رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نشرت صحيفة "الشرق" في عددها الصادر بتاريخ 24 / 11 تقرير المجلس الأعلى للقضاء وخططه المستقبلية لتعديل التشريعات. لقد أدهشني عدد الدعاوى المتداولة في المحاكم، إذ بلغ عددها 85911 قضية، وأن الدعاوى المدنية بلغ عددها 19994 ينظر هذه القضايا جميعا 165 قاضيا فقط. سؤالي ما دلالة هذه الأرقام، هل يدل ذلك على وعي في المجتمع أم جهل ولذا يقع الناس في المحذور الأمر الذي يقودهم إلى ساحة القضاء؟ وهل عدد القضاة 165 كافيا للنظر في هذه القضايا المتعددة والمتشعبة دون إبطاء؟ وهل القضاة الذين ينظرون هذه القضايا من مدرسة فقهية واحدة، وثقافة مجتمع واحد؟ ثم كيف يتعامل القاضي مع أصحاب هذه القضايا؟ هل يلتزم بنصوص القانون الجامدة أم أنه يرجع إلى العرف الاجتماعي السائد في الدولة والتقاليد الاجتماعية رغم وجود النص؟
لا جدال أن القضاة يختلفون في سائر الشرائع والقوانين فيما يطلقونه من أحكام قضائية وهذا الاختلاف ظاهرة إنسانية متعارف عليها، فمنهم من لا يراعي أي نوع من حسن التقدير للأمور في تصرفاته، ويكون سلطان الهوى متحكما فيه، لذا تجده متعسفا في استخدام الحق. إنهم يختلفون حسب البيئة والمجتمع الذي يعيشون ضمنه، إنهم يختلفون حسب ثقافتهم الاجتماعية، ومصادر فقههم، فمثلا قاض في القاهرة ينظر في قضية إدارية هناك، يجب أن تختلف نظرته عن زميل له ينظر في ذات المسألة في الدوحة رغم وجود النصوص القانونية المتشابهة.
ما أردت قوله إن في كل مجتمع إنساني نوعين من السلوك، الأول السلوك الواقعي كما يقول بذلك أصحاب مدرسة علم الاجتماع، أو إن شئت طلاب العلوم السياسية، وهذا السلوك ينظر إلى ما هو كائن وليس كما يجب أن يكون عند النظر في أي مسألة. أما النوع الثاني فهم أصحاب المدرسة المثالية القائلين بما يجب أن يكون عليه العمل، أي ما تعارف عليه المجتمع وأنظمته، ومن هنا يحدث الاختلاف.
(2)
وللخروج من هذه المسألة النظرية فإنه من الضروري في أي مجتمع كان أن يهتم القاضي قبل أن يمارس القضاء بدراسة علم الاجتماع دراسة متأنية لأن تلك الدراسة ستعينه على أن تكون أحكامه متطابقة حسب قواعد وأعراف المجتمع وسلوكه في التعامل مع أحكام القانون ومواده. فمثلا أمام القاضي مسألة ينظرها تتعلق بإجراء إداري اتخذه موظف ما في مؤسسة ما يعتقد الموظف من واقع خبرته أن كل إجراء إداري يقود إلى تسهيل التعامل مع المستهلك - العميل إنما يعود بالنفع على المؤسسة ونتيجة لقراره عليه أن يتحمل المسؤولية عن أي سلبيات تظهر. في هذه الحالة وقبل الوصول إلى القضاء فعلى الإدارة المعنية أن تنظر إلى حيثيات المسألة موضع الخلاف فإن رأت أن ما فعله الموظف المعني يدخل في باب تسهيل أعمال المؤسسة واستقطاب عملاء جدد وتوسيع دائرة الأعمال، وأن المقاصد حسنة لمعرفة المؤسسة بسلوك الموظف وحسن الأداء في وظيفته فمن حق الإدارة المعنية أن تتخذ ما تراه تجاه موظفها، وفي الغالب في مثل هذه الحالة تكتفي المؤسسة المعنية بلفت نظر موظفها إلى الخسارة التي تحملتها المؤسسة والتنبيه بعدم العودة إلى مثل تلك القرارات، بعض المؤسسات تحمل الموظف المعني ما ترتب على ذلك من خسائر مادية والبعض الآخر يحمل تلك الخسارة حساب الأرباح والخسائر في نهاية المدة لأن الموظف اجتهد وأخطأ وطبقا للقاعدة القائلة " للمجتهد أجران " يقول الدكتور عاطف عبيد أستاذ إدارة الأعمال المرموق ورئيس وزراء مصر الأسبق لطلابه إن المؤسسة لا تتساهل في أي خطأ ترتكبه السكرتيرة التنفيذية سواء كتابة تاريخ الرسالة أو التقرير أو كتابة رقم بالخطأ فالقرار هنا هو إخراجها من هذا المركز إلى مكان أقل منزلة، أما المدير العام أو من في حكمه إذا ارتكب خطأ وحمل المؤسسة خسارة مالية محتملة فيكتفي بلفت النظر دون العقاب لأن ذلك ناتج عن اجتهاد وليس عن إهمال أو بسوء نية، وعلى ذلك يجري القياس.
(3)
المعروف أن لكل مؤسسة لوائحها وأنظمتها الداخلية وأن المساءلة القانونية عن أي خطأ ارتكبه أحد موظفي تلك المؤسسة ينظر إليها داخل تلك المؤسسة ما لم تكن مسألة جوهرية كالتزوير، والاحتيال، والسرقة، وما في حكم تلك المسائل. في هذه الحالة المؤسسة من حقها إحالة ذلك الموظف إلى القضاء وعليه أن يأخذ مجراه.
أما إذا كانت المسألة إدارية إجرائية وقد نظرتها المؤسسة المعنية واتخذت فيها عقابا طبقا للوائح المعمول بها في المؤسسة فالكاتب لا يرى ضرورة في رفع الدعوى أمام القضاء ولا يحق لطرف ثالث في رفع الدعوى في ذات المسألة أمام القضاء إلا إذا كان الطرف الثالث متضررا وفي هذه الحالة الدعوى تقام على المؤسسة وليس على الفرد الموظف، وعلى المؤسسة في هذه الحالة حماية منتسبيها وإلا قل الاجتهاد وضعف الانتماء وشاع بين الموظفين عدم حماسهم للعمل بروح معنوية عالية.
(4)
لنفترض أن هذه المسألة رفعت أمام القضاء من أي طرف كان فإن مهمة القاضي في هذه الحالة التأكد من أن هذه المسألة لم تعرض أمام أي جهة ولم يتخذ حيالها أي إجراء جزائي من قبل المؤسسة المعنية فإن وجد أنه قد تم البت فيها وأن عقابا قد وقع على الموظف وقبل به ولم يعترض فالرأي عندي أنه لا يجوز النظر في مسألة واحدة مرتين والقاضي من حقه الحكم ببطلان الدعوى وإغلاق ملفها لأنه لا يجوز معاقبة الموظف مرتين على خطأ إداري اجتهادي.
آخر القول: قضاتنا رحمهم الله من مجتمعات مختلفة، ومدارس فقهية مختلفة وسلوك قضائي مختلف، دعوتي لهم الاهتمام بعلم المجتمع القطري وعاداته وتقاليده قبل اللجوء إلى المواد القانونية الجامدة.
عندما نبدأ في بناء أي صرحٍ متين، فإننا نهتم أولاً بالأساس، لأنه هو الذي يحدد صلابة البناء واستمراره.... اقرأ المزيد
279
| 09 أكتوبر 2025
تعكس الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في دولة قطر والجمهورية اللبنانية الشقيقة، الحرص الكبير على تعزيز علاقات التعاون بين... اقرأ المزيد
129
| 09 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد
903
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8370
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5397
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4587
| 05 أكتوبر 2025