رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

321

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

القيادة الطيبة أم اللطيفة؟

04 مايو 2025 , 02:00ص

قد يظن البعض أنهم سيان أو كلمتان لنفس المعنى، ولكن الأمر ليس كما يُظَنّ. فاللطف يضفي نوعاً من اللين في التعامل مع الآخرين، والطيبة تبني الثقة في الطرف الآخر. فالذي يقود في شتى المناصب يجب أن يكون طيباً وليس لطيفاً. فالقيادة الطيبة هي من فنون السياسة في التعامل ما بين الأفراد والمنظمات والدول والتي يجب على القائد الفذ أن يتسم بها، أما اللطف فهو جزء من الطيبة، ولكنها سمة محددة لوقت محدد في المكان المحدد.

فالقائد اللطيف يتجنب المواجهات ليحفظ السلام، ولكن ردود فعله قد تكون غامضة وقراراته تبدو وكأنها مفروشة بالورود وذلك لتدافع الدول أو الشركات أو الأفراد في ما بينها ووفق التنافس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتكنولوجي وحتى التشريعي والقانوني وفي كل البيئات وعبر العصور وحتى عالمنا اليوم. بل إن أصحاب تلك السمة يبذلون قصارى جهدهم لكي يكونوا محبوبين، ولكنهم أيضاً يتجنبون التحديات ويركزون على الراحة فقط! بالإضافة إلى تجاهل الصراعات، على أمل أن يتم حلها من تلقاء نفسها، ويتخذون القرارات بناءً على تجنب إزعاج الأشخاص أو الجهات، وقد تكون أكبر سمة يشتهر بها هي المجاملات الدبلوماسية غير المجدية. أما في الجانب المقابل فإن القائد الطيب أو المتسم بالطيبة يتحلى بالدبلوماسية أيضاً، ولكن يكون حازماً في قراراته وقاسياً في فرض الثواب والعقاب وفق الحنكة والحكمة. كما يتمسك بوحدة فريقه من خلال الاعتماد على إمكانياتهم، ويشاركهم ردود الفعل الصادقة بشكل عاطفي مناسب، يحترم الحدود الشخصية، يدعم الاحترافية والمؤسساتية على جميع الأصعدة، يباشر علاج الإشكالات أو الصراعات بالحِلم لإيجاد الحلول، ويتخذ القرارات العادلة حتى في الأوقات الصعبة وإن كانت قاسية على الأفراد والشعوب، ولا يحتفل إلا بالإنجازات الحقيقية. لذلك ينصح القائد بخمسة أمور ليكون قائداً متسماً بالطيبة. القيادة الآمنة وذلك من خلال الشفافية في الطرح واتخاذ القرارات ومدعوم بالمصداقية في التواصل حتى وإن كانت الحقيقة صادمة، ملامس لمشاعر وعواطف المقابل ومتفهم لتصور ووجهات نظر فريقه وجمهوره قبل تنفيذ الأمور، يضع سقفا واضحا لتوقعات الغايات المطلوبة من فريقه العامل بشكل دقيق وواضح، يقدم ردود فعل بخرائط طريق واضحة، ومبينة لمناطق القوة والنماء بشكل مراعٍ للدقة والتحديد، وأخيراً وليس آخراً؛ يبني ثقة بناءً على تقدم نتائج العمل بشكل ثابت، حيث يضع القواعد والمبادئ من خلال التشريعات للقوانين أو اللوائح العادلة المدعومة بالقرارات التنفيذية الإستراتيجية الراسخة.

إلا أنني أتحفظ على مقولة اندثار عصر الطيبين في دولة قطر الحبيبة كما درج في الآونة الأخيرة، كما قال رسول الله (أمتي كالغيث) فالطيبون ما زالوا وسوف يبقون إلى قيام الساعة. لذلك فإن القادة الطيبين يتواجدون وأثرهم الخير بائن في كل زمان ومكان، والأمثلة كثيرة بيننا منذ تأسيس الدولة على يد الشيخ المؤسس جاسم بن محمد آل ثاني يرحمه الله، وحتى سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسمو الأمير قائد البلاد الأول الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظهما الله وسدد خطاهما على الخير. فخير قيادات قطر منحوتة بأحجار ذهبية راسخة عبر التاريخ وحتى عصرنا الحالي اليوم.

مساحة إعلانية