رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

333

أمل عبدالملك

وأد الحقيقة

07 سبتمبر 2025 , 01:44ص

يُشكّل استهداف الصحفيين في قطاع غزة أحد أكثر جوانب الحرب إثارة للقلق، حيث تتعرض وسائل الإعلام المحلية لضربات ممنهجة تهدف إلى إسكات الصوت الموثّق، وفقًا لـ”لجنة حماية الصحفيين” (CPJ)، فقد قُتل 189 صحفيًا فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، مما يجعل هذه المواجهة الأكثر دموية بحق الإعلاميين في العصر الحديث.

لكن إحصاءات أخرى تسجّل أعدادًا أعلى بكثير، إذ تشير نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى أن عدد الصحفيين الذين استُشهدوا بلغ 246، فضلًا عن إصابة أكثر من 500 وتدمير نحو 650 منزلًا لعائلاتهم، ووفقًا لمصادر متعددة، فقد تجاوز عدد الشهداء 240 صحفيًا، كما نقلت “رويترز”، لا سيما بعد القصف المزدوج لمستشفى ناصر في خان يونس الذي أسفر عن مقتل 4 صحفيين مع استهدافهم أثناء تغطيتهم الحدث.

أرقام إضافية وردت في ويكيبيديا، موضحةً أن الأمم المتحدة سجلت 242 صحفيًا حتى 11 أغسطس 2025، بينما بلغ العدد الكلي – بحسب جمع البيانات المتعددة – إلى 274 صحفيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، منهم 269 فلسطينيًا.

جميع هذه المعطيات تشير بوضوح إلى أن غزة تحولت إلى “أكثر المناطق فتكًا للصحفيين في التاريخ الحديث”، بهدف واضح، عزل القطاع إعلاميًا ومنع نقل ما يجري فيه من أزمة إنسانية طاحنة، بما في ذلك المجازر، التجويع، والحصار اللاحق منذ بدء العدوان.

في مواجهة هذا القمع الإعلامي، يقف العالم في كثير من الأحيان بصمت مريب، رغم الإدانات المتكررة من منظمات حقوقية، فقد أُطلقت حملات منظمات مثل “مراسلون بلا حدود” و”Avaaz” تطالب بحماية الصحفيين وملاحقة المسؤولين دوليًا، كما وثّقت الأمم المتحدة ومنظمات دولية رفض إسرائيل منح تصريح للصحفيين الدوليين لدخول غزة، مما زاد من عزلة القطاع إعلاميًا، هذا الصمت ساهم في تراجع فرص التغطية العالمية، فأُغلقت طريق الحقيقة على العالم الخارجي، في وقت كان فيه أكثر من 65,000 شهيد فلسطيني، وآلاف الجرحى والمفقودين، يعيشون أيامًا قاسية تحت القصف المستمر وانقطاع الخدمات الأساسية.

حرية الصحافة ليست رفاهية، بل حق إنساني وأداة من أدوات العدالة والمساءلة، وفقًا للقانون الدولي الإنساني، يُعد الصحفيون “مدنيين محميين”، ولا يجوز استهدافهم بتاتًا، لكن إسرائيل تجاهلت هذا الحق، مُتهمَة بالاستهداف المباشر للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، بالتزامن مع تضليل إعلامي داخلي، يُقدّم ضحايا الإعلاميين على أنهم “مقاتلون أو ناشطون” دون تقديم أدلة موثوقة.

في هذه الظروف المظلمة، يبقى أمام العالم مسؤوليات لا تُمكن تجاهلها:

1. حماية فعّالة للصحفيين: من خلال ضمان فتح ممرات آمنة للصحفيين الدوليين والوطنيين، وتوفير شارات ضمان دولية (مثل “صحافة محمية”) تُحترم في الميدان.

2. ملاحقة الجرائم دوليًا: رفع دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة من يستهدف الصحافة بشكل ممنهج، كجرائم حرب.

3.  تعزيز التغطية العالمية: دعم المنظمات الإعلامية المستقلة، وضمان وصول المواد التحريرية والمرئية إلى العالم لإظهار الحقيقة كما هي.

4. فرض عقوبات بناءً على انتهاكات صحفية: ربط الحوار السياسي والعلاقات الدولية بمحور حماية الإعلام والحريات الأساسية.

• استهداف الصحفيين في غزة ليس مجرد حادثة مؤسفة، بل عمل ممنهج هدفه طمس الحقيقة وطمس أصوات الشهود، تجاهل المجتمع الدولي لهذه الواقعة لا يُشكل صمتًا فحسب، بل تساهلًا مع الظلم ذاته، ولإنقاذ ما تبقى من العدالة يتطلب استجابة فورية: حماية الصحفيين، محاسبة من يعتدي عليهم، وضمان ألا تصمت الحقيقة مهما حاولوا كما أن العالم مطالب اليوم بأن يكون صوتًا للذين لا صوت لهم، وأن يجعل من الحق في الإعلام العالمي معيارًا يُفعل لا يُتجاهل.

اقرأ المزيد

alsharq شعار عميق لليوم الوطني

«فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر» عبارة قالها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في... اقرأ المزيد

117

| 10 نوفمبر 2025

alsharq وجه الإرهاب القبيح

قاتل الله الإرهاب وأهله أينما حل ونزل، فـإرهاب الناس والأبرياء الآمنين من أطفال ونساء وشيوخ هو فعل من... اقرأ المزيد

138

| 10 نوفمبر 2025

alsharq الحجرة المظلمة وعجائب الدنيا السبع

لم تعد الكاميرا مجرد أداةٍ لنقل الأحداث، بل أصبحت صانعةً للواقع الذي نراه والذي قد لا نراه. لا... اقرأ المزيد

420

| 10 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية