رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة العصيمي

مساحة إعلانية

مقالات

2145

فاطمة العصيمي

من الكتاتيب إلى العالمية: تطور التعليم في دولة قطر

24 يناير 2025 , 02:00ص

يمثل التعليم في دولة قطر الركيزة الأساسية التي قامت عليها نهضة الدولة الحديثة، وواحدًا من أهم محاور رؤية القيادة القطرية لبناء مجتمع مستدام يواكب المتغيرات العالمية. ومنذ بداياته المتواضعة وحتى تحوله إلى نموذج عالمي، يبقى التعليم القصة الأكثر إلهامًا في مسيرة التطور الوطني في دولة قطر.

وعلى مدى العقود الماضية، انتقل التعليم القَطري من الكتاتيب في المساجد والدور الأهلية، التي شكّلت نواة التعليم المبكر، إلى منظومة حديثة تعتمد على مناهج متطورة وأطر تنظيمية مبتكرة. إذ كانت البداية بسيطة، حيث تركز التعليم على تلقين القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية، في وقت كان المجتمع القطري يعتمد على البحر والصيد كمصادر رزق رئيسية. ولكن مع اكتشاف النفط في منتصف القرن العشرين، حدثت نقلة نوعية، حيث بدأت الدولة بالاستثمار المكثف في إنشاء المدارس ومراكز الثقافة، وتطوير المناهج.

ومع ازدهار الاقتصاد، تحولت دولة قّطر إلى نموذج فريد يجمع بين جودة التعليم والتركيز على تنمية الإنسان، إدراكًا بأن العقول هي الثروة الحقيقية. وقد جاءت رؤية قطر الوطنية 2030 لتؤكد أهمية التعليم كأداة لتحقيق التنمية الشاملة، حيث عززت الدولة سياسات تعليمية تستهدف بناء جيل مثقف قادر على مواجهة التحديات العالمية. وشهد التعليم تطورًا لافتًا مع تأسيس جامعة قطر التي أصبحت منارة علمية وأكاديمية تسهم في تأهيل الكوادر الوطنية. وإلى جانب ذلك، نجحت الدولة في استقطاب جامعات عالمية كبرى، مثل جامعة جورجتاون وكارنيجي ميلون وتكساس، عبر مؤسسة قّطر، مما جعل المدينة التعليمية مركزًا عالميًا للابتكار.

ولم يقتصر التعليم في دولة قَطر على الجوانب الأكاديمية، بل أولت القيادة الحكيمة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل. ومن خلال برامج تدريبية وشراكات مع مؤسسات دولية، أصبح الشباب القطري مؤهلًا لدخول مجالات العمل المتقدمة، مما أسهم في تعزيز ريادة قطر في الاقتصاد القائم على المعرفة.

إضافة إلى ذلك، مثّلت التكنولوجيا رافدًا أساسيًا لتطوير التعليم. خلال جائحة كورونا، أظهرت قطر مرونة استثنائية في الانتقال إلى التعليم عن بُعد، مما ضمن استمرارية العملية التعليمية بكفاءة. كما تم إطلاق مبادرات لتعزيز التعليم الرقمي، مثل توزيع الأجهزة الذكية للطلاب وتطوير منصات تعليمية متقدمة.

ورغم انفتاح قطر على التعليم العالمي، لم تغفل الدولة عن تعزيز الهوية الوطنية والقيم الثقافية. فقد تم إدراج مواد التربية الوطنية والتاريخ القطري ضمن المناهج الدراسية، تأكيدًا على ضرورة التوازن بين الانفتاح والاعتزاز بالهوية. كما أسهمت المناهج القطرية في تعزيز روح المواطنة لدى الأجيال الناشئة من خلال التركيز على القيم الإسلامية والتراث العربي.

** إن قصة التعليم في قَطر تعكس رؤية استشرافية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل. فهي ليست مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل مشروع وطني شامل يسهم في بناء أمة مستدامة. وبينما تمضي قطر قدمًا في تحقيق أهدافها الطموحة، يظل التعليم هو المحرك الرئيسي الذي يضمن استمرار النجاح والابتكار. فالتعليم في دولة قطر ليس مجرد نموذج محلي، بل رسالة عالمية تؤكد أن الاستثمار في الإنسان هو أساس بناء المجتمعات الناجحة. وبين إرث الماضي وزخم الحاضر وآفاق المستقبل، تبقى دولة قَطر منارة تعليمية مضيئة في المنطقة العربية والعالم بأسره.

اقرأ المزيد

alsharq تخيلوا ولا تصدقوا

- تخيلوا أن الأزمة قد انتهت والعدوان توقف وعاد أهل شمال غزة لأنقاض منازلهم ونشطت الطواقم الإنسانية في... اقرأ المزيد

135

| 18 سبتمبر 2025

alsharq قطر ستبقى حرة تسمو بروح الأوفياء

ترأست دولتنا الحبيبة قطر اجتماع القمة العربية الإسلامية الطارئة في عاصمتنا الدوحة، وذلك لمناقشة ما حدث في بلادنا... اقرأ المزيد

108

| 18 سبتمبر 2025

alsharq فزعة عربية إسلامية.. دوحة السلام خط أحمر

في القمة الطارئة التي استضافتها الدوحة أظهر الملوك والأمراء والرؤساء المشاركون في فعالياتها أنهم مع قطر قلباً وقالباً،... اقرأ المزيد

96

| 18 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية