رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عائشة جاسم الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

1220

د. عائشة جاسم الكواري

بين القيم العائلية .. والمسؤولية

13 أبريل 2014 , 01:20ص

اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم ، وعليه فإن مفهوم تربية الأبناء هو مفهوم تشاركي تعاوني بين الأب من جهة والأم من جهة أخرى ، ليصبح لدينا فيما بعد جيل متسلح بالمبادئ والقيم والأخلاق القويمة ، قادر بتربيته وعلمه وأخلاقه وثقافته المشاركة على بناء المجتمع بالصورة الصحيحة التي تترجم رؤية قطر ووفقاً لمرتكزاتها الواضحة .

شاهدت صورة وتعليقا استوقفاني مما فتح بابا للحوار بيني وبين صديقتي أم عبدالله ، الصورة كانت عبارة عن تساؤل من ابن لوالده يقول فيه أبي ما معنى رجل؟ فأجابه الوالد: هو الشخص القوي المسؤول عن أبنائه، يهتم بأمورهم ويسهر على راحتهم ، فقال الولد : إذاً أتمنى أن أصبح رجلاً مثل أمي!!

هذا التعليق والموقف فتح أمامنا قنوات نقاش عديدة أهمها ، هل بالفعل يشارك الرجل في مجتمعنا بتربية الأبناء أم هي لصيقة بشكل مباشر بالأم وتقتصر جهود الأب على توفير السكن والمأكل وغيرها من الماديات في حين ان الأم هي من تربي وتعتني وتسهر وتعلم و تحاسب على الخطأ أيضاً !؟

في نظرة سريعة على مجتمعنا سابقاً وحالياً نرى ان هناك الكثير من الأمور التي تغيرت منها وجود الجدة المساعدة لأبنائها في تربية الأحفاد ، في حين إن الجدة اليوم هي إنسانة مرتبطة بحياتها العامة وزيارتها الخاصة وليست على استعداد لتحمل جزء من هذه المسؤولية ، فيضطر الأباء إلى الاستعانة بمعاونة من جنسيات أخرى تشاركهم مسؤولية الاعتناء بصغيرهم خاصة إذا كانت الأم عامله فقوانين الموارد البشرية وطبيعة مقار العمل لدينا مازالت لا تساعد على الاهتمام بالأطفال لعدم وجود مرونة في التأخير لتوصيل أبنائهم للمدارس مثلا أو لعدم وجود حضانة وروضة في مقر العمل، هناك تغيرات اجتماعية كثيرة كانت سببا في وجود فجوة اجتماعية في العلاقات والقيم العائلية ، على سبيل المثال عند وجود المناسبات كحفلات الزفاف وغيرها يمنع دخول الأطفال مما يضطر الام للاعتذار لأن الأب لدينا بشكل عام غير مستعد أو مهيأ للاعتناء بأطفاله ساعات معدودة لأنه الرجل ، وقد تنتقد الكثير من الرجال في حالة قيامهم بهذا الدور من أقرب الناس لهم رغم إنها وظيفة طبيعة جداً ولكنها مسؤولية لم يتم دعمها إجتماعياً لعدة أسباب!

أخيراً ديننا الإسلامي السمح لا يقدم مسؤولية أي من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر، فمشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، إذ لا يغني أحدهما عن الآخر، وهما يشكلان معاً هيكل السلطة في الأسرة من خلال مسؤوليات كل طرف، ولا يكتمل الهيكل أو البناء إذا تخلى أحد الأطراف عن واجباته، فالرعاية مسؤولية الوالدين معاً، وكلاهما ( مسؤول عن رعيته ).

مساحة إعلانية