رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

714

ابتسام آل سعد

هنا سوريا من جديد

29 يناير 2025 , 02:00ص

ما كان لي أن أتجاهل اتصال مراسل التلفزيون العربي الزميل سلمان النجار والذي ضم كلماته الأخيرة لي قبل أن يغادر قطر بصورة نهائية ويستقر في سوريا التي حُرم منها منذ بداية الثورة السورية عام 2011 ولم يكن بإمكانه السفر لها والالتقاء بأهله وأحبائه إلا بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد فكانت كلماته تحتضن حبا عميقا لقطر التي كانت من أوائل الدول في العالم التي آمنت بحق الشعب السوري في اختيار حكومته وقائده وكانت من الدول التي كانت تشدد في خطاباتها الرسمية عن الجرائم التي كان نظام بشار الأسد يرتكبها بحق الشعب الأعزل وتهجير الملايين منه للدول المجاورة أو عبر قوارب الهجرة المجهولة التي كانت تغرق معظمها على سواحل الدول الأوروبية ويلقى من كان على متنها حتفه بصورة كان الإعلام يظهره بشكل مؤلم لجميع من فر من قبضة النظام الظالم الذي فر رئيسه وعائلته إلى روسيا تاركا بلدا بحجم سوريا لمصيره الذي ندعو الله ألا يُترك دون قيادة واعية وحكومة ناضجة تعاين نهوض بلد جديد يرتكز على الوحدة لا الشتات الذي وصلت له بعض الدول العربية التي قامت ثوراتها واتجهت إلى غير أهدافها المعلن عنها سابقا لذا كان التقرير الذي قدمه الزميل النجار من حلب مفعما بالعاطفة وهو يعبر عن فرحته بتدفق المواطنين السوريين على إحدى قلاع حلب وبصورة تترجم الحياة الجديدة التي بات السوريون يأملونها بعد اقتلاع نظام الأسد من بلادهم. وكم كان التقرير مفعما بمشاعر جياشة وكبيرة ترجمها الزميل سلمان بأسلوبه الذي اعتدته منه منذ أكثر من عشر سنوات كان زميلا وأخا عظيما لم ينس مناسبات العمل التي جمعتنا ولقاءاتنا في أكثر من محفل خصوصا وإن كان أثناء عمله في قطر يغطي الأحداث الرياضية وكنت أنا مسؤولة إعلامية في اتحاد الكرة وعلى علاقة مباشرة ووطيدة مع مئات الإعلاميين والمراسلين لقنوات تلفزيونية كثيرة لتسهيل أعمالهم وتغطياتهم لهذه الأحداث وها هو ذا يتصل بي الزميل سلمان مودعا لي بحرارة والفرحة تغلبه بعودته أخيرا إلى بلاده التي تحررت من نظام قمعي حرم الملايين من السوريين من العودة إلى بلادهم الأثرية والتاريخية ومنهم الزميل سلمان النجار الذي أخبرني بأنه عائد إلى دمشق العاصمة ويدعوني بحفاوة للحضور إلى سوريا مرحبا بي وبعائلتي في أي وقت نشاء السفر لهذا البلد الذي لم أزره من قبل خصوصا وأنني تلقيت منذ أسابيع قليلة اتصالا من سفارة سوريا الحرة يدعوني القائمون فيها لزيارتهم قريبا بعد استتباب الأمور لديهم وتنظيم أركان بلادهم التي هدمها بشار ولم يترك زاوية قائمة وثابتة فيها وقد وعدتهم كما وعدت الزميل سلمان بزيارة إلى سوريا الجميلة والالتقاء بهم هناك في قلب العاصمة دمشق التاريخية التي ظلت عصية على الثوار حتى مكّنهم الله منها وهروب المجرم بشار الأسد تاركا حملا ثقيلا وموجعا ومكلفا على المجلس القيادي الذي قام أحمد الشرع فيه بزيارة رسمية لدولة قطر ممتنا لمواقف الدوحة الثابتة وللتعاون الذي سوف يساعد بلاده لأن تصطف في مسار الدول المستقرة داخليا خصوصا أن أول طائرة هبطت في مطار دمشق عقب التحرير كانت رحلة للخطوط الجوية القطرية للوقوف على جاهزية المطار لإعادة تشغيله من جديد وتحديد احتياجاته الضرورية والأساسية وهو دليل بلا شك على عمق العلاقات القطرية السورية المستقبلية التي بلا شك سوف تكون بالشكل الذي يليق بقيادتين حكيمتين وشعبين متآخين يمثلان شعبي قطر وسوريا وما يمكن أن يلحق ذلك بمصالح ثنائية ندعو الله أن تظل مستمرة وأن ينعم على سوريا وأهلها بالمزيد من الاستقرار والنهضة والتوفيق بإذن الله عاجلا غير آجل.

مساحة إعلانية