رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

54

ابتسام آل سعد

حفل جمع الأُمة والأئمة

24 ديسمبر 2025 , 06:13ص

تابعت بكل شغف حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية والذي عُرض فيه فيلم عن البوابة الإلكترونية الجديدة للمعجم التي تتيح للمستخدمين مادة معجمية تاريخية وتعكس دور المعجم في تعزيز الحضور الرقمي للغة العربية وتوسيع دوائر الاستفادة منها عبر الوسائل الحديثة والمتطور في دلالة على أهمية هذه اللغة ليس باعتبارنا عربا فقط وإنما هي لغة ديننا العظيم وكتابه الكريم. ويأتي احتفاء سمو الأمير بهذا الحفل، حفل الإعلان عن اكتمال المعجم بعد 13 عاما من عمل دؤوب لنخبة من الأساتذة الكبار وخبراء اللغة الذين أبحروا عميقا في جذور المصطلحات وتاريخها وتطورها في اهتمام بالغ من سموه الذي كان قد سبقه عام 2019 قرار أميري الذي نص أيضا على أن تصاغ تشريعات الدولة باللغة العربية ويجوز إصدار ترجمة لها بلغات أخرى إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، كما وضح القرار أن اللغة العربية هي لغة المحادثات والمفاوضات والمذكرات والمراسلات التي تتم مع الحكومات الأخرى والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤتمرات الرسمية مع إرفاق النص باللغة الأخرى المعتمدة لتلك الجهات، وتعتمد اللغة العربية في كتابة المعاهدات والاتفاقيات والعقود التي تعقد بين الدولة والدول الأخرى والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية ويجوز اعتماد لغة أخرى على أن ترفق بها ترجمة إلى اللغة العربية.

لذا فإنه بات من الغريب أن تصر بعض الجهات والمؤسسات على اعتماد اللغة الإنجليزية في جميع أمور سياستها في العمل واشتراط أن يتميز منتسبوها بإجادتهم للغة الإنجليزية نطقا وكتابة ويمكن أن يجتازوا اختبارا لها بعكس ما يجب أن يكونوا عليه في المقابل أمام إتقانهم للغة عربية سليمة نطقا وكتابة أيضا وهذا للأسف ما يفتقر له كثيرون ممن طغت اللغة العامية على حياتهم فبات النطق بلغة عربية فصحى يمثل هاجسا شائكا لهم أو ثقلا يشعرون به مع كل حرف من الحروف الأبجدية ناهيكم عن المعضلة الكبرى إذا ما طُلب منهم الكتابة بأسلوب خال من الأخطاء الإملائية أو القواعد وكأن هذه اللغة هي الغريبة علينا مع أنها لغة القرآن الكريم الذي من المفترض أن نكون قد جُبلنا على تلاوته منذ الصغر وهو بحر لمفردات اللغة العظيمة وسر من أسرارها في البلاغة والمعاني والنسق والتعبير والتشبيه وما إلى هذه الأمور التي كان يجب أن تجعل منا جهابذة في اللغة سواء كان ذلك كتابة أو نطقا ولكن للأسف تحولت لغتنا الأم إلى لغة ثانوية أو لغة مهجورة بشكلها الأساسي الذي لا يمكن أن تتفرع منها اللغة العامية المختلفة في الحديث والكتابة ومخارج الحروف. وأذكر في الجامعة أنني التزمت مع صديقة لي بالتحدث الفعلي بلغة عربية فصحى خالية من عيوب القواعد وشذوذ البلاغة حتى في حياتنا مع عائلاتنا وصديقاتنا وكل تفاصيل حياتنا اليومية وتعرضنا لاستهجان كبير واستنكار أكبر من أقرب أفراد أُسرنا الذين لم يتقبلوا تنفيذ هذه الفكرة التي كانوا يرونها على شكل مسلسلات دينية وتاريخية واستبعدوا تماما أن تتحقق بالقرب منهم وفي بناتهم تحديدا حتى اضطرتنا ظروف هذا الاستهجان والانتقاد الهادم إلى التوقف عن هذه التجربة التي لا أذكر كيف استمرت شهرا كاملا لا يزال بعض من عائلاتنا يتذكرونها ويضحكون وكأن الأمر كان خطأ أو نكتة بينما بات من غير المستهجن ذاك الخليط الممسوخ من اللغتين العربية والإنجليزية في حديث الكثيرين أو تطويع الحروف الأجنبية كتابة لتُقرأ باللغة العربية الركيكة أو حتى تقديم لغات أجنبية على لغتنا العربية الأم واعتبار أصحابها (سوبر أشخاص) لمجرد أنهم سيظلون عربا يتحدثون العربية وإن كانت ممسوخة ومشوهة وركيكة لكنهم في النهاية يتحدثون الإنجليزية بطلاقة وهذا الأهم في صورة لم تعد متفشية بيننا فقط بل في معظم الدول العربية إن لم يكن كلها واعتبار هؤلاء (أذكى) من الذين ظلوا حريصين على تعلم لغتهم العربية والتفقه بمكنوناتها العميقة لأن سوق العمل في الأول والأخير يعترف بشهادات اللغة والمقابلات الشخصية التي تتحدث الإنجليزية وعليه لا يمكنك في النهاية أن تجد من يقابلك ليسألك ما اسمك وكيف تجري الأمور؟! فالأول مرغوب بينما الآخر مغضوب عليه !.. Good Luck !.

مساحة إعلانية