رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1772

خبراء أمريكيون لـ الشرق: دبلوماسية قطر حققت أهدافا توافقية بين الأطراف الأفغانية

23 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون أهمية الاتفاق المشترك بين حكومة كابول وحركة طالبان بتسريع المفاوضات الأفغانية وبحث الحلول المطروحة، موضحين أن الطرح الجديد الخاص بحكومة سلام ائتلافية تضم عناصر من حركة طالبان ووضع آلية لوضع الدستور يتم اجراء انتخابات من خلاله، أنه يدفع عجلة المفاوضات بصورة أكبر نحو تحقيق الهدف المنشود، موضحين ملاحظاتهم الخاصة على الموقف الأمريكي وموقف إدارة الرئيس جو بايدن والتي يبدو أنها تبحث استثمار الجهود الدبلوماسية المهمة التي تحققت في الشهور الماضية، وتوافق أجندة ومطالب السلام مع سياسة الرئيس بايدن وتعهداته الانتخابية بتبني إدارته لمنطق من الدبلوماسية في مقابل الحروب وذلك للتعامل مع التهديدات والتحديات التي تواجهها الإدارة، موضحين الدور الدبلوماسي المهم الذي تم تحقيقه في قطر والذي دفع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة لمحاولة مشاركة الجهود نحو الوصول لأهداف سلام توافقية، موضحين في تصريحاتهما لـ الشرق أن عملية التقييم والمراجعة التي أجرتها إدارة بايدن لما تم تحقيقه في مباحثات الدوحة قدرت التحسن الإيجابي في الملف الأفغاني التي تحقق خلال تلك المفاوضات وأهمية البناء عليها من أجل الأطروحات الإيجابية التي تمثلت في مقترح حكومة السلام، كما علقوا أيضاً أن حكومة ائتلافية ووضع دستور يحترم المبادئ الإنسانية والديمقراطية وحقوق المرأة وانخراط طالبان في منظومة الحكم السلمية بأفغانستان يتوافق مع التعهدات الأمريكية وما ترغب واشنطن بتحقيقه في الملف الأفغاني المتشابك.

◄ حكومة سلام

يقول د. أنتوني ريفيز، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً بأفغانستان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي وعضو مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية والسياسة الدولية: إن هناك معطيات كثيرة نستدل منها الطرح الجديد الخاص بحكومة سلام ائتلافية جديدة تضم عناصر من طالبان بمشاركة الحكومة الأفغانية، حتى صياغة دستور جديد للبلاد يلتزم بالمبادئ من حرية اختيار المسؤولين والحقوق الإنسانية وحقوق المرأة، وهو طرح كان منتظراً لدفع المفاوضات التي عكفت الزيارات الرسمية للمبعوثة الأممية ومبعوث أمريكا زلماي خليل زاد إلى قطر من أجل تنشيطها وتحريكها في اتجاه الوصول إلى هذا الحل التوافقي المهم، وأول المعطيات التي يخبرنا بها المقترح بحكومة ائتلافية، هو أن مرحلة إعادة التقييم والمراجعة التي تبنتها إدارة الرئيس بايدن لملف أفغانستان راعت بصورة واضحة ما تم تحقيقه من إنجازات عديدة في قطر من جولات تفاوض مهمة للغاية الجميع ينتظر مضامينها ومخرجاتها نحو مسودة سلام حقيقية تكون حجر بداية وأساس أفغانستان جديدة، وبالرغم من أن ما تم تحقيقه من خطوات إيجابية وتاريخية فيما يتعلق باتفاق واشنطن وطالبان 29 فبراير لعام 2020 في الدوحة جاء في ظل الإدارة الأمريكية السابقة، ولكن إدارة بايدن قيمت بذكاء واقع التحسن الإيجابي في الملف الأفغاني وترجمت أصوات واشنطن التي ترفض أي انخراط في حروب أمريكية جديدة يتكبد آثارها النساء والرجال من الجنود الأمريكيين، كما أن هذا الطرح يتوافق أيضاً مع الأصوات الحذرة بشأن التعهدات الأمريكية التاريخية التي كونتها مع الشركاء في أفغانستان، فضمانات انتخاب نزيهة ودستور إنساني يلتزم بهذه التعهدات.

