رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

وجيدة القحطاني

• ناشطة اجتماعية

مساحة إعلانية

مقالات

1005

وجيدة القحطاني

قطر بين نيران العدوان وأمانة الوساطة

11 سبتمبر 2025 , 05:04ص

لا يمكن النظر إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة، إلا بوصفها حدثًا فارقًا في مسار الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ومحاولة يائسة لإجهاض الجهود القطرية التي قطعت شوطًا كبيرًا في التوسط لوقف الحرب الدامية في غزة. فإن تمتد يد الاحتلال إلى قلب العاصمة القطرية، وفي لحظة تفاوضية حساسة، فذلك لا يعني فقط انتهاك السيادة، بل رسالة سياسية بليغة: إسرائيل لا تريد سلامًا، ولا تطيق وسيطًا مستقلًا يفرض قواعد مختلفة على طاولة المفاوضات.

ما بعد الضربة لم يكن كما قبلها. في قطر، شهدنا صورة نادرة من التلاحم الوطني، حيث وقف الشعب بكافة أطيافه خلف قيادته، مؤكدًا أن السيادة ليست موضع مساومة. مشاهد التضامن الشعبي، والتغطيات الإعلامية التي أبرزت وحدة الموقف، كشفت عن عمق العلاقة بين القيادة والمواطنين، وعن إدراك جمعي بأن قوة قطر تكمن في ثباتها على مواقفها، مهما اشتد الضغط الخارجي.

ذلك الالتفاف لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل تجديد لعقد وطني غير مكتوب: إن قطر، الصغيرة بمساحتها، الكبيرة بدورها، لا تقبل الابتزاز، وأن كل محاولة للنيل منها تزيدها تماسكا.

منذ اندلاع الحرب على غزة عام 2023، تحملت قطر عبئًا لا تحمله إلا الدول الكبرى: التوفيق بين طرفين على طرفي نقيض، إسرائيل وحماس، والسعي لإيجاد أرضية مشتركة لوقف النار. لم يكن ذلك جهدًا تقنيًا فقط، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية، إذ ارتبطت الوساطة القطرية بممرات الإغاثة، ودعم إعادة الإعمار، وتأمين المساعدات لآلاف الأسر المنكوبة.

إسرائيل تعلم أن نجاح الوساطة القطرية يضعف ذريعة استمرار الحرب. لذلك اختارت أن تضرب قلب الدوحة، ليس فقط لتصفية قادة حماس، بل لإرسال إشارة إلى أن أي وسيط لا يسير وفق الإيقاع الإسرائيلي، سيكون عرضة للتشكيك أو الاستهداف. إنها محاولة لكسر الحياد القطري، وإرغامه على التراجع عن دوره.

الدوحة لم تدخل على خط الوساطة بحثًا عن مكاسب آنية، بل انطلاقًا من قناعة بأن السلام العادل هو استثمار طويل الأمد في استقرار المنطقة. غير أن الثمن كان باهظًا: تهديدات متكررة، تشكيك إعلامي من أطراف مختلفة، وأخيرًا ضربة عسكرية داخل أراضيها.

من وجهة نظري، هذه الضربة تكشف عن مأزق استراتيجي تعيشه إسرائيل. فهي تملك القوة العسكرية لتدمير الأبنية فوق ساكنيها، لكنها تفتقر للقوة الدبلوماسية لفرض حل سياسي مقبول. كل ما فعلته في الدوحة أنها عمّقت عزلتها، وأكدت أنها عاجزة عن التعامل مع الوسطاء إلا بلغة النار.

في النهاية، أثبتت الضربة أن الدوحة ليست مجرد وسيط ثانوي في ملف غزة، بل لاعب مركزي باتت حساباته تفرض نفسها على الإقليم. إسرائيل حاولت أن تكسر قطر، لكنها في الحقيقة منحتها فرصة لتأكيد موقعها القيادي، عربيًا ودوليًا.

التفاف الشعب حول القيادة، وحدة الموقف العربي، والإدانة العالمية، كلها عناصر جعلت من الحدث نقطة تحول: لم تعد القضية مجرد نزاع بين إسرائيل وحماس، بل صارت اختبارًا لاحترام سيادة الدول العربية، وشرعية أدوارها في السعي إلى السلام.

التاريخ سيذكر أن قطر اختارت أن تكون صوتًا للسلام، وأنها لم تنكسر تحت وطأة العدوان.

اقرأ المزيد

alsharq قمَّة المصير المُشترك.. قرارات لا توصيات

هُنا من دوحة الخليج ولؤلؤته التي تتفرَّد بأصالتها وتطوُّرها، أكتبُ لكم، من عاصمة الاستقرار والازدهار، بينما تتسارع الوفود... اقرأ المزيد

258

| 14 سبتمبر 2025

alsharq قطر آمنة ورب يرعاها

الحمد لله على سلامة قطر، قيادة وشعبا من كل شر، والله يحفظنا من كيد الكائدين الحاقدين الحاسدين بعد... اقرأ المزيد

153

| 14 سبتمبر 2025

alsharq إما قطر أو قطر

كنت في ماليزيا لحظة وقوع الاعتداءات الغادرة الإسرائيلية على قطر في مهمة رسمية من عملي للمشاركة في ندوة... اقرأ المزيد

186

| 14 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية