رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من الملاحظ أن الكثير من أصحاب الرأي والخبرة والعلم والمعرفة ممن استلموا مهمات قيادية في أوطانهم في مرحلة من المراحل ووصلوا إلى أعلى الهرم الإداري في وزارات ومؤسسات الدولة سواء كانوا وزراء أو وكلاء وزراء أو قضاة أو عمداء كليات أو رؤساء جامعات أو أساتذة تربويين أو إعلاميّين مخضرمين أو رؤساء تحرير وصحفيين محترفين أو علماء أفاضل وغيرهم.. تجدهم عندما كانوا على رأس عملهم كانوا متفانين في أعمالهم ونشطاء في الكثير من الأحداث والفعاليات في المجتمع، وكان لهم نشاط وحضور واضحان بين الناس وفي الإعلام بشكل خاص، وسرعان ما انتقلوا من دائرة الضوء والنشاط إلى دائرة الظلام والفتور، فسرعان ما اختفوا من الإعلام ومن التواجد الفعّال بين الناس ومن الفعاليات والمبادرات المهمة في أوطانهم، كل ذلك لأنهم تركوا (مناصبهم) وفي لحظة واحدة أصبحوا على أعتاب مرحلة أخرى من الانزواء والانطواء والإهمال وبالتالي أصبحوا رهن الإحباط والفشل ومغادرة الحياة والاستعداد للموت.
هذه الظاهرة تعاني منها الكثير من الدول العربية والخليجية بشكل عام ولكننا في قطر نعاني منها بشكل لافت وواضح، حيث تختفي تلك القيادات التي كانت تقود وزارات ومؤسسات وكان لها شأن وأثر عظيمان في الكثير من القرارات، فبعد أن كانت شعلة من النشاط وكتلة من الحماس وحزمة من العلاقات إذا بها تخفت وتبهت ويتلاشى بريقها وتغيب في غياهب (الماضي) الذي بدأ مع انتهاء (الوظيفة الرسمية أو المنصب الرسمي) الذي كان يتقلّده في آخر عهده.
عندما يترك وزير الوزارة أو رئيس المؤسسة أو عميد الكليّة أو الجامعة أو نحوهم فيذيّل تاريخه الحافل بكلمة (السابق أو الأسبق) بعد أن أمضوا عدة سنوات في مناصبهم تلك – دون الخوض في إنجازاتهم أو إخفاقاتهم أثناء فترة عملهم – فإنهم بعد ذلك يمارسون دوراً (هامشيّا وتقليدياً) في مجتمعاتهم وفي مجتمعنا القطري تحديداً، حيث لا تصبح لديهم أنشطة أو مشاركات رسمية أو شعبية، بل ويتجاوز الأمر إلى مرحلة الغياب الفعلي أو الكلّي واختفاء الحضور الحقيقي في المجتمع. ولا أقصد هنا الحضور الحقيقي أو التواجد العادي كأن يحضر وزير سابق لحفل عرس أو أن يحضر قاضي محكمة سابق أو عميد كلية سابق أو ضابط عسكري سابق إلى وليمة عشاء أو دعوة شخصية لمناسبة اجتماعية.. فالجميع يفعل ذلك، وإنما أقصد الحضور الفعّال الذي ينتج عنه التأثير والمشاركة، فما العيب مثلاً أن يحضر مثل هذه الرموز أو النخب لبعض المحاضرات العامة أو الفعاليات المجتمعية المختلفة وأن يساهموا بتواجدهم في إضفاء نوع من الدعم والتقدير للمنظمين وللبرنامج وللفكرة أو الحدث الذي يحضره، فعلى سبيل المثال: إن حضور رئيس جامعة (سابق) أو عميد كلية (سابق) لمحاضرة ثقافية عامة إنما هو دليل اهتمامه وحضوره ومتابعته ورغبته في المشاركة بتعليق أو شهادة أو رأي أو حفاوة للحضور أو للمنظمين أو مجرد الاستماع إلى معلومة أو فائدة جديدة، فما الضير في ذلك؟! إذ إن الإنسان لا ينبغي أن يقف عند حد معين من العلم والمعرفة والاطلاع، وكلّما ازداد علمه ازداد معرفة بجهله، ولنا في العلماء وفي السلف الصالح خير أسوة وكان ابن عبّاس رضي الله عنه يتواضع – رغم مكانته – أمام كل من يحفظ حديثاً للنبي عليه الصلاة والسلام ولم يكن قد سمعه من قبل فيذهب قاصداً إليه ليتعلّم منه حتى أصبح حبر الأمة بعلمه وتواضعه الذي أوصله لتلك المكانة، ولذا كان ومازال العلماء أشد خشية لله تعالى، لأنهم يزدادون معرفة به سبحانه وتعالى كلما ازداد علمهم وأيقنوا بجهلهم فيما مضى فعدّلوا من أفكارهم وآرائهم واستغفروا لذنوبهم ولم يصّروا على أخطائهم بجهالة.
وقد يقول قائل: كيف لشخصية معروفة أن تحضر في محاضرة أو ندوة أو فعاليات بالمجتمع دون أن توّجه إليه دعوة للحضور؟! ولماذا لم يدع أصلاً ضمن المحاضرين لتلك المحاضرة أو تلك الندوة ناهيك عن دعوته للحضور والاستماع فقط؟! والجواب على ذلك التساؤل يعود إلى تلك الشخصية نفسها التي اعتادت أن تضع شروطها الخاصة للحضور والمشاركة الإيجابية في مجتمعها، فمن يضع شروطاً لنفسه بأنه لن يحضر إلا بدعوة شخصية أو ببطاقة تليق بمكانته السابقة إنما يرتكب خطأين بحق نفسه، الأول أنه ظهر بمظهر المتعالي والمتكبّر والمزهو بماضيه ومكانته السابقة مما يؤثر في علاقة الناس به، الثاني أنه حرم نفسه الخير الكثير والعلم الوفير بمجرد استماعه لصوت (الأنا) في داخله والتي غلّبت المظهر على المضمون، فإذا كان (البرستيج) يمنعه أو (المظهر الاجتماعي) يحول بينه وبين حضوره وتفاعله مع ما حوله، فإنه بذلك سيكون أول الخاسرين، أما إذا غلّب المضمون والجوهر على المظهر وشارك وتفاعل من دون (رسميّات) ولا (مظاهر) فإنه بذلك سيكون أول الفائزين، الذين كسبوا المزيد من العلم والمعرفة وكسبوا كذلك محبة الناس الذين رأوا فيه تواضعاً وحسن أخلاق.
وأذكر أنني التقيت مؤخراً بوزير سابق وكان ذا خلق رفيع وشخصية متواضعة، بل وعرّفني بنفسه، متواضعاً ثم تشرفت بمقابلته في مقهى لنتحادث معاً، فإذا به يلمّح إلى إحساسه بالفراغ والرغبة في تحقيق مزيد من الإنجازات لنفسه ووطنه، خاصة أنه كان طبيباً وهو الأمر الذي جعله (يتطوّع) لمعالجة الناس وخاصة (شيبان وعجايز) أهل قطر في أحد المراكز الصحية دون أن يأخذ أجراً رغم أنه (وزير سابق) ولكنه كان يذكر هذا الشيء ووجهه تغطيه ملامح الفرح والسعادة بما كان يفعله ويقول: (تكفيني دعواتهم الطيبة وفرحي بشفائهم بفضل الله تعالى). كما أنه يعكف على تدوين تجاربه ومذكراته بطريقة قصصية ممتعة ليستفيد منها الآخرون. فكم يحتاج مجتمعنا إلى مثل هذا الوزير السابق الذي رفض أن يستسلم للواقع ولم يجعل تأثيره ونشاطه رهين وظيفته السابقة كما يفعل الكثيرون وإنما تواضع وسعى لأن يساهم ويحضر ويتفاعل مع كل ما يجري حوله حتى بعد أن ترك منصبه أو حتى بعد تقاعده، ولعلّ في حديث نبينا العظيم خير تحفيز لنا: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، فما دام فيك قلب ينبض وما دام فيك أنفاس تصعد وتهبط، فلابد لنا أن نتفاعل وأن نكون إيجابيين وأن نسعى للتغيير وللخير حتى آخر لحظاتنا، ناهيك عن سؤال الله لنا عن أعمارنا وعلمنا وأموالنا، فكم لدينا من أهل خبرة واختصاص ينبغي أن يدلوا بدلوهم وأن يشاركوا في المجالس واللقاءات في الأحياء السكنية – على أقل تقدير – من باب زكاة ذلك العلم الذي تعلّموه، وأيضاً من باب (بلّغوا عنّي ولو آية).
ويبقى اللوم أيضاً على الكثير من الجهات الرسمية والشعبية والوسائل الإعلامية والثقافية التي أصبحت تنافق كثيراً وهي توجّه دعواتها لبعض النخب والرموز، إذ إنها تدعوهم لا لمكانتهم العلمية والحياتية وإنما لمكانتهم الوظيفية الحالية، بينما تتركهم إذا ذهبت مناصبهم أدراج الرياح، فينبغي على الجهات أن تسعى لتفعيل تلك النخب والرموز وأن تشجّعهم للمساهمة، فكم نستمع ونشاهد كثيراً من اللقاءات عبر قناة الجزيرة لضيوف بألقاب (عميد سابق) (وزير سابق) وهكذا للإدلاء بدلوهم وسماع رأيهم وشهادتهم في قضية ما، فلماذا لا تفعل قنواتنا الوطنية وجامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية ذلك مع أولئك الذين لديهم خبرات علمية وعملية وحياتية سابقة، فهم أحياء وليسوا بأموات، ولكن يريدون فقط.. من يتذكّرهم ويوّظف طاقاتهم، فكم ستكون سعادة ذلك الوزير (السابق) لو أن جمعية خيرية مثلاً في قطر جعلته سفيرها الفخري وجعلته يرأس طواقمها الطبية لمعالجة الفقراء والمرضى بالمجان في أنحاء العالم الإسلامي، كل ما نحتاجه هو أن ننظر للإنسان على أنه (إنسان وقيمة) لا على أنه (وظيفة ومنصب) زائلان لا محالة. والله المستعان.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13275
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1785
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس أجنبية بريطانية رائدة في الدولة بعضا من التجاوب من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لا سيما وأن سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم إنسانة تطّلع بمزيد من الاهتمام على ما يُنشر ويتم النقاش فيه فيما يخص الخطة التعليمية على مستوى المراحل الدراسية في قطر وتقوم بكل ما في وسعها لتحسين الأمور التي تحتاج للاهتمام ومعالجة كثير من المشاكل التي نوهنا عنها سابقا في سنوات سابقة ظلت معلقة لتأتي السيدة لولوة وتضع نقاطا على الحروف وهو امتياز حظت به الوزارة منذ أن تبوأت السيدة لولوة سدة الوزارة فيها باقتدار وحكمة ودراية دون قصور بمن سبقها لهذا المنصب التي رأت فيه تكليفا لا تشريفا وأبدت سعادتها به بمعالجة كثير من الأمور العالقة فيه فيما يخص المدارس والجامعات، ولذا نكتب اليوم وكلنا أمل في أن يحظى ما كتبناه سابقا شيئا من اهتمام سعادة وزيرة التربية التي لم نعهد فيها سوى ما يجعلها في مراتب عالية من الاحترام لشخصها والتقدير لعملها الدؤوب الذي أثبتت من خلاله إنها الشخص المناسب في المكان المناسب، بالنظر الى عقليتها والتزامها وتواضعها وقدرتها على تيسير الأمور في الوقت الذي يراها كثيرون أنه من العسر التعامل معها ولذا نجدد المناشدة في النظر لما أشرت له وكثير من المغردين على منصة X في الرسوم المالية العالية التي أقرتها إحدى المدارس الأجنبية البريطانية على بداية الفصل الدراسي الثاني بواقع زيادة عشرة آلاف ريال على كل طالب في حين كان يدفع أولياء الأمور من المقيمين ما يقارب 35 ألف ريال لتصبح بعد الزيادة هذه 45 ألف ريال، بينما كانت الكوبونات التعليمية الخاصة بالمواطنين تخفف من عاتق أولياء الأمور بواقع 28 ألف ريال فكانوا يدفعون إلى جانب الكوبون التعليمي سبعة آلاف ريال فقط ليصبح ما يجب أن يدفعه القطريون 17 ألف ريال بعد الزيادة المفاجئة من هذه المدارس التي باغتت كل أولياء الأمور سواء من المواطنين أو حتى المقيمين بالزيادة المالية للرسوم المدرسية بحيث يتعذر على معظم أولياء الأمور البحث عن مدارس أخرى في بداية الفصل الثاني من العام الدراسي لنقل أبنائهم لها، حيث لن يكون بإمكانهم دفع الرسوم الجديدة التي قالت إن الوزارة قد اعتمدت هذه الزيادات التي تأتي في وقت حرج بالنسبة لأولياء الأمور حتى بالنسبة للطلاب الذين قد تتغير عليهم الأجواء الدراسية إذا ما نجح آباؤهم في الحصول على مدارس أخرى مناسبة من حيث الرسوم الدراسية وهي شكوى يعاني منها أولياء الأمور سواء من المقيمين أو حتى المواطنين الذين يلتحق لهم أكثر من طالب في هذه المدارس التي يتركز موادهم الدراسية على إتقان اللغة الإنجليزية للطالب منذ التحاقه فيها أكثر من المدارس المستقلة التي لا شك تقوم موادها الدراسية على التوازن ولا يجب أن ننسى في هذا الشأن القرار الوزاري لسعادة السيدة لولوة الخاطر بتشكيل لجنة تأسيسية لتطوير وتعزيز تعليم القرآن الكريم واللغة العربية في مدارس الدولة برئاسة الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي وهذا يدل على حرص سعادتها بما بتنا نفتقر له في زحمة العولمة الثقافية والإلكترونية وعالم الذكاء الصناعي والتكنولوجيا المخيفة التي بدأت تطغى على مفاهيم وأركان وعادات وتقاليد وتعاليم دينية ومجتمعية كبرت عليها الأجيال المتتالية ولذا فإن الأمل لازال مركونا بالوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر في الالتفات لما تتضمنه شكاوى أولياء أمور، يأملون في تغيير مسار حل مشكلتهم الموصوفة أعلاه إلى مسار يطمئنهم معنويا وماديا أيضا ولا زلنا نأمل في جهود وزارة التربية والتعليم على سد فراغات تظهر مع القرارات المباغتة التي لا تخدم الطلاب وتؤثر بشكل عكسي على آبائهم بطريقة أو بأخرى، «اللهم إنَا بلغنا اللهم فاشهد».
1383
| 18 نوفمبر 2025