رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مها الغيث

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

1047

مها الغيث

يوم الكتاب العالمي ومكتبات العالم

23 أبريل 2025 , 02:00ص

الكتاب زيارة لمكتبات العالم: أشهر مكتبات بيع الكتب

المؤلف خورخي كاريونالكتاب باللغة الأصلية Librerías - By: Jorge Carrión

المترجم ريم داوود

دار النشر العربي للنشر والتوزيع

الطبعة (1) 2018

عدد الصفحات 336

التصنيف الكتب والمكتبات

يمثّل الثالث والعشرون من أبريل، قيمة رمزية في العالم الثقافي، فقد اعتمدته منظمة اليونسكو ليكون (اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف)، احتفاء بدور الكتاب في مدّ جسور المعرفة بين ثقافات العالم شرقاً وغرباً، وكحلقة وصل بين أجيال الماضي والحاضر، وقد تم اختيار هذا اليوم تحديداً لمصادفته ذكرى رحيل عدد من أعلام الأدب العالمي، مثل الأديب الإنجليزي (ويليام شكسبير)، والروائي الإسباني (ميغيل دي ثيربانتس)، والمؤرخ البيروفي (إنكا غارثيلاسو دي لا فيغا).

وفي احتفالية هذا اليوم، يفتعل كتاب (زيارة لمكتبات العالم: أشهر مكتبات بيع الكتب) ضجة كبرى، ومؤلفه الإسباني يستعرض من خلال رحلاته حول العالم، مكتبات القرون السابقة، ومكتبات الماضي القديم والحديث منها، تصحبهم جميعاً دور النشر والكتّاب والقرّاء والباعة والإصدارات والعناوين والتواريخ والمعالم والمدن والآثار والأحداث، والتي أصبح يتطفل عليها أجمعين بلا استثناء، مكتبات العالم الافتراضي وكتبه الرقمية! والكتاب الذي حصل على جائزة (ألاجراما)، وتُرجم لأكثر من عشر لغات، فمؤلفه هو (خورخي كاريون). أستاذ جامعي، يدرّس الأدب ويقدّم برامج أكاديمية في الكتابة الإبداعية، إضافة إلى مقالاته التي ينشرها في جريدة نيويورك تايمز، وجرائد أخرى معروفة في أمريكا اللاتينية، وقد أصدر العديد من الأعمال الأدبية والروائية.

إضافة إلى العنوان الذي يصف الكتاب بدقة، تعبّر العبارة على غلافه الأول "العالم مكتبة والمكتبة عالم" أوجز وأجزل تعبير، فالمؤلف الذي وجد أن الطريقة التي تربط قصة ما بالأدب وتنسجم في أجوائه، تبدو وكأنها تشبه "ارتباط مكتبة واحدة بكل المكتبات الموجودة، ووجدت، بل وربما التي ستوجد مستقبلاً أيضاً". وهو رغم تصنيفه "المجاز والمرسل والمتجانس" كأبلغ التعبيرات اللغوية، إلا أنه يقرر ولوج جميع المكتبات، السالفة والحالية والتي ستنشأ مستقبلاً، مباشرة وبوضوح ودون مجاز! وهو إذ يباشر الولوج، يؤكد بأن التجول في أي مكتبة لا يتطلب جواز سفر، فهي تقرّب العالم وتضعه بين يديه، وتبطّئ له الزمن، وتخصّه بامتياز مختلف من الحرية، وتجعل تجواله ضرباً آخر من السياحة، أو حسب تعبيره "تصبح السياحة نوعاً مختلفاً من القراءة".

لقد وجد المؤلف نفسه يجول في مكتبات مختلفة حول العالم، كالذي يمهر أوراقاً رسمية بأختامها، فأصبح كالذي جمع في حوزته وثائق تشهد على مثوله في كل تلك المكتبات أثناء خط رحلته على الطريق الدولي، حيث أكثرها أهمية وجودة وعراقة وجاذبية وعالمية. فيصف مكتبات مثل: "جرين آبلز بوكس (كُتُب التفاح الأخضر) في سان فرانسيسكو، و لا بالينا بيانكا (الحوت الأبيض) في مدينة ميريدا الفنزويلية، و روبنسون كروزو في إسطنبول، و لا لوبا (العدسة المكبرة) في مونتفيدو، وفي إيكوم دي باج ( رغوة الصفحات) في باريس، وفي بوك لاونج (صالة الكتب) في كيب تاون، وفي إيتيرنا كادينسيا في بوينس آيرس، و لا رافاييل البيرتي في مدريد، وفي كاسا تومادا (البيت المحتل) في بوجوتا، وفي ميتاليس بيسادو (المعادن الثقيلة) في سانتياجو دي تشيلي، وفي دانتي وديكارت في نابولي، وفي جون ساندو بوكس في لندن، وفي ليتيرانتا في بالما دي مايوركا".

وبعد أن يتساءل المؤلف عن الهيئة التي كانت عليها مكتبات القرن الثامن عشر، يعرض ما قدّمه كاتب أمريكي من تاريخ تفصيلي عن الطريقة التي تطور فيها ترتيب الكتب فوق الرفوف! فالبائع آنذاك كان يُرى جالساً خلف منضدة واسعة وهو محاط بأكداس ضخمة من المجموعات الورقية، غير مغلفة، ومشدودة بخيوط كل على حدة، تربض جميعاً داخل صناديق خشبية. يستمر في حديثه عن (أقدم المكتبات في العالم) ويقول عن صاحب مكتبة (تيميل أوف ذا ميورس) في لندن: "كان يرفض التخلص من الكتب غير المباعة، ويعمد إلى بيعها بأثمان أقل من سعرها الأصلي، وهو ما يتفق مع مبادئه التي دوّنها كالتالي: (الكتب هي مفاتيح المعرفة والعقل والسعادة، ويحق لكل فرد أياً كان وضعه الاقتصادي، أو طبقته الاجتماعية، أو جنسه، أن يحصل عليها بثمن زهيد)".

ثم يقول متعجباً بينما يتجول في (مكتبة شرقية): "هناك وفرة في كتب إنكار الحقائق في (تركيا)، والكتب المعادية للسامية في (مصر)، والإصدارات المعادية للإسلام في (إسرائيل). داخل مكتبة (مدبولي) في ميدان (طلعت حرب) بالقاهرة، رأيت ثلاث نسخ لـ (بروتوكولات حكماء صهيون). رأيت فيها أيضاً الأعمال الكاملة لـ (نجيب محفوظ)، الكاتب المصري الوحيد الذي ضاهى (شتاين) و (بولز)، ونجح في أن يصبح نقطة جذب سياحي خلال حياته، بصفته زبوناً لقهوة (الفيشاوي) أو (مقهى المرايا) كما نعرفه".

يخص المؤلف خاتمة كتابه بالحديث عن (المكتبات الافتراضية)، التي يظهر فيها توجّه أصحاب المكتبات الحاليين نحو الرقمية، وبكونهم في نهاية الأمر أرباب أعمال يتخذون من مكتباتهم مشاريع تجارية للتكسب المادي، في حين تنتابه الحسرة وهو يصف صالات المكتبات التي طالما رآها أسطورية تجمع الأشباه في حميمية! فيعبّر عن قلقه إزاء التشابك بين المعلومات السمعية والبصرية وانعدام القدرة على التركيز "ما يؤهله الآن ليصبح أمراً طبيعياً، فالقراءة لا تختلف في شيء عن المشي وعن التنفس، ونحن نقوم بها دون تفكير".

مساحة إعلانية