رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الدكتورة حصة حامد المرواني

مساحة إعلانية

مقالات

435

الدكتورة حصة حامد المرواني

التدريب التكاملي.. تجربة فنلندا ووزارة التربية

05 أغسطس 2025 , 12:44ص

في عالم يتسارع فيه التقدم، لم يعد التدريب خيارًا تكميليًا، بل أصبح ضرورة وجودية من أجل البقاء، ليس فقط على مستوى الأفراد بل على مستوى المؤسسات والدول. لم تعد الفواصل التقليدية بين أنواع التدريب الإداري، والمهني، والتربوي، والتكنولوجي قائمة؛ بل باتت هذه المسارات متشابكة تشكل في مجموعها نسيج الشخصية المهنية المتكاملة، التي تستطيع قيادة التحول، ومواكبة المتغيرات، وتحقيق الأثر.

وفي السياق الوطني، لا يمكن فصل هذا التوجه عن الاستراتيجية الوطنية الثالثة للتنمية في دولة قطر، التي أكدت أن العنصر البشري هو المحرك الأساسي لأي تحول تنموي. وقد نصّت بوضوح في برامجها التنفيذية على أهمية بناء القدرات، وتطوير المهارات، وإعادة تأهيل الكوادر بما يتناسب مع متطلبات السوق المحلي والعالمي.

غير أن الواقع التنظيمي لبعض الجهات المشرفة على التدريب ما زال يقف عند نموذج تقليدي، يفترض أن يتم تخصيص مركز تدريبي لكل نشاط، وكأن الإدارة التربوية والتكنولوجية والمهنية تسير في خطوط متوازية لا تلتقي. إن هذا الفصل لم يعد يتماشى مع احتياجات المرحلة الحالية، خصوصًا في ظل ما نشهده من تسارع غير مسبوق في أدوات وأساليب التعلم المهني المستمر، وما يتطلبه ذلك من مرونة مؤسسية وتشريعية.

ولعل رفع السقف الأعلى للمناقصات منذ أيام قليلة، يأتي كإشارة واضحة على أن الدولة تمضي في مسار توسيع أدواتها الاقتصادية والتنموية بما يواكب هذا التسارع. وبالمثل، فإن نهاية عام 2025 كما ورد في الخطة الاستراتيجية - تمثل نقطة مراجعة حاسمة، وفرصة ذهبية لإعادة النظر في الضوابط والاشتراطات التنظيمية لمراكز التدريب، وتحديدًا تلك الخاضعة لإشراف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

ومن هذا المنبر، نتوجه بنداء مهني إلى الجهات المعنية إلى أهمية مراجعة الاشتراطات التنظيمية الداخلية، بما يسمح بدمج الأنشطة التدريبية المختلفة داخل المركز الواحد، وفق معايير جودة دون الحاجة إلى إنشاء كيان مستقل لكل مجال تدريبي. فالمرونة التشريعية ليست بالضرورة تنازلاً عن الجودة، بل تعزيز لها متى ما تمت بإدارة واعية وبمرجعية واضحة.

إننا نلمس في بعض الدول الخليجية والعربية كما هو الحال في فنلندا - توجهًا واضحًا نحو دمج مسارات التدريب التربوي والتقني والإداري تحت مظلة واحدة، حيث تسمح فنلندا للقطاع الخاص بإنشاء مراكز تدريب تقدم برامج متنوعة تشمل التدريب المهني، والإداري، والتقني، والتربوي تحت مظلة واحدة، دون الحاجة إلى فصل هذه الأنشطة، مما يعزز من كفاءة العملية التدريبية ويزيد من تنافسية المؤسسات. وهو ما يعكس وعيًا بأن التطوير لا ينتظر الهيكل، بل يبدأ من الرؤية، ويُصاغ بقوة القرار.

ختامًا، فإن تعديل هذه الاشتراطات هو أكثر من مجرد مطلب قطاعي، بل هو خطوة إصلاحية تنسجم مع روح المرحلة، وتحمل في طياتها مستقبلًا أكثر إشراقًا للمراكز التعليمية، لما لذلك من انعكاسات تنافسية تسهم في تحقيق الاستدامة.

اقرأ المزيد

alsharq سقوط غرناطة من جديد!

إن تأملت حوادث التاريخ، ستجدها تتكرر بنفس السيناريوهات تقريباً، أو أحياناً بشكل تكاد تكون طبق الأصل من بعضها... اقرأ المزيد

330

| 02 أكتوبر 2025

alsharq خطة ترامب.. أسئلة تنتظر أجوبة

اعذروني ولكني أبدو متخوفة جدا من خطة ترامب بشأن غزة حتى وإن مالت الدول العربية ودول العالم ككل... اقرأ المزيد

189

| 02 أكتوبر 2025

alsharq بين جذور المجالس وتيارات الشاشات

في قطر، كما في غيرها من مجتمعات الخليج، لم تكن الهوية يوماً مجرد رواية موروثة، بل كانت دومًا... اقرأ المزيد

165

| 02 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية