رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

شيخة الخاطر

 [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

1414

شيخة الخاطر

قبل أن تكون حراً

28 أغسطس 2022 , 03:00ص

ميز الله الإنسان وكرمه بالعقل، فكان سيداً لهذا الكوكب بما شرفه الله من خير النعم، لكنه في الحقيقة يتشارك هذه الأرض ويتقاسمها مع مخلوقات الله الأخرى التي تسبح بحمده، وتسبح في ملكوته، وقد ولد هذا العقل حراً وساعياً للحرية، وهو عبد لله سبحانه، باختياره، فلو اختار أن يكون عبداً لشيء آخر لكان، ولكنه في رأيي يكون قد سلك المسلك الخطأ، الذي يسلم فيه بطوع اختياره حريته لشيء قد يضره ولا ينفعه، فمن الحرية أن اختار، ومن الحكمة أن اختار ما ينفع ولا يضر ! واي اختيار ذلك الذي تسير إليه بعد سلسلة من المعارف والدلائل والخبرات كلها تقودك إلى الإله الذي لا شك فيه.

ولا يبرح الإنسان مطالباً بحريته، معتقدا بأنها تشترى من متاجر السياسة، وباعة الأنظمة، وبأنه لو ابتاع ذلك الدستور أو تلك القوانين، أو تبادل المجالس النيابية والحكام سوف يجد ضالته ويهنأ بالحرية التي هي غاية مطلبه، وغنوته التي لا ينفك يدندن بكلماتها الرنانة، على كل منبر، وينشد ألحانها من كل نافذة ينفذ منها صوته.

وليت الحرية هي وليدة ما يعتقدون، حين بذلوا في سبيل معتقدهم الغالي والنفيس، فكم من أرواح زهقت، ودماء أهدرت، وانقلابات وثورات في سبيل الحرية كما تتصور لهم، وتتغنى بها خيالاتهم، ولكن رغم كل ذلك السخاء في بحثهم عن الحرية، لم تزل الحرية طيفاً يراود أحلامهم ولا يلامس واقعهم، فقد راحوا يبحثون عنها في شتى الأماكن والبقاع، ولن يجدوا لها أثراً، وكيف تقتفي أثر من لا وجود له في هذا المكان أو ذاك، إذا لم تلتفت إلى أن مكان الحرية هو داخلك، في نفسك وفي قلبك وأفكارك، فلن تستطيع عبثاً أن تجدها في أي زمان أو مكان !! ولا تباع في أسواق الأنظمة أو لدى آلات الحكم !

وقبل أن تكون حراً، فلطالما كنت تتشارك هذه الأرض كما أسلفت مع شركائك، من الأنس والجن، والبهيمة والحشرة، والشجر والجبل، إذاً دامت حريتك ورغبتك مقيدة برغبات هؤلاء كلهم، فتتبادل الأدوار ما بين سيد ومسود، ورئيس ومرؤوس، فأنى لك أن تفهم رغبتها وتسيطر على إرادتها ؟! وما نفع سعيك في الانتفاض والتظاهر والنضال، لتبديل نظام بنظام أو قانون بقانون أو عروش بعروش؟!

ولا يزال الإنسان جاهلا، فلو أوتي الفرصة أن يكون قيصراً على مشارق الأرض ومغاربها، لما شعر يوماً بالحرية ! فكيف يشعر بالحرية وهو يجهل الأرض التي هي جزء من عالم لا نعرف أبعاده وامتداداته؟! فكيف يحكم ما يجهله ؟! أن تكون حراً تعني أن تكون عارفاً ومستأثراً بالعلم وحدك، ومسيطراً على مناهل المعرفة والعلم بلا منازع، إن المعرفة التامة هي الطريق إلى الحرية وكلما زاد جهل الإنسان كلما تعثر في هذا الطريق، كيف لا ورغم كل ما توصل إليه الإنسان من علم يظل نقطة في بحر العلم الخفي الذي يجهله يقول العليم الخبير "وفوق كل ذي علم عليم" ويقول سبحانه "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" آيات صارخات معلنات جهل الإنسان مهما بلغ من العلم، فأنى نطلق على هذا عالم والعالم هو الخالق جل جلاله !

ورحم الله من عرف قدر نفسه واعترف بضعفه، وعدم قدرته على جهله الأعظم، ووضع الحرية هدفاً ساميا يرتقي إليه، ببحثه عن العلم والمعرفة، بدل أن يراها هدفاً في مرمى السياسة، فيجري أميالاً ويبعثر أوقاتاً ويصرف أموالاً ويزهق نفوساً ويريق دماءً ويعيث شغباً واضطراباً، ويرفع صوته بالضجيج والفوضى واللغط.

فإلى أين يأخذك الطريق إلى الحرية ؟ وهي مبعثرة بين شعاب نفسك، ومفارق أفكارك، فقاوم كبرياءك الذي ينكر جهلك، ولا يفتنك ما وصلت إليه من علم، فتتشدق بلفظ الحرية الرفيع، كلما واتتك الفرصة لذلك.

اقرأ المزيد

alsharq فلسطين.. السيـرة التي لن تموت

أكاد أجزم بأن ما بات حديث المجالس الخليجية والعربية اليوم بعد تفجر أحداث غزة المؤلمة والهجوم الإسرائيلي الآثم... اقرأ المزيد

126

| 29 سبتمبر 2025

alsharq المراهقون والهويّة الرقميّة

في العصر الرقميّ الحاليّ، لم تعد هوية الأطفال والمراهقين تتشكل فقط من خلال الأسرة والمدرسة والبيئة المحيط بهم،... اقرأ المزيد

294

| 29 سبتمبر 2025

alsharq في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من... اقرأ المزيد

2451

| 29 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية