رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محسن الهاجري

محسن الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

768

محسن الهاجري

مآخذ على الجزيرة

28 سبتمبر 2012 , 12:00ص

لا أحد ينكر دور قناة الجزيرة في المساهمة بشكل كبير وفعّال في إنجاح الثورات العربية والمساعدة في وصول الشعوب العربية إلى غايتها وأهدافها في اقتلاع الطغاة وجذور الفساد في أوطانها وإسقاط تلك الأنظمة المجرمة الطاغية فيها، فمنذ أن اندلعت الثورات العربية انطلاقاً من تونس ثم مصر ثم ليبيا فاليمن وسوريا كانت الجزيرة ولازالت تغطي أحداث ما يحدث من قتل وسفك للدماء في تلك البلاد وسخّرت كل إمكانياتها في تغطية ما يجري أولاً بأول وبشكل يومي مباشر وغير مباشر، فنقلت بالصوت والصورة ما يحدث من ظلم للشعوب وقامت بإيصال صوت الناس إلى حكوماتهم الظالمة حيث لم تعتد وسائل الإعلام في تلك البلاد على إيصال صوت المظلومين إلى حكّامهم بل سخّرت إمكانياتها في دعم وترسيخ حكم الطغاة بل مجّدتهم وعظّمتهم وجعلتهم آلهة يعبدون من دون الله تعالى، مما لاقى ذلك استحسان الطغاة وأشبع غرورهم وكبرياءهم فازدادوا ظلماً وفجوراً، ولكن قناة الجزيرة صدمت أولئك الطغاة بالصوت الآخر الذي لم يعتادوا على سماعه وبالصورة الأخرى التي لم يعتادوا على رؤيتها، فشاهدوا وشاهد العالم بأسره كيف يقتلون الناس في الشوارع والميادين وكيف يقوم جنودهم ومرتزقتهم و"بلطجيتهم وشبيحتهم" بذبح الناس وسفك دمائهم بكل بشاعة وفظاعة، مما فضحهم أمام العالم وفضح كل جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها بل وفتحت ملفات أكثر خطورة من ذلك تمثّلت في فضح مؤامراتهم تجاه شعوبهم وتجاه أمّتهم العربية والإسلامية بخيانتهم لها وتعاونهم مع الصهاينة وأعداء الأمة من أجل بقائهم على كراسي الحكم أطول فترة ممكنة، ولهذا كلّه صفعت قناة الجزيرة وجوه الطغاة بتلك الفضائح التي ارتكبوها من خلال عرضها لأفلام وثائقية وتقارير سريّة ومعلومات هامّة بالإضافة إلى استضافة شهود عيان ورموز معارضة والأهم من ذلك كلّه قيامها بالاقتراب من الناس وسماع مطالبهم وشهاداتهم في كل تلك الأحداث والجرائم الأمر الذي ساعد على الإجهاز على تلك الحكومات المخلوعة والنظم الساقطة بل وأطلقت عليهم رصاصة العذاب لا الرحمة على أجسادهم النتنة من خلال تغطيتها لأفراح الشعوب بعد انتصاراتها وإسقاطها لتك الأنظمة ومساهمتها بشكل كبير آخر في دعم الحكومات الانتقالية أو الحكومات الجديدة والرؤساء المنتخبين من شعوبهم بكل حريّة وعدل كما حدث مع الرئيس المصري محمد مرسي الذي كاد أن يكون مثالاً ورمزاً وقدوة للحاكم المسلم الذي تتمناه وترتضيه الشعوب لينهض بوطنه وشعبه من جديد.

ولكننا شاهدنا في الفترة الأخيرة من تغطية الجزيرة المميزة لهذه الثورات المباركة بأن هناك ملاحظات هامّة ومآخذ على قناة الجزيرة أثّرت في حياديّتها ومصداقيتها في نقل الحقيقة والرأي والرأي الآخر للمشاهد العربي وللمشاهدين في أنحاء العالم وأثّرت كذلك في مساهمتها في وصول الشعوب إلى حريّتها ومطالبها مما ساهم في تأخير النصر أو إبطاء الهزيمة لبعض الأنظمة المجرمة في بعض القضايا، فعلى سبيل المثال كانت تغطية الجزيرة للأحداث في البحرين غير منصفة – من وجهة نظري - على الإطلاق للوضع على أرض الواقع فلقد انخدعت الجزيرة كما انخدع الكثيرون بمطالب تلك الفئة الضالّة والمخرّبة في البحرين والتي اتضح بشكل واضح فاضح أن تلك الأحداث التخريبية في البحرين كانت بخلاف تلك الثورات العربية المطالبة بالحريّة في تونس ومصر وليبيا واليمن، فأحداث البحرين كانت عكس ذلك فقد جاءت في سياق المطالبة بالحريّة والعدالة ولكنه "حقٌ أريد به باطل" فقد قامت الجزيرة بالخوض في تغطية أحداث البحرين دون النظر بعمق إلى ماهية تلك التحركات الطائفية التي تحرّكها إيران من طهران بل وكانت تموّلها وتدعمها بشكل علني سافر ووقح أعلنته مراراً وتكراراً من خلال قنواتها وتصريحات مسؤوليها الذين أظهروا طائفيتهم وحقدهم فجاءت أحداث البحرين التخريبية في نظر عدسة قناة الجزيرة على أنها مطالب شرعية لذا قامت بتغطيتها على الفور دون إمعان النظر فيها فضلاً عن إعطائها الفرص تلو الفرص لرموز التخريب مثل "علي سلمان" و"حسن مشيمع" من المدعومين إيرانياً فاعتبرتهم رموزاً وطنية حرّة وهي ليست بحرّة وإنما تتبع الإرادة والإدارة الإيرانية فكان من الخطأ الفادح للجزيرة أن تفسح المجال أكثر من مرّة لعلي سلمان وغيره من رموز هذه الفئة بتكرار أكاذيبهم وضلالاتهم بشكل متكرر عبر شاشة الجزيرة فكانوا أشبه بمراسلين للجزيرة تعتمد عليهم في وصف الوقائع في البحرين بينما كشفت لنا الأيام جرائم تلك الفئة وخيانتها لوطنها فكانت هفوة الجزيرة في الانسياق وراء تلك المطالب غير المشروعة أو الأصوات الكاذبة من تلك الفئة الطائفية الحاقدة التابعة لإيران.

المأخذ الثاني على الجزيرة كان واضحاً في الثورة السورية وتحديداً في الفترة الأخيرة حيث قامت بشكل "غير متعمّد إن شاءالله" وذلك لحسن ظننا بالجزيرة ولكنه وللأسف خدم إيران كثيراً في القضية السورية، حيث قامت مؤخراً بعرض برامج وثائقية مثل "القنبلة بأي ثمن" والذي تحدث عن أسرار البرنامج النووي الإيراني والذي كشفت فيه الجزيرة أنه كان مدعوماً من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية قبل الثورة الإيرانية في عهد شاه إيران ولكنه أصبح محارباً وغير مرحّب به من الغرب وأمريكا بعد الثورة الإيرانية في عهد الخميني، فمثل هذه البرامج التي "تمدح وتثني" على النموذج الإيراني وتروّج له إنجازاته ما كان ينبغي على الجزيرة أن تساهم في دعم نظام دموي مجرم مثل النظام الإيراني الذي قتل وأعدم الكثيرين من أبناء شعبه من المطالبين بالحريّة والعدالة وخصوصاً من أهل السنة في إيران وفي الأحواز العربية بشكل أخصّ حيث ترتكب إيران الفظائع هناك ناهيك عن دعمها المتواصل للنظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية بل ومساهمتها بشكل حقير بجنودها ومرتزقتها في قتل الشعب السوري بعد أن ساهمت بيدها الملطخة بالدماء كذلك في قتل أهل السنة في العراق الذي أصبح مسرحاً للعرائس الإيرانية بعد أن كان بوابة شرقية للعروبة وللوطن العربي فإذا به يصبح بين ليلة وضحاها بوابة للفرس على يد نوري المالكي ومقتدى الصدر وغيرهم من أتباع إيران.

لقد كان لزاماً على الجزيرة أن تساهم بفضح إيران أكثر من أي وقت آخر وخاصة بعد أن اعترفت إيران وقادتها العسكريون بمشاركة جنود من الحرس الجمهوري الإيراني في قتل الشعب السوري فما كان ينبغي على الجزيرة أن تبث تلك البرامج التي تثني على إيران وإنما كنّا ولازلنا نأمل من الجزيرة أن تساهم بإمكانياتها الكبيرة في دعم الثورة السورية حتى النصر وذلك بفضح إيران وكشف مخططاتها ومؤامراتها في المنطقة وكشف خيانتها للأمة الإسلامية بتعاونها مع الأمريكان والصهاينة في صفقات ومؤامرات سرية تستهدف الاستحواذ على الأراضي العربية وتكوين هلال شيعي ممتد من إيران إلى لبنان متواطئ مع العدو الصهيوني في نفس الهدف والغاية، ولازلنا نتمنى كذلك من الجزيرة كشف مؤامرات إيران أكثر من قبل من خلال تغطيتها لملفات إيران الأخرى كما قامت بتغطية برنامج إيران النووي نتمنى منها أن تفتح ملفات الفساد وكبت الحريات والإعدامات التي تستهدف أهل السنة في إيران منذ عقود من الزمان، وأن تغطي الجزيرة ثورة المظلومين والمضطهدين هناك وبالأخص في الأحواز العربية التي استحوذت عليها إيران بكل جبروت وطغيان، ولا ننكر أخيراً ما فعلته الجزيرة من إنجاز وسبق إعلامي مميز بكشفها تزوير وتحريف الإعلام الإيراني لكلمة الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز بطهران فهذا جهد مشكور ورائع قامت به الجزيرة نشهد لها فيه بالاحترافية والجرأة ولكننا نأمل منها المزيد حتى سقوط الطغاة في سوريا وإيران وذيول إيران في العراق ولبنان قريباً إن شاء الله.

اقرأ المزيد

alsharq صراخ يجرح القلوب الصغيرة

تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة... اقرأ المزيد

273

| 10 أكتوبر 2025

alsharq ضيم المرض يمه

‏لديَّ هواية قراءة الشعر العراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي في وضع أبيات باللهجة العراقية أشتكي فيها ضيم المرض... اقرأ المزيد

51

| 10 أكتوبر 2025

alsharq القضية تعرض شكواها في المحاكم الدولية

(سافرت القضيةَ تَعرضُ شكواها في رُدهةِ المحاكم الدولية، وكانت الجمعيةَ قد خَصصت الجلسةَ للبحث في قضيّةِ القضيّةَ، وجاءَ... اقرأ المزيد

27

| 10 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية