رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

351

ابتسام آل سعد

Bien hecho España

27 أكتوبر 2025 , 03:39ص

مع احترامنا لجميع الدول التي ساندت أهل غزة والحكومات التي كانت تدين وتندد دائماً بسياسات إسرائيل الوحشية والإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد شعب غزة إلا أن إسبانيا تعد الدولة الوحيدة التي واصلت تحديها لإسرائيل علانية وعلى كافة الأصعدة، بحيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها أولا قبل أن تعترف بدولة فلسطين ثانيا وتصدر قرارات وقف التعاون الاقتصادي معها ثالثا وتضيق الخناق على الراغبين من الإسرائيليين في القدوم لإسبانيا باتخاذ إجراءات خاصة للقدوم وفق شروط معينة، منها ألا يكون منهم من خدم عسكريا في الجيش الإسرائيلي وكان اسمه مرتبطا بجرائم ضد الشعب الفلسطيني، كما أن بنك ساباديل الذي يُعد رابع أكبر بنوك إسبانيا اتخذ مؤخرا إجراءات غير مسبوقة تجاه عملائه الإسرائيليين المقيمين في البلاد على خلفية المرسوم الملكي رقم 10/2025 المؤرخ في 23 سبتمبر الذي يتضمن مجموعة تدابير عاجلة تتعلق بالأوضاع في غزة ودعم الشعب الفلسطيني، ووفقا للتقرير بدأ البنك بإرسال إشعارات إلى أصحاب الشركات الإسرائيلية المسجلة في إسبانيا تطالبهم بتوقيع إقرارات تؤكد أنهم لا يتعاملون مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في مجالات الاستيراد أو التصدير أو تقديم الخدمات، كما ألزمهم بالحصول على توقيعات مماثلة من عملائهم الإسرائيليين، وأشار التقرير إلى أن البنك برر هذه الخطوة بكونها استجابة للمرسوم الملكي الإسباني الذي وسع الحظر المفروض على تصدير السلاح إلى إسرائيل ومنع الترويج أو استيراد أو تصدير أي بضائع أو خدمات مصدرها المستوطنات.

وبحسب صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية فإن البنك أبلغ عملاءه الإسرائيليين بأنه لن يفرج عن أموالهم إلا بعد استكمال النماذج المطلوبة، محذرا من إعادة التحويلات إلى مرسليها خلال 8 أيام في حال عدم الامتثال ووفق الصحيفة يتضمن بنك ساباديل أصولا تبلغ قيمتها نحو 280 مليار دولار ويملك 1350 فرعا منها نحو 200 خارج إسبانيا ويشغل 18 ألفا و700 موظف إلا أن الإجراءات الجديدة تسببت بارتباك واسع بين الإسرائيليين إذ علّق البنك صرف أكثر من 10 آلاف يورو (نحو 11 ألفا و650 دولارا) لبعض الحسابات مما أدى إلى عجز أصحابها عن دفع الإيجارات أو شراء الاحتياجات الأساسية.

وخلصت “كالكاليست” إلى أن هذا الوضع يعكس تدهور العلاقات الاقتصادية بين مدريد وإسرائيل وتزايد عزلتها بالأسواق الأوروبية، مشيرة إلى أن عشرات الإسرائيليين في إسبانيا يدرسون نقل حساباتهم إلى مصارف أخرى وسط مناخ مالي وصفته الصحيفة بأنه “عدائي ومشحون ضد إسرائيل عقب حرب غزة”.

والمتتبع لمواقف إسبانيا يرى أن التظاهرات المؤيدة لغزة لا تزال تجوب شوارعها حتى اليوم معبرة عن أن الألم الفلسطيني لا يزال متواصلا وأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة وأن المساعدات الإنسانية لا تزال متوقفة أمام المعابر التي تتحكم بها تل أبيب وأن مخازن الأونروا في الأردن ومصر تنتظر الإذن لفتحها وخروجها للقطاع قبيل قدوم فصل الشتاء الذي سوف يهل على أهل غزة الذين يسكنون في خيام بالية أو في العراء والطرقات أو تحت الأنقاض ووسط الركام وهو أمر لا تفكر إسرائيل به ولا يهمها، ولذا كانت إسبانيا من أولى الدول التي استنهضت أوروبا للضغط على تل أبيب بتنفيذ الاتفاق الذي وُقع في شرم الشيخ، والذي نص على تدفق المساعدات الإنسانية على أهل غزة ووقف برلمانها متحدثا باسم أهل غزة في جلساته اليومية مما أشعر إسرائيل بأن مدريد توسع الهوة التي بينهما إلى مزيد من التصعيد خصوصا بعد أن وصفت تل أبيب بأن الحكومة الإسبانية الحالية عار في تاريخ الحكومات التي توالت على البلاد، ومع هذا تقف إسبانيا اليوم موقف الثابت على الحق لا تتزحزح عن موقفها الذي بدأ منذ زيارة رئيس حكومتها لمعبر رفح منذ عامين ورؤية المأساة تتجلى أمامه بكل شفافية وحتى اليوم والضغط على مؤسسات الدولة في تحجيم المعاملات المالية والاقتصادية مع الإسرائيليين بسبب الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة فهل نقول لها Bien hecho España أو أحسنتِ يا إسبانيا؟.

مساحة إعلانية