رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله العمادي

د. عـبــدالله العـمـادي

 

مساحة إعلانية

مقالات

282

د. عبدالله العمادي

الصهاينة أهل غدر وعداوة

11 سبتمبر 2025 , 04:59ص

هل أبالغ إن قلت إن الصهاينة الذين يحكمون كياناً مسخاً مزروعاً في قلب الأمة، هم أعداء لله وللدين والمسلمين، عربهم وعجمهم، وأهل غدر وخيانات؟ هل أكون قد بالغت في الوصف؟ إنّ من يرى الوصف مبالغة، لا أشك أن عنده خللا في الفهم والتصور، وفي قلبه دَخَن يجعله يخلط بين الخير والشر، فيرى الخير شراً والشر خيراً !

 ما حدث أول أمس من اعتداء صهيوني غادر في الدوحة على منزل آمن بوسط حي مزدحم بالمؤسسات المدنية الآمنة، بقصد تصفية من فيه من أعضاء الوفد المفاوض لحركة حماس الصامدة، إنما هو شاهد آخر وليس أخيرا على أن هذه الحفنة أو العصابة المزروعة بفلسطين، هم شذاذ آفاق يؤدون أدواراً وظيفية بدقة عالية وفق وصفة غربية قديمة، وقد تجددت وصارت أمريكية بحتة، الهدف الاستراتيجي البعيد منها، إحكام السيطرة على منطقة الشرق الأوسط عبر الهراوة الغليظة المتمثلة في هذا الكيان المسخ، عبر إدخال المنطقة في فرن التحول والتشكّل، على غرار ما تم قبل قرن من الزمان على يد المحتل البريطاني والفرنسي، أو ما يُعرف بسايكس بيكو المشؤوم.  العدوان الغادر على قطر، لا يشك عاقل بأنه يأتي ضمن بنك أهداف صهيونية أمريكية، وإن أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم يريدون الخير للمنطقة، وأنهم لا علم لهم بما يقوم به النتن ياهو وعصابته.   أقول بأن العدوان على قطر جاء بعد اعتداءات متكررة على سوريا، ثم تونس، ولا شك أن تركيا والجزائر وربما الحليف الأقرب مصر ومن بعدها الأردن، ضمن تلكم الأهداف، فهذه الحفنة لا تعترف بحليف أو صديق أو غيرهما في سبيل تحقيق مصالحها البعيدة، وإن كان للأسف لا زال بعض العرب على ثقة شبه عمياء بهذه الفئة الغادرة ! 

العدوان على قطر رسالة 

 العدوان الأخير على قطر ليس رسالة من النتن ياهو للعالم العربي وأنه بصدد تشكيله من جديد، بل هي رسالة لكل من سار على درب التطبيع مع حفنة الغدر والخيانة هؤلاء، خلاصتها أن التعايش مع ثلة عُرفت تاريخياً بنقض العهود والمواثيق، وتعاطي الغدر مع أقرب المقربين إليهم، هو أمر بالغ الصعوبة.. 

 لا يمكن التعايش مع من طَبْعُه الغدر والخيانة. نحن أمة القرآن، من أكثر الأمم خبرة وفهماً لسلوك هذه الفئة الغادرة من البشر، وأكثر فئة يحذرنا كتابنا الكريم منها، ويشرح لنا كيفية التعامل معها. ولأننا نبتعد تدريجياً عن الدين، ونحاول إزاحته عن الصراع بيننا وبينهم، صار فهمنا وتصوراتنا حول هذه الفئة الغادرة ضبابية مشوشة، حتى اعتبرها البعض منا فئة مسالمة خيّرة، ولا شيء في التعايش معها ! 

 بسبب تلك الضبابية والرؤية المشوشة للبعض منا، تم تناسي أصل القصة وهو أن هناك احتلالاً، وأرضاً محتلة، ويُراد لنا تعميق هذا التناسي كي يتحول الموضوع إلى تسوّل وبحث عن قطعة أرض لإقامة دويلة فلسطينية منزوعة الدسم والسلاح والهيبة، والكلمة والسيادة، كي تديرها سلطة رام الله، مقابل اعتراف عربي تام بدولة أخرى صهيونية لكنها كاملة الدسم، مدعومة من الشرق والغرب بالسلاح وغيره، يديرها مجرمو حرب مطلوبون للعدالة الدولية ! وما مشروع حل الدولتين إلا هكذا تفاصيله.   لكن حتى تلكم الفكرة البائسة لا يراها النظام الصهيوني المحتل بطبيعة الحال قابلة للتجسيد على أرض الواقع، وقد بدأ يركلها بعيداً عبر العربدة التي يقوم بها حالياً، وأعلن مراراً وتكراراً إلغاء فكرة الدولتين من قاموسه، بل ويؤكد على ذلك في كل مناسبة، والدليل الأخير أنه لم يحضر المؤتمر الذي اجتمع جل العالم قبل أسابيع في نيويورك للإعداد له وطرحه خلال الاجتماعات القادمة بالجمعية العامة بعد أيام، من أجل إعلان حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية ! 

 العدو الصهيوني الغادر لم يعترف بما صدر عن تلك الاجتماعات، ولن يعترف بشكل لا ريب فيه ما سيصدر بعد أيام خلال اجتماعات الجمعية العامة، بدليل أنه مستمر في مشاريعه لضم البقية الباقية من فلسطين تحت مرأى ومسمع من العالم كله، وبحماية ودعم أمريكي لا مثيل له ! 

الموقف العـربي البائس الفقير 

 المحزن في المشهد كله موقف العرب البائس، الذي يزداد بؤساً كلما تسامحوا وغضوا الطرف عن سلوكيات هذا العدو الغادر، ولا أظن العدوان على قطر ومن قبلها تونس وسوريا، سيغير من المشهد العربي البائس الفقير، الذي اعتبره سبباً كافياً لاستمرار العربدة الصهيونية المدعومة أمريكياً بشكل فاضح مكشوف. 

 لكن ما يغيظ هذا العدو الغادر وداعميه من الغرب والشرق على حد سواء، أن الجهة الوحيدة التي فهمت أس المشكلة، أو أساس الصراع هي حماس، وقد كان نتاج ذلك الفهم والوعي المتقدم هو طوفان الأقصى، الذي صار صعباً على الفهم عند المنبطحين في عالمنا العربي والإسلامي، من ساسة ومثقفين، ومفكرين وعلماء سلاطين !   لكن المحزن أن الذي فهم طوفان الأقصى، وأنه نتاج مشروع سني وحيد حالياً، وتجسيد عملي لفكرة مقاومة الاحتلال والاستبداد والطغيان قابلة للتطوير والانتشار، هم هؤلاء الغادرون ومن يدعمهم. ولهذا ترى معظم تحركاتهم منذ بدء الطوفان تركّز على نقطة جوهرية هي نزع سلاح حماس والتخلي عنها قبل كل شيء، ترافق تلك التحركات عمليات تشويه مستمرة بكل الطرق والوسائل، مع التأكيد على حرمان حماس من أي دور مستقبلي لها في غزة! 

غشاوة أزالها طوفان الأقصى

طوفان الأقصى أعاد ترتيب ذهنية العالم من جديد، بعد أن عاثت الرواية الصهيونية فيه سنين طويلا. كان هذا العالم لا يرى ولا يسمع إلا ما تريده آلة الدعاية الصهيونية المنتشرة حول العالم. هذا الطوفان أزال غشاوة غليظة كانت ملتصقة على عيني هذا العالم، فرأى فجور وتدليس وكذب الرواية الصهيونية، ورأى كل ذلك لأول مرة على الهواء مباشرة. جرائم حرب يمارسها هذا العدو الغادر من تهجير وتجويع وإبادة جماعية متعمدة تُرتكب ليس من الآن، بل منذ بدايات القرن الفائت. 

 من هنا، جاء هذا الطوفان، وأعطى زخماً للمقاومة الفلسطينية التي كادت أن تُنسى تماماً، حيث رأى العالم أن ما يقوم به حماس وبعض فصائل المقاومة الأخرى في غزة، إنما هو حق مبين، لا يتعارض مع أي دين سماوي، ولا أي شريعة أرضية كذلك، بل هو الواجب على أي شعب يرضخ تحت نير الاحتلال والاستبداد والطغيان. 

 خلاصة الحديث 

 ما جرى منذ بدء الطوفان حتى الساعة، عبارة عن مشاهد متنوعة لمعركة يديرها الله عز وجل، كي يكشف حقيقة هذا العدو أكثر فأكثر للغافلين ومن على أعينهم غشاوة، ويكشف في الوقت ذاته حقيقة المنافقين من الداخل والخارج، ويكشف حقيقة المجاهدين والمرابطين كذلك. 

 ها هم أولاء وقد انكشفوا جميعاً. عدو متغطرس غادر لا يفقه قوانين وسنن الكون، ومنافقون منتفعون لا يتعلمون دروس التاريخ، ومجاهدون عرفوا المعنى العميق للتوكل على الله، ومغزى الجهاد في سبيله لا غيره، في أجواء تحلق غربان تنعق، وأصوات باطلة مرجفة من هنا وهناك تدعو أهل الحق ليلاً ونهاراً ( إن الناس قد جمعـوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ). 

نعم، قالها أهل غزة ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ولو وقف العالم كله ضدنا، فالله أكبر وأعظم، ولن يخذلنا أبداً.

اقرأ المزيد

alsharq مرحلة جديدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، القانون رقم (22) لسنة 2025... اقرأ المزيد

237

| 08 أكتوبر 2025

alsharq بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة التنمية، بل كان دائماً هو الأصل والجوهر، فهو الخليفة في... اقرأ المزيد

1173

| 08 أكتوبر 2025

alsharq قراءة في العقل الأمريكي.. كيف هندس ترامب صفقة غزة؟

بعد عامين تنفست غزة فيها الصعداء مع الاعلان الأمريكي عن اتفاق بين حماس واسرائيل، ليكسر دوامة الحرب التي... اقرأ المزيد

243

| 08 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية