رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

363

د. بثينة محمد الجناحي

الحرب.. من منظور المشاعر

17 يونيو 2025 , 02:00ص

تخيل أننا اليوم نتكلم عن عكس الصورة، فتلاحظ ما يحدث في العالم بدلاً من التهدئة والحث على الجلوس للتفاوض والسلام على حساب التحفيز للحرب! تجد القذائف مجهزة وبأبهى استعداداتها أكثر من الورود! والهدم يسهل على العدو أكثر من بناء السور. أصبحت المدارس مأوى الأموات، بينما ساحة الحروب ملجأ للهدوء؟ أليس غريبا ما يحدث من تقلبات، بل نعجز عن وصف هذا الشعور. 

على الرغم من رسمية الضوابط والأخلاقيات في الحروب ولو بشكلها النظري، إلا أن الموضوع بات أكثر انفعالا جراء مشاعر سياسية لا تزرع الحب على قدر غرسها البارود، ولا تنادي للسلام لأنها تبني قومية تحرض مشاعر تعارض الآخر. وهذا لا يعتبر انطباعا بحسب جوليان بيندا، بل هو وصف لمشاعر في لحظة إدراك ووعي، لها حاجة. 

تظل الشعوب بمشاعر مؤقتة تتحرك بحسب تأثير المشاعر السياسية. ولو تعمقنا أكثر في هذه المشاعر، سندرك أنها تتحكم بمشاعر الجماعة، خاصة عندما تتسم بالقوة والتناغم لنفس الكره السياسي. بينما تظل المشاعر عادة في شتات، أي لا تتقيد برأي الآخر ولا ترتبط فيه بالضرورة لأنها تظل مشاعر شخصية، فردية تبني نظرياتها على أساس وبعد محدود من دون أي انطباع فعلي أو حتمي لواقع الأمر، إلا إذا شاركتها مشاعر أخرى.

 وهنا يكمن التساؤل، إن كانت مشاعر الفرد تقوى وتصقل عندما يجد مجموعة من المشاعر المماثلة متحدة بقوة واحدة. وهذا الأمر جائز بالتأكيد وأكثر تأثيراً، خاصة عندما تتجسد وتعبر من خلال وسيلة يسمع من خلالها صوت واحد متلاحم في التعبير وتخيل عندما تحدد تلك المشاعر خصمها، ومن هنا تحديداً ينادى للحروب بصوت واحد مسموع من دون تراجع او وجود لواسطة تطفئ الهدم وتنقذ الروح.

لأن المشاعر عموماً هي صفة استمرارية، أي تتراكم بحسب قدرة التجاوز أو عدم المقدرة على التخطي. ولا سيما أن العقل المعاصر اليوم يصعب عليه التخطي خاصة في ظل مظاهر ظلم وقمع ودمار لا يحرك ساكنا لصالح الإصلاح في لحظتها، فتظل المشاعر تنادي بأعلى صوتها السياسة أولاً بحلتها الشرسة وما يترتب عليها من تبعات كحاجة للتنفيذ من دون النظر للسلام والذي أصبح كمعنى في الواقع وعرضة للمخاطر أكثر من كونه ملجأ للتفكير والتحاور. إذ يتم التغافل عن هذا المعنى الذي يدعى للسلم في أسوأ ظروفه، ليحل محله الموقف الأخلاقي والاثبات الوجودي لهوية وطنية متزينة بالروحانية والعشق الديني بحسب وصف جوليان بيندا، حيث تتحول تلك المشاعر من مجرد شعور إلى رغبة في فرض الرأي والتعبير العسكري والدفاعي الكامل.

يظل السلم عند من يتجرد من تلك المشاعر، من لا تزال لديه المبادئ الثابتة والقيم التي تضع الشعوب أمامها أولاً، وتراعي التبعات قبل وقوعها، وتسعى في بناء القنوات حتى مع خصومها. المشاعر السياسية لن تتوقف يوماً ما، إنما تتحول في الأخير لمشاعر قومية تنتمي لغالبية الشعوب أكثر من الوعي بالمصالح القومية، والفرق كبير عند النظر في القياسين. الأول يتجرد من النظر للمستقبل، والثاني يعيش في المستقبل قبل حدوثه. الأول يتفاخر بالمشاعر الجياشة في لحظتها، وفي الثاني تهدأ النفوس وينظر في الاتفاقيات ويبنى عليها أخرى من أجل أجيال لها حقوق مدنية مستحقة وعيش كريم منتظر. 

هنا ننظر للحرب بتدريج مبسط، حيث المشاعر عندما تنتقل من كونها فردية إلى سياسية مشتركة مع الأغلبية، حتى تتحول إلى تلاحم قومي من حيث الوعي والتمسك في ذاكرة مشحونة، وصولاً إلى التيقن من المخرجات التي كانت نتيجة تلاحم الذاكرة والمشاعر الجماعية. 

مسألة تدور وتعود مرة أخرى في مدى التحكم بالمشاعر والسيطرة على شراسة الموقف في الأخير.

اقرأ المزيد

alsharq محاسبة الكيان المجرم

رغم أن جريمة الاعتداء من قبل الكيان الاسرائيلي المحتل على قطر مثلت تجاوزا لكل المواثيق والاعراف الدولية الا... اقرأ المزيد

42

| 21 سبتمبر 2025

alsharq حقوق المتقاعدين بين القيود والقوانين

في مقالاتنا السابقة تناولنا قضية التقاعد من زوايا متعددة. تحدثنا أولًا عن المطالبة بتعويض كل من تجاوز خدمة... اقرأ المزيد

42

| 21 سبتمبر 2025

alsharq أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في تشريعات هيئة قطر للأسواق المالية أمراً بالغ الأهمية لضمان سلامة... اقرأ المزيد

39

| 21 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية