رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

183

منى الجهني

الدوحة في قلب العاصفة.. وقمة الوضوح

17 سبتمبر 2025 , 12:34ص

اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي دعت إليها دولة قطر لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي الغادر، في لحظة تاريخية أعادت رسم ملامح المشهد العربي والإسلامي. لم يكن البيان الختامي مجرد ترديد لعبارات الإدانة التقليدية، بل حمل مواقف عملية ودعوات صريحة لمراجعة العلاقات، ومساءلة إسرائيل سياسيًا وقانونيًا، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب التي سئمت الاكتفاء بالتصريحات الرنانة. 

منذ لحظة الانعقاد، كانت القمة قمة وضوح الموقف. حيث بدأت بإدانة الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، وأكدت أنّ المساس بدولة عضو ليس اعتداءً عليها وحدها، بل على الأمن الجماعي العربي والإسلامي. وقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجلسة القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي.

 كلمات جاءت لتؤكد أن السيادة القطرية خط أحمر، وأن الصمت لم يعد خيارًا صالحا بعد اليوم. 

في الوقت الذي يبحث فيه نتنياهو عن نصر مفقود في فلسطين، وجه غدره إلى قطر، في عدوان فاشل متوهمًا أن ذلك سيعزز رصيده الدولي، لكن بحساباته الخاطئة فشل القصف منذ لحظته الأولى. لقد انقلب السحر على الساحر، إذ لم يحصد الاحتلال سوى الإدانة والعزلة، بينما حصدت قطر تضامنًا مطلقًا وتأكيدًا على دورها المركزي كوسيط لا غنى عنه في تحرير الأسرى وفي مساعي السلام. 

ان البيان الختامي شدد على أن الاعتداء على قطر مسّ وجدان الأمة كلها، ودعا المجتمع الدولي، وخصوصًا الأمم المتحدة، إلى تحميل إسرائيل التبعات القانونية. لكنه في الوقت نفسه وجه بوصلة المسؤولية إلى الشعوب، داعيًا إياها إلى أن تكون شريكًا في صناعة القرار عبر الضغط والمطالبة والمراقبة. فالمعادلة لا تتغير بالبيانات وحدها، بل بوعي جماهيري قادر على دفع الحكومات إلى مواقف أكثر صلابة.

ما كشفه هذا العدوان لم يكن مجرد عداء لإرادة قطر، بل محاولة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، وقتل أي مسار تفاوضي عادل. غير أن الرد العربي والإسلامي الموحد أثبت أن التضامن لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية في زمن تختبر فيه الأوطان حدود بقائها. كما أبرزت القمة دور الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة حملات التضليل الإسرائيلية، وتشكيل رأي عام عالمي يعكس الحقائق والحقوق المشروعة للشعوب. 

لقد ترك العدوان أثرًا عميقًا في الوجدان العربي والإسلامي، وأدرك المواطن العربي أن الخطر قد يطرق أبواب أي عاصمة، لا فلسطين وحدها. وهذا الإدراك زاد من قوة التضامن مع قطر، ووسّع دائرة التعاطف مع غزة المحاصرة والمجروحة. البيان الختامي لم يكتفِ بالشجب، بل وضع خطوطًا حمراء للممارسة الدولية، ودعا إلى خطوات ملموسة دبلوماسية، قانونية، اقتصادية، وإعلامية.

البيان الختامي ليس نهاية المطاف، بل نقطة مفصلية تدعو للمضي قدما بخطى ثابتة وواثقة، نحو ترجمة المواقف الى سياسات عملية تصنع الردع وتحمي السيادة. وهو ماعبر عنه سمو الأمير بقوله: «نحن لا نساوم على سيادتنا ولا نسمح بالاعتداء على أرضنا وقرارنا الوطني». 

لقد أثبتت قمة الدوحة أن العاصفة، مهما كانت قاسية، يمكن أن تكون فرصة لإعادة ترتيب الصفوف. فقد جاء العدوان ليؤكد همجية إسرائيل، لكنه في المقابل أعاد توحيد الصفوف بين العرب والمسلمين، وأطلق مسارًا جديدًا يربط بين الإرادة الشعبية والموقف الرسمي. وما سيأتي بعد القمة هو الامتحان الحقيقي: تحويل التضامن إلى قوة ردع، وتحويل البيانات إلى أفعال تحفظ للأمة سيادتها وكرامته.

 

اقرأ المزيد

alsharq رحمات مُرسلة

في مسيرة الحياة، تتسلل إلينا بعض الأرواح كأنها إشارات خفيّة من السماء، تحمل في حضورها سكينة تخفف عن... اقرأ المزيد

165

| 21 أكتوبر 2025

alsharq متى تعود غزة للحياة؟

ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ... اقرأ المزيد

105

| 21 أكتوبر 2025

alsharq ثقافة الإلغاء

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن... اقرأ المزيد

96

| 21 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية