رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة - غزة

مساحة إعلانية

مقالات

918

ريما محمد زنادة - غزة

غزة في يوم كيوم أحد

06 ديسمبر 2024 , 05:00ص

أصبحت الكلمات ثقيلة وعاجزة عن وصف الإبادة والحصار والقصف والجوع والنزوح. هي ليست معركة واحدة؛ بل معارك غير متكافئة العتاد، فالاحتلال تدفق له أسلحة بالمليارات صنفت بأنها محرمة دولية، في المقابل قطعت أبسط الإمدادات من المساعدات الغذائية الشحيحة بالأصل عن غزة.

لا أعلم كم ينبغي لأهل غزة أن يخوضوا من المعارك في هذه الحرب الظالمة!!!.

لم ينقطع الطعام والمساعدات الإنسانية فحسب؛ بل حتى الأكفان فقد نفدت ولم يعد لها وجود بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء فتارة يكون البديل بطانية أو أكياس النايلون. المجازر متوالية، والقصف لا يعرف الهدنة أو حتى استراحة مقاتل، الشمال يباد، والمجاعة انتشرت بكافة أنحاء غزة من شمالها إلى جنوبها فالأجساد منهكة.

لم يعد تعداد الشهداء بمنازل الآحاد فقد تجاوز ذلك بكثير فهم في منازل المئات والأقرب إلى الآلاف.

فقد مسحت عائلات بأكملها من السجل المدني فأصبحت ذكرى لأفعال (كان).

والكثير منها لازالت جثامينهم الطاهرة تحت ركام منازلهم منذ شهور الأولى للحرب وإلى الآن فكانت بيوتهم بمثابة قبور احتضنتهم بعد أن فشلت محاولات الإنقاذ لهم.

لم يعد الحديث عن جثامين، إنما أوزان لأشلاء تحسب بالكيلو اختلطت مع ركام الحجارة الشاهدة على الإبادة!.

لم يعد للعين قدرة على البكاء فقد جف دمعها فما كان للقلب إلا أن يذرف عنها دما فارتقاء القادة واحد خلف الأخر يكون فيه الوجع كل مرة غائرا وليس بآخره القائد البطل يحيى السنوار الذي خاض معارك كثيرة جندتها سياسة الاحتلال الظالمة ضده. الحال الذي وصلت له غزة المكلومة جعل الكثير من أهل غزة في حيرة من أمرهم ولا عجب في ذلك فقد اجتمع عليهم القهر والظلم والخوف والجوع والفقد وارتقاء القيادة. هذا الوجع أشعر غزة بوجع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والصحابة من حوله في معركة أحد حيث أصيب (عليه أفضل الصلاة والسلام) بجروح عديدة فقد كسرت رباعيته، وشج وجهه، وجرحت شفتيه، وارتقى عدد من كبار الصحابة.وأوجع ذلك قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) في المعركة ذاتها بارتقاء عمه حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) والتمثيل بجثمانه.

كان الوضع مؤلما على فؤاد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن حوله الصحابة.

لكن هل هزم الإسلام؟! هل توقفت الدعوة إلى الله (تعالى)، هل ترك المؤمنون إيمانهم، ودينهم ؟!

بالتأكيد لم يحدث ذلك؛ إنما انتشر الإسلام في العالم وأصبح للمسلمين شأن عظيم وبقاء راية (لا إله إلا الله ) عالية يجاهد اليوم أهل غزة في سبيلها، وتنتقل الراية من قائد إلى قائد ومن جيل إلى جيل.

المقاومة التي بوصلتها الجهاد في سبيل الله (تعالى) من المحال أن تهزم، وذلك وعدا من الله (عز وجل) بشر به عباده في كتابه العزيز: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» (محمد:٧).

الله (عز وجل) القادر على كل شيء فهو لا يعجزه المشركون في معركة أحد ولن يعجزه المشركون كذلك في «طوفان الأقصى»؛ فكل الذي حدث ويحدث هو لحكمة أرادها سبحانه وتعالى قد يكون من الصعب أن يدركها العقل البشري بمحدوديته فكل شيء لا نعلم حكمة الله به نستذكر قوله (سبحانه وتعالى) في كتابه الكريم: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ «(البقرة:٢٤٦).

اقرأ المزيد

alsharq قطر أول مــن يمنح ولا يمنع

(70 مليون طن من الركام والأنقاض وأكثر من 20,000 من القنابل التي لم تنفجر في قطاع غزة) ربما... اقرأ المزيد

123

| 19 أكتوبر 2025

alsharq ثورة المسيّرات: تحوّلات القوة في زمن الذكاء الاصطناعي

أعادت الطائرات المسيّرة رسم مشهد الحروب الحديثة، فلم تعد مجرد أدوات تقنية، بل أصبحت قوة بنيوية تغيّر موازين... اقرأ المزيد

69

| 19 أكتوبر 2025

alsharq التهدئة التي تسبق العاصفة

المرحلة الثانية من وقف الحرب لا تُشبه الهدوء، بل تشبه الصمت الذي يسبق الانفجار. هي مرحلة تتزيّن بالحديث... اقرأ المزيد

33

| 19 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية