رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الأمل القادم.. مع طيور السنونو العربية الثائرة! الجدران العربية الحديدية تتهاوى مع ضربات المعاول الثورية ممارسة الأنظمة تتفوق على تصرفات "حمارة القايلة" الأطفال يتصدرون قائمة شهداء الثورات العربية
"طائر سنونو واحد لا يجلب الصيف" (One swallow does not make a summer)، مثل انجليزى ينطبق على انتفاضات الشوارع العربية التى قد لا تأتى بالديمقراطية المثالية كما نتصورها، لكنها أمل فى أن التغيير قادم مع قدوم طائر السنونو العربى الثائر وان تأخر الصيف.
لقد دخلت المنطقة العربية فى سبات طويل وليل مظلم حالك، لتستيقظ على موجات انتشار الثورات وسقوط بعض الأنظمة الديكتاتورية البالية وترقب البعض الآخر الذى لا يزال يحاول الكثير من رموزها منع وصول المد ومحاربته وذبح كل من يتجرأ على الخروج فى الشارع من الأطفال قبل النساء والرجال ودفنهم فى مقابر جماعية، لقد وصل عدد الأطفال السوريين الذين سقطوا قتلى فى الاحتجاجات التى تشهدها البلاد منذ اندلاعها الى نحو 100 طفل أبرزهم حمزة الخطيب.
(1)
الحكاية مرعبة ومريرة تتفوق على القصص التى كانت تحكى لنا ونحن أطفال عن الجن الأزرق والأشباح والعفاريت (حمارة القايلة)، (ابو رجل مسلوخة)، (وامنا الغولة)، التى تخطف الصغار حتى لا نخرج من المنازل عند حلول الظلام. وعندما كبرنا عرفنا زيف هذه القصص المقيتة لكن لم نتوقع ان تتحول هذا القصص الى حقيقية واقعية وتستبدل شخوص الحكاية (بالشبيحة) وكلاب الأنظمة الديكتاتورية المسعورة! الحكاية تدور حول طفلين قرابة الثالثة عشرة من العمر، مازالت معانى الحياة جميلة فى اعينيهما حتى ذلك اليوم الذى خرجا فيه من بلدة الجيزة تجاه درعا السورية، فى محاولة لفك الحصار عن المدينة وادخال الطعام الى المحاصرين، فاعتقلتهما قوات النظام، واختفيا مدة شهر قبل أن يظهرا فى فيديو اليوتيوب ووسائل الاعلام وهما جثتان هامدتان عليهما آثار تعذيب وحشي، تظهر مدى الألم الذى عاناه هذان الطفلان قبل موتهما؟!
(2)
تصادف ان شاهدت قبل مدة فلكا وثائقيا فى محطة البى بى سى القناة الثالثة البريطانية عن سقوط جدار برلين (The Berlin Wall) الذى انهار قبل (20) سنة، وهو لم يكن فقط مجرد جدار طويل يفصل شطرى برلين الشرقى والغربى والمناطق المحيطة فى ألمانيا الشرقية، بل أشبه بستار حديدى ايديولوجى قسّم العالم لأكثر من أربعين سنة، وكان الافظع هو ان كل من يفكر أن يجتاز الجدار يطلق عليه النار. طول الجدار 155 كيلومترا، ويحيط بالجزء الغربى من برلين بشكل كامل، وقد أقيم عليه 300 برج مراقبة، كما أنشئ تحته نظام من الأنفاق تحت الأرض يتكون من 43 نفقا. كان المشهد الدراماتيكى فى دول شرق أوروبا قبل سقوط الجدار يذكرنا بالمشهد ذاته بعد عشرين سنة فى تونس ومصر واليمن وفى سوريا اليوم، حيث كان يخرج الآلاف من مواطنى ألمانيا الشرقية فى مظاهرات الى الشوارع مطالبين باجراء اصلاحات سياسية. وكان من أهم هذه المظاهرات على الاطلاق تلك التى عرفت بـ"مظاهرات يوم الاثنين" فى مقابل "مظاهرات يوم الجمعة" العربية. كان المتظاهرون يرددون هتاف "نحن الشعب" ويطالبون بالتغيير والاصلاحات والديمقراطية ولا مجيب. الاصلاحات لم تحدث بسبب عدم رغبة النظام فى الدخول فى تغييرات حقيقية وجذرية ربما لأنها تهدد وجوده وسلطته، وظل يمارس التحايل والفهلوة وتقديم الوعود الزائفة وخنق المعارضة وضرب المظاهرات بقوة واستخدام الأسلحة والتصفية الجسدية وزج كل من ينادى بالاصلاحات فى المعتقلات والسجون التى أصبحت تنافس المدارس والمستشفيات وهو ما عجل فى سقوط النظام والأنظمة الشيوعية الديكتاتورية واحداث زلزال سياسى فى أوروبا الشرقية ودول البلطيق ونقلها من جحيم الأنظمة الشمولية الى حضن الممارسة الديمقراطية.
(3)
فى رومانيا كانت المحطة الأخيرة فى سقوط آخر الأنظمة الاستبدادية القمعية فى أوروبا الشرقية حين ظهر الزعيم الرومانى نيكولاى تشاوشيسكو (Nicolae Ceausescu)، الذى بدأ حياته صانع أحذية، محاولا تهدئة الجماهير الغاضبة فى الشوارع عبر التليفزيون رافضاً أن يعترف بأخطاء نظامه، مشيراً الى وجود "قوى محركة خارجية"، كما فعل بن على فى تونس ومبارك فى مصر وصالح فى اليمن والقذافى فى ليبيا والبقية على الطريق. لقد استخدم نظام الدكتاتور العجوز (كان يطلق على نفسه القائد العظيم والملهم ودانوب الفكر والمنار المضىء للانسانية والعبقرى الذى يعرف كل شىء وهو ما يذكرنا بملك ملوك أفريقيا) الشرطة السرية (الشبيحة) ونصف مليون ضابط (الجيش) وملايين المرشدين (المخابرات غير النظامية) لخلق مناخ من الخوف المستمر فى بلاده التى يحكمها بالحديد والنار. لكن الانفجار جاء على غير موعد فى شوارع بوخارست وفى مدن أخرى التى حاول أن تصدها قوات الأمن وقامت الشرطة السرية فى اطلاق النار على المحتجين بلا رحمة بالأسلحة المحرمة دوليا، وشارك الجيش فى قتل المواطنين المحتجين، بالاضافة الى طائرات الهليكوبتر التى تطلق الرصاص على المواطنين، ولكن كل ذلك لم يزدهم الا اصراراً وتصميماً على المطالبة بالتغيير والخلاص من الطاغية لقد دقت ساعة التغيير والزمن لا يعود للوراء.
كل هذا العنف أدى الى اثارة التمرد فى صفوف الجيش بعد رؤية المجازر الدموية التى استباحت دماء الشعب فى الشوارع ورفض بعض كبار الضباط فى الجيش اطاعة الأوامر فى المشاركة فى اعدام الأبرياء.
انتشر التمرد فى معظم الوحدات العسكرية وتحولت القضية الانسانية لكى تصبح عالمية وليست محلية أوروبية حصرا. المثير للسخرية أن تشاوشيسكو كان يخطط ويعد ابنه نيكو ليخلفه وهو ما أدى الى استمرار المظاهرات ودخلت البلاد فى اضرابات شلت الحياة اليومية وتطورت الى احتلال الموظفين للدوائر والمقار الحكومية. وأشار المحللون الى أن الدكتاتور العجوز لم يكن بالامكان خلعه بأسلوب سلمى وانه لولا تلك الثورة الشعبية العارمة لما تم التخلّص منه وأن الفوضى والتخريب الغوغائى المصاحبين لتلك الثورة كانا عرضين جانبيين لم يكن هناك مفر منهما.
(4)
فى الجانب الآخر رضخ النظام الشيوعى فى ألمانيا الشرقية فى 9 نوفمبر 1989 لضغوط مئات الآلاف المتظاهرين المطالبين بالحرية. وعلى الأثر تجمع على نقاط التفتيش الحدودية بين برلين الشرقية وبرلين الغربية الآلاف من أبناء الألمانيتين، وما هى الا ساعات قليلة حتى تسلق المتظاهرون الجدار وتنقلوا، لأول مرة فى حياة الكثيرين من بينهم، بين شطرى العاصمة، بينما كان الجدار يتلقى أولى ضربات المطرقات والمعاول التى ما لبثت أن أسقطته. وفى مقابل جدار برلين الغربى ها هى الجدران العربية الحديدية تتهاوى مع أول ضربة جاءت من المطرقات والمعاول فى تونس. تنهار "كأحجار الدومينو" الحوائط والجدران الفولاذية الديكتاتورية القائمة فى الفكر والعقل قبل القابعة على الأرض، ويشهد على سقوطها كل العرب بلا استثناء فى حيرة وخوف ومشاعر مختلطة ومتضاربة. هذه الجدران فصلت بين الانسان العربى والحرية وشيدت مدعومة بالجيش والعسكر والحرس الوطنى والمخابرات والأجهزة القمعية وأبواق النظام ومؤسساته الأمنية ووسائل الاعلام القبيحة الفاسدة ومشايخ الدين وعلماء السلطان وسدنه المعبد والفساد والاقطاع والمحسوبية. وكلنا أمل اليوم أن يأتى الدفء مع طيور السنونو العربية الثائرة بعد العيش الطويل فى الشتاء والبرد الاستبدادى القارص؟!
فاصلة أخيرة:
أيقظُونى عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ.
عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ.
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ.
عندما لا يستحى منْ لُبْسِ ثوبِ الاستقامةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ
لا تَعْدِلُ فى الميزانِ مثقالَ كَرامة.
سوفَ تستيقظُ.. لكنْ
ما الذى يَدعوكَ للنَّومِ الى يومِ القِيامَةْ؟
احمد مطر
Aljaberzoon.blogspot.com
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
189
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
144
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2010
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1614
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1134
| 24 ديسمبر 2025