رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سلوى حسين الباكر

مستشار ومدرب موارد بشرية

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

582

سلوى حسين الباكر

قبل الاحتفاظ بموظفيك.. هل اخترتهم صح؟

17 يوليو 2025 , 02:00ص

 كثيرًا ما تعتبر المؤسسات أن “الاستبقاء” مؤشر رئيسي لنجاحها، فتطلق البرامج وتخصص الميزانيات لضمان بقاء موظفيها. غير أن الحقيقة التي نحتاج قولها بوضوح هي أن الاستدامة لا تبدأ عند مرحلة الإبقاء على الموظف، بل منذ اللحظة التي نقرر فيها توظيفه. كثيرًا ما نرى جهات عمل تملأ شواغرها بسرعة دون تدقيق في مدى توافق المرشح مع ثقافتها وقيمها أو ملاءمة مهاراته لمتطلبات الوظيفة، ثم بعد فترة تظهر الشكاوى والتذمر من ضعف الأداء وسوء الانسجام، فتستنزف الموارد والجهود في محاولة إصلاح وضع ربما لم يكن سليمًا من الأساس. هنا لا نتحدث عن استبقاء بقدر ما نتحدث عن تصحيح خطأ نشأ منذ البداية.

 التوظيف في بيئة عمل مستدامة ليس مجرد إجراء روتيني، بل قرار استراتيجي مبني على توافق عميق بين المرشح وقيم المؤسسة، ومدى جاهزيته للتطور والعمل ضمن فريق طويل الأمد. الأخطاء تتكرر حين نعين موظفًا لموقع معين بناءً على انطباعات عامة دون التأكد من أن هذا هو المكان الأنسب لقدراته. الواقع يثبت أن الموظف في الموقع الخطأ غالبًا ما يتعثر ولا يحقق المتوقع، بينما حين يُوضع في مكان يتناسب مع مهاراته وطموحاته، ينطلق بعطاء مضاعف ورضا أكبر. لذلك عندما نحسن الاختيار من البداية، تقل حاجتنا لاحقًا لأي برامج استبقاء قسرية، إذ يصبح الموظف شريكًا حقيقيًا في النجاح، لا ضيفًا نسعى جاهدين لإبقائه.

 إن المؤسسات الواعية تدرك أن كلفة التوظيف الخاطئ لا تتوقف عند الرواتب أو التدريب، بل تمتد لتشمل ضياع الوقت وتآكل الثقة وتراجع الروح المعنوية للفريق بأكمله. ولهذا ينبغي أن يتغير مفهوم التوظيف من مجرد ملء شواغر إلى اختيار مدروس يبني أسسًا متينة للمستقبل. كما أن استدامة رأس المال البشري لا تتحقق ببرامج الولاء وحدها، بل تبدأ من توقيع عقد العمل الأول حين يكون القرار سليمًا ومدعومًا برؤية واضحة. هذا ما نراه بوضوح في المؤسسات المزدهرة مقابل تلك التي تتعثر نتيجة سوء اختيار فرقها.

 وأخيرًا، بناء بيئة عمل مستدامة لا يقوم على الشعارات ولا الخطط المؤقتة، بل على اختيار موظفين مؤهلين قادرين على حمل رؤية المؤسسة والمضي بها قدمًا. ويتطلب ذلك حرصًا مضاعفًا على وضع كل فرد في المكان الذي يناسب مهاراته وطموحاته، ليقدم أفضل ما لديه بثقة واستقرار. فحين تكون البداية صحيحة، تكون النتائج ثابتة وطويلة الأمد، ولا تجدي أي برامج تحفيز حين يكون الأساس هشًا. المؤسسات الذكية تختار شركاء طريقها منذ الخطوة الأولى وتضعهم في مواقعهم الصحيحة، لتضمن دوام الثقة والتفوق في كل محطة من رحلتها

اقرأ المزيد

alsharq قطر عنوان الدبلوماسية الهادئة

في زمنٍ تتنازع فيه القوى الإقليمية والدولية على النفوذ السيادي وتغيب فيه لغة العقل أمام صخب المصالح تبرز... اقرأ المزيد

90

| 12 أكتوبر 2025

alsharq الحوار الشامل بين السودانيين ما الذي يعطله؟

المنطق يحتم على السودانيين باختلاف انتماءاتهم العرقية والجهوية وبصفة خاصة النخب السياسية والأكاديمية منهم أن يتدبروا أمرهم جيداً... اقرأ المزيد

117

| 12 أكتوبر 2025

alsharq تشريع الارتقاء بالحياة

في خطوة نوعية تعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، صادق حضرة صاحب السمو الشيخ تميم... اقرأ المزيد

174

| 12 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية