رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يثار جدل حول كفاءة المعلم من حيث الموهبة أو الإعداد، فهل المعلم الموهوب أكثر كفاءة وفاعلية في الارتقاء بالعملية التعليمية من المعلم المعد علميا ومهنيا؟ أم أن المعلم المُعد، والمؤهل لهذه المهمة هو أكثر نفعا وفاعلية في تحقيق أهداف التعليم، وتحسين مخرجات التعلم؟.. سؤال يراود الكثير من التربويين والمربين على مستوى التعليم العام والجامعي، لذا فقد خُصصت حلقة نقاش في شكل مناظرة علمية أخذت موضعها في جدول فعاليات المؤتمر التربوي السنوي الثالث لإصلاح التعليم، والمنظم من قبل كلية التربية بجامعة قطر في الفترة من 23 — 24 مارس 2013م. وقد دارت المناظرة حول هذا الموضوع من حيث التأييد والمعارضة للتدريس كموهبة أو إعداد وتأهيل علمي ومهني.
وتعقيبا على ما دار في قاعة المؤتمرات بالكلية، وتعليقا على سير الأحداث داخل القاعة من المداخلات المُدّعمة بالحجج والبراهين المؤيدة والمعارضة من كلا الفريقين، فقد كانت المناظرة جيدة من حيث الإعداد الفني والعلمي لأطراف المناظرة من المؤيدين لمبدأ "التدريس موهبة" والمعارضين له، وكانت الأدوار موزعة بشكل محدد ومتقن حيث قام كل بدوره في طرح القضية، وما يدعمها من حجج وبراهين منطقية ومقنعة للجمهور من جهة، والرد على حجج الفريق الآخر من جهة أخرى، وقد استند المؤيدون للمبدأ إلى قناعاتهم التي ربما تكون ناجمة عن القراءة والبحث في القضية برمتها، أو ناجمة عن المناقشات المحورية المثارة بين الفينة والأخرى في المقررات الدراسية في الجامعة أو في المجالس الثقافية المعنية بالأمر، وذلك يصب في خدمة المناظرة، وإثرائها. فكل ما طرح في المناظرة من آراء ومعتقدات حول هذا المبدأ صحيح بعض الشيء، وينقصه المنطق في بعض المواقف، فيرى الفريق المؤيد على سبيل المثال أن الموهبة أساس التدريس، ولا يمكن أن يتم بدونها، ولذلك كان الإصرار على ألا يُقبل في كليات التربية إلا الموهوبون من الطلبة المعلمين. وهذا بدوره أثار حفيظة أعضاء الفريق الآخر، ليبادروا بالرد السريع والتعليق على هذا الطرح بالقول "إن عدد المتقدمين لكلية التربية بجامعة قطر في ازدياد مستمر سنة بعد أخرى" خصوصا بعد عودة اللغة العربية إلى الحرم الجامعي بعد غياب طال أمده، فهل كل هؤلاء المتقدمين موهوبون؟ الإجابة بالطبع لا، لذا فهل يعقل إذن أن يُمنع كل هؤلاء المتقدمين من الالتحاق بالكلية لأنهم غير موهوبين، وما دور الكلية إذن؟ وأسئلة كثيرة توجه لأفراد الفريق المؤيد لمبدأ "التدريس موهبة". ويستمر الجدل والنقاش والأخذ والرد دون الوصول إلى حل وسط يلتقي عنده الطرفان.
وتقييما للمناظرة بشكل عام، وما يحسب لها وماعليها، فيحسب لفريقي المناظرة استعدادهم وتهيئتهم المسبقة، للطرح والرد، وصواب آرائهم المقنعة أحيانا، ومناقضتها للواقع أحيانا أخرى كما أشير آنفا، ولذا، فلنا رأي في هذا الشأن يمكن إظهاره لاحقا في هذه المقالة. أما فيما يتعلق بما يحسب على المناظرة، وما يؤخذ عليها، فقد اتسمت المناظرة بالرتابة والروتينية، وتوزيع الأدوار بمنهجية محكمة كما سبقت الإشارة، حيث لوحظ التقيد بالدور والنص المحدد لكل عضو في الفريق، مما قيد حرية التدخل السريع والفوري على النقطة المستهدفة.
أما فيما يتعلق بموضوع المناظرة المثير للجدل، فلنا تعليق وتعقيب على الفكرة والآراء المثارة حولها، وتعليقا على ما تم طرحه من قبل المؤيدين لمبدأ "التدريس موهبة في المقام الأول" فيمكننا اختزال تعليقنا في جوهر هذا الطرح وهو "المطالبة بعدم قبول غير الموهوبين في كليات التربية" مما يعني اقتصار الكلية على الموهوبين دون غيرهم من المعلمين. وهذا بحد ذاته مثار سؤال وتساؤل، وجدل ومجادلة، ونقاش ومناقشة، مما يدفعنا في ضوء مداخلات الفريق المعارض، وما تضمن من رد تمثل في توجس واستهجان واستغراب الطرح، وفي ظل ما يشهده واقعنا التعليمي الملموس، إلى حصر مناقشتنا في مجموعة من الأسئلة، منها على سبيل المثال: هل المعلم الموهوب يفي بالغرض، ويحل مشكلة التعليم القائم على المعلم الجيد؟ وهل المعلم الموهوب موجود ليسد الفراغ الوظيفي في قاعات الدراسة في مدارس تعليمنا العام؟ وهل نحن فعلا نعاني من غياب المعلم الموهوب، ولا نعاني من غياب المعلم المعد أو المؤهل؟ وهل كل المعلمين الذين لدينا معلمون مؤهلون، وغير موهوبين؟ والسؤال الأهم هو.. هل يتساوى غياب المعلم الموهوب بغياب المعلم المعد أو المؤهل، أم أن غياب المعلم الموهوب يؤثر سلبا على سير العملية التعليمية؟ ولا يضير غياب المعلم المعد، ولا يغير في المعادلة قيد أنملة؟.. فالجواب الواقعي في اعتقادنا أن غياب المعلم الموهوب لا يشكل مشكلة على الإطلاق، في حضور المعلم المعد والمؤهل، فإن وُجد المعلم الموهوب، فعلى الرحب والسعة، وأهلا به أينما حل، وإن لم يوجد، فلا مشكلة، وذلك لأن غيابه لن يخل بالعملية التعليمية، ولن يؤثر عليها بالسلب، ولن يعيقها على الإطلاق. أما المعلم المعد أو المؤهل في المقابل، فغيابه مشكلة كبيرة، تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية ونتائجها، وما يعانية تعليمنا العام في قطر اليوم هو غياب المعلم المعد أو المؤهل نتيجة لما مر به التعليم القطري من ظروف قاسية وظواهر اجتماعية رسمية وغير رسمبة مثل: أولا — غياب دور كلية التربية في تزويد الميدان التعليمي بالمعلمين المؤهلين، المتوقف منذ عام 2000م نتيجة لقرار مجحف بإيقاف القبول في الكلية، ثانيا — عزوف ونزوح الشباب القطري طوعية عن المهنة ومنها، ثالثا وأخيرا — دفع المعلمين المؤهلين والكوادر التعليمية المؤهلة إلى التقاعد، وفرش طريقه بالورد وتزيينه بالمغريات المادية الكبيرة تحت مظلة ما يسمى بالبند المركزي.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلية التربية – جامعة قطر
[email protected]
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
786
| 10 ديسمبر 2025