رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في أواخر 2002 وبدايات 2003 كان السيد بول ولفوتز يجتمع مع مجموعة من المعارضين العراقيين في البنتاغون حيث يقع مكتبه كنائب لوزير الدفاع، كانت الاجتماعات شبه روتينية يسمع فيها ما يحب أن يسمعه من مجموعة المعارضة العراقية كما يطلق عليها في ذلك الوقت والتي يتكون أغلبها من المعارضين الشيعة الذين يعيشون في ضواحي واشنطن، ولم يكن لهم هم سوى إقناع الساسة الأمريكان بوجوب غزو العراق والتخلص من صدام حسين.
يقود المجموعة العراقية الدكتور علي العطار والذي كان له دور كبيرة في إقناع ولفوتز بغزو العراق أو (تحريرها) واعدا إياه برقص الناس في شوارع بغداد فرحا بدخول القوات الأمريكية، وهذه الكلمات هي التي كان يحب ولفوتز سماعها دائما رغم تكرارها الممل في تلك الاجتماعات، ولكن من هو الدكتور علي العطار الذي دفع ولفوتز وأقنعه بفكرة غزو العراق؟ فقد قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق في لقاء مع شبكة فوكس التلفزيونية يوم 8 فبراير 2011، أن ولفوتز هو صاحب فكرة غزو العراق بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد ذكرها في منتجع كامب ديفيد خلال اجتماع خاص مع الرئيس بوش الابن.
دعونا الآن نعود إلى الدكتور علي العطار الذي كانت بينه وبين ولفوتز علاقة قوية وهو الذي سوق له فكرة غزو العراق حتى استطاع هذا أن يبيعها على الرئيس بوش ثم استطاع هذا بدوره أن يسوقها على الكثير من الدول من ضمنها دول عربية وإسلامية.
ولد الدكتور علي العطار في بغداد عام 1963 وتخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت بشهادة في الطب عام 1989، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنشأ في أحد ضواحي واشنطن عيادته الصغيرة التي يمارس فيها مهنته، ثم توسع حتى أصبح يملك العديد من العيادات المنتشرة في المدن الأمريكية، ثم أصبح ثريا متخما، فتغيرت حياته وارتفع مستواه المالي بشكل كبير.
ولكن هذا الطبيب الثري وجد نفسه فجأة في مواجهة مع أقوى مؤسستين أمريكتين هما مصلحة الضرائب وهيئة تنظيم العمل الطبي الأمريكية، وفي عام 2009 تم توقيف رخصته لممارسة الطب بسبب تهربة الضريبي وبسبب تزويره للفواتير وتلاعبه بها بالإضافة إلى الكثير من الشكاوي التي وصلت إلى المؤسستين عن سوء ممارسته للطب بالإضافة إلى شكاوي عن تحرشات جنسية مع المرضى، وقد رفض العطار التعاون مع اللجنة التي شكلت للتحقيق من كل تلك الدعاوي التي قدمت ضده، ثم سحبت رخصة ممارسة الطب منه بشكل نهائي في سبتمبر عام 2011.
ثم تدخلت أكبر منظمة أمنية أمريكية وهي الـ FBI للتحقيق مع ممارسات هذا الرجل، فقد وصلت الفواتير الطبية التي كان يقدمها لشركات التأمين الطبية إلى الملايين، واغلبها لموظفين في السفارة المصرية في واشنطن.
رفعت قضية الدكتور العطار إلى الحكومة الفيدرالية من قبل مصلحة الضرائب الأميركية بتهمة التزوير، وهي تهمة كبيرة جدا يعاقب عليها القانون الأمريكي بشده، ثم توسع الموضوع لينكشف أيضاً بان للدكتور العطار وشريكه قد حولا مبالغ ماليه هائلة إلى بنوك خارجية، وأصبحت القضية أكبر وأكبر.
هرب الدكتور العطار من الولايات المتحدة الأميركية بعد توجيه كل تلك التهم له من قبل الحكومة الفيدرالية، وفي أواخر 2012 شوهد في بيروت رفقة مسؤلين من حزب الله اللبناني، واكتشفت أمريكا أن العطار لم يكن في حقيقة الأمر عراقيا، بل إنه ولد في بغداد لأبوين إيرانيين، ثم انضم إلى المخابرات الإيرانية التي أرسلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفة لاجئ ومعارض عراقي هارب من بطش صدام حسين.
لقد استطاع هذا العميل الإيراني اختراق دائرة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية مع آخرين يعملون لصالح المخابرات الإيرانية من ضمنهم الملياردير أحمد جلبي الذي كان له دور كبير في اغتيال العديد من الطيارين والعلماء العراقيين، ثم اكتشفت الولايات المتحدة بعد فوات الأوان بأنه عميل مزدوج، اتهم بتزويد الحكومة الإيرانية بشفرات سرية يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق، ثم دوهمت مكاتبه في بغداد وبعدها اختفى من المسرح السياسي بشكل تدريجي.
من أكبر مشاكل الولايات المتحدة الأمريكية التي ستواجهها خلال المرحلة المقبلة هي التحالف الباطني غير المرئي وغير المعلن بين المحافظين الجدد (اليمين اليهودي) وبين النظام الإيراني، وهذا التحالف وأن كان هدفه تدمير المنطقة العربية والسيطرة عليها ولكنه أيضاً يطمح إلى السيطرة على صناعة القرار الأميركي.
كتب قصة الدكتور علي العطار السيد Philip Giraldi والذي سبق وأن عمل مع المخابرات الأمريكية الـ CIA.
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد
798
| 09 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم... اقرأ المزيد
756
| 09 أكتوبر 2025
تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها... اقرأ المزيد
324
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
7314
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5397
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ «استيراد المعلّب»، حيث يتم استقدام برامج أو قوالب تدريبية جاهزة من بعض الدول الخليجية المجاورة لعرضها على وزارات أو مؤسسات في قطر، رغم وجود كفاءات محلية وجهات تدريبية قادرة على تقديم محتوى أكثر أصالة وفاعلية. الفكرة بحد ذاتها ليست إشكالية، فالتبادل المعرفي مطلوب، والتعاون الخليجي قيمة مضافة. لكن الإشكال يكمن في الاختزال: أن يكون الخيار الأول هو الحل المستورد، بينما تبقى القدرات المحلية في موقع المتفرج. أين الخلل؟ حين تأتي وفود خارجية وتعرض برامج جاهزة، غالبًا ما يتم التعامل معها باندفاع هذا المشهد قد يعطي انطباعًا مضللًا بأن ما تم تقديمه هو «ابتكار خارجي» لا يمكننا بلوغه داخليًا، بينما الحقيقة أن في قطر كفاءات بشرية ومؤسسات تدريبية تمتلك القدرة على الإبداع والتطوير. والمفارقة أن لدينا في قطر جهات رسمية مسؤولة عن التدريب وتحت مظلتها عشرات المراكز المحلية، لكن السؤال: لماذا لا تقوم هذه المظلات بدورها في حماية القطاع؟ لماذا تُترك الوزارات لتتسابق نحو البرامج المستوردة من الخارج، بل إن بعضها يُستورد دون أي اعتماد دولي حقيقي، غياب هذا الدور الرقابي والحامي يفتح الباب واسعًا أمام تهميش الكفاءات الوطنية. وتزداد الصورة حدة حين نرى المراكز التدريبية الخارجية تتسابق في نشر صورها مع المسؤولين عبر المنصات الاجتماعية، معلنةً أنها وقّعت اتفاقيات مع الوزارة الفلانية لتقديم برنامج تدريبي أو تربوي، وكأن الساحة القطرية تخلو من المفكرين التربويين أو من الكفاءات الوطنية في مجال التدريب. هذا المشهد لا يسيء فقط إلى مكانة المراكز المحلية، بل يضعف ثقة المجتمع بقدراته الذاتية. منطق الأولويات الأصل أن يكون هناك تسلسل منطقي: 1. أولًا: البحث عن الإمكانات المحلية، وإعطاء الفرصة للكوادر القطرية لتقديم حلولهم وبرامجهم. 2. ثانيًا: إن لم تتوفر الخبرة محليًا، يتم النظر إلى الاستعانة بالخبرة الخليجية أو الدولية كخيار داعم لا كبديل دائم. بهذا الترتيب نحافظ على مكانة الكفاءات الوطنية، ونعزز من ثقة المؤسسات بقدراتها، ونوجه السوق نحو الإبداع المحلي. انعكاسات «استيراد المعلّب: - اقتصادياً: الاعتماد المفرط على الخارج يستنزف الموارد المالية ويضعف من استدامة السوق المحلي للتدريب. - مهنياً: يحبط الكفاءات المحلية التي ترى نفسها مهمشة رغم جاهزيتها. - اجتماعياً: يرسخ فكرة أن النجاح لا يأتي إلا من الخارج، في حين أن بناء الثقة بالمؤسسات الوطنية هو أحد ركائز الاستقلال المجتمعي. ما الحل؟ الحل ليس في الانغلاق، بل في إعادة ضبط البوصلة: وضع آلية واضحة في الوزارات والمؤسسات تقضي بطرح أي مشروع تدريبي أولًا على المراكز المحلية. - تمكين المظلات المسؤولة عن التدريب من ممارسة دورها في حماية المراكز ومنع تجاوزها. - جعل الاستعانة بالبرامج المستوردة خيارًا تكميليًا عند الحاجة، لا قرارًا تلقائيًا. الخلاصة: «استيراد المعلّب» قد يكون مريحًا على المدى القصير، لكنه على المدى البعيد يضعف مناعة المؤسسات ويعطل القدرات الوطنية. إننا بحاجة إلى عقلية ترى في الكفاءة القطرية الخيار الأول، لا الأخير. فالطموح الحقيقي ليس في أن نستحسن ما يأتي من الخارج ونستعجل نشر صورته، بل في أن نُصدر نحن للعالم نموذجًا فريدًا ينبع من بيئتنا، ويعكس قدرتنا على بناء المستقبل بأيدينا.
4962
| 02 أكتوبر 2025