رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ارتكبت إسرائيل عدوانا غير مسبوق بقصف أول عاصمة خليجية - الدوحة في 9-سبتمبر. وصفه رئيس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن، بالجبان والغادر بهدف اغتيال وفد حماس المفاوض الذي كان مجتمعا لمناقشة مقترح الرئيس ترامب. في كلمته وفي منشور بعد ليلة استثنائية في مجلس الأمن مساء الخميس الماضي لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر- وسط إدانة غير مسبوقة لاعتداء إسرائيل في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي. ثمّن رئيس الوزراء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن، حجم الإدانات العربية والعالمية الواسعة لإسرائيل لانتهاكها سيادة قطر وخرقها للقوانين والمواثيق الدولية، واعتداء على دولة تلعب دور الوسيط في التهدئة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.» بالاعتداء على الوسيط وفي محاولة فاشلة لقتل الطرف المفاوض لكن ذلك لن يثني قطر عن دورها الإنساني لحقن الدماء لأننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب.
لم يتوقع أحد صلف وحسابات إسرائيل الفوقية والخاطئة المدفوعة بجنون العظمة دفع نتنياهو لارتكاب الجريمة المشينة. وكان ملفتاً إشادة رؤساء الوفود في كلماتهم في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، بوساطة قطر لوقف حرب غزة وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء المجاعة بإدخال المساعدات والإنسانية. كما حظيت وساطة قطر بدعم إدارتي بايدن وترامب وحتى نتنياهو- أرسل وفودا أمنية واستخباراتية لقطر للتفاوض. كما نجحت وساطة قطر مع مصر بالتوصل لهدنة في بداية الحرب لأكثر من أسبوع ونجحت الوساطة القطرية بالإفراج عن 148 من الأسرى الإسرائيليين.
ولذلك كان صادما تجاوز نتنياهو لجميع الخطوط الحمراء بالاعتداء على قطر بشكل سافر وجبان. ووصف سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «الهجوم الإسرائيلي بالانتهاك الخطير الذي يقوّض الأمن في المنطقة والعالم». بينما وصفه رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن في مقابلة مع شبكة سي ان ان وفي كلمته في مجلس الامن ب»إرهاب دولة» وبالغادر - والجبان وانتهاك لسيادة قطر، وتقوض الضربة جهود الوساطة لوقف النار وإطلاق سراح الأسرى. كما فند الشيخ محمد بن عبدالرحمن المزاعم بعلم قطر المسبق بالهجوم الإسرائيلي «عملية قمة النار»!! حيث اتصل الطرف الأمريكي بعد 10 دقائق من الهجوم!
شهد مجلس الأمن جلسة تاريخية طارئة، وشبه إجماع وباستثناء الموقفين الأمريكي والإسرائيلي- وظهر الموقف الإسرائيلي خارج السياق ومتخبطا وغير مقنع. بل كان مكابراً بتهديد وقح باستخدام القوة وخرق ميثاق الأمم المتحدة: «على قطر الاختيار إما أن تدين حماس وتطرد حماس أو تقاضيها أو ستقوم إسرائيل بذلك»! ولا حصانة لقادة حماس في غزة وطهران والدوحة-سواء في الانفاق أو الفنادق» يخرق ميثاق الأمم المتحدة... بينما كانت كلمات الدول الأعضاء معبرة وناقدة بقوة وسمت إسرائيل بالاسم. لخّص مندوب الجزائر عمار بن جامع الموقف بأن «صمت المجتمع الدولي يؤجج الفوضى، ومجلس الأمن أصبح غير قادر حتى على وصف العدوان على أنه انتهاك للقانون الدولي»!! لم يذكر البيان الصحفي إسرائيل بالاسم!!
رحب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن، وأدانت الدول الأعضاء في كلمات مندوبيها الدائمين وممثلي المنظمات ذات الصلة» الخليجية (الكويت والإمارات العربية المتحدة ) والعربية (العراق والأردن ومصر ) والإسلامية (تركيا) التي أدانت ورفضت هجوم إسرائيل على قطر». وجدد التزام دولة قطر بدورها الإنساني والدبلوماسي، وحقها في حماية سيادة وأمن الوطن.
وكان ملفتا التضامن والالتفاف الخليجي من أعلى مستوى وإدانة الاعتداء الإسرائيلي على قطر. تمثلت بزيارة ملفتة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية إلى الدوحة على رأس وفد رفيع وبلقائه مع الشيخ تميم في زيارة تضامنية واستدعاء الخارجية الإماراتية نائب السفير الإسرائيلي للاحتجاج على الاعتداء على قطر.
وأدان سمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الاعتداء وأكد باتصال هاتفي للشيخ تميم بن حمد «رفض الكويت القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة، وتقف دولة الكويت مع دولة قطر فيما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها». كما قاد ولي العهد الكويتي الشيخ صباح الخالد وفدا رفيع المستوى في زيارة تضامن والتقى بالشيخ تميم بن حمد، وأكد رفض الكويت الاعتداءات الإسرائيلية على قطر»- وأكد وزير الخارجية الكويتي «أن الاعتداء على قطر هو اعتداء على الأمن الخليجي المشترك» فيما أكد المندوب الكويتي الدائم في الأمم المتحدة نيابة عن دول مجلس التعاون السفير طارق البنّاي في كلمته ان «أمن دول مجلس التعاون الخليجي خط أحمر».
وجدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته «رفض وإدانة السعودية اعتداءات سلطة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وآخرها العدوان الغاشم على قطر. وستسخَّر السعودية جميع إمكاناتها للوقوف مع قطر في كل إجراءاتها بلا حدود» ودعا الأمير محمد بن سلمان إلى تحرّك عربي وإسلامي ودولي لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات دولية لوقف الانتهاكات وردعها، والاعتداء يُشكّل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة».
شكّل الاعتداء الإسرائيلي على قطر تهديدا يتجاوز قطر الوسيط، إلى تهديد الأمن الخليجي برمته. لذلك علينا استثمار الالتفاف والإدانة الواسعة خليجيا وعربيا ودوليا، وتوظيفها والبناء عليها في القمة العربية-الإسلامية الطارئة غداً في الدوحة. بتفعيل اجراءات فعالة وعملية تردع وتؤلم نتنياهو وعصابته، وتجمّد العلاقات وجميع الاتفاقيات وتسحب السفراء، ليدفع نتنياهو وحكومته المتطرفة ثمن جرائم حروبه وبلطجته، وتعمّق عزلة إسرائيل المنبوذة.
إنّ الأمة لا تحتاج إلى أسئلة تُثير الضجيج وتُبعثر الطاقات، وإنما إلى السؤال الراشد؛ سؤال صادق النية، موجَّه... اقرأ المزيد
159
| 16 سبتمبر 2025
مهما ادلهمّت بالإنسان النوائب، وتكالبت عليه أقدار الزمان، يبقى في داخله نبع لا يجف، ورافد لا يغيض، سرّ... اقرأ المزيد
204
| 16 سبتمبر 2025
ليست حادثة الاعتداء الصهيوني السافر والغادر يوم التاسع من سبتمبر على الدوحة بمستغرب، فهذا العدو المارق أسرف ولا... اقرأ المزيد
138
| 16 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ماذا لو اهتزت الدوحة؟ ماذا لو تحوّل الأمان إلى صدمة؟ (تخيل) أن (جهة ما) استهدفت مقرًا سكنيًا لحركة (ما) في قلب العاصمة، بلا سابق إنذار.الضربة لا تهز مبنى وحسب، بل تهز النفوس، والمجتمع، والتعليم، والجامعات… وحتى صورة المستقبل. هنا السؤال الذي يفرض نفسه؟ إذا اهتزت الدوحة.... من يهتز أولاً ؟ اهتزاز المجتمع… بين الصدمة والصلابة: المجتمع بكامله يدخل في اختبار جماعي عند الأزمات. يولد القلق، ويضعف الإحساس بالأمان، لكن في الوقت نفسه تتكشف فرص لصناعة الصلابة المجتمعية. هذه الصلابة تبدأ من وعي المواطن، وتنمو عبر التعليم وتترسخ عبر ثقافة المسؤولية المشتركة بين الدولة والأفراد. اهتزاز الأمن النفسي… الشرخ الخفي: الأمن النفسي هو الركيزة الأولى لأي مجتمع مستقر. فإذا تصدّع هذا الركن، انهارت معه القدرة على التفكير المتوازن، واتسعت دوائر الخوف والارتباك. الأزمات لا تقتل بالجراح المباشرة وحدها، بل بما تزرعه في النفوس من قلق وشعور بالعجز. أما آن الأوان أن يُنظر إلى الأمن النفسي كأولوية وطنية لا تقل عن الأمن العسكري أو الاقتصادي؟ إنه صمام الأمان الذي يحدد قدرة المجتمع على الصمود أمام أي صدمة، وهو الخط الفاصل بين مجتمع ينهار عند أول اهتزاز، ومجتمع يُعيد ترتيب نفسه ليقف أكثر قوة. الأزمات تكشف هشاشة أو قوة المناهج. التعليم لم يعد مجرد رياضيات وعلوم، بل مهارات حياة، كيف يتعامل الطالب مع الخوف؟ كيف يحافظ على اتزانه النفسي وسط الصدمات؟ وكيف يتحول من ضحية محتملة إلى جزء من الحل؟ المطلوب أن تتحول المناهج إلى منصات لتعليم مهارات التكيف والوعي الأمني. الجامعات القطرية مطالبة بتطوير برامج أكاديمية في الأمن وإدارة الكوارث، وإنشاء مراكز بحث تدرس انعكاسات الأزمات على المجتمع والنفس البشرية. لم تعد الجامعة مجرد منارة للعلم، بل أصبحت درع وعي يحمي المجتمع ويُسهم في استقراره. الاستقرار ليس معطى أبديًا، بل بناء يومي يتطلب وعيًا، تعليما، وتأهيلاً نفسيًا وأمنيًا. هذه الصدمة الافتراضية قد تتحول إلى فرصة وطنية لإعادة التأسيس، مناهج أعمق، جامعات أقوى، وأكاديميات أمنية تندمج في صميم العملية التعليمية. لماذا تؤجل دراسة العلوم السياسية حتى تُطرح كتخصص جامعي، وكأنها شأن خاص بالنخبة أو الباحثين. الوعي السياسي في جوهره وعي وطني، يبدأ من المراحل الدراسية الأولى، مثلما يدرس الطالب الجغرافيا أو التاريخ. إدراج مبادئ العلوم السياسية في المناهج المبكرة يمنح الطلبة أدوات لفهم العالم من حولهم، يعزز انتماءهم الوطني، ويُنمّي لديهم القدرة على قراءة الأزمات والتعامل معها بوعي لا بردود فعل عاطفية. إنه استثمار طويل المدى في جيل يعرف كيف يحمي وطنه بالمعرفة، قبل أن يذود عنه بالفعل. فالدرس الأكبر أن الأزمات، مهما كانت قاسية، قد تُعيد صياغة المستقبل على أسس أصلب وأعمق.إن الرسالة ليست مجرد تحذير افتراضي، بل نداء وطني. أما آن الأوان أن نُعيد صياغة حاضرنا لنضمن مستقبلنا؟ وفي قطر، حيث تحفل الساحة بقيادات واعية، قادرة على اتخاذ قرارات جوهرية، يظل الأمل كبيرًا بأن نُحوّل التحديات إلى فرص، وأن نصوغ من زمن التسارع تاريخًا جديدًا يليق بوطن لا يعرف التراجع.
1806
| 11 سبتمبر 2025
انطفاء ألسنة لهب الغارات على مساكن قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، لا يعني أبدا نسيان هذا العدوان الإرهابي الهمجي، فهو سيبقى شاهدا على وصول العربدة الإسرائيلية إلى ذروتها، في ظل أسئلة جادة عن حدود الصبر العربي وصمت المجتمع الدولي؟ لقد شكّل هذا الهجوم الغادر اعتداء سافرا على سيادة دولة قطر، ومحاولة آثمة لنقل أجواء الحرب إلى قلب الخليج، في سابقة خطيرة تعكس استخفافا صارخا بالقانون الدولي، ودوسا على أبسط قواعد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وعدم المساس بأمنها واستقرارها. المفارقة المؤلمة أن الدولة التي طالتها يد العدوان الإسرائيلي هذه المرة، هي نفسها التي حملت على عاتقها طوال الأشهر الماضية عبء الوساطة الشاقة في حرب غزة، فعلى مدار عامين أظهرت الدبلوماسية القطرية قدرة لافتة على فتح قنوات تفاوض بالغة الحساسية، وبذلت جهودا متواصلة في سبيل بلورة حلول توقف نزيف الدم وتفتح الطريق أمام تبادل الأسرى وإمكانية إنهاء الحرب، برغم العراقيل المتعمدة والمتكررة التي وضعها الاحتلال لنسف أي فرصة للسلام. ومن هنا فقد بات واضحا أن الرسالة التي أرادت «حكومة الإبادة» بقيادة بينامين نتنياهو إيصالها من هذا العدوان هو أنها ترغب في اغتيال مسار الوساطة ووأد كل جهد يسعى لإنهاء الحرب التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهي رسالة تكشف أن هذه الحكومة، بتركيبتها المتطرفة، لم تعد ترى في الدم الفلسطيني سوى وقود لبقائها، وأداة للهروب من أزماتها الداخلية المتفاقمة وانقساماتها العميقة. لكن الأخطر أن هذا السلوك يكشف عن نزعة عدوانية متصاعدة للاحتلال ربما تفتح الأبواب على مصاريعها أمام مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. نعم، فحين تصبح عاصمة خليجية آمنة - بغض النظر عن أي ذرائع أو مبررات- هدفا مشروعا في عقل صانع القرار الإسرائيلي، فذلك لا يعني سوى شيء واحد وهو أن المنطقة بكاملها باتت في مرمى حسابات متهورة لا تعترف بسيادة الدول ولا تقيم وزنا للاستقرار أو للقوانين والأعراف الدولية، ما يهدد بجر المنطقة برمتها إلى ويلات لا يمكن التنبؤ بنتائجها الكارثية. لقد عكست حالة التضامن العالمي الواسع مع دولة قطر عقب هذا العدوان المكانة التي باتت تحتلها هذه الدولة الخليجية، والتقدير الذي تحظى به جهودها الدؤوبة لوقف حرب غزة، لكن هذه المواقف على أهميتها اللحظية يجب أن تقترن بخطوات عملية تردع هذا السلوك العدواني المنتهك لسيادة الدول وتمنع تكراره سواء على دولة قطر أو غيرها من دول المنطقة. كما ينبغي أن تشكل هذه الحادثة نقطة تحول حقيقية، تدفع المجتمع الدولي إلى ما هو أبعد من التضامن السياسي والبيانات التقليدية، فالمطلوب اليوم هو تحرك عملي يلزم إسرائيل بوقف عدوانها، والدخول في مفاوضات جدية برعاية الوسطاء، لإنهاء حرب الإبادة في غزة ولجم مساعي حكومتها المتطرفة لتفجير كل المنطقة عوضا عن التجاوب مع المساعي الحميدة لإخماد الحروب والتوترات.
1470
| 12 سبتمبر 2025
ما جرى بالأمس لم يكن حدثًا عابرًا، بل هجوم أيقظ الضمائر وأسقط الأقنعة، الضربة الصهيونية التي استهدفت مقرًا لقيادات المقاومة أثناء اجتماع لبحث مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير، لم تكن مجرد اعتداء عسكري جبان، بل إعلانًا صريحًا بأن هذا الكيان الغاصب قد فقد أوراقه السياسية، ولم يعد يملك سوى منطق العصابة المنفلتة التي لا تعبأ بالقوانين ولا تحترم سيادة الدول ولا تراعي أبسط الأعراف الإنسانية. لقد انكشفت البربرية على حقيقتها، الدولة التي حاولت أن تفرض هيبتها بالحديد والنار، كشفت عن ضعفها وانكسارها أمام العالم، لم يعد في جعبتها إلا لغة الغدر وضربات عشوائية لا تفرّق بين مدني وعسكري، ولا بين أرض محايدة وأرض محتلة، ولا بين عدو ووسيط، تلك العلامات الواضحة لا تعني إلا شيئًا واحدًا: الانهيار من الداخل بعد سقوط صورتها في الخارج. نحن أمام لحظة فارقة، لحظة اختبار للتاريخ: هل سنرتقي إلى مستوى المسؤولية ونحوّل هذا الحدث غير المسبوق إلى بداية لصحوة عربية وإسلامية؟ هل سنشكّل جبهة موحّدة مع شرفاء العالم لنضع حدًا للتواطؤ والتطبيع، ونطرد سفراء الاحتلال من عواصمنا، ونغلق الأبواب التي فُتحت لهم تحت شعارات مضللة لم تجلب سوى الوهم والعار؟ أم سنمضي كأن شيئًا لم يكن؟ إنها فرصة ذهبية لإعادة ترتيب البيت العربي من الداخل، ليست القضية قضية قطر وحدها، بل قضية كل شبر عربي مهدّد اليوم بانتهاك السيادة، وغدًا بالاحتلال الصريح، لقد أثبتت التجارب أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة الردع، ولا يقرأ إلا معادلات القوة، وكل لحظة تأخير تعني مزيدًا من الاستباحة والاستهانة بحقوقنا وكرامتنا. نحن أمة تمتلك أغلب موارد الطاقة ومفاتيح طرق التجارة العالمية، ومع ذلك تُعامل كأطراف ضعيفة في معادلة الصراع، آن الأوان أن نتحرك لا بخطابات رنانة ولا بيانات جوفاء، بل بمواقف عملية تُعيد الهيبة إلى هذه الأمة. لقد أراد الاحتلال من وراء هذه العملية الغادرة أن يوجّه رسالة مرتبطة بمقترح ترامب، مفادها أن لا صوت يعلو فوق صوته، لكن الرد الحقيقي يجب أن يكون أوضح: السيادة لا تُستباح، والقرار لا يُملى من واشنطن ولا من تل أبيب. الغدر هو آخر أوراقهم… فلنجعل وحدتنا أول أوراقنا.
1383
| 10 سبتمبر 2025