رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

288

د. بثينة محمد الجناحي

الصدمة الثقافية.. من باب سد الفراغ

02 سبتمبر 2025 , 01:31ص

التحولات الاجتماعية هي مسألة ترتبط بالفترات الزمنية الانتقالية، فلو أخذنا على سبيل المثال البدايات كفترة الغوص والاعتماد المحدود على مصادر البر والبحر، وصولا إلى مرحلة البترول والتي أنتجت صدمة ثقافية انتقالية، غيرت من خصوصية مجتمع من قاعدة تقليدية إلى نمو اجتماعي متكامل المعالم، انتقل من خلالها انسان المنطقة من كونه حرفيا إلى مهني بمسمى وظيفي ودراسات تخصصية وانضمامه لمنظومة حكومية. فالانتقال المفاجئ يعتبر أيضاً نقلة نوعية لامست تاريخا وماضيا التبس عليه الحال فور دخول تيارات جديدة غيرت من نمط العيش وطبيعة الحياة الاعتيادية إلى طبيعة اعتيادية أخرى. 

فعندما نتطرق إلى مسألة الصدمة الثقافية بشكل خاص، لا بد وأن نستيقن أبعاد تلك الصدمة الزمانية أيضا، لم تظل هذه الصدمة أسيرة فترة ظهور البناء والتأسيس، إنما أثر الصدمات الثقافية مستمر بحسب الطفرات الزمانية والتغييرات الاجتماعية، فتعددت الطفرات وازدادت التحديات، وتفاوتت الإشكاليات، بل وتفرعت فيها الجذور. ولكل زمن انتقالاته النوعية، وتغييراتها الطارئة وظروفها الخاصة بالتأكيد. ولو أخذنا أحد جوانب الصدمات الثقافية، لربما نستيقن أن المجتمع عاشر تبني الصدمات، وانتقل مع التغييرات، وتحول إلى الشخصية الازدواجية، التي تبنت الحاضر وتمسكت بالماضي في نفس الوقت، وهذا بحد ذاته كان سببا للتحولات الاجتماعية المتفاوتة، كتمكين المرأة، وبناء المجتمع وتطوير مقوماته التنموية، بل حتى أصبح الموضوع يرتبط بإنتاجية نفس المجتمع. فالتكوين الجديد خلال الصدمة الثقافية ظلت فيها تبعات لهذه الانتقالية، كتعريف الهوية الجديدة، وبناء الذاكرة الجماعية الوطنية المتجانسة، وطرح التطلعات المستقبلية من حيث مدى تمكين المجتمع أن يكون في صفوف التعليم ومحو الأمية انطلاقاً لبدايات التنمية الشاملة. 

الجانب الاجتماعي في التحولات الثقافية يعتبر من أكثر الأطر حساسية، ومدى فهم والالمام في مستويات التقبل لمثل هذه التغييرات التي جعلت لكل من الطرفين دورا فاعلا خارج سور المنزل وبعيدا عن الحرفية التي كانت أساس الانتاجية بحسب حجم المجتمع وما يحتاجه من معيشة تسد يومه بفائض انتاجي محدود. فالانتقال أصبح أكثر إنتاجية لما هو خارج خريطة الدولة، وأصبح التمويل أكثر سعة من حدود المجتمع في الداخل، فتداخلت التيارات، وأصبحت العولمة أيدلوجية استطاعت أن تؤثر على نمطية التفكير والتأقلم من حيث التأثير الحديث والبنيوية المتقدمة حتى على الطبيعة الخاصة لمجتمع بأكمله. 

اختلفت الدوافع وزاد الاهتمام في تصدير الإنتاج للخارج، حتى أصبحت الحرفية الجزء الصوري والسياحي، متجردة من حرف مارسها الأجداد كمعيشة لا فن، كشدة لا رفاهية. ومن هذه المفارقة أصبحت الانتقالية خلال الصدمة الثقافية «تأقلم» أكثر من كونها «تبني»، فالانتقال المدني أصبح بعباءة الموظف الحديث مقارنة مع الحرفي القديم. وعلى هذا الانتقال الجذري، هل نظل نعتبر أن الصدمة الثقافية لازال لها تأثير؟ وكيف نستطيع فهم هذه الصدمة الثقافية التي ظلت لفترات طويلة كفراغ من دون تفسير لما حدث من تبعات خصوصية ومحلية في الفترة الانتقالية تحديداً.

التساؤل هنا عميق، وأعماقه متفرعة في الأخلاقيات، فهم التغييرات الاجتماعية، ذهنية، جماعية- فردانية حديثة، وإصلاحات تنموية، هوية وطنية تمثل جزئياً تقاليد– لربما أصبحت أكثر صورية.

اقرأ المزيد

alsharq طوارق الليل والنهار

تحولت الطائرات المُسيرة بالريموت كنترول من لعبة صغيرة بريئة يلهو بها الأطفال ويستمتعون بها وهي تطير من مكان... اقرأ المزيد

84

| 07 أكتوبر 2025

alsharq عز نفسك تجدها

من أسمى الإدراكات التي يمكن أن يبلغها امرؤ في يوم ما، أن يُدرك أن الاستغناء سيادةٌ تتجلّى حين... اقرأ المزيد

144

| 07 أكتوبر 2025

alsharq ما بين المرايا

تقول مرآة السيارة: الأجسام المرئية على المرآة ليست على المسافات أو من الأبعاد الحقيقية.. كما هو الحال مع... اقرأ المزيد

66

| 07 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية