رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعد مسألة تفكيك الدولة العميقة كما جاهر ترامب بذلك مراراً وتكرراً من أهم المسائل التي تشغل بال السياسيين والكتاب الأمريكيين، نظراً لغرابتها وكيفية تنفيذها وخطورتها أيضا. ويعد عداء ترامب الشديد لما يسمى «الدولة العميقة» ليس جديدا، حيث أشار إليها خلال ولايته الأولى، بينما في الثانية قد عقد العزم على تفكيك بات لها.
ما هي الدولة الأمريكية العميقة؟
إحدى أكبر المغالطات الشائعة والتي يقع فيها حتى الكثير من المتخصصين في حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بناء تحليلات وتصورات استنادا إلى مصطلح الدولة العميقة؛ فالمصطلح-رغم شيوعه الذائع- غير علمي وغير دقيق بالمرة، ولم يرد في أية موسوعة سياسية حتى الآن. وبعيدا عن أسباب التداول الواسع للمصطلح دون أساس علمي، أصبح المصطلح فيما يبدو اختصاراً أو كناية عن مجموعة المؤسسات والقواعد والبيروقراطية الراسخة أو العتيقة في الدولة، والتي بدورها تلعب دورا ما، أو تؤثر بصورة ما على صانع القرار والسياسة العامة للدولة الداخلية والخارجية.
وعلى هذا القياس، فالمقصود بالدولة الأمريكية العميقة البنية البيروقراطية الفيدرالية وما تشمله من مؤسسات وموظفين وخبراء وقواعد وأعراف.
لماذا يكن ترامب عداء شديدا للدولة العميقة؟
على الرغم من التقارب الفكري والإيديولوجي لمعظم ما يسمى حركات وتيارات ما بعد الديمقراطية، وأبرزهم اليمين المتطرف، والشعبويين، والفوضويين، والنازيين الجدد...وغيرهم. فإن الشعبويين لهم خصلة واحدة فريدة تميزهم عن غيرهم وهي العداء الشديد للنظام المؤسسي القائم وقواعده حتى ولو كانت ديمقراطية. يصعد الشعبويون بصورة ديمقراطية عبر تلك المؤسسات الراسخة؛ لكنهم يعملون بشكل منهجي على تدمير هذا النظام المؤسسي، وبناء تصور جديد للدولة، لتحقيق مآربهم التي لا تتمايز عن مآرب جميع تيارات ما بعد الديمقراطية.
وبناء عليه، يرى ترامب أن النظام المؤسسي الأمريكي القائم بجميع أركانه وقواعده، عائق كبير أمام تحقيق أجندته المتطرفة. فالقضاء على سبيل المثال، يقف دائما له بالمرصاد أمام قوانينه حول الهجرة، والكونجرس حول المساعدات الخارجية.
ومن جانب آخر، لدى ترامب نزعة سلطوية غير خافية حيث ابدى إعجابه مراراً بزعماء سلطويين حول العالم. ومن ثم، يرى أن تفكيك الدولة العميقة سيعزز سلطته على البلاد، وتنفيذ أفكاره وسياساته البعيدة كليا عن نمط السياسة الأمريكية التقليدية. هناك من يرى أيضا أن ترامب يسعى للانتقام من أعدائه داخل هذه الدولة العميقة خاصة مما يعتقد أنه كان السبب في هزيمته في الانتخابات السابقة، وغير المؤيدين له. فتلك الدولة العميقة تعج بالديمقراطيين.
خطة ترامب لتفكيك الدولة العميقة وتحدياتها
بدأت خطة ترامب مبكراً أو قبل انتخابه رسمياً من خلال ترشيح «إيلون ماسك» لمنصب جديد غير معهود وهو منصب «وزير الكفاءة الحكومية»، وكان هدف، بحسب المعلن، هذه الوزارة الجديدة إدخال تحسينات شاملة في الجهاز الإداري للدولة، خاصة العمل على وقف إهدار النفقات غير الضرورية، والحد من البيروقراطية الحكومية أو الفيدرالية. وقد تأكدت الشكوك فيما بعد بأن مرمى الوزارة الحقيقي هو التخلص من الآلاف من الموظفين الفيدراليين، كخطوة أولى لتفكيك الدولة العميقة. إذ لم يمر شهر على ولايته، حتى أعلن ترامب عن قرار بتسريح أكثر من 75 ألف موظف اتحادي بحجة توفير النفقات، وسوء الأداء. وفي سياق ذلك، صرح إيلون ماسك أن تقليص الجهاز الفيدرالي بات ضرورياً لحماية أمريكا من الإفلاس.
وفيما بعد أعلن ترامب عن نوايا لطرد آلاف أخرى من الموظفين في وزارات الطاقة، والصحة، والأعمال، وهيئة السلامة النووية وغيرهم. إذ يقدر عدد الموظفين المرجح تسريحهم خلال السنة الأولى لترامب بنحو 200 ألف موظف. وقد ترافق مع خطة التسريح الجماعي، إعلان ترامب عن نواياه بإلغاء وزارة التعليم الأمريكية بحجة تراجع التعليم رغم النفقات الباهظة المخصصة له.
إن مخطط التسريح الجماعي الذي أصبح العنوان الرئيسي لتفكيك الدولة العميقة لن يتوقف بالقطع، حيث سيفاجئنا ترامب كل أسبوع بموجة تسريح جديدة، وإنهاء هيئات قائمة. حتى تحين الفرصة الملائمة وهي قريبا، ليطال التفكيك أهم المؤسسات الأمريكية قاطبة خاصة القضاء، وهو أهم ما يهدف إليه ترامب. وهنا سيواجه ترامب التحدي الأصعب، فهو يرمي إلى تقويض هذه المؤسسات وبالتحديد الخارجية والقضاء والبنتاجون، وتكديسها بموالين له. إلا أنه سيصدم بعقبات لا حصر لها، أهمها الدستور الأمريكي نفسه الذي يعد من المستحيل تغييره، وكما سيواجه بمعارضين داخل الحزب الجمهوري نفسه، وربما معارضة من مستشاريه، لما سيؤدي ذلك إلى تداعيات ستقلب السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية رأسا على عقب. فتحدي القضاء الأمريكي الراسخ ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
خطورة تفكيك الدولة الأمريكية العميقة
ينطوي التفكيك على مخاطر لا حصر لها، سنذكر بعضا منها على الأقل على المدى القريب:
- تعزيز السلطوية الشعبوية لترامب على حساب الديمقراطية
- حرمان الولايات المتحدة من أبرز الكفاءات في الجهاز الإداري، مما سيضعف الدولة
- تنامي الانقسام الأمريكي الذي يعد أخطر تهديد يواجه الولايات المتحدة
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025