رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رائد حمزة مقداد

مساحة إعلانية

مقالات

408

رائد حمزة مقداد

قطر ليست جغرافيا.. بل كرامة تُحتضن

19 سبتمبر 2025 , 12:06ص

في حضن الأرض التي لا تسألنا من أين جئنا، بل تحتفي بما نحمله من إنسانية، تنبت جذور الانتماء من رحم الاحترام، وتزهر مشاعر الولاء في ظل الكرامة. قطر، يا أرض الطمأنينة، يا وطن الأمن والسلام، يا حضن الحلم الذي صار واقعًا، ويا دفء القلب الذي وجد نبضه فيك. هنا، لا يُقاس الإنسان بجنسيته، بل بما يقدمه من خير، ولا يُوزن بالعِرق، بل بالعلم والعمل. في قطر، كل خطوة على ترابها تُشعرنا أننا في بيتنا، وكل نسمة من هوائها تُنادي فينا: «أنت منّا، وإن لم تولد هنا». يا قطر، يا أرض الخير، يا وطن الأمان، يا نبض الإنسانية، يا من فتحتِ لنا أبواب الحياة بكرامة، واحتضنتِ أحلامنا دون شروط، ورفعتِ راية الاحترام فوق كل اختلاف. حكومتك الرشيدة، وشعبك الكريم، هم مرآة النبل، وعنوان السخاء، ومصدر الطمأنينة. فيك تُبنى الأسر، وتُحترم الشهادات، وتُقدّر الجهود، وتُصان الكرامة. فيك نزرع الأمل، ونحصد السلام، ونكتب قصة انتماء لا تُنسى. قطر، أنتِ الوطن الذي لا يُشترط فيه الأصل، بل يُصنع فيه المستقبل، وتُولد فيه الإنسانية من جديد. بين الأرض التي وُلد فيها الإنسان، والأرض التي احتضنت إنسانيته، يبقى سؤال الانتماء حاضرًا في وجدان كل من عاش تجربة الاغتراب: أيهما أولى بالولاء؟ هل الوطن هو حيث الجذور والذكريات، أم حيث الكرامة والاحترام؟ ليس من السهل أن يفصل الإنسان بين حنينه لأرض نشأ فيها، وبين امتنانه لأرض منحته ما كان يحلم به من فرص وعدالة وطمأنينة. فالوطن، في جوهره، ليس مجرد مكان وُلدنا فيه، بل هو حيث نشعر بأننا مرئيون، مسموعون، ومُقدّرون. من منظور علم النفس والفلسفة، الانتماء ليس فقط ارتباطًا جغرافيًا، بل هو علاقة وجدانية وعقلانية مع بيئة تُنصف الإنسان وتُقدّر جهده. ومع ذلك، فإن الأرض التي وُلدنا فيها تبقى جزءًا لا يتجزأ من هويتنا، نحملها في قلوبنا، ونحترم تاريخها، ونعتز بجذورنا فيها، حتى وإن حالت الظروف دون أن نعيش فيها كما نأمل. الولاء لا يعني الإنكار، والانتماء لا يعني النسيان. بل هو توازن بين الوفاء للأصل، والامتنان لمن فتح لنا أبواب الأمل. فالأرض التي منحتنا فرصة جديدة للحياة بكرامة، لا تلغي حبنا للأرض التي وُلدنا فيها، بل تُكمله وتُثريه. وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نُعبر عن خالص الشكر والامتنان لدولة قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، التي أثبتت أن الوطن الحقيقي هو حيث يُحترم الإنسان. فبقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحكمة حكومة دولة قطر الرشيدة، وبطيبة شعبها الكريم، أصبحت قطر نموذجًا للأمان والكرامة الإنسانية. قطر لم تطلب منّا أن نكون منها، بل أن نكون إنسانًا فقط. هنا تُحترم الشهادة، ويُقدّر الجهد، وتُصان الكرامة، وتُبنى الأسر، وتُزرع الأحلام، وتُحصد الطمأنينة. هنا لا يُسأل الإنسان عن أصله، بل يُحتفى بما يقدمه. قطر هي الوطن الذي يُصنع فيه الانتماء. وهي الأرض التي تستحق أن نُخلص لها، ونحميها كما حمتنا، ونبني فيها مستقبلًا يليق بإنسانيتنا، دون أن ننسى جذورنا، أو نجحد أرضًا وُلدنا فيها، بل نُكرمها بالوفاء، ونُكرم قطر بالانتماء.

مساحة إعلانية