رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مها الغيث

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

531

مها الغيث

شيرين أبو عاقلة: الشاهدة والشهيدة

19 مايو 2025 , 02:00ص

«أيقونة الإعلام الفلسطيني»، «عميدة المحاربين العرب»، «شهيدة الفجر»، «شهيدة الميدان»، «شهيدة الكلمة الحرة».. أوسمة زادها رفعة، تمثيلها للتي ما برحت تمهر الخبر من قلب الحدث باسمها حتى أصبح دمها المهر والخبر.. أو «نجمة القدس» في أرفع وسام تمنحه السلطة الفلسطينية، لكنها بالأحرى «الشاهدة والشهيدة» التي زُفت كعروس لطُهر القدس، بين قرع أجراس الكنائس، وتكبيرات مآذن المساجد.

يسجّل كتاب (شيرين أبو عاقلة: الشاهدة والشهيدة) شهادة حية لرسالة الصحفية الأولى في نقل الواقع الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، لا سيما منذ 1997 حيث التحاق الصحفية شيرين أبو عاقلة بقناة الجزيرة الإخبارية، حتى لحظة استشهادها في 2022. وبينما يأخذ مؤلف الكتاب (هيثم زعيتر) عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، على عاتقه مهمة التوثيق، يتولى (د. رمزي خوري) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التقديم للكتاب، الذي في نظره سيروي للأجيال مسيرة الصحفية المهنية خلال ربع قرن انتهت ببذل دمائها وتوّجت بـ «أيقونة الحق والحقيقة»، وتحوّل مراسم تشييعها إلى عرس وطني، رغم ما طاله من اعتداء وحشي بقبضة الاحتلال، حيث «أكَّدت هيبة جنازتها على رسالة أخرى، وهي أن القدس فلسطينية، وستبقى كذلك إلى الأبد» حسب ما قال. كذلك، لا يعتقد مدير دار النشر (زياد شبيب) بسهولة المهمة التي اضطلعت بها «شاهدة الحق»، كشابة مسيحية مقدسية، قررت التصدي لمحاولات تُحيل القضية الفلسطينية كوطن محتل إلى قضية صراع ديني وحسب، «أي عملياً، تشويه حقيقة هذه القضية وتحويلها من قضية وطن مسلوب وشعب مظلوم يتعرّض للإبادة العنصرية المستمرة، إلى قضية صراع ديني بين اليهود والمسلمين».

يعرض الكتاب مسيرة الصحفية من خلال تسعة أبواب، تكشف عن تفاصيل لم تخلُ من شجن، والمؤلف يهديه إلى «الشاهدة والشهيدة» مع أولئك المؤمنين بقوة الكلمة والصورة في إرهاب العدو، ومع كل من ناصر «قضية الحق والعدالة في أرض المرسلين». يستفتح (الباب الأول: بين الولادة والشهادة) بالبطاقة الشخصية للصحفية، كفلسطينية شهدت مدينة القدس ميلادها في الثالث من أبريل عام 1971، وآثرت دراسة الصحافة على الهندسة، والعمل لصالح وطنها على فرص العمل الواعدة كأمريكية الجنسية، فعملت في (وكالة الأونروا) و (إذاعة صوت فلسطين)، حتى انتقلت للعمل في قناة الجزيرة واستشهدت على مرأى شاشاتها غداة الحادي عشر من مايو 2022، برصاص قنّاص إسرائيلي، وهي تغطي أحداث مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة! يغطي هذا الباب أيضاً زيارتها الأخيرة لمكتب الجزيرة والوداع والتكريم الرسميين في رام الله، ومراسم الجنازة والتشييع الذي جللها بعلم فلسطين وكوفية وإكليل ورد، ومواقف التنديد الدولية بالعدوان على المراسم من قبل جنود الاحتلال، مع آخر صورة لها ولزميلتها (جيفارا البديري) مرفقة بعبارة: «ما بنعرف شو بصير» بينما كانتا تتحدثان بمرح حول عيد ميلادها، وينتهي الباب بسردية مدير مكتب الجزيرة في فلسطين (وليد العمري)، لا سيما التوقيت الزمني لجريمة الاغتيال.

أما (‎الباب الثاني: الموقف الفلسطيني)، فيعرض مواكبة الرئيس الفلسطيني لكافة تفاصيل الجريمة، وحرصه على تصعيدها في المحافل الدولية، بينما يروي (‎الثالث: عائلة أبو عاقلة.. إصرار على معاقبة الجناة) صدمة العائلة في تلقي خبر الاستشهاد، ومحاولاتها الجادة للتصعيد من خلال الرئيس الأمريكي. وفي (‎الرابع: الاحتلال يمارس التضليل)، يظهر تضارب الروايات الإسرائيلية التي قُدمت في ملابسات القضية كمحاولة مكشوفة للتملص، ويعرض شهادة الشاب (شريف العزب) ومحاولته إنقاذ الصحفية بعد سقوطها بمحاذاة الشجرة، وإصابة زميلها (علي السمودي) وهلع زميلتها الشابة (شذا حنايشة). ثم يعرض (‎الخامس: الموقف العربي والدولي) ردود الأفعال العربية والعالمية المنددة والمطالبة بمعاقبة مرتكبي الاغتيال، في حين تظهر السلطة الفلسطينية في (‎السادس: التحقيقات تثبت مسؤولية الاحتلال) وهي تتولى زمام التحقيق والاحتكام قضائياً في المحكمة الجنائية الدولية. كذلك، لم يبخل (‎السابع: الإعلام يتضامن مع أيقونته) في عرض تضامن وسائل الإعلام مع القضية منذ بدايتها على رأسها (تلفزيون فلسطين)، بينما يعرض (‎الثامن: تكريم من فلسطين إلى العالم) توالي أشكال التكريم للصحفية، من منح الأوسمة، وتشييد اللوحات الجدارية، وإطلاق اسمها على عدد من الشوارع، وتخصيص منح دراسية وجوائز أكاديمية باسمها في بعض الجامعات، في حين يعرض (‎التاسع: شيرين الإنسانة)، مجموعة صور تذكارية للصحفية، تطل في أولاها بكسرة خبز في يدها تعلمت من (السيد المسيح عليه السلام) أن تُقاسمها الفقراء، ومرة أخرى باكية على الهواء مباشرة، إثر اقتحام جنود الاحتلال باحة المسجد الأقصى والأحياء القديمة.

ختاماً، والمؤلف يسترجع اللازمة التي كانت تختتم بها الصحفية تقاريرها الإخبارية اليومية من فلسطين عبر ميكروفون الجزيرة، يوثّق بدوره خاتمة آخر تقرير الذي لم تنطقه باسمها بل روته بدمها، ورسالتها التي لم تحِد في الحق صوتاً وصورة.. وبأن «القدس» كما قالت «ستبقى لأهلها، وسندحر عنها المحتل الغازي»، موصياً في الختام: «لتبقى التغطية مستمرة مع شيرين....».

اقرأ المزيد

alsharq حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب... اقرأ المزيد

1815

| 04 نوفمبر 2025

alsharq إذا رغبت الحياة.. فاهجر ضفافك!

ثمّة نداءات خفية خافتة عن الأسماع، ظاهرة على الأفئدة، تُستشعر حين تضيق على النفس الأرض بما رحبت، وتنقبض... اقرأ المزيد

270

| 04 نوفمبر 2025

alsharq نظم في قطر

انطلقت أمس مباريات بطولة كأس العالم للناشئين في ملاعب أسباير لتعيد إلى الأذهان ذكرى مونديال 2022 للكبار، الذي... اقرأ المزيد

285

| 04 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية