رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

375

أمل عبدالملك

رحلة التميز تبدأ من مقاعد الدراسة

17 أغسطس 2025 , 02:50ص

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يتهيأ الطلاب والطالبات لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والطموحات. فالعودة إلى المدارس ليست مجرد عودة إلى الصفوف والكتب، بل هي عودة إلى طريق بناء المستقبل، ورسم الأحلام، وتحقيق الأهداف، إنّها فرصة ذهبية لكل طالب ليبدأ صفحة جديدة يملؤها بالجد والاجتهاد والإنجاز.

إنّ الدراسة ليست مجرد واجب يومي، بل هي مفتاح يفتح أبواب العلم والمعرفة، ومن ثمّ أبواب المستقبل، وكل ساعة يقضيها الطالب في طلب العلم هي استثمار حقيقي في نفسه وفي وطنه، لذا، من المهم أن يدرك الطلاب أن الاجتهاد اليوم هو طريق التميز غدًا، وأن النجاح لا يُهدى لمن يتكاسل، بل لمن يبذل جهدًا، ويتحدى الصعوبات، ويصبر على المشقة.

ولا يخفى علينا الدور الكبير للمعلمين والمعلمات، فهم حجر الأساس في بناء الأجيال، وصنّاع العقول الذين يضيئون دروب المعرفة، المعلم ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل هو قدوة، وملهم، وموجّه يزرع القيم قبل أن يزرع المعارف، ومن هنا، يجب أن يظل المجتمع ممتنًا لجهودهم، وأن نحرص جميعًا على دعمهم وتشجيعهم، لأنهم يقدّمون رسالة عظيمة لا تقل أهمية عن أي رسالة أخرى في الحياة.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن أن نغفل دور الأهل في تهيئة البيئة المناسبة للتعلم، فالمنزل هو المدرسة الأولى التي يتعلّم منها الأبناء قيم الانضباط والمسؤولية، من المهم أن يوفّر الوالدان أجواءً تساعد أبناءهم على التركيز، بعيدًا عن الملهيات، وأن يتابعوا تقدمهم الدراسي باهتمام وحب. كما أنّ تشجيع الأبناء بكلمات إيجابية، ومكافأتهم على اجتهادهم، يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويدفعهم إلى الاستمرار في طريق النجاح.

ولعلّ العودة للمدارس هي أيضًا مناسبة لغرس قيم التعاون بين الطالب وزملائه، وبين البيت والمدرسة، لأن العملية التعليمية لا تكتمل إلا بتكاتف الجميع، الطالب يحتاج إلى الدعم النفسي والتشجيع، والمعلم يحتاج إلى الاحترام والتقدير، والأهل يحتاجون إلى الصبر والحكمة في التعامل مع متطلبات العام الدراسي.

إنّ بناء المستقبل يبدأ من مقاعد الدراسة، وكل جهد يبذله الطالب اليوم سيؤتي ثماره غدًا، لذلك، لنستقبل العام الدراسي بروح إيجابية، وبعزيمة لا تعرف الكلل، ولنضع نصب أعيننا أن النجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة أكبر من الإنجازات.

• فلنجعل العودة إلى المدارس نقطة انطلاق نحو التميز، ولنُدرك جميعًا – طلابًا ومعلمين وأهلاً – أنّ العلم هو أعظم سلاح نواجه به تحديات الحياة، وأجمل هدية نقدمها لأنفسنا ولأوطاننا.

مساحة إعلانية