب السمو على موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، ومباحثة واقع المشهد الحالي وسط مخاوف عديدة من تغيير السيناريوهات المرتبطة بمناقشة القضية الفلسطينية وسط محاولات طمس الحقوق وغياب دعم حل الدولتين ما يشي بكونه بعيداً عن التطبيق في المستقبل القريب وضرورة التأكيد على أهمية قيام المجتمع الدولي ومجلس الأمن بدور أكبر في هذا الصدد، وفي ضوء ما اكتسبته قطر من مكانة خاصة في علاقاتها مع واشنطن بتصنيفها حليفا رسميا من خارج الناتو وهي الخطوة التي كانت واضحة في أهمية السياسات القطرية- الأمريكية بمعزل عن السياسات القطرية مع إسرائيل، والتقارب الإيجابي الكبير في العلاقات بين الدوحة وواشنطن، وما تتمتع به قطر من علاقات إيجابية مع إيران وجهودها في استعادة الاتفاق النووي ورفضها الانخراط في مشاريع صفقة القرن أو اتفاقات التطبيع واتخاذها لموقف التهدئة والوساطة ومبادرات احتواء العنف في أي أعمال تصعيدية في غزة، ومواصلة موقفها الإنساني الداعم مع المتضررين من القطاع والضفة بمساعدات رئيسية منها ما تشرف على توزيعها الأمم المتحدة بصفة مباشرة مثل المنحة القطرية الشهرية لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية، والتعهد بنحو 500 مليون دولار لمهام إعادة الإعمار وبلا شك يبقى الموقف القطري حيوياً في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، ومع فشل تطبيق حل الدولتين أوضح خطاب سمو الأمير أهمية الموقف وضرورة تجديد مناقشته في كافة الفعاليات الدولية لمحاولة البحث عن حلول من أجل حقوق مشروعة وعادلة تنهي الأزمة المستمرة لعقود طويلة. ◄ مبادئ الحوار وتابع ديفيد ديروس في تصريحاته لـ الشرق: كما أن خطابات صاحب السمو دائماً ما كانت تستعرض رؤية قطر بشأن القضايا الدولية وتقدم نموذجاً من طرق تعاطيها مع كثير من القضايا الحيوية والمهمة، مع ضرورة التأكيد على أهمية نهج الحلول السلمية والحوار من أجل حل النزاعات الجارية في العالم وأيضاً فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، في ضوء أهمية احتواء التوترات واستثمار العمل الإيجابي والدبلوماسي الواضح من قطر في فترات متقاربة شهدت تحركاً إيجابياً قوياً من الدبلوماسية القطرية، وكان من الواضح التأكيد القطري واتساقه مع أهداف الأمم المتحدة في سياساتها التي تبنت منطق الوساطة والحياد واحتواء النزاعات والحلول السلمية ومبادئ الحوار والدبلوماسية، والمميز أن تلك الكلمات التي قدمها صاحب السمو تعكس رصيد قطر الدبلوماسي المهم في هذا الصدد في مختلف الأزمات العالمية سواء في هدنة غزة أو ملف أفغانستان وغيرها من الملفات الحيوية التي لعبت فيها قطر دوراً أشاد به الجميع من حيث قدرتها على التأثير الإيجابي في الأزمات، ودعم الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي، وتبني سياسات دبلوماسية متوازنة لتحقيق تلك الغايات الإيجابية، وأيضاً الدور القطري المهم في تبنيها ما يمكن تسميته بالوساطة الإيرانية الخليجية والوساطة الأمريكية الإيرانية قبل ذلك كجزء رئيسي من رؤيتها لهذا الصراع، والتأكيد على ضرورة الحوار الخليجي- الإيراني، وأهمية أن يكون هناك حوار وتواصل دبلوماسي يجمع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، كما أن كلمات صاحب السمو الإيجابية عكست الحضور القطري البارز في الخارج، وخاصة في القضايا الدولية، وتوطيد الشراكة مع الحلفاء، والإيمان بضرورة العمل المشترك من أجل تحقيق غايات الرخاء العالمي والسلم الدولي ومباشرة الأهداف التنموية والإنسانية في الأماكن الأكثر احتياجاً، وتقديم الصورة القطرية بما يليق بمكانتها كواحدة من أكثر الدول تقدماً وتطوراً في المنطقة وتصعد بقوة على الصعيد العالمي، جاء ذلك بالانخراط والشراكة مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والحاجة بأن يتعرف الجمهور العالمي على المواقف القطرية بصورة كبيرة للغاية ومن هنا جاءت الأهمية المتجددة للخطاب المهم لصاحب السمو بالأمم المتحدة في التأكيد على أهمية السياسات القطرية ونهجها الدبلوماسي إزاء قضايا المنطقة والعالم. ◄ تقدير عميق كما أشاد صديق الحاجي، الباحث بجامعة جيمس ماديسون الأمريكية وعضو منظمة GSD الأفريقية الدولية، بالتعهد الذي قدمته دولة قطر بتقديم 12 مليون دولار مساعدات إنسانية في منطقة القرن الأفريقي، في ضوء ما يعانيه الملايين من الناس في بلدان تلك المنطقة يواجهون خطر المجاعة وتحديات هائلة ناجمة عن تدهور الأوضاع بسبب الجفاف وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية كما جاء بيان دولة قطر في الحدث رفيع المستوى بشأن الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة في منطقة القرن الأفريقي، الذي استضافته دولة قطر إلى جانب كل من إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، كاستجابة عاجلة للاحتياجات الإنسانية والوضع الإنساني الخطير في دول القرن الأفريقي؛ ويأتي هذا أيضاً استجابة لما كان متوقعاً من نهج السياسات القطرية الإنسانية في إعطاء دفعة جديدة للاستثمارات الإنسانية من جهة والدعم الاقتصادي من جهة أخرى، وذلك عبر رؤى مشتركة تجمع ما بين صندوق قطر للتنمية واللجان والمؤسسات الأممية والتابعة للأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية للدول الأكثر احتياجاً لاسيما في دول القرن الأفريقي، ومواصلة المبادرات القطرية الإيجابية التي تشارك فيها مع الأمم المتحدة بشأن التنمية والدعم للاقتصادات الإفريقية. وكل هذا من شأنه أن يساهم في مواصلة التقدير الكبير لما تقوم به الدوحة من أدوار مهمة وتساهم أيضاً في توطيد العلاقات القطرية مع شعوب أفريقيا وحكوماتها، خاصة أن قطر تواصل بجانب الدعم الإنساني مشروعات من أجل التنمية التي تقوم بها أكثر من مؤسسة في قطر بهدف تحقيق غايات التنمية الاقتصادية في أفريقيا؛ حيث تشمل الرؤية القطرية تجاه أفريقيا مواصلة الجهود المشتركة مع الأمم المتحدة من أجل توفير المزيد من الدعم الإنساني العاجل والتبرعات المهمة في دول القرن الأفريقي، وأيضاً تدعيم الاقتصادات الأفريقية عبر بحث الفرص الاستثمارية الواعدة ومساعدة الاقتصادات الناشئة على التنمية في ضوء التأكيد القطري على تمتعها بعلاقات وثيقة ومتميزة مع دول شرق أفريقيا على سبيل المثال، في ضوء علاقات تتطلع إلى الرغبة المشتركة في تحقيق الرخاء الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي لشعوب أفريقيا، وعلى سبيل المثال، ساهم صندوق قطر للتنمية بمنح وقروض ميسرة لشرق أفريقيا تجاوزت 4 مليارات دولار على مدار الأعوام الثمانية الماضية، فأكدت قطر عبر تبرعاتها الثمينة وتطلعاتها الاستثمارية تأكيدها من جديد التزامها بدعم الأمة والتطلع إلى مواصلة تعزيز وتعميق التعاون مع المؤسسات الأممية في الغايات الإنسانية ومشروعات لتنمية والقطاعات الأخرى؛ مما يساعد على توطيد علاقات الدوحة بمختف دول القارة السمراء.

607

| 24 سبتمبر 2022

رياضة alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: الاستعدادات لتجربة قطر المونديالية مذهلة

أكد خبراء رياضيون أمريكيون على أهمية التوقيت الحالي لإعلان اقتراب الحلم من الواقع فيما يتعلق باستضافة قطر لبطولة كأس العالم فيفا للرجال 2022، وذلك مع توالي الأخبار الإيجابية حول الملاعب الجديدة بداخل قطر التي تحولت بالفعل إلى وجهة خاصة لاستضافة الفعاليات الكبرى، ما بدا واضحاً في اللمسات النهائية على الملاعب القطرية الفريدة وافتتاح الاستادات المونديالية، مؤكدين على أن إشادة رئيس الفيفا جياني إنفانتينو المتواصلة بما تحققه قطر من استعدادات للمونديال، تأتي انعكاساً لثقة الفيفا ولجانها بالجهود الكبرى التي حققتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث وخاصة على صعيد الإنجازات الرياضية، فيعد إنفانتينو الجماهير التي ستحضر مباريات مونديال قطر 2022 بأنهم سيقضون وقتا ممتعا ومميزا، خاصة في ظل النمو والتطور الكبير الذي تشهده دولة قطر، واهتمامها الإيجابي بالتطوير الرياضي، وهو ما أجمعت عليه اللجان الدولية وأعضاء الوفود الإعلامية والذين تعرفوا على المميزات الكثيرة التي تتمتع بها قطر، والتطور الكبير الذي شهدته جعلها تستحق أن تكون وجهة سياحية مميزة للاستمتاع بالبطولات الرياضية والفعاليات الدولية الكبرى. ◄ إشادات رفيعة وأثنى ريمون غرانت، منسق رابطة الدوري الأمريكي وعضو مجلس إدارة نادي سانت لويس لكرة القدم على الاستعدادات القطرية قائلاً: إنه لم يكن هناك أفضل من إشادة رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بمستوى تميز الملاعب القطرية كواحدة من الأفضل في العالم ما يؤكد تفرد مونديال قطر وتميزه في تقديم بطولة تاريخية، وبخاصة مع اقتراب الموعد النهائي نجد أجواء كأس العالم الآن حاضرة بقطر في تجربة ستحمل المتعة خلال المباريات والمنافسات القوية بالطبع ولكن الاستمتاع بالأجواء والملاعب المميزة أيضاً في الوقت ذاته، وتأكيد رئيس الفيفا على أن كأس العالم في قطر لن يكون الأفضل فقط بل سيكون فريداً من نوعه، خاصة أنه يعود بعد الفترة العصيبة التي شهدها العالم في ظل جائحة كورونا، وعلى الجميع أن يأتي إلى قطر ليخوض هذه التجربة الفريدة والاستثنائية، وليس هناك إشادة أهم من ذلك لتنعكس على المستوى المتميز والمتفرد الذي وصلت إليه التجربة القطرية الرياضية من إنجازات متميزة على مستوى الاستعدادات للمونديال. ◄ تطور مذهل وتابع غرانت مؤكدا: إن قطر نمو وتتطور بصورة سريعة وتواجه التحديات التي تواجهها أي دولة تشهد هذه المرحلة من النمو الموسع باستعدادات متميزة، وبات الآن الكثير من التغيير الملموس عموماً، ففي حين كانت هناك بعض الملاحظات على حركة السير والازدحام وهذا أمر طبيعي أمام هذا التطور، ولكن تتم معالجة ذلك الآن عبر شبكات وخطوط مترو جديدة، ومترو ساحر ومميز يتيح التنقل من مكان إلى آخر بسهولة، كما أن الطرق أيضاً يتم التوسع بها بوضع حارات جديدة أو عبر تدشين خطوط طرق موازية تستوعب الحركة المرورية بكفاءة، كما أن حواجز اللغة والتواصل باتت غير موجودة ولم أجد أي مشكلة في ذلك في قطر والتي يبدو أن غالبية المتواجدين بها يستطيعون التحدث بالإنجليزية أو التفاهم من خلالها، أمام شعب مميز ومتفتح ويحترم خصوصية الأجانب واللاعبين الرياضيين بصورة لافتة وسيحرص بكل تأكيد على كرم ضيافتهم خلال فترة استضافة المونديال في العام المقبل. ◄ استعدادات قطرية أمّا بيت هوفينغراد، المشرف التنفيذي على برنامج تطوير المشاريع الرياضية بكلية الأعمال بجامعة نورث كارولينا، فيؤكد: ونحن نشهد الآن افتتاح العديد من الملاعب المهمة نجد أن من الأشياء التي تحسب لقطر أنها نجحت في تدشين بنية تحتية رياضية متكاملة في وقت قياسي وبتميز واضح من خلال بناء الملاعب الجديدة وبخاصة الملاعب التي تم تشييدها وتجهيزها بالفعل من البداية فقد كانت مدهشة ورائعة للغاية، والمهم أنها راعت معايير ممتازة في التنمية المستدامة بحيث كون بعض هذه الملاعب سوف يتم تفكيكها وإرسالها إلى بعض الدول الإفريقية عقب المونديال، وذلك لدعم البنية التحتية الرياضية في الدول النامية، وهو أمر رائع ومميز للغاية، وأيضاً بحث الحلول التكنولوجية والعلمية من أجل التغلب على تحديات الطقس وذلك عبر استخدام وحدات تكييف الملاعب للمرة الأولى وهو شيء مدهش لمشاهدته، ومن المتوقع أن كأس العالم في قطر سوف يكون مختلفاً من حيث إمكانية مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحدة جذابة ومشوقة للغاية بالنسبة للجمهور، فيمكنك التنقل من ملعب لآخر ربما عبر ساعة واحدة باستخدام القطار ومشاهدة المباريات بسهولة، كما أنه يتواجد بقطر فنادق مميزة كأي دولة عالمية متطورة واستضافة الشعب القطري أيضاً رائعة، وسيكون هناك مناطق المشجعين التي يجدون فيها ما يتطلعون له، كما أن الدوحة تتميز بسماء صافية ورائعة للغاية تظهر من خلالها الأبنية الشاهقة في مشهد آثر وستتم إضاءتها بكل تأكيد في المونديال لتظهر بصورة مثالية، وتحتفي الدوحة بتنوع مذهل في الثقافة والتراث فهناك العديد من الأشياء الجيدة التي يمكن للمشجعين القيام بها في قطر. ◄ تجربة متميزة ويتابع بيت هوفينغراد، عضو اللجنة الاستشارية برابطة الدوري الأمريكي والتنسيقية الإعلامية بنيويورك للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية: إن ما تحقق في قطر من استعدادات للوصول إلى تلك النقطة هو أمر لا يصدق، والدوحة قامت بجهود غير مسبوقة في استعداداتها الخاصة باستضافة المونديال وهناك الكثير من الحقائق على أرض الواقع تدعم ذلك بالفعل، وأن دولة قطر تحتضن كرة القدم بصورة هائلة للغاية ونجحت في أن تحظى بذلك عبر إشادة الكثيرين من رواد كرة القدم العالمية بمدى نجاحاتها في تلك الرياضة، كما أنها كانت تبحث دائماً عن أبرز اللاعبين المميزين عالمياً الذين لديهم إرث رياضي كبير في الترويج لخططها الرياضية طويلة المدى، كما أن شهادة إنفانتينو تأتي انعكاسا لتزايد الأنظار العالمية الموجهة إلى الدوحة إثر ما تحققه قطر من نجاحات رياضية مميزة، وبخاصة مع اقتراب تجربة استضافة المونديال، حيث يحرص الكثير من المراقبين الدوليين في الجهات المعنية ضمن المناقشات مع الوفد القطري في نيويورك على الحديث حول ما تحققه قطر إثر استعداداتها لاستضافة المونديال، ويتزايد الحرص الأمريكي أيضاً على التعرف على تجربة قطر مع بدء العد التنازلي على استضافة البطولة المقررة في عام 2022، وتأكيد على أن قطر تغلبت على الشكوك ونجحت في أن تمشي بخطى واثقة نحو استضافة المونديال، وإن الكثير من الأخبار الإيجابية سوف تكون في انتظار الدوحة المتوقع نجاحها الكبير في تجربة استضافة المونديال والتعرف على أرض الواقع على ما تحقق في الملاعب الرياضية الجديدة والتي كان آخرها افتتاح ملعب 974 (رأس أبو عبود) كأول استاد قابل للتفكيك في العالم، كما أنه مؤخراً تم الانتهاء من أعمال العشب باستاد لوسيل الدولي ما يؤكد أننا في طور اللمسات الأخيرة لكأس العالم القطرية التي ستقام في أفضل توقيت ممكن لبطولة عالمية مميزة يستمتع بها الجمهور من كافة أنحاء العالم. ◄ مؤشرات مهمة ويختتم بيت هوفينغراد في تصريحاته لـ الشرق مؤكدا: إن قطر لديها العديد من المؤسسات والمنشآت الرائعة، ورأينا جودتها في تنظيم البطولات الرياضية عبر فعاليات عدة، منها بطولة كأس العالم للأندية التي خرجت بشكل مميز، وشهدت حضور العديد من الفرق العالمية الكبرى مثل بايرن ميونخ، كما أن الدوحة بها مؤسسات طبية وعلمية جيدة ومميزة للغاية، كما يتواجد الكثير والكثير جداً من الأشياء المميزة في قطر يحتاج الجمهور العالمي أن يتعرف عليها بصورة أكبر، من أرض الواقع بعيداً عن الأفكار المسبقة أو التأثر بدعاية سلبية، ويرصدون بأنفسهم أن قطر تحقق نجاحاً كبيراً على الصعيد الرياضي في شتى المجالات، وأرى أن كل ذلك سيكون له أصداء إيجابية للغاية في الإعلام الدولي والأوساط الرياضية حول قطر وستستمر الدعاية الإيجابية لقطر إثر ذلك في الفترة المقبلة.

1375

| 24 نوفمبر 2021

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: دبلوماسية قطر حققت أهدافا توافقية بين الأطراف الأفغانية

أكد خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون أهمية الاتفاق المشترك بين حكومة كابول وحركة طالبان بتسريع المفاوضات الأفغانية وبحث الحلول المطروحة، موضحين أن الطرح الجديد الخاص بحكومة سلام ائتلافية تضم عناصر من حركة طالبان ووضع آلية لوضع الدستور يتم اجراء انتخابات من خلاله، أنه يدفع عجلة المفاوضات بصورة أكبر نحو تحقيق الهدف المنشود، موضحين ملاحظاتهم الخاصة على الموقف الأمريكي وموقف إدارة الرئيس جو بايدن والتي يبدو أنها تبحث استثمار الجهود الدبلوماسية المهمة التي تحققت في الشهور الماضية، وتوافق أجندة ومطالب السلام مع سياسة الرئيس بايدن وتعهداته الانتخابية بتبني إدارته لمنطق من الدبلوماسية في مقابل الحروب وذلك للتعامل مع التهديدات والتحديات التي تواجهها الإدارة، موضحين الدور الدبلوماسي المهم الذي تم تحقيقه في قطر والذي دفع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة لمحاولة مشاركة الجهود نحو الوصول لأهداف سلام توافقية، موضحين في تصريحاتهما لـ الشرق أن عملية التقييم والمراجعة التي أجرتها إدارة بايدن لما تم تحقيقه في مباحثات الدوحة قدرت التحسن الإيجابي في الملف الأفغاني التي تحقق خلال تلك المفاوضات وأهمية البناء عليها من أجل الأطروحات الإيجابية التي تمثلت في مقترح حكومة السلام، كما علقوا أيضاً أن حكومة ائتلافية ووضع دستور يحترم المبادئ الإنسانية والديمقراطية وحقوق المرأة وانخراط طالبان في منظومة الحكم السلمية بأفغانستان يتوافق مع التعهدات الأمريكية وما ترغب واشنطن بتحقيقه في الملف الأفغاني المتشابك. ◄ حكومة سلام يقول د. أنتوني ريفيز، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً بأفغانستان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي وعضو مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية والسياسة الدولية: إن هناك معطيات كثيرة نستدل منها الطرح الجديد الخاص بحكومة سلام ائتلافية جديدة تضم عناصر من طالبان بمشاركة الحكومة الأفغانية، حتى صياغة دستور جديد للبلاد يلتزم بالمبادئ من حرية اختيار المسؤولين والحقوق الإنسانية وحقوق المرأة، وهو طرح كان منتظراً لدفع المفاوضات التي عكفت الزيارات الرسمية للمبعوثة الأممية ومبعوث أمريكا زلماي خليل زاد إلى قطر من أجل تنشيطها وتحريكها في اتجاه الوصول إلى هذا الحل التوافقي المهم، وأول المعطيات التي يخبرنا بها المقترح بحكومة ائتلافية، هو أن مرحلة إعادة التقييم والمراجعة التي تبنتها إدارة الرئيس بايدن لملف أفغانستان راعت بصورة واضحة ما تم تحقيقه من إنجازات عديدة في قطر من جولات تفاوض مهمة للغاية الجميع ينتظر مضامينها ومخرجاتها نحو مسودة سلام حقيقية تكون حجر بداية وأساس أفغانستان جديدة، وبالرغم من أن ما تم تحقيقه من خطوات إيجابية وتاريخية فيما يتعلق باتفاق واشنطن وطالبان 29 فبراير لعام 2020 في الدوحة جاء في ظل الإدارة الأمريكية السابقة، ولكن إدارة بايدن قيمت بذكاء واقع التحسن الإيجابي في الملف الأفغاني وترجمت أصوات واشنطن التي ترفض أي انخراط في حروب أمريكية جديدة يتكبد آثارها النساء والرجال من الجنود الأمريكيين، كما أن هذا الطرح يتوافق أيضاً مع الأصوات الحذرة بشأن التعهدات الأمريكية التاريخية التي كونتها مع الشركاء في أفغانستان، فضمانات انتخاب نزيهة ودستور إنساني يلتزم بهذه التعهدات. ◄ فرصة تاريخية كما أكد ريفيز في تصريحاته لـ الشرق: ان الأمر الآخر يتمثل في أن إدارة بايدن ورثت فرصة سانحة لتحقيق سلام منتظر في أفغانستان، والآن هي تحاول استثمارها للوصول إلى نتائج توافقية إيجابية، فتجديد الثقة في زلماي خليل زاد لمواصلة مهام منصبه كمبعوث أمريكي خاص لأفغانستان يوضح المؤشرات الإيجابية التي تحققت خلال الفترة الماضية، كما أن منصة السلام والتطلعات الشعبية الأفغانية للاستقرار والتنمية هي المعادلة التي بتحقيقها يخرج جميع الأطراف منتصرين، فبالنسبة لإدارة بايدن تتوافق تلك الأجندة مع أجندته الرئاسية وتعهداته الانتخابية، وهو يمارس سياسة أمريكية فاعلة ويدعم بالأساس منطق الدبلوماسية في مواجهة الحروب، وهناك حاجة مهمة لسرعة الحسم التي يمكن أن تحسب كإنجاز إيجابي لتدخل الإدارة الأمريكي وطرح حكومة سلام توافقية ائتلافية تضم عناصر من طالبان تمهيداً لعهد تدار فيه السلطة الأفغانية بمشاركة طالبان أخيراً في ظل نظام سياسي سلمي بعد عقود طويلة من العنف والدماء. كما أن جهوداً حثيثة بذلت في قطر سواء عبر اللقاءات التمهيدية وتقريب وجهات النظر ودفع عجلة الحوار والموقف الثابت غير المتغير المؤيد للسلام والحوار، وهي جهود دبلوماسية تستحق الإشادة، سعت أطراف دولية فاعلة لأن تشاركها وتؤيدها نحو هدف واحد وفاعل من تحقيق السلام، وإدراك أهمية الإستراتيجية الإقليمية والتوافق الدولي ومراعاة مواقف الدول المنخرطة في المشهد الأفغاني بتأثيرات مباشرة وغير مباشرة يوضح أن السلام في أفغانستان مطلب عالمي واتسعت دائرة الحسابات الخاصة ليتغلب هدف السلام على الأهداف وأجندات السياسة الخارجية لأغلب الدول التي ستستفيد بكل تأكيد من واقع أفغاني جديد أقل عنفاً وأكثر استقراراً. ◄ أهمية المفاوضات وفي السياق ذاته أوضح جون إف. سوبكو الذي شغل منصب المفتش الأمريكي الخاص والمفوض بمهمة إعادة البناء في أفغانستان سابقاً في إدارة الرئيس أوباما، في تصريحاته لـ الشرق: إن واقع القوات العسكرية الأمريكية المتواجدة في أفغانستان كما ناقشه وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الرئيس الأفغاني أشرف غني،لا يزال قيد الدراسة والاستعداد للانسحاب، والواقع يخبرنا أن التمثيل العسكري الأمريكي في أفغانستان حسب اتفاق واشنطن وطالبان هو الأدنى منذ عام 2001 وبعدد يقدر بـ 2500 جندي أمريكي وهو ما يحد بنسبة 90% من أي فاعلية حقيقية لتلك الأعداد في إحداث تأثير يذكر، وأولويات بلينكن اتضحت في مباحثاته مع الكونغرس وكما جاء أيضاً في اتفاق 29 فبراير في الدوحة وهو ضمان ألا تعود أفغانستان مستقبلاً لتصبح ملاذاً لجماعات إرهابية تستهدف أمريكا وتلك المحددات كانت جزءاً رئيسياً من جهود إعادة البناء الأمريكية في أفغانستان والمساعدة على وجود حكومة أفغانية ائتلافية قوية وعناصر أمنية فاعلة تقوم بدورها في جهود مكافحة الإرهاب، والاحتياج لتقييم الموقف يجب أن يراعي الواقع العسكري فموقف 2500 جندي أمريكي و7000 آلاف من قوات التحالف يطرح مخاوف بكل تأكيد على أعباء الحكومة الأفغانية وهو ما يعزز أهمية الضمانات والالتزام بالبنود الخاصة بالاتفاقات السابقة، وأمر آخر يجب توضيحه خاص بأن أفغانستان تعتمد بصورة كبيرة على الدعم الدولي فيما يتعلق بالمساعدات المالية، أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها احتياجاً، ولا ينبغي أن يقترن مفهوم الانسحاب بمنطق من التخلي الذي من شأنه أن يعقد الأوضاع بصورة أكبر، وهو ما يعزز أهمية الحراك الدبلوماسي الحالي والأطروحات المنتظرة في الوصول إلى اتفاقيات عامة وبنود محددة ملزمة يتم من خلالها نسج مستقبل للسلام الأفغاني يحقق الاستقرار والتنمية المنشودة لتطلعات الشعب الأفغاني وأيضاً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

1764

| 23 مارس 2021

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: إجراءات عزل ترامب وصمة في إرثه الرئاسي

لا حد للفوضى في المشهد السياسي الأمريكي، في أوقات كل ما سيذكره التاريخ عنها أنها وصمة عار في تاريخ الديمقراطية الأمريكية، وإرث من الفوضى سيلحق دائماً باسم الرئيس الأمريكي ترامب؛ ولهذا تعد إجراءات العزل التي وافق عليها مجلس النواب الأمريكي بتفويض عدد من الأعضاء بكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تاريخية في توقيتها وأيضاً في ما تذهب إليه؛ خاصة إن ترامب يصبح بذلك أول رئيس أمريكي في التاريخ يتم التصويت لعزله لمرتين، وتبقى واقعة الاعتداء على الكونغرس الأمريكي في مشهد تضمن كل أشكال العبث السياسي والاستهتار بالأرواح وتقويض المؤسسات حسبما اعتبره أعضاء الكونغرس ليس فقط من الحزب الديمقراطي بل من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس، وهذا ما ولَّد رغبة سياسية استثنائية في أن يكون للكونغرس رد فعل قوي على المشهد المهين باقتحام مقر الكونغرس وعبث مثيري الشغب بالملفات والوثائق المهمة بمكاتب قياداته، وسرقة وتخريب المنصات والمجسمات التاريخية وأيضاً التعدي على قوات الأمن ما خلف 6 قتلى من شرطة الكونغرس الأمريكي وعشرات الضحايا من صفوف قوات الشرطة. تحريض وتمرد حول اختلاف إجراءات العزل الحالية عن نظيرتها الأولى قال مات ديكسون، أستاذ العلوم السياسية والباحث بمعهد بروكينغز للدراسات والأبحاث السياسية، في تصريحات لـ الشرق: إن الإجراءات الحالية تختلف عن نظيرتها الأولى لأنها تضم أصوات عشرة أعضاء جمهوريين بمجلس النواب وافقوا على وثيقة عزل ترامب الثانية، كما أن إجراءت العزل الرئاسي التي أعلنت عنها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بعد تفويض من كلا الحزبين، تعني أنه قد تم تكليف ستة لجان رئيسية من لجان مجلس النواب-المخول إجرائياً ببدء إجراءات العزل- وتشمل اللجان اللجنة القضائية ولجنة الاستخبارات والخدمات المالية والعلاقات الخارجية، والتي باشرت التحقيق في الاتهامات على أن رأس بنود الاتهام والعزل المقدمة كانت قضية التحريض على التمرد هي العنوان الرئيسي لوثيقة العزل التي وقعتها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب التي تم التصويت عليها بأغلبية. وأضاف أن تقديم وثيقة العزل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي يعني بدء إجراءات المحاكمة، وفي مجلس الشيوخ حينها تتحول بنود العزل إلى ما يشبه محاكمة قضائية تجرى داخل مجلس الشيوخ تجرى على نظام قانوني مشابه لإجراءات التقاضي الأمريكية الخاصة بوجود ادعاء وهيئة قضائية وهيئة محلفين يتناوب أعضاء مجلس الشيوخ واللجان أدوارهم في تلك «المحاكمة» البرلمانية، ويجري حق استدعاء الرئيس نفسه للمثول أمام مجلس الشيوخ، مع مراعاة أن للرئاسة وضعا قانونيا ودستوريا معقدا، وهو الامتياز الرئاسي الذي يمنح خيار قبول أو رفض المثول أمام الاستدعاءات القانونية، وفيما لم يلتفت كثيرون لعبارة أنه لا أحد فوق القانون التي أكدتها بيلوسي، إلا أن هناك هدفا أوسع فيما يتعلق بتحديد مواد واختصاصات الرئاسة، في ظل الاعتقاد بسوء استغلال السلطة الرئاسية وتقويضها لسلطة الكونغرس أو استخدامها للتحايل على المحاكمات القضائية. الوقت غير كاف وأوضح ديكسون أنه في حين أن الأمور أصبحت بيد مجلس الشيوخ الذي يعد في عطلة مؤقتة يعود فيها في الـ19 من يناير أي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس بايدن، لكن تحركت الضغوط من ميتش ماكونيل قائد الأقلية في مجلس الشيوخ وأيضاً الدعوات العامة لوضع استثنائي لتبكير عودة مجلس الشيوخ للتصويت على محاكمة العزل، ومن المهم التأكيد على أن التصويت في مجلس الشيوخ لا يخضع لقانون التصويت العام والأغلبية المحدودة، لكنه يتطلب لإقرار قرار عزل الرئيس من منصبه، موافقة ثلثي أعضاء المجلس الشيوخ، وبالتأكيد أن خمسة أيام وحسب الباقية لتنصيب بايدن ليست وقتاً كافياً لإجراء محاكمة في مجلس الشيوخ، ومن غير المرجح عقدها والانتهاء منها قبل أن يتنحى الرئيس ترامب عن موقعه كرئيس للولايات المتحدة. تبعات سياسية ويتابع أستاذ العلوم السياسية أن السؤال الأبرز المتعلق بما هي أهمية الخوض في إجراءات العزل وترامب بالفعل تنتهي ولايته الرئاسية في غضون أيام، ولكن دلالات ذلك بالنسبة للديمقراطيين هي منع ترامب من إمكانية الترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس الأمريكي، فترامب لم يشغل سوى فترة رئاسية واحدة ويمكنه إجرائياً إعادة الترشح مرة أخرى للرئاسة، لكن في حال تمت إدانته بالكونغرس فسيكون هناك حراك دستوري وتشريعات يكون من شأنها منعه من إعادة الترشح لمرة أخرى وتلك هي الغاية الأبرز للديمقراطيين. مأزق بايدن بالمقابل أكد سبينسر أركمان، الخبير السياسي الأمريكي المتخصص في تغطية اللجان البرلمانية وملفات الكونغرس أن الرئيس بايدن وضع في مأزق بين جانبين أولهما هو بداية تقلد منصبه الرئاسي والبدء في التعافي ومحاولات تقريب الصفوف، ومن جانب آخر الرغبة في تحميل ترامب مسؤولية أفعاله خاصة ما شهدناه في السادس من يناير باقتحام الكونغرس، وبالنسبة لترامب إذا ما بدأت إجراءات محاكمته فهو سيخسر على الفور عدد من السلطات القضائية في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض ولن يتمكن المحامي القانوني للبيت الأبيض من تمثيله، والأمر في مجلس الشيوخ يبقى محيراً حول إمكانية أن يستطيع الديمقراطيون تحويل أصوات سبعة عشر جمهورياً من أجل التصويت لعزل رئيسهم هذا أمر ما زال غير واضح إلى الآن، والأمر المغاير في إجراءات العزل هذه أن ترامب الذي كان نشطاً بصورة هائلة على تويتر في إجراءات العزل الأولى، سحبت منه تلك المنصات الآن في نقل رسائله وتعليقاته على المسألة. سابقة تاريخية وأوضح أركمان أن عملية العزل الرئاسي المعقدة لا توجد في التاريخ الأمريكي سوى لأربعة رؤساء فقط، أبرزهم ريتشارد نيكسون بكل تأكيد، والتي جاءت استقالته التاريخية كجزء من إدراكه التام بأن إجراءات عزله سيتم إقرارها بمجلس الشيوخ على خلفية فضيحة «ووتر جيت» الرئاسية، ولكن لم يسبق عموماً أن قام الكونغرس بعزل أحد الرؤساء تاريخياً، والآن تشمل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، للمرة الثانية، والأولى في التاريخ الأمريكي من تدشين إجراءات العزل الرئاسي لمرتين، وكان الرئيس الثالث هو الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون الذي تعرض لإجراءات العزل الرئاسي من الكونغرس على خلفية فتح تحقيق بقضية «وايت ووتر»، كما تكبد الرئيس الأمريكي أندرو جونسون أيضاً كما هائلا من الضغوط أوقفها صوت واحد بمجلس الشيوخ كان فاصلاً في عدم إزاحته من منصبه، كما تعتبر فضيحة ووترغيت أشهر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أدت إلى استقالة الرئيس نيكسون من منصبه ليصبح الرئيس الوحيد المستقيل في تاريخ البلاد، وأصبحت بعد ذلك رمزا للفضائح السياسية في أمريكا والعالم.

1362

| 15 يناير 2021

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: قطر تقوم بجهد دبلوماسي مهم لتحقيق سلام أفغانستان

أشاد خبراء ودبلوماسيون أمريكيون بالخطوات الدبلوماسية المهمة التي تحققت في قطر، وما تقوم به الدوحة من استضافة المباحثات المهمة بين ممثلي حكومة كابول وحركة طالبان، مشيرين إلى الترقب العالمي والترحيب الدولي الكبير من مجلس الأمن والأمم المتحدة والكونغرس والحكومات الغربية بجولة المفاوضات الجديدة، وأكدوا أيضاً في تصريحاتهم لـ الشرق على أهمية تحقيق السلام الأفغاني وما قامت به قطر من جهد مهم وملحوظ في تحقيق إنجازات دبلوماسية تاريخية يجب البناء عليها لتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني نحو السلام والاستقرار. ◄ آمال كبرى وقال بارنيت روبين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية في ادارة الرئيس السابق باراك أوباما في ملف أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك: إن الآمال معلقة بصورة كبيرة هذه المرة في أن تفضي المباحثات ما بين حكومة الجمهورية الأفغانية الإسلامية وحركة طالبان إلى تقدم كبير فيما يتعلق بمستقبل السلام الأفغاني، وفي حين أن جولة المباحثات السابقة التي استضافتها الدوحة في منتصف سبتمبر من العام الماضي شهدت الكثير من نقاط التفاوض، إلا أنها ساعدت بصورة كبيرة في تنفيذ أحد المطالب الرئيسية لحركة طالبان وهو ما يتعلق بإطلاق سراح عدد كبير من أعضاء الحركة، وأيضاً ساهمت بصورة مباشرة في التأكيد على أهمية خفض مستوى العنف كإحدى الركائز الرئيسية للمضي قدماً في أي اتفاقات، وبالتأكيد كانت مباحثات الدوحة الناجحة التي ترجمت الاتفاق التاريخي في 29 فبراير من العام الماضي بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، حجر أساس رئيسيا لدفع عجلة الحوار الداخلي الأفغاني نحو ركيزة ثابتة أيضاً وهي وقف إطلاق النار وخفض مستوى العنف، بالإضافة إلى 21 بنداً آخرين من بنود التفاوض، أهمها مستقبل الحكومة الأفغانية وسبل تقاسم السلطة ودولة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية المرتقبة في أفغانستان. ◄ تطور إيجابي وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق في تصريحاته لـ الشرق: إنه يجب التأكيد على أن جولة المفاوضات الجديدة التي تشهدها قطر هي تطور إيجابي ومهم للغاية وخطوة مرتقبة عالمياً لصالح مستقبل السلام الأفغاني، كما أن الدوحة قطعت شوطاً طويلاً عبر نجاحها في استضافة المباحثات بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان في سبتمبر الماضي بأن يجلس ممثلو الجهتين على طاولة المفاوضات والهدف واحد هو مناقشة سبل السلام. وكانت الدوحة أيضاً استضافت حتى من قبل توقيع اتفاق 29 فبراير لممثلي أطراف من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وهو ما منح كثير من الثقة لمفاوضات أكثر جدية تنطلق من ضوء إنجاز دبلوماسي تاريخي وآمال شعبية كبرى، ووضع عالمي يدفع بكل تأكيد لمباشرة خطط السلام وبدأ عملية التنمية الحقيقية في الدولة الأفغانية. ◄ أسس مشتركة وأوضح بارنيت روبين: إنه من المهم الوصول إلى أرضية مشتركة على رأسها بكل تأكيد اتفاقات بوقف إطلاق النار حتى ولو كانت بصورة جزئية مما سيساهم بدوره على خفض مستوى العنف، وتبقى هيكلة الحكومة الأفغانية الجديدة، وهل ستقبل طالبان الاعتراف بشرعية الحكومة المنتخبة ديمقراطياً حتى في حال طرح تصويت وانتخابات مستقبلية أم بإصرار حركة طالبان على نظام حكم إسلامي، وهو ما يترابط أيضاً ككل بنود التفاوض بالتعديلات على الدستور الأفغاني، وبالتأكيد ستدور الكثير من المناقشات حول هوية النظام السياسي وطبيعة العملية السياسية في إدارة أفغانستان. ◄ أهمية كبرى وأكد: إن أمريكا لها دور كبير يلقى توافقاً كبيراً سياسياً بواشنطن حول أهمية السلام في أفغانستان، وقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية سواء في عهد ريكس تيلرسون وبصورة أكثر تحت ولاية مايك بومبيو بتحقيق خطوات كبيرة للغاية في مسيرة السلام الأفغانية، وستراقب الولايات المتحدة عملية السلام في أفغانستان بكل حرص، ليس فقط لما يتعلق بمباشرة الاتفاق الرئيسي في 29 فبراير والذي كان من بين بنوده وجود ضمانات بألا يكون هناك تهديدات مباشرة على الداخل الأمريكي أو الغرب من قبل جهات تحتضنها أفغانستان، والعديد من الركائز والمصالح الإستراتيجية الأخرى، ولكن يهم أمريكا بكل تأكيد أن تدفع نحو تحقيق سلام يرتكز على حكومة أفغانية توافقية تشكل مستقبل العلاقات ومستقبل البلاد الأفغانية بشكل عام. ◄ مفاوضات ناجحة وفي السياق ذاته أكد جوناثان شرودن، مدير برنامج الأبحاث بمركز الأبحاث الأمنية بفيرجينيا، والمحلل الإستراتيجي بشؤون أفغانستان لما يزيد عن 15 عاماً: إن اتفاق الدوحة المهم في 29 فبراير جاء بالخطوة الأولى لتمهيد الطريق لأفغانستان للبدء في المحادثات المشتركة للحوار الأفغاني الداخلي، وهو ما يؤكد الخطوة المهمة من المفاوضات التي تمت بنجاح في الدوحة؛ حيث إن ذلك دفع حركة طالبان بالفعل لتقبل الانخراط على الفور مع الحكومة الأفغانية لتحديد كيف سيكون شكل مستقبل أفغانستان ما بعد الانسحاب الأمريكي؛ لهذا جاء اتفاق الدوحة الإيجابي ليحقق هذا الجانب الرئيسي لدفع الحركات الأفغانية للجلوس على طاولة المفاوضات مجدداً مرة أخرى لتحقيق الاستقرار وهو ما ننتظره في جولة المفاوضات الجديدة بين الجانبين، وهناك العديد من الأسباب التي دفعت للوصول للمرحلة الحالية التي يجب التأكيد عليها ومنها الجهود القطرية لدفع واستعادة مسار المفاوضات والعلاقات المميزة التي تملكها من قبول كل الأطراف سواء في الحكومة الأفغانية أو في حركة طالبان أو مع الإدارة الأمريكية، فمفاوضات السلام السابقة كانت تتعرض لعقبات عديدة، ولكن كان هناك شيء من الإصرار والصبر عموماً في تحقيق نتائج جيدة حتى لو وصلت جولة مفاوضات كاملة لمجرد نتيجة واحدة إيجابية، وهو أمر يحسب للدبلوماسية القطرية في كون نجاحها في استضافة مفاوضات سبتمبر من العام الماضي خطوة أولى كبيرة نحو السلام بكل تأكيد، فالواقع الأفغاني الحالي هو الأكثر قرباً من إنجاح مجرى التفاوض أكثر من أي مرحلة تاريخية سابقة، وهو ما كان متوقعاً أن يخلقه انسحاب القوات الأمريكية، كما يجب أيضاً الإدراك بأن حكومة دولة قطر دفعت بأكثر من صورة إلى إنجاح المفاوضات ودفع عجلة الحوار نحو أهداف توافقية، وهو شيء تميزت به مفاوضات الدوحة في ترجمة حالة الإنهاك والإرهاق لكافة الأطراف من مواصلة العنف، وتطلع الشعب الأفغاني الحقيقي نحو السلام والاستقرار، وبكل تأكيد فإن الشعب الأفغاني والمواطنين المدنيين قد فاض بهم الكيل من مواصلة العنف ويتطلع بكل أمل نحو تحقيق الاستقرار. ◄ مسارات دبلوماسية وتابع د. جوناثان شرودن، في تصريحاته لـ الشرق: إن كافة الأطراف كان لديها الرغبة في إنهاء الوضع القائم والمؤسف، وهو ما جعل مسارات الدبلوماسية النشطة تتحرك لتترجم ذلك بوتيرة أكثر فاعلية، كما حدث في مباحثات الدوحة، وأن المفاوضات التي تستضيفها قطر تحظى بترحيب كبير من البرلمان الأوروبي ومجلس الأمن والكونغرس وأيضاً العديد من القوى الدولية الكبرى وكان تأييد اتفاق 29 فبراير بمجلس الأمن واعتماده كخطوة رئيسية نحو السلام يعزز من أهميته في البناء عليه كخطوة أولى من أجل تحقيق سلام كامل في المشهد الأفغاني، وهو ما يعكس أهمية أن يتم النظر لمفاوضات الدوحة وأهميتها حتى من الصورة الرمزية الخارجية وبشكل يتخطى الحسابات الإستراتيجية والتحليلات النظرية حول السبيل الأفضل لتحقيق السلام، وقراءة ما تعكسه المؤشرات بالفعل من إنجاز حقيقي، وأهمها ما يتعلق بخفض مستوى العنف في أفغانستان، حيث كانت الثلاثة أعوام الأخيرة من أكثر السنوات عنفاً في التاريخ الأفغاني عبر وقائع العنف الناتج عن الهجمات الإرهابية والتفجيرات الإجرامية، كما أن تعداد الضحايا المدنيين في أفغانستان ارتفع إلى أعلى رقم له حسبما أشارت الأمم المتحدة في تاريخ النزاع عبر العقدين الماضيين، وتكبدت حركة طالبان أيضاً عشرات الآلاف من الضحايا في الصراع مع القوات الأمريكية، فبكل تأكيد كان مستوى العنف مرتفعاً للغاية.

1368

| 04 يناير 2021

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون: الولايات المتحدة تثمن جهود الدوحة في سلام أفغانستان

يشكل ما قدمته قطر في مسيرة العمل الدبلوماسي والإنساني، خلال 2020 بارقة أمل إيجابية تتسق مع مبادئ السياسات القطرية العالمية، وتحظى بإشادة عالمية عديدة، سواء في دورها المهم في احتواء التوتر ودعم سياسة خارجية متوازنة قوامها إعلاء الحوار ونبذ العنف والتفاعل الإنساني، أو في جهودها التي لا تقدر بثمن حسبما أكد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، متحدثاً عن الدور القطري الرئيسي في إنجاح المفاوضات بين ممثلي الولايات المتحدة وحركة طالبان وكان اتفاق الدوحة التاريخي الذي تم توقيعه في 29 فبراير مطلع عام 2020 أكبر إنجاز دبلوماسي تاريخي، والخطوة الأهم والأكثر جدية على الإطلاق في تاريخ المفاوضات، وتعد من أبرز ملامح نجاح الدبلوماسية القطرية في احتواء النزاعات؛ وجعلت الدوحة عاصمة عالمية للسلام في 2020. ◄ إشادات أمريكية وقد أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على جهود قطر المهمة في استضافة المفاوضات الأفغانية، وما تقوم به من جهد ملحوظ في تيسير مجرى التفاوض، وقد نقل وزير الخارجية مايك بومبيو، تقدير الرئيس الأمريكي وشكره لما تقوم به قطر في مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في المسؤوليات والنجاحات من خلال الجهود الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، كما أثنى عدد من المسؤولين الأمريكيين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية بجهود المفاوضات الطويلة في قطر التي ترجمت الوصول إلى وثيقة عالمية تمثلت في اتفاق الدوحة 29 فبراير، والتي كان لها الدور في أن تمنح الأمل الحقيقي في مستقبل السلام الذي يتطلع له الشعب الأفغاني، والتي عكست أيضاً الرغبة الأمريكية الجادة في إنهاء أطول حرب أمريكية، وكانت خطوة مهمة لتصحيح مسار السياسات الأمريكية في الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وقد جاء اعتماد مجلس الأمن لوثيقة اتفاق الدوحة ليتوج جهوداً غير منقطعة من قطر لأجل تحقيق تطلعات الشعب الأفغاني الراغب في السلام والاستقرار، كما أثنى الخبراء الأمريكيون على نجاح قطر في المحافظة على وساطتها من أجل مدخلات جديدة تعقد من عملية التفاوض، وما حققته من نتائج مميزة في ترجمة الجهود الأمريكية والزيارات التي عقدها زلماي خليل زاد، المبعوث الخاص الأمريكي لتحقيق السلام أفغانستان، إلى قطر وأهميتها المشتركة في إنجاح مجرى التفاوض. ◄ نجاحات مهمة قامت الدوحة بجهد كبير باضطلاع المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي وذلك في محاولة استعادة الأمن والسلام والازدهار في أفغانستان، والقيام بدور الوساطة أيضاً بين حكومة كابول وحركة طالبان، ليترجم مساعي قطر الراسخة التي تولي أهمية كبرى لتعزيز تسوية النزاعات بالسبل السلمية وجهود الوساطة، التي حققت نتائج هامة وتاريخية، وأن جهود الدوحة لن تتوقف من أجل المساعدة على تحقيق التسوية السياسية الشاملة المرجوة في أفغانستان ووضع حد لحالة العنف والمعاناة الإنسانية وتمهيد الطريق أمام الاستقرار والازدهار الدائمين، وذلك رغم التحديات العديدة التي جاءت بسبب التدابير الاحترازية للتصدي لجائحة فيروس كورونا لكن قطر واصلت دورها العالمي المسؤول من دفع جهود الوساطة واستضافة المباحثات ودعم الحوار بين الأطراف الأفغانية، والتي تم ترجمته بعدد من الاتفاقات المهمة بوقف إطلاق النار في عيدي الفطر والأضحى الماضيين وأيضاً إنجاح عملية تبادل الأسرى بين حكومة الجمهورية الأفغانية الإسلامية وحركة طالبان. ◄ أدوار دبلوماسية كما قامت قطر بدور دبلوماسي مهم من خلال تبنيها لسياسات إنسانية توطد من دورها الفاعل في المجتمع الدولي، حيث إن الدوحة عبر سياساتها التنموية والسلمية ومبادراتها الإنسانية، وأيضاً منطق الحياد ودعم مفاوضات السلام، استطاعت أن تنسج دبلوماسية تنموية لها دورها الفاعل إقليمياً ودولياً، فضلاً عن تميزها الاقتصادي والاستثماري، حيث إن قطر توسعت في أنشطتها الإنسانية بصورة كبيرة وخاصة في مجال احتواء النزاعات والتصعيد ودعم مفاوضات السلام، مع تكثيف الجهود الإنسانية والإنمائية عبر المساعدات السخية التي قدمتها للعديد من دول العالم وذلك للتعامل مع آثار فيروس كورونا، فضلاً عن الرعاية الطبية ومشاريع البنية التحتية وغيرها من روافد الدعم الإنساني المختلفة، ولكن في حين أن قطر تعطي الأولوية للمساعدات الإنسانية للدول العربية كما تقوم الدوحة دائماً في فلسطين وسوريا وأيضاً في لبنان واليمن، فإن الدور القطري الإنساني لا يقتصر على الدول العربية وحسب، ولكن برنامج قطر الإنساني يشمل عبر السنوات الماضية مساعدات قطرية إنسانية وتنموية إلى 25 دولة كثير منها غير عربي، بما في ذلك العديد من المنظمات مثل برنامج الأغذية العالمي، اليونسكو، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المؤسسات الدولية الفاعلة. ◄ سياسات إنسانية تميزت السياسات القطرية في منح العديد من التبرعات الإنسانية من خلال وسائط دولية تعمل كقنوات ضمنية للمساعدات الإنسانية، وتبرعات عينية قطرية للعديد من الحالات الإنسانية الفردية حول العالم، والذي جعل دور قطر الإنساني يبرز بسرعة على الصعيد العالمي خلال العام الماضي وذلك عبر مشاركة واسعة في الوساطة الإقليمية، وذلك في بلدان مثل السودان ولبنان واليمن والعراق وغيرها، ومن هذا المنطلق باتت قطر من أبرز الدول المانحة لمساحة آمنة للمفاوضات، ورسم السياسات القطرية عبر خط متوازٍ في إستراتيجيات الوساطة، يتلاقى مع دورها المتزايد كواحدة من أبرز الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على الصعيد الدولي، وقد تميزت الدبلوماسية القطرية في 2020، بتبني دور نشط وفاعل منحها نفوذاً مطلوباً استفادت منه البلاد في تعجيل خطط التطوير النامية بسرعة داخل الدوحة، ويظل دور قطر المهم الذي تلعبه في عمليات تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي تسهيل المفاوضات بين السياسيين والأطراف الفاعلة والمنظمات الإنسانية لتحسين الوصول للمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من النزاعات والحروب، وأيضاً تبني سياسة الحياد في النزاعات الدولية، وترسيخ مبدأ وأسس العمل الإنساني والحياد والاستقلال، من أهم مميزات القطرية الفاعلة التي كان لها دورها العالمي جعل من الدوحة عاصمة حقيقية للسلام في 2020.

1366

| 31 ديسمبر 2020

عربي ودولي alsharq
خبراء أمريكيون لـ الشرق: التجسس جريمة واعتداء على حرية الصحافة

أبرزت الصحافة العالمية ما عرضه الإعلامي تامر المسحال على قناة الجزيرة في برنامج ما خفي أعظم، حول تعرض 36 من صحفيي القناة الإخبارية الأبرز بالشرق الأوسط إلى الاختراق عبر برامج التجسس وهو ما سلط الضوء على طبيعة تلك التقنيات، وكيف يتم استخدامها، وكيف تعد تعدياً جسيماً على الحريات الصحفية والشخصية، وتخترق كل القواعد المنظمة للعمل الصحفي الحر، وهذا ما أكده خبراء أمريكيون ومسؤولون بمنظمات حقوقية صحفية، بأنه يمثل اعتداء صريحاً على حرية الصحافة وعلى ضمانات وضوابط حرية ممارسة الصحفيين بعملهم دون ترهيب واعتداء، وهو جريمة مؤكدة تعرض لها صحفيو الجزيرة على وجه التحديد، وذلك لما خلقته الجزيرة من مساحة نقاش حر وفتح القضايا الشائكة عربياً وخلق منصات ومنتديات تدعم الرأي والرأي الآخر، كما كشفوا أيضاً طبيعة برامج التجسس وسبل عملها من أجل السيطرة على الهواتف وخطورة تهديدات الأمن السيبراني في التأثير على حرية الصحافة. ◄ مخالفة للقانون الدولي قالت بيتريس وود، عضوة لجنة حماية الصحفيين بواشنطن: إن عمليات التجسس المستهدفة التي يتعرض لها العاملون بقناة الجزيرة، لا تخالف فقط الحق في المعرفة والحق في حرية الصحافة ولكنها تخالف بصورة واضحة القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، والقرارات التي نصت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن جميعها أكدت ليس فقط أن الشعوب لديها الحق في إتاحة المعلومات وضرورة وجود الإعلام الحر، لكنها أكدت أيضاً أنه يحق للدول الأمر نفسه من امتلاك وسائل إعلامية تعبر عن آرائها ومواقفها، كما أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اعتبر أن استهداف وسائل الإعلام والتربص بها وقرصنتها يعد بمثابة اعتداء مباشر على حرية الصحافة، ودعا إلى ضرورة وجود ضمانات كافية لكي يتمكن الصحفيون من ممارسة عملهم، ووضع ضوابط صارمة ضد تهديدات الأمن السيبراني التي تهدد وسائل الإعلام. ◄ لماذا الجزيرة؟ أكدت بيتريس وود في تصريحاتها لـ الشرق أن قناة الجزيرة على وجه التحديد والتي أنشأتها دولة قطر قبل عقدين من الزمان نجحت في خلق مساحة مختلفة تماماً في الإعلام العربي وخلق نقاشات حول العديد من القضايا العربية المهمة، وهو ما شجع على فتح منتديات للنقاش الجاد حول ما يدور في العالم العربي، وهو ما أحدث ثورة معلوماتية في طبيعة الإعلام العربي المنغلق في معظمه في ذلك الحين، ولهذه الأسباب وجدنا تلك الحيل والدعوات من أجل اختراق وقرصنة أو شن حملات تجسس وقرصنة على الجزيرة والعاملين بها بسبب الدعوة الإعلامية إلى نقاش حر وخلق منتديات حقيقية للنقاش وتبادل وجهات النظر، ولهذه الأسباب يجب أن ندافع عن تلك المؤسسات الإعلامية إزاء ما تتعرض له، فالإعلام هو السلطة الرابعة التي تقوم بوظيفة كلب الحراسة الذي يراقب أفعال الحكومة ويحاسبها، وليس فقط استخدامها لتمجيد المسؤولين والترويج لهم، ولهذا تظهر أهمية الإعلام في نقل الحقيقة للجمهور ومحاسبة المسؤولين والتشجيع من أجل خلق نقاشات جادة حرة ومستقلة. ◄ جريمة مؤكدة وتابعت بيتريس وود الحقوقية الأمريكية: إن واقعة التجسس التي تعرض لها صحفيو الجزيرة هي جريمة مؤكدة عبر ارتكاب فعل معاد للحريات الشخصية والصحفية عبر باستخدام التقنيات التكنولوجية من أجل تحقيق غايات سياسة وإستراتيجية، وإننا بالتأكيد شاهدنا وسنشاهد مستقبلاً المزيد من حالات تهديدات الأمن السيبراني وحروب القرصنة تلك، وهذا ما يؤكد على ضرورة التعامل مع قضايا القرصنة والأمن السيبراني بصورة أكثر جدية خاصة وأنه كما شاهدنا فستكون النموذج الأول من الإجراءات المعادية أو حتى شن الحروب بكل تأكيد في المستقبل، وصحيح أن وسائل الإعلام قد بات يتم استخدامها من أجل التحريض والفبركة بل حتى استهداف الناشطين وقمع الحريات، وأيضاً استخدامها لشرعنة وتبرير الأزمات المفتعلة، فإن هذا ما يوجبنا أن ندعم حرية الصحافة واستقلال الإعلام من الهجمات المحاكة ضده، لأن الإعلام يبقى من أحد ضمانات حرية التعبير، كما ان ممارسة الديمقراطية تبنى على حق الشعب في المعرفة وخلق نقاشات حرة وضمانة تدفق حر للمعلومات مما يمكن من المشاركة في العملية السياسية. ◄ خفايا التجسس قال جون سكوت، الخبير التقني بمركز سيتيزين لاب الذي اعتمد برنامج ما خفي أعظم على معلوماته البحثية في إعداد التقرير: إنني عملت بالفعل على بحث موسع حول الشركات التقنية الكبرى والتي تبيع خدماتها في المراقبة والتجسس في دول عالمية وعربية عديدة، ولكن بدلاً من أن تستخدم هذه التقنيات في عمليات المراقبة ورصد الإرهابيين والمجرمين والتنصت على بياناتهم، فإنهم كانوا يستخدمونها في الواقع من أجل استهداف النشطاء والصحفيين وتعد شركة NSA جروب وهي شركة تقنيات وأمن معلوماتي إسرائيلية أبرز الشركات التقنية التي تقدم هذه الخدمات من المراقبة والتجسس، وتزود الشركة تطبيق بيجاسوس الذي تحدث عنه البرنامج وهو تطبيق للتجسس على الهواتف الذكية، وبتوضيح آخر فإن الأجهزة والجهات التي تستخدم بيجاسوس فإنه يمكنها من إرسال رسائل نصية مرفق بها روابط خبيثة وإذا قام الهدف المقصود بالضغط على أحد من هذه الروابط فسوف تكون هواتفهم مخترقة مما يسمح بمشاهدة كل ما هو متواجد من بيانات على الهاتف سواء الرسائل النصية في المحادثات الخاصة بالإضافة إلى الصور والفيديوهات الشخصية، بل حتى يمكنها استخدام المايكروفون بداخل الهاتف كوسيلة للتجسس والتنصت على الهدف المقصود والأمر نفسه فيما يتعلق بالكاميرات المزودة بالهاتف والتي ستكون مخترقة وتسمح بالتنصت على المحادثات التي يجريها الشخص أو تبيان ماذا يفعل بالتحديد في تلك اللحظة. ◄ أدوات القرصنة يتابع جون سكوت في تصريحاته لـ الشرق: في بحث مركز سيتزين لاب الموسع حول شركة NSA جروب رصدنا من خلال وقائع متعددة أن تلك التكنولوجيا المستخدمة في التجسس والتنصت تتخصص في استهداف الصحفيين والنشطاء فقط لمجرد ما يقولونه أو الطريقة التي يعبرون فيها عن رأيهم والذي يختلف مع بعض القضايا السياسية ويصطدم معها كما هو الحال في قناة الجزيرة وما وضع إعلاميوها هدفاً لتلك البرامج من أجل التجسس على هواتفهم، كما وجدنا كم هائل من البيانات بعضها يمكن تحليله من وجهة نظر تقنية وبعضها غير ذلك ولكن ما يمكننا تأكيده هو أننا أثبتنا وجود ثغرة في برنامج بيجاسوس عى وجه التحديد مكنتنا من معرفة أن الهاتف مخترق بل والجهة والدولة التي قامت بعملية الاختراق، وللتوضيح فإن بيجاسوس يلتهم كافة المعلومات الموجودة بالهاتف تقريباً ويخزنها ويسمح بالاطلاع عليها، والسؤال هنا يتعلق بإذا ما كانت الشركة المصنعة لهذه التقنية على علم باستخدامها ضد الصحفيين والنشطاء أم لا، وهذا أمر لا يمكننا تحديده من وجهة نظر تقنية تتعلق بمدى متابعة الشركة لأفعال مستخدمي تقنياتها حتى يمكن محاسبتها إثر الأضرار الناجمة عن ذلك، وخلال بحثنا الموسع أيضاً للمتضررين من تقنية بيجاسوس حول العالم وضحايا الاختراق والقرصنة فقد وجدنا أن رسائل خبيثة كان يتم إرسالها للصحفيين والذين كانوا عرضة لمثل تلك الرسائل النصية المرفق بها النصوص ذات الروابط الخبيثة، من أجل التجسس على كافة البيانات بهواتفهم. ◄ برامج إسرائيلية يختتم جون سكوت الخبير الأكاديمي في تكنولوجيا الاتصالات: إن الملاحظ في التقنيات المستخدمة في تلك الوقائع أنها تابعة لشركات تجسس وقرصنة إسرائيلية من أجل استهداف النشطاء والصحفيين والتنصت على هواتفهم، موضحاً أن التقنيات المذكورة تسمح للأجهزة الأمنية أن ترسل رسائل نصية تحوي روابط خبيثة للصحفيين سواء داخل أراضيها أو في أماكن أخرى عديدة بالعالم، من أجل التنصت عليهم وعلى ما بهواتفهم من محادثات وصور وبيانات شخصية، كما أكد أيضاً أنه بدلاً من أن تستخدم تلك التقنيات ضد المجرمين والإرهابيين فإنها يتم استخدامها ضد الصحفيين والنشطاء موضحاً أن عدداً من الصحفيين في المنطقة العربية ومن بينهم صحفيو الجزيرة تم استهداف هواتفهم بتلك التطبيقات الخبيثة والتي تسمح بالسيطرة على كافة المعلومات والبيانات بهاتفهم، كما أوضح أيضاً أن على شركات التقنية أن تراجع نفسها في أن تزود الحكومات بتلك التقنيات التي تستخدم للتجسس على الصحفيين والنشطاء.

1379

| 22 ديسمبر 2020