رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صلاح الدباس

صلاح الدباس

مساحة إعلانية

مقالات

491

صلاح الدباس

تخطيط قطر الناجح

14 سبتمبر 2013 , 12:00ص

التطور الاقتصادي لدولة من الدول أو أمة من الأمم لا يأتي من فراغ وإنما نتيجة لسياسات وخطط استراتيجية تستهدف النهوض بالمعطيات والمقومات والموارد المتاحة والاتجاه بها في مسار تنموي كما هو على خط سكة حديد طالما استوفى الدراسات التي تثبت جدواه، وقد نجح ذلك في كثير من الاقتصاديات الوطنية التي تحتل الصدارة العالمية حاليا، على النسق الياباني أو الكوري أو الصيني أو حتى تجربة النمور الآسيوية.

وفي تقديري أننا على المستوى العربي نجد أن دولة قطر تسير في مسار تنموي تصاعدي يدعو للإعجاب به، ويؤكد دور الدولة والقيادة في توجيه سفينة التنمية الوطنية، فهي رغم صغرها الجغرافي إلا أنها أكدت أنها دولة كبيرة، من خلال رؤيتها الاستراتيجية لما ينبغي أن تكونه في المستقبل، وقد حصدت نتائج وثمارا إيجابية تتعاظم سنويا في جميع المجالات التنموية، وذلك ينطوي على إرادة وحسن تخطيط وعزيمة لتوظيف موارد ومعطيات الدولة لما يجعلها رائدة ومتقدمة ومتطورة، وقد فعلت ذلك بالتأكيد.

احتلت دولة قطر المرتبة 13 في تقرير التنافسية العالمية في آخر فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك يؤكد ويدعم برامج الدولة للنهوض الاقتصادي، ويكفيها أنها تقدمت ترتيب كل الدول العربية والشرق الوسطية في التقرير، ولم يتوقف الحصاد عند ذلك، وإنما حظيت بمراتب متقدمة جدا في بعض المؤشرات، منها المرتبة الأولى في 10 مؤشرات أبرزها الإنفاق الحكومي، عدم تأثر الأعمال بالجريمة، وسهولة الحصول على القروض، كما حصلت على المرتبة الثانية في ثقة العامة بالسياسيين وفعالية سياسة عدم الاحتكار وتوفر رأس المال الاستثماري، والمرتبة الثالثة في تحويل الأموال العامة وقدرة الدولة على استقطاب الكفاءات في سوق العمل، والادخار الوطني الإجمالي من الناتج المحلي، والمرتبة الرابعة في حماية الملكية الفكرية بالمرتبة الرابعة، جودة نظام التعليم والاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا.

تلك النتائج تؤكد أننا أمام تجربة نموذجية ينبغي التوقف عندها، فنحن في العالم العربي لا نزال نتأخر ونتراجع في كثير من مؤشراتنا التنموية، ولكن قطر تؤكد لنا بصورة قاطعة أنه يمكن تحقيق التطلعات والطموحات والوصول الى غاياتنا حين نتجه بالأوطان في مسارات تنافسية تقوم على أسس قوية توظف الموارد بصورة علمية، ولعل كلمة السر في كل ذلك هي التخطيط الناجح، فالفشل في التخطيط إنما هو تخطيط للفشل، وقطر لم تفشل بدليل التنافسية العالمية والصعود المثالي لأمة تمتلك الإرادة الحقيقية للنجاح.

مساحة إعلانية