رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تصدرت أفغانستان يوم 15 أغسطس اهتمام و متابعة جميع الدول ووسائل الإعلام و مشاورات الدبلوماسيات عندما دخلت طالبان العاصمة كابل بعد مفاوضات عسيرة وطويلة بوأت الدوحة مكانة دولية بفضل رعايتها منذ عامين لأطول وأعسر مفاوضات سلام بين حركة طالبان والإدارة الأمريكية؛ وهو مما جعل الرئيس بايدن يقول في مكالمة هاتفية مع صاحب السمو أمير قطر بأنه لولا الدوحة لما استطعنا أن نجلي في ظروف إنسانية طيبة مواطنينا والأفغان الذين عملوا معنا و بهذه الروح تستمر الدوحة بتوجيهات من صاحب السمو أميرها -حفظه الله- في أداء رسالتها وتبين ذلك في المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس بايدن وبين صاحب السمو الأمير يوم السبت الماضي. كما أن الرئيس بوتين تحادث مع الرئيس التركي أردوغان في نفس موضوع ما بعد 15 أغسطس. و بدأ العالم يطمئن إلى أن طالبان استوعبت دروس التاريخ و مستعدة للتفاعل إيجابيا مع معطيات السياسة الدولية الجديدة، ولكن إذا ما رجعنا للتاريخ فقد رسخت في ذاكرتنا فقرة جاءت في مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق (دوايت إيزنهاور الذي كان سيد البيت الأبيض من 1953 الى 1961) أجاب فيها عن أسئلة الصحفي الأمريكي (ستيفن أمبروز) الذي سأله عن استشرافه للمستقبل الأمريكي والأخطار المهددة لأمن الولايات المتحدة بعد نصف قرن فقال (أيزنهاور): "أكبر خطر في المستقبل هو عندما يتحد العالم الإسلامي ويستعيد قوته و حضوره بمنظومته التي أخضعت له نصف الأرض"، وهنا سأله (أمبروز) وكيف سيدي الرئيس تستبقون هذه المخاطر؟ فأجاب الرئيس: "لا بد أن يكون لنا نحن الأمريكان موطأ قدم في كل من أفغانستان والعراق! (كان هذا الكلام عام 1960) و حين ألح الصحفي على معرفة سر تحديد مخاطر الوحدة الإسلامية في هاتين الدولتين قال (أيزنهاور): "لأنهما هما الحلقتان الأساسيتان في سلسلة الوحدة الإسلامية تاريخيا و جغرافيا" و من هنا لا بد أن نقدم للقراء لمحات عن جينات أفغانستان لأن لكل أمة جينات (هندسة وراثية حضارية تحدد ردود أفعالها وسياساتها. و يجب أن نعرف أن الطالبان فصيل من قبائل البشتون، هذه البشتون التي كانت ولاتزال منقسمة الى قسمين كبيرين متصارعين هما: الغلزاي والعبدلي.. هؤلاء العبدلي الذي سموا بعد ذلك باسم الدراني، ويمثل البشتون تقريبا 43 بالمائة من الأفغان، بينما يحتل الهزارة وسط أفغانستان ويستقر الأوزبك في الشمال على حدود أوزباكستان ويتقاسمون هذه المناطق مع الطاجيك على حدود طاجيكستان ويتعايش التركمان في الشمال الغربي على تخوم تركمانستان ويدينون بالولاء لعاصمتهم التاريخية عشق أباد. ويتوزع فيما عدا ذلك كل من الإسماعيليين والغرجيز والنوريستانيين على بقية التراب الأفغاني وحين تتأمل الخارطة الجغرافية لهذا الشعب الفسيفسائي، فإنك تقرأ تاريخه من خلال الجغرافيا تتناثر المدن الكبرى كقلاع عتيدة شبه مستقلة لم يجمعها نفوذ مركزي إلا نادراً على مدى القرون: فما أبعد فايز أباد عن كابول وما أبعد باميان عن جلال آباد، وما أبعد مزار الشريف عن قندهار، وما أبعد حراة عن قندوز. والبعد الذي أقصده ليس بعد المسافة الجغرافية بل بعد الاثنيات والأعراق واللغات عن بعضها البعض في نسيج غريب اسمه أفغانستان، أعلنت «استقلالها» عام 1919 وسنت دستورها «القومي» في مناخ دموي تميز باغتيال ملكين من ملوكها، ولا نجد دولة من الدولة المطوقة لأفغانستان تفكر لحظة واحدة في استقلال أفغانستان، إلا بما يخدم مصالحها، وكذلك الأمر لجميعها بدون استثناء. باكستان وإيران وتركمانستان وأوزباكستان وطاجيكستان. وبالطبع وراء هذا الطوق الأول، طوق ثانٍ وأخطر من الدول الكبرى ذات المصالح الإستراتيجية المرتبطة بما يحدث في أفغانستان. وهذا الطوق الثاني مكون من الهند وروسيا الاتحادية والصين. والصراع ما بين هذه الامبراطوريات الثلاث يظهر للعيان واضحاً كذلك في مقاطعة كشمير وبصورة متقطعة في أحداث باكستان منذ ثلاثين عاماً. أنا شخصيا عرفت أفغانستان في العام 1978 عندما كنت أشتغل في مؤسسة جوان فريك للنشر واشتركت مع المثقف الأفغاني المتميز نجم الدين بامات، وكان يشغل منصب المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو، وذلك في إعداد كتاب عن مكة المكرمة والحج إلى بيت الله باللغة الفرنسية، وعرفت من خلال ذلك الصديق بعض تاريخ أفغانستان ومأساتها وهجرة ملكها ظاهر شاه. وكان الشاعر المسلم محمد إقبال ينعت أفغانستان بنعت "قلب آسيا"، بينما كان يسميه (اللورد كورزون) نائب ملك الهند البريطانية بـ "ساحة وغى آسيا" نظراً لتلاحق الحروب فوق سهولها وعلى جبالها.
وعلى هذا المشهد نجد أن صراع القبائل والإثنيات قضى على الأراضي الزراعية فإثنا عشر بالمائة فقط من الأرض الأفغانية صالحة للزراعة.. وزراعة ماذا؟ زراعة الحشيش والمخدرات بنسبة كبيرة على مدى ثلاثين عاماً، فالحشيش هو الذي يمول حروب القبائل، وليس للمزارعين من بذور غير بذور نبات الخشخاش.. إلى أن احتلت طالبان 90 بالمائة من الأرض الأفغانية في سبتمبر 1996، ومنعت ميليشياتهم زراعة الخشخاش. اليوم وعدت طالبان العالم باتباع نهج مختلف عن منهج الحرب لدمج أفغانستان في الدورة الدولية في السياسة والاقتصاد، إلا أن الشريعة ستظل هي الراعية لدستور. المجتمع.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
5865
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
5595
| 25 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من عمق الذاكرة لتذكره بأن الحياة، مهما تزينت بضحكاتها، تحمل في جيبها دائمًا بذرة الفقد. كنتُ أظن أني تعلّمت لغة الغياب بما يكفي، وأنني امتلكت مناعة ما أمام رحيل الأصدقاء، لكن موتًا آخر جاء هذه المرة أكثر اقترابًا، أكثر إيغالًا في هشاشتي، حتى شعرتُ أن المرآة التي أطل منها على وجهي اليوم ليست إلا ظلًّا لامرأة كانت بالأمس بجانبي. قبل أيام قليلة رحلت صديقتي النبيلة لطيفة الثويني، بعد صراع طويل مع المرض، صراع لم يكن سوى امتحان صعب لجسدها الواهن وإرادتها الصلبة. كانت تقاتل الألم بابتسامة، كأنها تقول لنا جميعًا: لا تسمحوا للوجع أن يسرقكم من أنفسكم. لكن ماذا نفعل حين ينسحب أحدهم فجأة من حياتنا تاركًا وراءه فراغًا يشبه هوة بلا قاع؟ كيف يتهيأ القلب لاستيعاب فكرة أن الصوت الذي كان يجيب مكالماتنا لم يعد موجودًا؟ وأن الضحكة التي كانت تفكّك تعقيدات أيامنا قد صمتت إلى الأبد؟ الموت ليس حدثًا يُحكى، بل تجربة تنغرس في الروح مثل سكين بطيئة، تجبرنا على إعادة النظر في أبسط تفاصيل حياتنا. مع كل رحيل، يتقلص مدى الأمان من حولنا. نشعر أن الموت، ذلك الكائن المتربّص، لم يعد بعيدًا في تخوم الزمن، بل صار يتجوّل بالقرب منا، يختبر خطواتنا، ويتحرّى أعمارنا التي تتقارب مع أعمار الراحلين. وحين يكون الراحل صديقًا يشبهنا في العمر، ويشاركنا تفاصيل جيل واحد، تصبح المسافة بيننا وبين الفناء أقصر وأكثر قسوة. لم يعد الموت حكاية كبار السن، ولا خبرًا يخص آخرين، بل صار جارًا يتلصص علينا من نافذة الجسد والذاكرة. صديقتي الراحلة كانت تمتلك تلك القدرة النادرة على أن تراك من الداخل، وأن تمنحك شعورًا بأنك مفهوم بلا حاجة لتبرير أو تفسير. لهذا بدا غيابها ثقيلاً، ليس لأنها تركت مقعدًا فارغًا وحسب، بل لأنها حملت معها تلك المساحة الآمنة التي يصعب أن تجد بديلًا لها. أفكر الآن في كل ما تركته خلفها من أسئلة. لماذا نُفاجأ بالموت كل مرة وكأنها الأولى؟ أليس من المفترض أن نكون قد اعتدنا حضوره؟ ومع ذلك يظل الموت غريبًا في كل مرة، جديدًا في صدمته، جارحًا في اختباره، وكأنه يفتح جرحًا لم يلتئم أبدًا. هل نحن من نرفض التصالح معه، أم أنه هو الذي يتقن فنّ المداهمة حتى لو كان متوقعًا؟ ما يوجعني أكثر أن رحيلها كان درسًا لا يمكن تجاهله: أن العمر ليس سوى اتفاق مؤقت بين المرء وجسده، وأن الألفة مع الحياة قد تنكسر في لحظة. كل ابتسامة جمعتها بنا، وكل كلمة قالتها في محاولة لتهوين وجعها، تتحول الآن إلى شاهد على شجاعة نادرة. رحيلها يفضح ضعفنا أمام المرض، لكنه في الوقت ذاته يكشف جمال قدرتها على الصمود حتى اللحظة الأخيرة. إنها واحدة من تلك الأرواح التي تترك أثرًا أبعد من وجودها الجسدي. صارت بعد موتها أكثر حضورًا مما كانت عليه في حياتها. حضور من نوع مختلف، يحاورنا في صمت، ويذكّرنا بأن المحبة الحقيقية لا تموت، بل تعيد ترتيب نفسها في قلوبنا. وربما لهذا نشعر أن الغياب ليس غيابًا كاملًا، بل انتقالًا إلى شكل آخر من الوجود، وجود نراه في الذكريات، في نبرة الصوت التي لا تغيب، في اللمسة التي لا تزال عالقة في الذاكرة. أكتب عن لطيفة رحمها الله اليوم ليس لأحكي حكاية موتها، بل لأواجه موتي القادم. كلما فقدت صديقًا أدركت أن حياتي ليست طويلة كما كنت أتوهم، وأنني أسير في الطريق ذاته، بخطوات متفاوتة، لكن النهاية تظل مشتركة. وما بين بداية ونهاية، ليس أمامي إلا أن أعيش بشجاعة، أن أتمسك بالبوح كما كانت تفعل، وأن أبتسم رغم الألم كما كانت تبتسم. نعم.. الحياة ليست سوى فرصة قصيرة لتبادل المحبة، وأن أجمل ما يبقى بعدنا ليس عدد سنواتنا، بل نوع الأثر الذي نتركه في أرواح من أحببنا. هكذا فقط يمكن أن يتحول الموت من وحشة جارحة إلى معنى يفتح فينا شرفة أمل، حتى ونحن نغالب الفقد الثقيل. مثواك الجنة يا صديقتي.
4449
| 29 سبتمبر 2025