◄ فرصة تاريخية

كما أكد ريفيز في تصريحاته لـ الشرق: ان الأمر الآخر يتمثل في أن إدارة بايدن ورثت فرصة سانحة لتحقيق سلام منتظر في أفغانستان، والآن هي تحاول استثمارها للوصول إلى نتائج توافقية إيجابية، فتجديد الثقة في زلماي خليل زاد لمواصلة مهام منصبه كمبعوث أمريكي خاص لأفغانستان يوضح المؤشرات الإيجابية التي تحققت خلال الفترة الماضية، كما أن منصة السلام والتطلعات الشعبية الأفغانية للاستقرار والتنمية هي المعادلة التي بتحقيقها يخرج جميع الأطراف منتصرين، فبالنسبة لإدارة بايدن تتوافق تلك الأجندة مع أجندته الرئاسية وتعهداته الانتخابية، وهو يمارس سياسة أمريكية فاعلة ويدعم بالأساس منطق الدبلوماسية في مواجهة الحروب، وهناك حاجة مهمة لسرعة الحسم التي يمكن أن تحسب كإنجاز إيجابي لتدخل الإدارة الأمريكي وطرح حكومة سلام توافقية ائتلافية تضم عناصر من طالبان تمهيداً لعهد تدار فيه السلطة الأفغانية بمشاركة طالبان أخيراً في ظل نظام سياسي سلمي بعد عقود طويلة من العنف والدماء. كما أن جهوداً حثيثة بذلت في قطر سواء عبر اللقاءات التمهيدية وتقريب وجهات النظر ودفع عجلة الحوار والموقف الثابت غير المتغير المؤيد للسلام والحوار، وهي جهود دبلوماسية تستحق الإشادة، سعت أطراف دولية فاعلة لأن تشاركها وتؤيدها نحو هدف واحد وفاعل من تحقيق السلام، وإدراك أهمية الإستراتيجية الإقليمية والتوافق الدولي ومراعاة مواقف الدول المنخرطة في المشهد الأفغاني بتأثيرات مباشرة وغير مباشرة يوضح أن السلام في أفغانستان مطلب عالمي واتسعت دائرة الحسابات الخاصة ليتغلب هدف السلام على الأهداف وأجندات السياسة الخارجية لأغلب الدول التي ستستفيد بكل تأكيد من واقع أفغاني جديد أقل عنفاً وأكثر استقراراً.

◄ أهمية المفاوضات

وفي السياق ذاته أوضح جون إف. سوبكو الذي شغل منصب المفتش الأمريكي الخاص والمفوض بمهمة إعادة البناء في أفغانستان سابقاً في إدارة الرئيس أوباما، في تصريحاته لـ الشرق: إن واقع القوات العسكرية الأمريكية المتواجدة في أفغانستان كما ناقشه وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الرئيس الأفغاني أشرف غني،لا يزال قيد الدراسة والاستعداد للانسحاب، والواقع يخبرنا أن التمثيل العسكري الأمريكي في أفغانستان حسب اتفاق واشنطن وطالبان هو الأدنى منذ عام 2001 وبعدد يقدر بـ 2500 جندي أمريكي وهو ما يحد بنسبة 90% من أي فاعلية حقيقية لتلك الأعداد في إحداث تأثير يذكر، وأولويات بلينكن اتضحت في مباحثاته مع الكونغرس وكما جاء أيضاً في اتفاق 29 فبراير في الدوحة وهو ضمان ألا تعود أفغانستان مستقبلاً لتصبح ملاذاً لجماعات إرهابية تستهدف أمريكا وتلك المحددات كانت جزءاً رئيسياً من جهود إعادة البناء الأمريكية في أفغانستان والمساعدة على وجود حكومة أفغانية ائتلافية قوية وعناصر أمنية فاعلة تقوم بدورها في جهود مكافحة الإرهاب، والاحتياج لتقييم الموقف يجب أن يراعي الواقع العسكري فموقف 2500 جندي أمريكي و7000 آلاف من قوات التحالف يطرح مخاوف بكل تأكيد على أعباء الحكومة الأفغانية وهو ما يعزز أهمية الضمانات والالتزام بالبنود الخاصة بالاتفاقات السابقة، وأمر آخر يجب توضيحه خاص بأن أفغانستان تعتمد بصورة كبيرة على الدعم الدولي فيما يتعلق بالمساعدات المالية، أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها احتياجاً، ولا ينبغي أن يقترن مفهوم الانسحاب بمنطق من التخلي الذي من شأنه أن يعقد الأوضاع بصورة أكبر، وهو ما يعزز أهمية الحراك الدبلوماسي الحالي والأطروحات المنتظرة في الوصول إلى اتفاقيات عامة وبنود محددة ملزمة يتم من خلالها نسج مستقبل للسلام الأفغاني يحقق الاستقرار والتنمية المنشودة لتطلعات الشعب الأفغاني وأيضاً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

مساحة إعلانية