رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أروى الغانم

أروى الغانم

مساحة إعلانية

مقالات

384

أروى الغانم

العالم الذي لا يُقهر

14 فبراير 2025 , 08:00ص

بعد هجرة النبي ﷺ قويت شوكة المسلمين وأصبح لهم دولة وجيش ففتح النبي ﷺ باب التفاوض مع المشركين على العديد من المطالب دون المساس بالعقيدة ؛ على عكس مافعله عليه السلام حين كان في مكة فقد أغلق باب التفاوض رغم حالة الاستضعاف إذ لم يكونوا يملكون سوى العقيدة.. ليُعلمنا درسًا بالغ الأهمية أنه لا تفاوض على العقيدة فإنها قوة عظمى لا يعادلها قوة مادية ولا بشرية إن ترسخت في مجتمع جعلت منه عالمًا لا يُقهر.

إنها عقيدة تتجاوز بالإنسان حدود النهي عن عبادة الأوثان إلى المعنى المجازي للوثن الذي يُعبد من دون الله تعالى كالانغماس في عالم المادة فتحافظ على كل ماهو نبيل وعظيم في الإنسان، وتحافظ عليه أن يحيد عن جادة الصواب.

إن مصدر تماسك أي مجتمع هو ثقافته التي تحوي هويته المميزة له عن باقي المجتمعات، فكيف إن كانت هذه الثقافة تستمد منظومتها الأخلاقية والسلوكية من وحي إلٰهي ثابت.. لذا فإن أخطر مراحل الاستعمار للبلاد هي تحطيم البُنية الثقافية وبذلك تتحول هذه البلد المُستَعمَرة إلى ما يُشبه « السوق الحرّة « يدخلها المارقون كيف شاءوا.

ولنا في غزّة مثالًا على أثر الثبات على الهويّة الإسلامية، فقد حاول المجتمع الدولي لسنوات بكل ما أوتي من وسائل لتغيير الخريطة الإدراكية للعالم بأنّ فلسطين أرض بلا شعب أو شعب يمكن تهجيره أو ترحيله وحصاره فاندلعت الانتفاضة تلو الأخرى لتُثبت أن فلسطين أرض عليها شعب عريق له ثقافة مُركبة لا يمكن تحطيمها، وأن الحروب المتتالية على قطاع غزة دليل على محاولة إذلال وقهر شعب لمحوِ رابطته الإيمانية وذاكرته التاريخية.

عندما أُعلن ميثاق حقوق الإنسان كان المرجع النموذجي هو « الإنسان المفرد « وليس المجتمع أو الإنسان ضمن مجتمعه أو الأسرة على أحسن تقدير، فلاقى القانون رفضًا فهو يُعتبر من الدعائم الأقوى للعلمانية التي سعت لتفتيت الأسرة التي هي النواة الصلبة الأصيلة في مجتمعات العالم الإسلامي ؛ إن نشأة الفرد داخل عائلة من أب وأم بشكلها الطبيعي الفطري تجعل منه عضوًا نافعًا وعضُدًا تقوم بها الأمّة، لذا فإن الحفاظ على قيمة الأسرة في العالم الإسلامي جعلت منه عالما لا يُقهر، وإنّ الإخفاقات الأخلاقية للمجتمعات الغربية المُدّعية لحقوق الإنسان «كظاهرة الأطفال غير الشرعيين» أخطر بكثير على البشرية من الإخفاقات التكنولوجية كسقوط طائرة أو تحطم قطار.

ختامًا: أشرنا هنا إلى أهمية الثقافة والعقيدة وكذلك الأسرة كمقومات جعلت من العالم الإسلامي عالمًا لا يُقهر، فعلى الأفراد زيادة وعيهم وإدراكهم لتبعات الإنجذاب اللاواعي للنماذج المستوردة.

اقرأ المزيد

alsharq هل يدخل العالم عامي 2026 و2027 في «سنين عجاف» سياسيًا؟

لم تعد الأسئلة الكبرى في عالم اليوم تدور حول متى تنتهي الأزمات، بل حول كيف ستُدار. فالعالم، وهو... اقرأ المزيد

126

| 30 ديسمبر 2025

alsharq قرار يستحق الدراسة مسبقاً

حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد

198

| 30 ديسمبر 2025

alsharq أصالة الجمال الحق !

ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد

153

| 30 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية