رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

417

منى الجهني

عولمة العائلة

16 أبريل 2025 , 02:00ص

الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع والرافد الأول للعاطفة، تعد من أسمى العلاقات الإنسانية، كما أنها المكان الأول الذي تُقاس فيه قيمة الشخص بطريقة تعامله مع أسرته.. والمصدر الأول الذي يكتسب به الفرد أنماط التفكير، والسلوك، والممارسات، والعلاقات.

والأسرة تعد من الأركان المهمة في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ومع تطور الحياة واجهت الأسرة ضغوطا وتحديات. ومن أبرز هذه التحديات التي تواجه الأسرة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية التي تنعكس آثارها على المجتمع بشكل عام ودون استثناء ويعاني جميع أفراد المجتمع من بعض الآثار كالتفكك الأسري والتوترات الداخلية التي ينشأ عنها ضعف المستوى الدراسي والأبعاد النفسية للمشكلات ضمن العائلة الواحدة.

فالأسرة ليست معزولة عن العالم ولا ما يحدث حولنا فالعالم أضحى قرية صغيرة، فالثورة التكنولوجية أثرت بشكل كبير على كل أفراد المجتمع وفئاته المختلفة باتجاهاته.

 بالإضافة إلى ذلك فالعولمة وأثرها الثقافي على الأبناء، إلى جانب ذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصغار والمراهقين والشباب بشكل عام، التي صارت اليوم جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

بلا شك فالأجهزة الذكية أثرت كثيرا في العلاقات ضمن الأسرة الواحدة كالتوترات والمشاكل التي لا تنتهي خصوصا إذا كانت الأسرة تعمل على بناء أساس قوي. يقول مالك بن نبي «إذا أردت بناء أمة عظيمة ابدأ بتنشئة أفرادها داخل أسر قوية». فتعليم القيم في البيت تصنع من قادة مستقبلا. وترسيخ الصورة المثالية للبيت المسلم أمر غاية في الأهمية تسعى له كل الأسر سواء في داخل الوطن أم كانت تعيش في بلدان مختلفة. وبالطبع ما تكون عليه الأسرة فهو صورة مصغرة عن المجتمع. كما أنه لا أحد ينشأ من فراغ فكل شخصية عظيمة خلفها أسرة عظيمة بذلت من أجل هذه التربية الصالحة.

إن صلاح المجتمع مرتبط تماما بصلاح الأسرة التي تزيد من قوة المجتمع وصلابته.

وفي تقرير لليونيسف أن الاستقرار العائلي لا يسهم فقط في النمو السليم للأطفال، بل يمنحهم القدرة على مواجهة التحديات بثقة.

والروابط العائلية الآمنة تساهم في الاستقرار العائلي، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».

لذلك يعتبر من أحد عوامل استقرار المجتمع اليوم هو تقديم قدوة ناجحة، وتعليم الأبناء المهارات الأساسية للحياة، وكيفية التكيف في عصر به كل المغريات متاحة، من خلال المناهج وتنمية حس المسؤولية المجتمعية.

في ظل الثورة الرقمية الهائلة والمعلومات وتوفر الأجهزة الذكية صار الأمر يتطلب دورا للأسرة غير الأدوار التقليدية لضمان بقائها واستمرارها. لأن هذه الثورة الرقمية والاعتماد المفرط على الأجهزة الذكية خلق فجوة كبيرة بين الأجيال، وقلل التفاعل والتقارب الأسري بصورة واضحة،

لذلك فإن هذه التحديات ليست مقتصرة على الوقت الحالي، بل تطال مستقبل الأجيال القادمة.

فالأسرة في الإسلام تظل الأسرة أساس كل المجتمعات التي تشكل هويتها لذلك لابد من التفاعل الإيجابي مع التحديات التي تواجهها الأسرة التي هي ركيزة ونجاح الأسرة ذلك يعني حماية الأسرة وبناء أجيال قادرة على الابتكار والنهوض في ظل متغيراتها المستمرة بسرعة من خلال تعزيز الهوية الوطنية وتقديم الدعم الأسري وتعزيز القيم ودعم الأنشطة الثقافية والعائلية.

وخلاصة القول فإن أفضل ما يمكن للفرد أن يبنيه هو أسرة متينة البنيان متماسكة الأركان والتي هي من أولويات الأسس الإسلامية. «فالعائلة هي الوطن الأول والبيت الذي نبحث عنه مهما كبرنا» كما قال نجيب محفوظ، كل هذا وبيني وبينكم...

اقرأ المزيد

alsharq مكافحة الفساد مسؤولية عالمية

تعكس جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد والتي دخلت عامها العاشر، الأهمية... اقرأ المزيد

87

| 15 ديسمبر 2025

alsharq كأس العرب من منظور علم الاجتماع

يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة الاجتماعية، مجالًا تتفرّع عنه اختصاصات حديثة، من أبرزها سوسيولوجيا الرياضة،... اقرأ المزيد

90

| 15 ديسمبر 2025

alsharq في زحمة الصحراء!

يُخطئ كثيرون في الظنّ بأن الصحراء مجرد رمال وحصى وحرارة تُنهك الجلد وتخدع الروح، كأنها مكان مُفرغ من... اقرأ المزيد

120

| 15 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية